شبكة انباء العراق:
2025-01-09@04:26:14 GMT

حين ينتصر الولاء ينهزم الضمير

تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT

__ لم أصادف إنسانا حتى اللحظة وأنا على يقين بأن ضميره هو الغالب

بقلم : هادي جلو مرعي ..

عبر مسيرة البشرية التي يصفها الله باللهو واللعب يتجسد هذا اللهو وذاك اللعب بالحروب والدمار والموت والتهجير والسجون والزنازين والتعذيب والإيمان الكامل بأن الحق معي وعلى الجميع أن يعتقدوا بذلك وأن لايعترضوا، ويتجسد ذلك أيضا بالدكتاتوريات المقيتة التي تنافس الدكتاتوريات الدينية القائمة على هيكل عظيم من سذاجة الفقراء والإنتهازيين والمنتفعين والتجار الذين لديهم القدرة على المتاجرة بكل أصناف المعرفة الزائفة والثقافات وبيع الكلام وألعاب الكذب والتدليس على المغفلين وبناء إمبراطوريات تحصل على شرعيتها بالخديعة والخرافة، بينما يسيطر الدكتاتور على الحكم المطلق، وربما تحالف الدكتاتور السياسي بالدكتاتور الديني، ويتقاسمان النفوذ.

فلهذا القصر، ولذاك المسجد، ولهذا الحكم، ولهذا الشارع على أن يقوم الديني بتدجين المجموعات البشرية تحت شعار إطاعة الحاكم سواء كان برا، أو فاجرا، وعدم الخروج عليه. حين ينشغل الناس بالولاء للحاكم الدكتاتور، وللمقدس المصطنع يغيب الضمير، وعندما يتعود الناس على عبادة الدكتاتور لايعودون يرون شيئا من عيوبه، بل يتمسكون به خاصة المنتفعين منه، والذين إرتبطت مصالحهم وحياتهم بوجوده، وإذا ماكان الحاكم من نفس الطائفة، وإنتفعت منه فإنه يتحول الى قديس حتى لو قتل ودمر، وحول كل شيء الى خراب، فيمكن تسويقه بوصفه مرسلا من السماء، بينما يقوم إئمة المساجد بدورهم على أكمل وجه بالدعاء له بالحفظ، وفي حين يكون هذا الدكتاتور منبوذا من فئات من شعبه قمعها وعذبها فإنه يكون محبوبا من فئات أخرى تشاركه عقيدته، أو قوميته ومذهبه، وتحصل منه على حياة أفضل، وبينما يتمنى الناس الخلاص من دكتاتور في بلد فإن مواطني بلد آخر لايرون منه غير مايدفعهم لحبه، وهم يقارنون بين دكتاتور وآخر.فهذا الدكتاتور الذي يعذب شعبه محبوب لدى شعب آخر، والشعب الآخر يحب ذلك الدكتاتور ويفضله. فالدكتاتور هنا يعذب شعبه، ويبعث إشارات الحب لشعب الدكتاتور المقابل، وكلاهما قبيح، لكن الدكتاتور هنا وهناك يصنعان الدمار في بلديهما ويصدران الحب للشعب المقابل، وكل على طريقته. عندما يحضر الولاء الطائفي يغيب الضمير، ويغلق الناس عيونهم عن النظر الى الجرائم والتجاوزات التي تقترف من جلاوزة وعصابات الدكتاتور ولعل البلاد العربية كانت محطة مهمة لنفاق تاريخي عند الشعوب التي تنام بإرتياح طالما أنها لم تمس، وطالما أن من يعذب لايضرب بسوطه على ظهورها، ويتوجه الى الظهور التي يعرف ويحدد مسبقا بغرض الترهيب والخضوع الكامل وعدم المساس بسلطة الدكتاتور، ولهذا دفعنا ثمنا غاليا حين إنغمسنا بتجاهل عذابات غيرنا وتبرير جرائم الحكام والرضا بهم طالما أنهم يعذبون ويستعبدون المخالفين لنا ونرى المخالفين على أنهم كفار خارجين عن الدين والملة ولاحرمة لهم ولاكرامة، ونتغاضى عن كل جريمة وفعل عنيف، أو إجراء قانوني، أو سلوك وحشي ضدهم فالدكتاتور منا ونحن منه ومخالفوه مخالفونا والويل والثبور لهم وعلى هذا مضت الدكتاتوريات فنحن هنا ندعو الله أن يخلصنا من الدكتاتور بينما نتمنى النصر لدكتاتور في بلد آخر والبقاء والدوام له لأسباب منقطعة عن الضمير... هادي جلومرعي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

بين الولاء والاحتراف.. الملايين تحسم مستقبل نجوم الكرة المصرية

أصبحت ظاهرة رحيل نجوم الأندية المصرية، وعلى رأسها النادي الأهلي، إلى أندية أخرى بسبب الإغراءات المالية حديث الساعة في الساحة الرياضية، هذه الظاهرة أثارت جدلًا واسعًا، خاصة مع الحديث الأخير عن إمكانية انتقال أكرم توفيق، أحد أعمدة الأهلي، مقابل عرض مالي كبير، هذا يسلط الضوء على تأثير العروض المالية المغرية على مستقبل اللاعبين، ويطرح تساؤلات حول استراتيجيات الأندية للحفاظ على نجومها.

