اليوم نرفع راية إستقلالنا تلك الكلمات الخالدات التي شدا بها الإمبراطور الراحل وردي لم يدر بخلد الراحل -وهو يشدو بها- أنه سيتم إستغلالنا بين سِندال الجيش ومِطرقة الحزبية (الطائفية والعقدية الدينية) فمن فترة ٦٩ عاما حكم فيها العسكر ٥٣عاما لم يقدموا فيها مايشفع لهم قبولا او إنجازات للوطن بل أفقرونا وأذاقوناجوعا وتخلفا في النماء والإنماء وحروبا و إلي حد وصفنا بمريض أفريقيا ومجاعات فاضحة تحكي عن عجز من يحكمنا ونحن سلة غذاء العالم من واقع إمكانيات حبانا بها الله كفيلة فعلا أن نكون سلة غذاء العالم بحق وحقيقية لنصبح متسولين ننتظر طائرات الإغاثة ومايتبعها من منّ وأذي، وأصبح فشل الأحزاب المُزمن الطُعم المناسب دوما والتبرير الجاهز والشماعة الأثيرة لأي عسكري يقود إنقلابا و المقنع نفسيا للشعب للترحيب بالإنقلابات جراء فوضي الأحزاب وتخبطها وإنتهاكها الفاضح للدستور والقانون والأعراف علي قلة فترة حكمهم .
جاء إنقلاب ٨٩ مختلف تماما عن سابقاته فلقد جاء بثوب وشعار ديني- دغدغ به أشواق الشعب المتدين بالفطرة- كخطر ماحق بدأ بكذبة وسجن عرابهم تحسبا لفشل الإنقلاب بل خدعوا مصر بكل إستخباراتها أنهم بحكم قيادة البشير إتحاديين ،الكشف عن هويتهم وأهدافهم الحقيقية بدأ يهدد وجود وكيان دولة فيها كل الديانات متعايشة بسلام ووئام من قبل ، تم فصل الجنوب والتضحية به بعد أن اصبح خطرا علي مشروعههم الحضاري المزعوم اضف الي ذلك ان الجنوب كان مدعوما من الكنائس بكل زخمها وسطوتها علي حكومات وبرلمانات الغرب. .تلفتوا يمنة ويسرة بعد فصل الجنوب وتمزيقهم وتشتيتهم للأحزاب فتبقي غرب البلاد (دارفور) بدأ يطل كواقع برأسه- كقوة عسكرية وقبلية عريضة لايستهان بها- تشكل خطرا عليهم تماما كالجنوب وحجر عثرة في سبيل إقامة دولتهم الدينية و لا يوجد مبرر ديني للخلاف معهم- فهم مسلمووون - فبالتالي إستغلال ذلك الإختلاف الديني لتأجيج المشاعر ضده كماحدث بالجنوب فقرروا الصدام العسكري والحرب مع الحركات لم يتعظوا من حرب الجنوب ونتائجها وخطورتها فالخصم مسلم وله حواضن قبلية عريقة ومتشابكه وضخمة التعداد وتملك إرث نصرة المهدي وإرث إسلامي ضخم فدخلوا من خلال اخطر وتر (القبلية)وهي نار لن تنطفئ إذا إستعرت فأنشأوا مليشيا الدعم العربية الأصول والخبيرة بالمنطقة والملمة بكل تعقيداتها القبلية فاستخدموها ضد القبائل الأفريقية فإرتُكبت مجازر وفظائع يندي لها الجبين حوالي ٣٠٠الف قتيل (بإعتراف البشير)أُزهقت ارواحهم معلنة تحول الصراع إلي صراع أثني وقبلي يؤدي تماما إلي طريق التقسيم والإنفصال وهو هدف الكيزان وسبب هذه
الحرب .إستوي عود الدعم عسكريا وقبلها إقتصاديا ليصبح موازيا للجيش ومعروفة هي الأخطاء ومرتكبوها التي أدت لتوسع طموحات حميدتي لعل أخطرها تدخله في حرب اليمن تحت مظلة وإسم ورعاية الجيش السوداني ففتح بذلك أمام حميدتي ابواب إتصالات وعلاقات إقليمية ودولية فتحت له أبواب التسليح ومصادر لم يكن ليحلم بها يوما ما ، أدت كل تلك العوامل إلي الحرب الحالية ودخلها حميدتي كطامح وطامع في حكم
