هل يعود حزب الله حزباً سياسياً؟
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
من الواضح، من خلال الاداء السياسي والاعلامي لـ "حزب الله" أنه يسعى ويعمل ليكون له طابع سياسي كبير في المرحلة المقبلة، وقد يكون الشق السياسي للحزب اكبر من العسكري للمرة الاولى في تاريخه، او اقله هذا ما يوحي به، اذ ان الضربات التي تلقاها الحزب في منظومته العسكرية والامنية كبيرة وقد تجعله يعيد النظر بكامل استراتيجيته التي بناها في السنوات الماضية، لذلك يصبح السؤال عن ترددات عودة الحزب بالكامل الى العمل السياسي في الساحة السياسية الداخلية بعد ان خسر حتماً حضوره الاقليمي لاسباب كثيرة، منها سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
بحسب مصادر مطلعة فإن "حزب الله"، حتى لو حافظ على قدراته العسكرية ورمم القدرات المتضررة تنظيمياً وامنياً وعسكرياً، فإنه سيحصر نشاطه العسكري بالدفاع عن لبنان، اي ان القدرات لن تكون في اي معركة اقليمية او حتى ضمن اي مشروع مرتبط حتى بتحرير فلسطين، اقله خلال السنوات المقبلة ووفق الظروف الحالية، لذلك فإن بعض المخاوف بدأت تظهر الى العلن لدى خصوم الحزب وبعض حلفائه خوفاً من رغبة لدى حارة حريك بالحصول على حصة سياسية تناسب وزنه الشعبي في المؤسسات الدستورية وهذا ما سيكون حتماً على حساب القوى الاخرى.
من الواضح أن الحزب لا يريد في ادبياته اظهار نفسه كمن تراجع عن كل حضوره ونشاطه العسكري بل على العكس من ذلك هناك حديث متكرر حول ترميم القدرة العسكرية والعودة الى قوته السابقة، لكن هذا لا يعني أن فاعلية هذه القدرة والقوة ستكون كما السابق بل قد تكون قوة كامنة وجامدة، وعليه سيذهب الحزب نحو تفعيل حضوره السياسي وتحسين حصته داخل الدولة وقد بدأت مؤشرات ذلك تظهر من خلال تسريبات تتحدث عن ان الحزب يريد ان يتعامل بشكل جدي مع القضايا والاستحقاقات الداخلية كما سيعطي مسألة مكافحة الفساد اولوية ولن تكون مراعاة الحلفاء والخصوم على حساب الدولة وبنائها كما يلزم.
فكرة عودة الحزب الى دوره السياسي فقط واردة في السنوات المقبلة خصوصاً اذا تعاملت اسرائيل مع الواقع الجديد من دون تجاوزات تعيد وضع فكرة المقاومة والسلاح كأولوية وجودية، وهذا سيمنح الحزب خيار التركيز على تفعيل التسوية السياسية لتكون رافعة له في لبنان عموماً وفي بيئته خصوصاً، وعليه فإن المؤشر الاساسي سيكون كيفية تعامل حارة حريك مع الرئيس المنتخب، ايًاً كان، على اعتبار أن الرئاسة هي انعكاس اولاً للارادة الدولية وثانياً للمسار السياسي للسنوات الستّ المقبلة.
وبالرغم من الغموض الذي يتعامل فيه الحزب مع القضايا السياسية كما الامنية، وهذه سمة ستحكم سلوكه اقله في السنوات المقبلة، فإن اندماجه في السياسة الداخلية والزواريب سيكون اما مناورة استراتيجية كبرى او مدخلا لإنهاء الانشطة العسكرية عملياً وان لم يعلن عن ذلك صراحة . المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بمشاركة 50 حزبا.. انطلاق الاجتماع التحضيرى لملتقى الأحزاب والكيانات السياسية
استضاف حزب مستقبل وطن اجتماعاً تحضيرياً للإعداد للنسخة الثانية من ملتقى الأحزاب و الكيانات السياسية بمقر الأمانة المركزية للحزب بالتجمع الخامس، وذلك بمشاركة واسعة ضمت اكثر من 50 كياناً من بينها أحزاب الشعب الجمهوري وحماة الوطن والمؤتمر والمصرى الديمقراطى والحرية المصرى والتجمع والإصلاح والتنمية والعدل و الشعب الديمقراطى والمصريين والأحرار الاشتراكيين إلى جانب رئيس حزب إرادة جيل ومُنسق عام تحالف الاحزاب المصرية الذى يضم فى عضويته 42 حزباً.
استهدف الاجتماع، التشاور حول الخطوط العريضة، لموضوعات النسخة الثانية من الملتقى، التي يأتي على رأسها ضرورة اصطفاف الكيانات السياسية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة بين الكيانات السياسية المتعددة فيما يمكن الوصول إليه من توافقات لمواجهة القضايا الوطنية الكبرى، وخاصة القضايا التى تهدد الامن القومى المصرى.
وتداول الحضور الرؤى و الآراء الخاصة بتطوير العمل الحزبي في المرحلة المقبلة، بما يعزز من حضور الأحزاب في الحياة السياسية، ويمكنها من لعب دور أكثر حيوية في رسم السياسات العامة وصناعة القرار والقيام بوظيفتها كحلقة وسيطة بين السلطة والمجتمع، في اتجاه تحقيق تطلعات الشعب، وتعزيز التجربة الديمقراطية في البلاد كما تم التوافق خلال الاجتماع على استمرار عقد مثل هذا النوع من الاجتماعات و التى من شأنها إثراء الحياة السياسية المصرية.
كانت النسخة الأولى من «ملتقى الأحزاب السياسية»، انطلقت في يونيو عام ٢٠٢٣، تحت شعار (حصاد عام مضى ورؤية عام مُقبل) وتضمنت إستعراض أبرز جهود الأحزاب ووضع الرؤى المُستهدفة في محاور (الأجندة التشريعية - النشاط السياسي الحزبي - العمل المُجتمعي).. والتأكيد على دعم الموقف الرسمي للدولة المصرية والقيادة السياسية بشأن القضية الفلسطينية.