دوافع انتقال اللاعبين

العامل المادي يظل المحرك الأساسي لانتقالات اللاعبين. نظرًا لقصر عمر المسيرة الكروية، يسعى اللاعبون لتأمين مستقبلهم من خلال الرواتب الضخمة التي تُعرض عليهم. العروض المغرية من أندية الخليج أو أوروبا تُعد فرصة يصعب رفضها، حيث تتجاوز الأجور فيها أضعاف ما يحصل عليه اللاعب في مصر.

كذلك، تطمح الأندية التي تقدم هذه العروض إلى تعزيز صفوفها بلاعبين مميزين، ما يرفع من مستواها التنافسي. كما أن نجاح أسماء مصرية مثل محمد صلاح وتريزيجيه في الخارج يشجع اللاعبين الآخرين على السير على نفس النهج لتحقيق النجومية والانتشار العالمي.

أكرم توفيق: حالة نموذجية

أكرم توفيق يُعد أحد أبرز لاعبي خط الوسط في مصر حاليًا، بفضل مستواه المميز مع الأهلي والمنتخب المصري. تألقه جعله محط أنظار أندية كبرى، حيث تشير التقارير إلى تلقيه عرضًا ماليًا كبيرًا قد يصعب على الأهلي رفضه.

اللاعب يتمتع بروح قتالية وقدرة على اللعب في مراكز متعددة، مما يجعله من الأعمدة الأساسية في الفريق. ومع ذلك، يظل السؤال قائمًا: هل يستطيع الأهلي تحمل ضغط هذه العروض المغرية والحفاظ على خدمات اللاعب؟

تداعيات رحيل النجوم

خسارة لاعبين بارزين مثل أكرم توفيق تشكل ضربة فنية كبيرة للنادي. الأهلي، الذي يعتمد على الاستقرار الفني لتحقيق البطولات، قد يعاني من تأثير مباشر في حال رحيل نجمه. ومع ذلك، يتميز النادي بقدرته على تعويض غياب النجوم من خلال استقدام لاعبين جدد أو تصعيد المواهب الشابة.

لكن المشكلة تتعدى الجانب الفني، إذ إن رحيل اللاعبين قد يخلق حالة من عدم الاستقرار داخل الفريق. عندما يرى بقية اللاعبين زملاءهم ينتقلون للحصول على رواتب أعلى، قد يتأثر ولاؤهم للنادي وتزداد رغبتهم في الرحيل، مما يهدد استقرار الفريق.

دور الأندية والجماهير

لمواجهة هذه التحديات، تحتاج الأندية إلى تطوير استراتيجيات مستدامة. يجب على الأهلي، على سبيل المثال، مراجعة عقود لاعبيه وزيادة الحوافز المالية، خاصة لأولئك الذين يمثلون عناصر رئيسية في الفريق. كذلك، ينبغي تحسين الموارد المالية للنادي من خلال تعظيم الاستفادة من عقود الرعاية وحقوق البث التلفزيوني.

الجماهير أيضًا تلعب دورًا محوريًا. الدعم الجماهيري يعزز من شعور اللاعبين بالانتماء، لكن من المهم أن تدرك الجماهير أن الاحتراف يفرض على اللاعبين البحث عن الأفضل لهم ماديًا وفنيًا، وأن انتقالهم لا يعني دائمًا تخليهم عن النادي.

الخلاصة

تُظهر قضية أكرم توفيق مدى صعوبة مواجهة الأندية المصرية للإغراءات المالية في عالم كرة القدم. بينما تسعى الأندية للحفاظ على نجومها، يظل الاحتراف والملايين عوامل تحسم مصير اللاعبين. الأمر يتطلب توازنًا دقيقًا بين تأمين الموارد المالية وتعزيز ولاء اللاعبين. في نهاية المطاف، تبقى كرة القدم عالمًا تنافسيًا، يتداخل فيه الشغف مع قوانين السوق.

مقالات مشابهة

  • من يُعادِ اليهود ينتصر
  • أمين الفتوى: قرض تمويل المشاريع ليس ربا
  • فريق الزمالك مواليد 2005 ينتصر على طلائع الجيش بركلات الترجيح في بطولة الجمهورية
  • تحذيرات صارمة من فريق ترامب لموظفي البنتاغون.. إثبات الولاء شرط للبقاء
  • الجمارك التجارية: أول عبور للبضائع من مليلية إلى المغرب بينما الوضع مازال معلقا في سبتة
  • إيرادات الأفلام أمس.. محمد سعد ينتصر على الجميع وكريم محمود عبد العزيز يلاحقه
  • تحالف سنّي بنفس الوجوه الإيرانية الولاء
  • شاهد.. الفنان عاصم البنا يغني لشيخ الأمين ويمدحه (يا أستاذ روحي الشهير يا أب حباً جوة الضمير شيخ الأمين كنز الفقير)
  • بين الولاء والاحتراف.. الملايين تحسم مستقبل نجوم الكرة المصرية