السودان وخطط لطرد القبائل العربية الشماليةوالوسط العريقة مؤسِسة السودان وعموده الفقري وصاحبة اقدم الحضارات في حوض النيل وصاحبة التصدي لكل غازِ ومستعمر وطامع في الثروات دخل عبر بوابة الشمال .مشروع حميدتي قائم علي توطين عرب الشتات بالغرب والوسط الافربقي تحت حكم وسيطرة ومملكة آل دقلووإحلالهم محل الشمال والوسط وتمرحل في إظهار هدفه ونواياه الحقيقية واعدا بالمدنية والديمقراطية وكشف مسار الحرب وإستقدام الأسر والجماعات للإستيطان بالخرطوم والجزيرة ومدني وبدأ الإستيطان بالقبائل المتحالفة معه والمتواجدة باحزمة العاصمة وكنابي الجزيرة وقري الفاو(ام القروي)وماجاورها وأدخل الجنوبيين ضمن بازار التوطين فسكنوا الدور وتجند أبناءهم وقاتلوا ضمن قواته .ولو كان للرجل حس سياسي بسيط او مستشارين واسعي الثقافة والافق قليلا وقراءة للتاريخ لأدركوا إستحالة تحقيق ذلك الحلم المستحيل في السودان نهائيا وأنه حكم علي نفسه وقبيلته ومن يؤازره بالإعدام السياسي ثم المجتمعي تماما من السودان وشواهد التاريخ الحديث والقديم تؤكد ذلك.الحرب الحالية وتداعياتها الخطيرة واحدة من آثار حكم العسكر العقديين وهي أخطر أزمة يمر بها الوطن .والمؤسف أنهم إتخذوها سلما للعودة للحكم بإستغلال رخيص ومتاجرة أرخص كإطلاق إسم (معركة الكرامة) مثلا لإستنهاض الشعب نفس المتاجرة بالشعارات في بدايتهم( لا لدنيا قد عملنا )فكانو هم الدنيا بكل زخرفها . ماكان لسوداني أن يعترض علي حمل الأسلامويون السلاح والقتال بجانب جيش السودان فهو واجب كل سوداني مهما كان إنتماؤه لكن أن تتبني الحرب وتتبني النصر وانك كتنظيم لك القدح المعلي في النصر المرتقب بإذن الله .وغيرك شارك وقاتل واستشهد قدمت بعض القري شهداء وصل إلي ال٨٠٠ شهيد لم نسمع منهم انهم يستحقون أن يحكموا عطفا علي ماقدموه من شهداء .الحركات لم نقرأ او نسمع تصريحا لهم مالك عقار درع السودان المستنفرين بكافة أرجاء الوطن يعادلون عدد كتائب البراء وبقية كتائب الظل لم نسمع لهم حِسا او ركزا!! تجاة أحقية الحكم لهم حتي لجان مقاومة الثورة شاركت وقاتلت دون مِنة أو أذي وقدمت الشهداء وقادت العمل الطوعي ومواساة المواطنين تحت وطأة ظروف قاسية جدا.الثابت أن السودان خرج عن بكرة أبيه ٤ أشهر يناضل وتوج ذلك في ديسمبر المجيد بثورة سلمية وأعلن رأيه في فشل مشروعكم الحضاري واعلن رفضه لحكمكم تماما .لتستعينوا بكوادركم بالجيش لتعطيل قطار الثورة وصولا لإنقلاب ووصولا لحرب مدمرة كل ذلك ليعود ألقكم وحكمكم كما ذكر عبد الحي يوسف والناجي عبدالله- (وماهو بناجِ)فشهوة الحكم تعمي البصائر وتغلق أبواب القلوب(أم علي قلوب أقفالها)- يطوف بالقري والهجر مبشرا بالعودة والفاتح عزالدين(ربرب ربرب) يقرع أجراس الإمتحانات هل هنالك مؤشرات اوضح من ذلك أن هذه الحرب طريق العودة للكيزان ؟؟ وصمت جنرالات السيادي عن كل تلك المؤشرات بعودة الكيزان من خلال هذه الحرب .هل يستحق العودة للحكم بالقوة أن تصل بالبلاد والعباد هذه المواصل والفتنة والقتل الدموي وتشريد ١٥ مليون مواطن ومجاعة كارثية علي الابواب تهدد ٢٥ مليون مجاعة حدت بكم للإنسحاب من منظمة اممية (خاصة بتقييم مؤشرات الجوع والمجاعات لتقديم العون العاجل) تحت ذريعة الخوف من التدخل بالمساعدات (دس المحافير)غير عابئين بالمجاعة الحقيقية التي إنتظمت البلاد لنتكلم فقط عن الجزيرة دعك من دارفور التي دقت المنظمات أجراس الخطر باكرا فبالعقل والمنطق إنسان الجزيرة فقد كل موارد رزقه ود عمله متجره حقله مصنعه ورشته ولاتوجد وزارات ولا مصانع (تم تفكيك ٢٤٦ مصنع وشحنها للغرب حسب إفادة غرف الجزيرة التجارية) كل ما يمكن أن تتصوره من أسباب لكسب سبل العيش متعطلة تماما ولولا تكايا المغتربين تمويلا وتحويلات لمات الناس جثثا مرمية بالشوارع.مرعب ومخيف أن تصبح حياة او موت المواطن آخر إهتماماتكم من ستحكمون إذن ؟؟؟مالفرق بينكم وبين ماتفعله المليشيا بمواطن الجزيرة ؟؟وأنتم تمنعون دخول الدواء والغذاء لماذا لاتشترطون إشراف المنظمات الإنسانية الامنية ومراقبون من قبل الجيش لتشرف علي تسليم المواطن الغذاء والدواء؟؟ماهي وأين المشكلة.؟؟؟