سيلين حيدر: من غيبوبة العدو إلى انتصار الإرادة... كيف هو وضعها الصحي الآن؟
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
سيتذكر الجميع أن سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للشابات وقائدة فريق أكاديمية بيروت، لم تكن مجرّد لاعبة رياضيّة واعدة، بل كانت رمزًا للقوّة والإرادة التي لا تعرف الاستسلام. إصابةٌ خطيرة بالرأس جرّاء عدوان إسرائيلي استهدف مكان إقامتها في الشياح خلال الحرب الإسرائيلية الشاملة على لبنان في العام الماضي، أدخلتها في غيبوبةٍ طويلة، وكادت أن تسرق منها مسيرتها الرياضية وتُوقف أحلامها في لحظة، لكن هذا لم يكن سوى اختبار حقيقي لقوّة عزيمتها.
سيلين، كما وصفها والدها ووالدتها، كانت ولا تزال بطلة حقيقية. فالأساطير التي نراها في الأفلام والمسلسلات لا تضعف، ولا تُهزم، وكذلك هي. فكما أن العدو الإسرائيلي حاول عرقلة خطط سيلين وأحلامها، فإن سيلين عرقلت بدورها أوهام هذا العدو بالقضاء عليها. عاندت الألم، واختارت أن تقاوم بشراسة، ليس فقط لتعود إلى الحياة، بل لتعيد رسم الضحكة على وجوه أحبائها، وخاصة والديها.
وبعد ساعات على استفاقتها، كان والدها عباس حيدر، فخورًا جدًا، وكدتُ أسمع نبضات قلبه السعيدة عبر الهاتف وهو يخبرني بأن سيلين استفاقت.
وقال الوالد الذي كان يثق بقوّة ابنته في حديثه لـ "لبنان24": "الحمدلله سيلين استفاقت واسترجعت وعيها، وقد تعرّفت علينا وعلى أحبائها، وأصبحت على دراية بما حدث معها".
ومع ذلك، أشار حيدر إلى حالة "أيقونة منتخب لبنان" الصحيّة، وقال إنها "ما زالت تحت التنفس الاصطناعي ولا تستطيع الكلام، لكنها تتواصل معنا عبر الكتابة"، موضحاً أنها في مرحلة جيّدة وقد تجاوزت مرحلة الخطر. هذا المشهد، لم يكن مجرّد عودة إلى الوعي، بل كان بداية انتصار جديد. انتصارٌ على الألم، على اليأس، وعلى كل من ظنوا أن سيلين قد توقفت. فسيلين التي عانت من كسرٍ في الجمجمة ونزيفٍ حاد في رأسها نتيجة الإصابة، لم تتوقّف عن المقاومة. حاربت بشجاعة هذه الإصابات الخطيرة التي كادت أن تودي بحياتها، وعاندت الألم والظروف، متحديةً المستحيل. والقصة لم تنتهِ بعد، بل بدأت لتكتب فصلًا جديدًا من عزيمتها وإصرارها الذين لا يُقهران! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مشاهد تعكس الألم.. أطفال غزة يُذبحون أمام العالم دون أن يحرك ساكناً
الثورة / محمد الروحاني
تعكس مقاطع الفيديو المتداولة لأطفال غزة حجم المأساة التي يعيشها هؤلاء الأطفال جراء الإجرام الإسرائيلي الذي لا يفرق بين طفل، وامرأة، ولا يستثني أحدا»، كما تؤكد هذه المقاطع موت الضمير العالمي وفقدان العالم لإنسانيته، وكأن العالم اعتاد هذه المشاهد المؤلمة فلم تعد تحركه صرخات الأطفال المليئة بالألم، ومشاهد الأشلاء المتناثرة لأجساد الأطفال التي مزقتها آلة القتل الصهيونية بلا ذنب.
وخلال الأيام الماضية تداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لأطفال غزة تمزق القلوب، وتحرك الصخر، ورغم ذلك لم يتحرك العالم لإنقاذ أطفال غزة.
إنها مشاهد تفوق قدرة الكلمات على الوصف، حيث يُذبح أطفال غزة أمام أعين العالم بأكمله، دون أن يُحرّك ساكنًا، وكأن الطفولة هناك بلا حق في الحياة.
