كشفت إفتتاحية مجلة الجيش، أن بلادنا قطعت أشواطا معتبرة على درب تعزيز المشروع الوطني النهضوي الذي يتجسد ميدانيا، بما تحقق من إنجازات غير مسبوقة، على جميع المستويات وفي كافة المجالات.

وجاء في الإفتتاحية أن السنة الجديدة 2025، بقدر ما يحدونا، ونحن نستقبلها، من أمل وطموح وعزيمة لمواصلة المسيرة بكل حزم وإصرار، علينا أن ندرك حجم التحديات التي يتعين علينا رفعها والتهديدات الواجب مجابهتها.

لإفشال كل مخططات أعداء الجزائر ومـحاولاتهم البائسة واليائسة لاستهدافها. أولئك الذين لا يروقهم التحول الذي تشهده بلادنا في السنوات الأخيرة نحو استكمال بناء الجزائر الجديدة والمنتصرة. الجزائر المزدهرة، الرائدة والفاعلة في مـحيطيها الإقليمي والدولي، الثابتة على مبادئها ومواقفها المشرفة، السيـّـدة في قراراتها. القوية بشعبها ومؤسساتها، الآمنة بجيشها الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني.

الجزائر التي لا تقبل الابتزاز والوصاية والرضوخ لأي جهة مهما كانت قوتها، مثلما أكده رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني السيد عبد المجيد تبون في رسالته بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 بقوله: “لقد أكرم الله تعالى الجزائر، فمن عليها بالنعم وأعزها شعبها الأبي بوعي وطني يحصنها به أمام نوايا المتآمرين وحقد الحاقدين ويبطل به المحاولات اليائسة لإحباط إرادة الوطنيين الغيورين على الجزائر، حاميا بوعيه المتقد لأمن واستقرار المجتمع، ومنشغلا في هذه المرحلة الحساسة برهانات كبرى وأولويات ملحة، لاستكمال المشروع الوطني التنموي الشامل والمستديم، الذي انطلق في الجزائر الجديدة، وتتواصل ترجمة أبعاده الإستراتيجية بعبقرية الشعب وسواعد الجزائريات والجزائريين في الجزائر المنتصرة”.
إن المشهد واضح كل الوضوح ولا يتطلب تفكيرا طويلا وتحليلا عميقا، حتى ندرك خبث نوايا أعداء الجزائر وأهدافهم الدنيئة، والأكيد أنه مهما تنوعت أساليبهم وشرورهم، فلن يفلحوا أبدا في تحقيق مآربهم الخسيسة، لأن الجزائر، التي بقيت صامدة قوية طيلة تاريخها الحافل بالمجد والبطولات، لن تنحني أبدا أمام رياح التآمر والتفرقة وسموم الفتنة، بفضل تماسك الجزائريين وانسجامهم وتضامنهم، وهي المبادئ التي ستظل على الدوام القبس الذي ينير دروب الأجيال المتلاحقة، التي ستدرك حتما، كما أدرك أسلافها، أن سر القوة والصمود يكمن في وحدة الصف والتلاحم وصدق النوايا والمقاصد لمواصلة تعزيز أسس الدولة الوطنية، بوصلتها ثورة أول نوفمبر المباركة، التي رصعت مجد بلادنا الخالد وجمعت شمل كل الجزائريين لهدف واحد هو خدمة الوطن والإخلاص له والتفاني في سبيله.
على هذا النهج الوطني الصادق والنبيل، يواصل الجيش الوطني الشعبي حمل الأمانة بكل فخر واعتزاز، وتأدية الرسالة بكل إخلاص وتفان، مستكملا مسار تطوير مـختلف قدراته والاضطلاع بمهامه الوطنية بكل احترافية والتزام، وهذا ما تترجمه النتائج النوعية المحققة ميدانيا، خاصة في مجال حماية الحدود ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وهي نتائج تؤكد جاهزيته التامة واستعداده الكامل لمواجهة أي خطر قد يهدد سلامة وطننا المُفدى، ويعكر صفو وطمأنينة شعبنا الأصيل، الذي طالما جسد بتلاحمه مع جيشه أنموذجا نادرا في الوحدة الوطنية والمحبة والتآخي ونكران الذات، ليظلا دائما معا حصنا منيعا في وجه كل من يحاول المساس بأمن وطننا واستقراره ودرعا صلبا أمام تجار الفتنة والتفرقة والمتآمرين، الذين يحز في نفوسهم السقيمة رؤية الجزائر تسير بثبات على السكة الصحيحة نحو وجهتها السليمة، لتعيش سيدة، قوية، مستقرة ومتطورة، كما يتطلع إليها أبناؤها الشرفاء اليوم وأرادها أسلافنا الميامين الذين ضحوا بأعز ما يملكون ليحيا الوطن حرا وآمنا وشامـخا، مثلما أوضحه السيد الفريق أول السعيد شنڤريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في كلمة له خلال إحدى زياراته إلى الناحية العسكرية الثانية، قائلا: “سنظل نعمل في الجيش الوطني الشعبي، تحت قيادة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على منح الجزائر القوة الكفيلة بالمحافظة على حق شعبها في العيش عزيزا مكرما، في كنف الاستقلال والسيادة”، مؤكدا أن “الجزائر تسير بخطى ثابتة نحو القمة، بل نحو الريادة في مجالاتها الجيوسياسية الإقليمية والجهوية، والاستمرار، بالتزام ووفاء، على هذه الوتيرة وهذه الديناميكية، هو واجب مقدس، يتطلب تماسك وانسجام وتضافر جهود جميع أبناء الوطن المخلصين، من أجل أن تصبح الجزائر رائدة وقوية ومزدهرة ومقتدرة وفاعلة” .
ولا شك أن هذا التوجه الوطني الخالص، هو نهج يتبناه أبناء وأحفاد أبطال نوفمبر الشرفاء عن قناعة راسخة، كيف لا وهم ذُخر أمتنا وذَخيرتها التي لا تنضب، شباب “تسري في دمائهم روح المقاومة”، مثلما أكده السيد رئيس الجمهورية في كلمته بمناسبة إشرافه على لقاء الحكومة مع الولاة، وتتوسم فيهم الجزائر كل الخير لحاضرها ومستقبلها، لِيَكونوا في مستوى المسؤولية والتحديات، على خطى أسلافهم الأطهار الذين قدموا كل غال ونفيس من أجل الانعتاق من نير المستعمر الغاشم، وإعلاء هامة وطننا الغالي بين الأمم.
كل عام والجزائر بخير.