فلا تحرير قريب للجزيرة يبعث الأمل في قلوبنا كل ماهنالك معارك كر وفر متكرره تدخلون منطقة وتنسحبون من اخري وإعلام مخدر (أبشروا صدرت التعليمات لتحرير مدني ) (نحيط بمدني إحاطة السوار بالمعصم) كيكل دخلنا ام القري دخلنا ود راوه ساسترجع تمبول خلال ٧٢ ساعه هُراء وهباء وفساء ومع ذلك لا سماح بدخول المساعدات لحين التحرير ومتي التحرير أين المفر؟؟ الحاج عبدالله مفتاح دخول مدني لماذا الوقوف علي أبوابها؟؟منذ مايقارب الشهر والإكتفاء بمناوشات بقري ليست إستراتيجية مالذي يجري ؟؟وفتح ابواب غزل سياسي وتفاوض مع الدويلة!!هل سال اللعاب لمساومة تريلونية وإعادة إحياء المليشيا وإنقاذها من اكبر مقتلة تشهدها افريقيا بعد تضامن السودان كله في خشود غير مسبوقة كافية لسحق المليشيا بمعني سحق وإبادة تامة ، ماذا وراء تصريحات الخارجية المائعة. إن القبول بتفاوض لايتضمن وقف فوري للتسليح وخروج المليشيات تماما ونهائيا من السودان وإعادة إعمار البلاد والتعويضات علي نفقة الدويلة هذا هو الحد المقبول خلاف ذلك ترقبوا ثورة لا تبقي ولاتذر.علي البرهان وقادة الجيش أن جرح ماحدث عميق جدا هنالك دماء وكرامة مُرغت بالأرض والمحاسبة آتية ولجان التحقيق آتية فأي تفكير في إعادة الكيزان والشعب يراقب بقلق مؤشرات تلك العودة تحت سمع وبصر البرهان و قادة الجيش و أي تفكير في الحكم العسكري يعني ثورة عارمة من أنفس مقهورة ومجروحة ولن يغسل البحر وبعده ٧بحار الدماء التي سالت ولا عودة عن عودة المدنية والديمقراطية الجنجويد للفناء التام والجيش إلي ثكناته .راية
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء العراقي: موقفنا ثابت بإدانة الحرب الإسرائيلية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني
أكد رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، اليوم الأربعاء، أن بلاده تعمل على تعزيز العلاقات مع طهران وتطوير التعاون المشترك، مضيفًا: «ناقشنا في اجتماع موسع مع الجانب الإيراني العلاقات الثنائية بين البلدين، وستكون هناك اجتماعات على مستوى الوزراء بين العراق وإيران».
وقال «السوداني» خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الإيراني مسعود بزشيكان بـ«طهران»: «العراق يؤكد حرصه على بناء علاقات متوازنة مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية، ودائمًا موقفنا ثابت بإدانة الحرب الإسرائيلية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني».
وأضاف: أن «قوات الاحتلال الإسرائيلية تستهدف المدنيين العزل في غزة بشكل ممنهج، ونحن نواصل جهودنا من أجل استمرار التهدئة في لبنان وإعادة إعمار بالقطاع، والسبيل الوحيد لاستقرار المنطقة هو وقف فوري للحرب الإسرائيلية».
أما بالنسبة للأزمة السورية، فقد دعا «السوداني» إلى حل سياسي من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وتعزيز الاستقرار، لأن الاستقرار داخل سوريا هو مفتاح المنطقة كلها، مؤكدًا أن العراق مستعدة للتعاون مع جميع الأطراف في سوريا لتعزيز هذا الاستقرار.
وتابع: «نحترم إرادة الشعب السوري وندعم قراره في اختيار نظامه السياسي، ونؤكد ضرورة اعتماد لغة الحوار بين الدول ونرفض أسلوب التهديد، كما ندعو إلى عملية سياسية شاملة في سوريا تضمن انتقالًا سلسًا».
رئيس الوزراء العراقي يشدد على ضرورة الوقوف بجانب الشعب السوري
رئيس الوزراء العراقي يؤكد لـ«الأسد» الاستعداد لتقديم الدعم اللازم لمواجهة الإرهاب في سوريا
الرئيس السيسي ورئيس الوزراء العراقي يشددان على ضرورة إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة