السوداني في طهران: هل يغامر العراق بتحدي إيران والغرب في آنٍ واحد؟
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
يناير 8, 2025آخر تحديث: يناير 8, 2025
المستقلة/- في خطوة تثير العديد من التساؤلات، وصل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى طهران اليوم الأربعاء في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ تشكيل الحكومة الإيرانية الحالية في أغسطس الماضي. الزيارة، التي يرافقه فيها وفد وزاري وأمني، تحمل في طياتها رسائل سياسية معقدة، حيث سيتناول السوداني ملفات حساسة للغاية، أبرزها ملف الفصائل العراقية المسلحة التي تعتبر نقطة جدل ساخنة بين القوى الغربية وطهران.
الزيارة تأتي في توقيت حساس، ويبدو أن العراق بات في مفترق طرق حقيقي. فبين ضغوطات الغرب، خاصة من الولايات المتحدة، التي تتهم بغداد بتسهيل تحركات إيران في المنطقة، ومحاولات إيران لضمان استمرار نفوذها في العراق، يظهر السؤال المحوري: هل ستتمكن حكومة السوداني من الحفاظ على توازنها بين الضغوط الإيرانية والأمريكية؟
ما يثير القلق هو ما تم تداوله حول احتمالية “إعادة هيكلة” الفصائل المسلحة الموالية لإيران، وهو ما يشير إلى استجابة العراق للضغوط الغربية. هذه الخطوة، رغم كونها خطوة نحو “تحجيم” النفوذ الإيراني، قد تؤدي إلى رد فعل عنيف من الفصائل المتشددة في الحشد الشعبي، ما يفتح الباب أمام احتمالات صراع داخلي قد يعصف بالاستقرار السياسي في العراق.
إيران، من جانبها، تدرك أن أي خطوة عراقية في اتجاه الحد من نفوذها في العراق قد تؤثر على استقرارها الإقليمي. وقد أشار مراقبون إلى أن هناك رسائل إيرانية إلى السوداني مفادها: “لا تدع الضغوط الخارجية تدفعك إلى اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى انقلاب سياسي داخل العراق”.
الزيارة إلى طهران تحمل أيضًا في طياتها أبعادًا إقليمية أوسع، حيث يتطلع السوداني إلى لعب دور الوسيط بين إيران وسوريا الجديدة في محاولة لإيجاد حلول للأزمات الإقليمية. ولكن السؤال الأكبر يبقى: هل سيستطيع العراق أن يلعب هذا الدور دون أن يدفع ثمناً سياسياً كبيراً؟ وهل سيتمكن من الحفاظ على سيادته في وجه الضغوط الخارجية والداخلية؟
هذه الزيارة ستشكل علامة فارقة في تاريخ العلاقات العراقية-الإيرانية، وقد تكون بداية لتغييرات كبيرة في السياسة الإقليمية التي قد لا تقتصر تأثيراتها على العراق وحده، بل تمتد إلى باقي دول المنطقة.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
نواب امريكيون يطالبون ترامب بوضع فصائل عراقية بينها بدر في قائمة الإرهاب والعقوبات
8 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: وجه عدد من النواب الأميركيين رسالة رسمية إلى وزير الخارجية الأميركي ومستشار الأمن القومي، تضمنت مقترحات لتغيير سياسة واشنطن تجاه العراق، في خطوة تعكس تصاعد التوتر والتصعيد.
وشدد النواب، ومن بينهم النائب جو ويلسون، على ضرورة تصنيف عدد من الجماعات المسلحة، من بينها لواء أبو الفضل العباس، منظمة بدر، حركة حزب الله النجباء، وكتائب الإمام علي، ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية. كما دعوا إلى فرض عقوبات على بعض هذه الفصائل، استناداً إلى الأمر التنفيذي رقم 13224، الذي يتيح للحكومة الأميركية استهداف الجهات المرتبطة بالإرهاب عبر تجميد أصولها وحظر التعامل معها.
وطالب الموقعون على الرسالة بوقف جميع المساعدات الأمنية المقدمة إلى العراق، ما دامت الحكومة العراقية مستمرة في دعم أو تمويل أو دمج الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران ضمن مؤسساتها الرسمية.
ويرى النواب أن استمرار هذه العلاقة يمثل تهديداً مباشراً للمصالح الأميركية في المنطقة، ويعزز النفوذ الإيراني داخل العراق، ما يستوجب رداً حازماً من إدارة بايدن.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts