فيلسوف قال : (ملكت العالم عندما لم أشتهي شيئا ولم اخاف أحدا
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
فيلسوف قال : (ملكت العالم عندما لم أشتهي شيئا ولم اخاف أحدا ... وزميل له خرج في وضح النهار وفي يده مصباح مضيء قال أنه يبحث عن انسان ؟!
هل هذه الشهوة العارمة من الدول الكبري لحيازة خيرات العالم الثالث هي ترجمة لظاهرة الاستعمار وهل هذه الاستكانة التي بانت علي وجوه القوم الذين تم غزوهم في عقر دارهم مصدرها الخوف بل الرعب الذي تسربل في تلافيف امخاخهم فجعل الحركة عندهم بطيئة والتفكير أبطأ بسبب نوم النواطير عن الثعالب التي شبعت الي حد التخمة والعناقيد مازالت متدلية من الأغصان ومن قال إنها فنيت ؟!
خرج الاستعمار وقد اطمأن بأن هنالك من أبناء الوطن الذي غادروه سيكونون له نعم الخلفاء والوكلاء يرسلون له المطلوب ونيابة عنه إذا حصل احتجاج يطبقون اللوائح الاستعمارية بحذافيرها جلد ، سحل ، غرامة ، سجن ونفي وإعدام !!.
مشكلة هذا العالم الحر وغير الحر الغني والفقير المتعلم والجاهل أنهم جميعا في حالة اشتهاء مثل الدائرة الكهربائية المغلقة ومع الاشتهاء نجد الخوف الغريزي عندهم جميعا قد تحول الي خوف هستيري وعلي حسب قول صاحبنا الفيلسوف فلا يوجد في عالم اليوم من يدعي أنه حر مستقل ومداراة الخوف والزهد هي مجرد مسارح عرائس عبثية وعروض تنكرية واخفاء هوية وإظهار البسمات غير الحقيقية لتبدو مثل الشمس التي من ورائها بحر الظلمات وجنكبز خان والديناصورات والبراكين والثعابين وطواحين الهواء والباسمهندس دون كيشوت يقارعها الحجة بالحجة بسيفه الصديء المكسور من أحد جوانبه!!..
وانت يا صاحبنا الفيلسوف التاني متجشما كل هذه المشاق وكأنك تمشي في رمال متحركة تحتها رماد ساخن شايل ليك مصباح مضاء تخدع نفسك بأنك تبحث عن انسان ... يا زول انت ( فكت منك ) ولا شنو المسعلة ؟!
اين هذا الإنسان الذي تبحث عنه واليوم امامك ثلاث جبهات قتالية كل واحدة اسخن من الأخري ... انت تعرف الفاتورة التي دفعها المنكوبون هنا وهنالك والقادة يقبعون في مقاعدهم الوثيرة في مكاتبهم الأنيقة يحتسون الشاي الاخضر ويلتهمون في تلذذ سندوتشات الكلاب الساخنة وأطباق العصيدة بالتقلية والشعيرية والسكسكانية والمطبق وفنجان جبنة بي شمالو يسوي الدنيا بي مالو !!..
ايها الفيلسوف انت تغرد خارج السرب وتعيش خارج كبسولة الزمن ... ارجوك عد لسريرك وجر البطانية عليك أو كلم ام العيال تغطيك من برد يناير وقول قبل أن تشخر : ( مافيش فايدة ) تماما مثل ماقال العم الباشا فريق اول البيه سعد زغلول !!..
كلمة أخيرة يا فيلسوف آخر الزمان إذا عثرت علي انسان في أي مكان في هذا العالم المضطرب الذي يغلي كالمرجل نرجو الاتصال علي التليفونات المثبتة في اسفل الشاشة الغشاشة !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
اللهم همة كهمة دانيال!
في عالم يضج بالصخب والمصالح، يبرز بين الحين والآخر أشخاص يُختارون أن يكونوا صوتا للحق، حتى وإن كان الثمن جسديا ونفسيا. ومن بين هؤلاء الناشط البريطاني دانيال، الذي خطّ بقدميه العاريتين ملحمة صمود حين صعد برج بيغ بن في لندن منذ السابعة من صباح السبت (8 آذار/ مارس)، حاملا علم فلسطين، ومتحديا البرد القارس لـ17 ساعة متواصلة، ليطالب بالإفراج عن 18 ناشطا من حركة "بال آكشن" التضامنية مع فلسطين.
