بغداد اليوم - طهران 

استبعد المحلل السياسي الإيراني والخبير في قضايا غرب آسيا، جعفر قناد باشي، اليوم الاربعاء (8 كانون الثاني 2025)، أن يكون رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، يحمل رسالة من الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا إلى إيران.

وقال جعفر قناد باشي في حديثه لـ"بغداد اليوم"، بشأن زيارة رئيس الوزراء إلى طهران، "إن هذه الزيارة لها أهداف عديدة، فـ البلدان الجاران يسعيان دائمًا إلى توسيع العلاقات الثنائية والتعاون، مع التبادل المستمر بوجهات النظر، والاجتماعات تخلق مجالات جديدة من التآزر.

"

وأشار إلى أحد الأهداف المهمة لزيارة محمد شياع السوداني إلى طهران، " التشاور حول الوضع في سوريا"، مضيفاً أن "سوريا والعراق لديهما حدود مشتركة، والتطورات في هذا البلد، خاصة في الوضع الحالي، تشكل تهديدات خطيرة لأمن العراق".

وفي إشارة إلى الضغوط الخارجية، قال قناد باشي: "قد تكون هناك سيناريوهات يتم وضعها في الغرب لاستغلال الأراضي العراقية لتحقيق أهدافهم".

وأشار إلى زيادة تواجد القوات الأمريكية في العراق، "إن مسألة إخراج القوات الأمريكية من العراق أصبحت الآن من المطالب الجادة للشعب والحكومة العراقية".

وأوضح الخبير في شؤون غرب آسيا، حول الاتفاق الإيراني العراقي لإنهاء تواجد القوات الكردية على حدود إيران، تم التوقيع على اتفاق بهذا الخصوص، لكن تنفيذه الكامل لم يتحقق بعد.

وقال ردا على ادعاءات وسائل إعلام غربية بأن السوداني هو حامل رسالة من أمريكا إلى إيران، هذه فرضية، ودأبت عمان على نقل الرسائل بين إيران والولايات المتحدة، ونشهد حاليا زيارات المسؤولين الإيرانيين والعمانيين إلى بلديهما.

ومضى قائلا، لقد حذرت الولايات المتحدة العراق من أنه إذا لم يتم نزع سلاح فصائل والحشد الشعبي وحلها فإن هذا البلد سيواجه عواقب وخيمة وهجمات عسكرية.

وحول الدور المحتمل للسوداني كوسيط بين طهران ودمشق، أضاف، هذه مجرد فرضية، لأن دمشق لا تزال لديها سياسة محددة تجاه جيرانها وعلاقات العراق مع سوريا ليست في حالة واضحة ومستقرة.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

بين الضغوط القصوى والعزوف عن التفاوض.. مسار العلاقات بين إيران وأميركا إلی أين؟

طهران- كعادتها طوال العقود الأربعة الماضية، لم تفلح المجاملات الدبلوماسية في نزع التوتر بين واشنطن وطهران، فرغم استعداد الأخيرة للانخراط في مفاوضات مع الإدارة الجمهورية ورغبة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب بلقاء نظيره الإيراني مسعود بزشكيان جوبهت سياسة "أقصى الضغوط" الأميركية بردة فعل إيرانية عنيفة.

وبعد أشهر من تبادل "الإشارات" التي وصفت بأنها "إيجابية" بشأن التفاوض المباشر بين طهران وواشنطن، نزل نبأ توقيع ترامب على مرسوم رئاسي يقضي بإعادة فرض سياسة "أقصى الضغوط" على طهران "صادما" للإيرانيين.

ورغم تفاعل أكثر من مسؤول إيراني رفيع مع تصريحات ترامب، الثلاثاء الماضي، التي قال فيها "لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي" وتأكيدهم عدم رغبة بلادهم بصناعة قنبلة نووية، لكن الإعلان عن فرض وزارة الخزانة الأميركية، أمس الخميس، عقوبات على أفراد وناقلات تساعد في شحن الخام الإيراني إلى الصين، لم يدع مجالا للشك بأن واشنطن عازمة على تصفير صادرات النفط الإيراني كما تعهد ترامب.