في كل مشهد عيون صغيرة أنهكها الخوف والجوع، وكأنها تسأل: «ماذا فعلنا؟ لماذا تقتَل البراءة بهذا الشكل؟
هؤلاء ليسوا أرقامًا… بل أرواحًا نقية تُزهَق كل يوم بصمت دولي مخزٍ.
المشهد الأول
طفل خرج للبحث عن قطرة ماء ليروي ضمأه لكن طيران العدوان لم يمهله حتى يجد ما يروي ضمأه فقتله بدم بارد، نعم لقد عاد لكنه عاد جسداً بلا روح.
المشهد الثاني
طفلة كانت تقف في طابور الطعام، تنتظر دورها ببراءة لتحصل على وجبتها القليلة، برفقة شقيقتها التي كانت تمسك بيدها الصغيرة.
جاءت لتأكل.. لا لتحارب، جاءت بجوعها لا بسلاح، ولكن العدو الصهيوني الإرهابي لم يرحم حتى جوعها، فأطلق عليها صاروخًا قبل أن تصل لوجبتها، فارتقت شهيدة وهي جائعة…
استشهدت في غزة، ووجبتها ما زالت تنتظرها، باردة وحزينة مثل قلوب العالم الصامت.
المشهد الثالث
طفلٌ ينزف وحده، لا بكاء ولا صراخ، فقط نظرات تائهة وأنين خافت.
لا أحد ينقذه، لا دواء، لا حضن.
يسأل العالم بصمت: «لماذا أنا؟ أنا طفل…»
لكن العالم أعمى، والأرض تبتلع البراءة بصمت.
المشهد الرابع
طفلة تفيق من غيبوبتها ووجهها يغرق في سيلٍ من الدم.
قصف العدو الإسرائيلي منزلها، ومزّق عائلتها… وتركها وحيدة تتنفس الألم.
المشهد الخامس
طفلة صغيرة، ناجية من قصف العدو الإسرائيلي على غزة، تقف وسط الركام غير مدركة ما يجري حولها… لا تعلم أن عائلتها كلها قد رحلت، وأنها الوحيدة التي بقيت.
تصرخ بين الغبار، بين الدماء، تبحث عن وجهٍ مألوف فلا تجد سوى الصمت والموت.
كادت تسقط من أعلى المنزل المقصوف، بعدما أصاب القصف، جسدها الصغير الذي لا يقوى على الوقوف، لكن عينيها ترويان قصة شعب بأكمله.
المشهد السادس
طفلٍ فلسطينيٍ جريح، صرخته تمزق القلوب… يتلوّى من شدّة الألم، ودموعه تسبق أنينه، وكأنّ جسده الصغير يصرخ: «أين الأمان؟ أين الإنسانية؟»
المشهد السابع
طفلٌ يُقبّل طفلةً، وهما غارقان في دمائهما.
مشهدٌ يُجسّد البراءة وسط الدمار، والحنان في حضن الألم، وكأنّ قبلة الحياة تُقاوم الموت تحت وابل الحقد والنار.
وفي مشهد آخرُ طفل يحتضن أخاه الصغير، بعد أن فقدا عائلتهما … بقيَا وحيدَين، طفلَين بلا أبٍ ولا أم، يجمعهما الحزن والدمع، ويحضنه بالألم وكأنّه يحاول أن يكون له أب وأم وسند في عالمٍ تخلّى عنهم.
هذه المشاهد ليست إلا نقطة في بحر وفي غزة أكثر من 20 ألف طفل لم يتجاوزوا سن العاشرة، باتوا أيتامًا بلا أبٍ أو أم.
كل دقيقة تمر، يُنتزع طفل من حضن عائلته، وتُسرق منه طفولته على يد العدوان الإسرائيلي الهمجي المستمر.
هؤلاء الأطفال لا يفقدون فقط منازلهم، بل يفقدون الأمان، الحب، والانتماء.
أكثر من 20 ألف طفل في غزة، لم يتجاوزوا سن العاشرة، باتوا أيتامًا بلا أبٍ أو أم.
إنها كارثة إنسانية تتكشف أمام أعين العالم الذي مازال صامتاً ولم يتحرك لإنقاذ أطفال غزة.