لم يكن هذا مجرد احتجاج عابر، بل كان موقفا يفيض بالمعنى، حيث نزف دانيال من قدميه، وعانى الجوع والعطش، لكنه ظل متمسكا بموقفه، رافضا النزول رغم محاولات الشرطة إقناعه. كان يدرك أن التضحية ليست خيارا سهلا، ولكنها ضرورة عندما يكون الظلم فادحا والحق صامتا. لم يكن وحده، بل كان امتدادا لسلسلة طويلة من النشطاء الغربيين الذين تحدوا حكوماتهم ومجتمعاتهم من أجل فلسطين.
كان يدرك أن التضحية ليست خيارا سهلا، ولكنها ضرورة عندما يكون الظلم فادحا والحق صامتا. لم يكن وحده، بل كان امتدادا لسلسلة طويلة من النشطاء الغربيين الذين تحدوا حكوماتهم ومجتمعاتهم من أجل فلسطين
تاريخ من التضحية لأجل فلسطين
لم يكن دانيال الأول، ولن يكون الأخير. فمن قبله، قدم العديد من النشطاء الغربيين مواقف بطولية في سبيل نصرة القضية الفلسطينية. أحد أشهر هذه الأمثلة هو راشيل كوري، الناشطة الأمريكية التي وقفت أمام جرافة الاحتلال عام2003 في غزة، محاولة منعها من هدم منازل الفلسطينيين، فدهستها الجرافة وقتلتها بوحشية. لم تكن مجرد متضامنة، بل كانت تؤمن أن الإنسانية تفرض علينا أن نقف في وجه الظلم، بغض النظر عن جنسيتنا أو ديانتنا.
وفي عام 2010، انضم مئات النشطاء من مختلف أنحاء العالم إلى أسطول الحرية الذي سعى إلى كسر الحصار عن غزة، وكان من بينهم الصحفي التركي فرقان دوغان، الذي كان يحمل الجنسية الأمريكية أيضا، لكنه قُتل برصاص الاحتلال خلال الهجوم على السفينة مافي مرمرة.
وفي عام 2018، لفتت الشابة الإسبانية جولييتا لاغوس الأنظار عندما انضمت إلى المظاهرات المناهضة للاحتلال في الضفة الغربية، حيث أصيبت برصاص الاحتلال أثناء مشاركتها في مسيرة سلمية لدعم حقوق الفلسطينيين. رغم ذلك، لم تتوقف عن التضامن، بل استمرت في نشر الوعي حول القضية الفلسطينية في بلدها.
كما شهدت السنوات الأخيرة مشاركة العديد من النشطاء الغربيين في حملات المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، والتي كان لها تأثير واضح على الشركات المتواطئة مع الاحتلال، رغم الضغوط التي تمارسها الحكومات الغربية لإسكات هذه الأصوات.
أولئك النشطاء الغربيون لم يكن لديهم روابط دم أو هوية مع فلسطين، لكنهم أدركوا أن العدل لا يُحدّ بالحدود. فماذا عنّا؟ كيف نقبل أن يبذلوا أرواحهم وراحتهم بينما نتحجج بالبرد أو التعب؟
ليسوا وحدهم.. فأين نحن؟
أولئك النشطاء الغربيون لم يكن لديهم روابط دم أو هوية مع فلسطين، لكنهم أدركوا أن العدل لا يُحدّ بالحدود. فماذا عنّا؟ كيف نقبل أن يبذلوا أرواحهم وراحتهم بينما نتحجج بالبرد أو التعب؟
إذا كان دانيال يستطيع الصمود 17 ساعة على برج بيغ بن حافي القدمين، وإذا كانت راشيل كوري قد قدمت حياتها، وإذا كانت جولييتا لاغوس قد تعرضت للإصابة، وإذا كان أهل غزة أنفسهم في مقدمة الصفوف رغم القصف والجوع، فكيف نبرر تقاعسنا؟
فلسطين لا تحتاج متفرجين، بل تحتاج أصحاب همة.. فهل نكون منهم؟