تجربة فاشلة

يأتي ذلك عقب تجديد بزشكيان، أمس الخميس، التأكيد على أن بلاده لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، مشددا على أن "التحقق من هذه المسألة مهمة سهلة"، موضحا أن هناك فتوى قديمة أصدرها المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، تحظر استخدام الأسلحة النووية.

إعلان

في غضون ذلك، ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي -في بيان اليوم الجمعة- بالعقوبات الأميركية الجديدة، وقال إن "قرار الحكومة الأميركية الجديدة بالضغط على الشعب الإيراني من خلال منع التجارة القانونية لإيران مع شركائها الاقتصاديين هو إجراء غير شرعي وغير قانوني" و"يتنافى مع المواثيق الدولية".

من جانبه، علق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على التوجيهات التي أصدرها ترامب بحق طهران بالقول، إن "الضغوط القصوى تجربة فاشلة، وتجربتها مرة أخرى لن تؤدي إلا إلى فشل آخر"، مجددا الموقف الرسمي لبلاده بأنها "لا تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية" ما فسره مراقبون مؤشرا على عدم يأس الحكومة الإصلاحية من جدوى التفاوض مع واشنطن لحلحلة القضايا الشائكة بينهما.

تباين سياسي

في غضون ذلك، اتهم أبو الفضل ظهره وند، السياسي المحافظ وعضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، السلطات الحكومية بالضغط من أجل انتزاع ترخيص التفاوض مع واشنطن من المرشد الأعلى علي خامنئي، مضيفا أن مصير أي اتفاق محتمل بين الجانبين سيكون أسوأ من الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وفي تصريحات نقلتها وكالة أنباء "فرارو" الناطقة بالفارسية، قال النائب الإيراني إنه لا ينبغي الانتظار من "الشيطان" أن لا يفرض حظرا علينا، "بل على كل من يخرج لمقارعة الشيطان الأكبر أن يتوقع مواجهة الضغوط والعقوبات".

المرشد الإيراني علي خامنئي قال إن إجراء محادثات مع الولايات المتحدة خطوة ليست ذكية (رويترز) لا للتفاوض

من جانبه، قطع المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي الطريق بوجه كل من يعول على خيار المفاوضات مع الولايات المتحدة، وقال إن التجربة أثبتت أن إجراء محادثات مع الولايات المتحدة خطوة "ليست ذكية أو حكيمة أو مشرفة".

وأوضح خامئني -لدى استقباله صباح الجمعة حشدا من قادة القوة الجوية- أن التفاوض مع الولايات المتحدة لن يؤثر على حل المشكلات في إيران، محذرا أنه "إذا اعتدت الولايات المتحدة على أمن الشعب الإيراني فسنهاجم أمن بلادهم من دون تردد".

إعلان

من ناحيته، يفسر الباحث السياسي علي رضا تقوي، موقف خامنئي الأخير على أنه رفض لجميع أشكال التفاوض مع الولايات المتحدة ويدحض في الوقت ذاته القراءة الصهيوأميركية حول "تقويض قدرات طهران".

وفي تحليل بعث به إلى مراسل الجزيرة نت في طهران، يلمس تقوي في كلمة المرشد الإيراني رسائل موجهة للداخل مفادها أن طريق حل مشكلات البلاد لا يمر عبر التفاوض مع أميركا، وإنما مضيعة للوقت، وأن الجمهورية الإسلامية قد أعدت خيارات للرد على أي مقامرة أجنبية تستهدف أمنها القومي.

ويضيف الباحث الإيراني، أنه على سبيل المثال قد تخرج طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) في حال تفعيل آلية الزناد، كما أنها قد تغيّر عقيدتها النووية إذا ما تعرضت منشآتها النووية إلى هجوم.