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: الوطنی الشعبی

إقرأ أيضاً:

افتتاح أشغال يوم برلماني حول احترافية الجيش الوطني الشعبي وتحديات العصرنة

 انطلقت اليوم الثلاثاء ، أشغال يوم برلماني بعنوان “الجيش الوطني الشعبي .. كسب رهان العصرنة والاحترافية لمواجهة التحديات”.

وخلال هذا اليوم البرلماني المنظم من طرف لجنة الدفاع الوطني للمجلس الشعبي الوطني، ستتم مناقشة عدة محاور أساسية “تعكس رؤية الدولة الجزائرية في بناء جيش عصري قادر على التصدي للتحديات المتعددة”.

وفي هذا الصدد. سيناقش البرلمانيون والخبراء في الشأنين العسكري والأمني, جملة من المواضيع المتصلة بمسار تطور الجيش الوطني الشعبي منذ الاستقلال إلى غاية بلوغه مرحلة الاحتراف والعصرنة وكذا المقاربة الوطنية في مكافحة الإرهاب.مع تسليط الضوء على التعاون الإقليمي والدولي في إطار احترام السيادة. والسياسات الدفاعية الجزائرية المبنية على الشراكة المسؤولة والاحترام المتبادل.

كما سيتم أيضا التطرق إلى التحديات الإقليمية الجديدة ودور الجيش الوطني الشعبي، عبر  تحليل السياقات الأمنية المحيطة بالجزائر وكيفية تصدي المؤسسة العسكرية لها، من خلال تبني رؤى استراتيجية فعالة.

مقالات مشابهة

  • قائد الجيش استقبل وفدا من الاعتدال الوطني
  • اليوم الوطني للتقنية النووية.. أبرز الإنجازات التي كشفت عنها طهران
  • كاميرا الجزيرة داخل معسكر طيبة الذي استعاده الجيش السوداني
  • مجلة أمريكية: علينا ان نستذكر “المرة الوحيدة” التي أوقف فيها “الحوثيون” هجماتهم في البحر 
  • قناة اسرائيلية تكشف المدة التي سيبقى فيها الجيش الاسرائيلي بجنين وطولكرم
  • ما أهمية معسكر طيبة الذي استعاده الجيش السوداني من الدعم السريع؟
  • مجلة العربي الأفريقي (مارس 1979) باسطة سلا: عام كنت رئيس تحرير صحيفة لعدد واحد
  • مجلة الجيش: الجزائر المنتصرة تخطو اليوم خطوات عملاقة نحو التطور والتنمية الشاملة
  • افتتاح أشغال يوم برلماني حول احترافية الجيش الوطني الشعبي وتحديات العصرنة
  • مجلة العربي الأفريقي (مارس 1979): عام كنت رئيس تحرير صحيفة لعدد واحد