فيلسوف قال : (ملكت العالم عندما لم أشتهي شيئا ولم اخاف أحدا ... وزميل له خرج في وضح النهار وفي يده مصباح مضيء قال أنه يبحث عن انسان ؟!

هل هذه الشهوة العارمة من الدول الكبري لحيازة خيرات العالم الثالث هي ترجمة لظاهرة الاستعمار وهل هذه الاستكانة التي بانت علي وجوه القوم الذين تم غزوهم في عقر دارهم مصدرها الخوف بل الرعب الذي تسربل في تلافيف امخاخهم فجعل الحركة عندهم بطيئة والتفكير أبطأ بسبب نوم النواطير عن الثعالب التي شبعت الي حد التخمة والعناقيد مازالت متدلية من الأغصان ومن قال إنها فنيت ؟!
خرج الاستعمار وقد اطمأن بأن هنالك من أبناء الوطن الذي غادروه سيكونون له نعم الخلفاء والوكلاء يرسلون له المطلوب ونيابة عنه إذا حصل احتجاج يطبقون اللوائح الاستعمارية بحذافيرها جلد ، سحل ، غرامة ، سجن ونفي وإعدام !!.

.
مشكلة هذا العالم الحر وغير الحر الغني والفقير المتعلم والجاهل أنهم جميعا في حالة اشتهاء مثل الدائرة الكهربائية المغلقة ومع الاشتهاء نجد الخوف الغريزي عندهم جميعا قد تحول الي خوف هستيري وعلي حسب قول صاحبنا الفيلسوف فلا يوجد في عالم اليوم من يدعي أنه حر مستقل ومداراة الخوف والزهد هي مجرد مسارح عرائس عبثية وعروض تنكرية واخفاء هوية وإظهار البسمات غير الحقيقية لتبدو مثل الشمس التي من ورائها بحر الظلمات وجنكبز خان والديناصورات والبراكين والثعابين وطواحين الهواء والباسمهندس دون كيشوت يقارعها الحجة بالحجة بسيفه الصديء المكسور من أحد جوانبه!!..
وانت يا صاحبنا الفيلسوف التاني متجشما كل هذه المشاق وكأنك تمشي في رمال متحركة تحتها رماد ساخن شايل ليك مصباح مضاء تخدع نفسك بأنك تبحث عن انسان ... يا زول انت ( فكت منك ) ولا شنو المسعلة ؟!
اين هذا الإنسان الذي تبحث عنه واليوم امامك ثلاث جبهات قتالية كل واحدة اسخن من الأخري ... انت تعرف الفاتورة التي دفعها المنكوبون هنا وهنالك والقادة يقبعون في مقاعدهم الوثيرة في مكاتبهم الأنيقة يحتسون الشاي الاخضر ويلتهمون في تلذذ سندوتشات الكلاب الساخنة وأطباق العصيدة بالتقلية والشعيرية والسكسكانية والمطبق وفنجان جبنة بي شمالو يسوي الدنيا بي مالو !!..
ايها الفيلسوف انت تغرد خارج السرب وتعيش خارج كبسولة الزمن ... ارجوك عد لسريرك وجر البطانية عليك أو كلم ام العيال تغطيك من برد يناير وقول قبل أن تشخر : ( مافيش فايدة ) تماما مثل ماقال العم الباشا فريق اول البيه سعد زغلول !!..
كلمة أخيرة يا فيلسوف آخر الزمان إذا عثرت علي انسان في أي مكان في هذا العالم المضطرب الذي يغلي كالمرجل نرجو الاتصال علي التليفونات المثبتة في اسفل الشاشة الغشاشة !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

عندما تتحوّل المهنية إلى تهمة

بقلم : جعفر العلوجي ..

في الوقت الذي تبذل فيه وزارة الداخلية جهودًا استثنائية لإعادة بناء الثقة مع المواطن ، والعمل بمهنية عالية في كل مفاصلها ، وتحت قيادة ميدانية واعية للسيد عبد الأمير الشمري ، تخرج علينا بعض الأصوات النشاز لتشكك ، وتبث سمومها، وتحاول تصوير النجاح على أنه فشل ، والانضباط على أنه قمع .

لقد شهد المنصفون ، وأهل الاختصاص ، بل وشرائح واسعة من الشعب العراقي ، على ما تحقق من خطوات إصلاحية جريئة داخل الوزارة ، سواء بإقصاء الفاسدين وأصحاب النفوس الضعيفة ، أو بفتح أبواب الدوائر أمام شكاوى المواطنين والاستماع إليهم والعمل على حلّها، وهي خطوات لم تكن مألوفة في سنوات سابقة .

لكن كما أن النجاح لا يروق لأصحاب المصالح ، فإن أصواتًا إعلامية وسياسية بدأت تصطفّ لا دفاعًا عن الضحية بل عن امتيازاتها ومكاسبها السابقة ، والتي أصبحت اليوم في مهبّ الريح بفضل إصلاحات الوزارة .

ولعلّ أبرز ما يفضح هذه النوايا هو الهجوم الغريب على قرار تشكيل لجنة تحقيقية في قضية المرحوم بشير ، وهي خطوة قانونية ومهنية كان الهدف منها الوصول إلى الحقيقة ومعاقبة الجناة ، لا التستر ولا التسويف .
إن رمي الوزارة بالسهام المسمومة، والتشكيك المتكرر بإجراءاتها ، لا يمكن أن يُقرأ بمعزل عن تضرّر مصالح بعض القوى المتنفذة ، التي اعتادت أن تكون مؤسسات الدولة مجرد أدوات بيدها ومن هذا المنطلق ، فإن الشعب مدعو إلى أن لا ينخدع بهذه الأصوات ، وأن يفرّق بين من يعمل بصمت ومهنية ، ومن يصرخ من أجل مصالحه.

إن العراق اليوم أحوج ما يكون إلى دعم المؤسسية ، لا تصفية الحسابات عبر الشاشات ، الرحمة والخلود لشهداء العراق الذين دافعوا عن الأرض والعِرض ، وسيبقى صوت الوطن أعلى من كل ضجيج المصالح والله من وراء القصد .

جعفر العلوجي

مقالات مشابهة

  • ما الذي يحدث في العالم ؟
  • عندما تتحوّل المهنية إلى تهمة
  • السيد القائد: خيار التسوية فاشل وساقط وخيار الاستسلام لن يفيد شيئاً أبداً ولا يمكن أن يدفع الشر والخطر
  • قوى السودان الناعمة والشعب المُعَلِم
  • عندما تُباع العدالة
  • حيل لن تكلفك شيئا.. اجعل هاتف آيفون القديم أسرع كالحديث
  • الملياردير الوحيد الذي لم يخسر بسبب رسوم ترامب الجمركية
  • الماتشا: المشروب الأخضر الذي يجتاح العالم ... ما السر وراء شعبيته؟
  • الحبّ الفلسفي
  • تعميم صورة مطلوب... هل تعرفون عنه شيئاً؟