العصا والجزرة

في المقابل، تقرأ شريحة من المراقبين الإيرانيين المواقف الصادرة من طهران وواشنطن في سياق جس نبض الطرف المقابل و"تخويفه بالموت ليرضى بالحمى" ولا يمكن تفسير تعبير ترامب عن أمله بلقاء بزشكيان عقب توقيعه المرسوم الرئاسي ضد طهران إلا في سياق تبنيه "سياسة العصا والجزرة" حيال إيران.

في السياق، يشير السفير الإيراني السابق في النرويج وسريلانكا وهنغاريا، عبد الرضا فرجي راد، إلى أن ترامب لم يغلق باب التفاوض مع طهران لدى رفعه عصا العقوبات فوق رأسها، مضيفا أنه لا يستبعد أن يكون الجانب الأميركي قد لجأ إلى هذه السياسة ظنّا منه أن التفاوض مع الإيرانيين سيكون معقدا.

وفي مقال نشره يوم أمس في صحيفة "سازندكي"، يعتقد فرجي راد أن واشنطن تأخذ المفاوضات المتواصلة بين إيران والترويكا الأوروبية بعين الاعتبار في سياستها حيال إيران، ولذلك لا يتوقع البيت الأبيض تجاوبا سريعا من طهران للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وبرأي الكاتب، فإن الجانب الأميركي يرسم تصورا يقضي بتشديد الضغوط تدريجيا على طهران ووضع الكرة في ملعبها ليقول للعالم إن الولايات المتحدة كانت مستعدة للتفاوض مع الجمهورية الإسلامية، وإن واشنطن اضطرت لتبني سياسة الضغوط القصوى ضد إيران بسبب عدم تجاوبها، ولذلك لا بد من تعاون جميع الدول في تطبيق العقوبات ضدها.

إعلان

ويخلص الدبلوماسي الإيراني السابق إلى أن قرار ترامب بتوقيع المرسوم الرئاسي ضد إيران استبق لقاءه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليُقدم جائزة للضيف الإسرائيلي مقابل رفض طلب تل أبيب الرامي إلى مواكبة واشنطن في شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.

وبين من يعتقد بأن المرشد الإيراني الأعلى قد أغلق باب التفاوض بين طهران وواشنطن وآخرين يفسرون عودة سياسة الضغوط القصوى الأميركية في سياق لعبة "عض الأصابع"، فإن شريحة ثالثة ترى في منطق الصفقات الاقتصادية جدوى لمعالجة التوتر بين الجانبين، وتنصح بدعوة إيلون ماسك الملياردير الأميركي المقرب من البيت الأبيض إلى طهران والاتفاق معه لتكون البلاد بوابة لنشاطه الاقتصادي في الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • معضلة ربط بغداد بطهران: العقوبات الأمريكية ستفتك بالعراق قبل إيران - عاجل
  • ليست عشوائية.. حقائق وأبعاد وجود معسكرات سرية لتدريب عناصر داعش في سوريا - عاجل
  • بين الضغوط القصوى والعزوف عن التفاوض.. مسار العلاقات بين إيران وأميركا إلی أين؟
  • بوغدانوف يختتم زيارته إلى العراق بجولة في النجف ويتلقى هدية (صور)
  • إيران: العقوبات الأمريكية الجديدة "غير شرعية وغير مبررة"
  • رئيس وزراء العراق: نلعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن ونسعى لاستقرار سوريا
  • عقوبات أمريكية جديدة على إيران
  • إيران ترد على تصريحات ترامب حول "السلام النووي"
  • السوداني: سننهي استيراد الغاز من إيران بحلول العام 2028
  • تأكيد لما ذكرته بغداد اليوم.. ظريف يغادر طهران إلى العراق في زيارة تستمر 3 أيام