سودانايل:
2025-01-09@04:22:05 GMT

المصطلح في الثقافة السياسية السودانية

تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

عندما جئت إلي القاهرة في 7 أكتوبر 2024م، أي بعد غياب امتد إلي سنة و نصف من بداية الحرب في 15 إبريل 2023م، في تلك الفترة قد كنت وصلت القاهرة قبل بداية الحرب أريد الصوم فيها، ثم أنتقل في العشرة الأواخر للخرطوم لحضور عيد الفطر المبارك، و لكن الحرب اقعدتني شهرين في القاهرة..

الآن عندما وصلت القاهرة في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر2024م أعتقدت أنني سوف أجدها شعلة من العمل السياسي.. و لكن كانت عكس ذلك النشاطات السياسية تدور في غرف مغلقة، بعيدا عن أعين السابلة، و هناك نشاطات فكرية ثقافية تقوم بها بعض المنظمات المدنية بالاشتراك مع بعض المنظمات المصرية أو تنظيمات سياسية مصرية لكنها ذات طابع ثقافي فيه شييء من السياسة، و أغلبية القيادات الموجودة دائمة الترحل إلي بورتسودان لكي تمارس السياسة، و هؤلاء الأغلبية لا يريدون أن يفوتهم قطار التعينات في الوظائف، و أخرين يحجون إلي عنتيبي و نيروبي و أديس أبابا، أيضا يريدون معرفة مستقبلهم في صراع لا يملكون فيه قرارا..
هناك البعض الذين يستغلون المناسبات الاجتماعية لإدارة حوار بالقدر الذي يسمح به المكان، و هي فرصة أن يلتقي الشخص بالعديد من القيادات السياسية، و من خلالها تتم عملية الإرتباط بمواعيد لإجراء حوار أو طرح أسئلة تبحث لها عن إجابات.. أما طرح القضايا السياسية كل قوى سياسية تدير شأنها بعين عن الآخرين و داخل غرف مغلقة تماما، و الأغلبية تتلقى المعلومات من الإعلام أو من الوسائط الاجتماعية داخل القروبات المختلفة.. مقرنة القاهرة اليوم بفترة النضال التي كانت تقودها القيادات السياسية زمن " التجمع الوطني الديمقراطية" مختلفة تماما، ن ناحية النشاط السياسي و تعدد منابره و حتى في الطرح السياسي..
في فترة الثلاث أسابيع الأولى من زيارتي للقاهرة، كنت مشغولا بطباعة الكتب التي ساعدني فيها كثيرا الصحافي محمد شيخ الحسين، و أيضا الأستاذ الدكتور خالد عثمان رئيس تحرير جريدة المهاجر التي تصدر في أستراليا و صاحب دار التبلدي للنشر، حيث قام بالتصميم للكتب و تصميم غلافاتها.. و استلمتها الكتب بعد الطباعة دار المصورات للطباعة و النشر.. بعد الأنتهاء من الطباعة و التوزيع.. تفرغت للزيارات و تلبيت الدعوات الاجتماعية.. في لقاء سياسي على دعوة للغداء مع بعض قيادات و ناشطين سياسيين من مختلف التيارات الفكرية،، كنت استمع لمعرفة رؤى الآخرين حول الحرب و الآراء المطروحة بهدف إيجاد حل سياسي، أو ما هو المطلوب بعد الإنتهاء من الحرب إذا كان بانتصار الجيش أو عبر أي منبر للتفاوض، ملاحظتي الأولى أن الأغلبية تستخدم مصطلحات هي لا تعرف مضامينها.. معلوم أي مصطلح سياسي له نشأة هي التي تحدد هويته و انتمائه، و أي مصطلح له حمولات سياسية يحددها مكان الأنتماء و أيضا له أدوات خاصة هي التي تحقق مكانته في الواقع.. البعض يجهل لذلك و يعتقد أن ترديد المصطلحات هو نفسه يعطي المستخدم هوية سياسية مطلوبة للتمييز.. العديد من التنظيمات السياسية تدفع بالمصطلحات التي تريد انتشارها لهؤلاء.. و عندما تسأل الشخص ما هو المقصود من المصطلح الذي يردده يغضب اعتقادا أن السؤال الهدف منه الاستفزاز و ليس المعرفة، و عندما تشرح له أن القصد بالفعل أن يستخدم المصطلح وفقا لحمولاته السياسية التي انتج لها من موطن النشأة الفكرية، يعتقد ذلك جدلا غير معني به..
القضية الأخرى.. عندما تختلف مع شخص في أطروحته و تبين جوانب ضعفها لا يتردد أن يصاحب ذلك بقولة " هذه تخدم الكيزان و الفلول" عندما تقول له كيف؟ لا تجد عنده إجابة..! هو حامل اسفار مثل قول الله " كالحمار يحمل أسفارأً" لآن بعض القوى السياسي في حاجة للذين يرددون الشعارات دون فهمها.. قلت في الحوار للبعض الذين سألوني ما هو موقفك من الكيزان و الفلول؟ قلت أن الكيزان و الفلول جزء من الأزمة مثل بقيت القوى السياسية الأخرى.. و حتى الكيزات و الفلول يعلمون أن مشروع الجبهة الإسلامية القومية السياسي قد سقط و لم يعد مفيدا لذلك لابد من المراجعة. و بدأ البعض في تقديم هذه المراجعات من خلال تنظيمات جديدة مثل "حركة المستقبل للإصلاح و التنمية... الحركة الوطنية للبناء و التنمية.. الإصلاح الآن .. المؤتمر الشعبي أصبح كتلتين و غيرها من التنظيمات التي تفرعت منها، مما يدل أنهم يجرون مراجعات فكرية.. أما الذين يرددون " الكيزان و الفلول" هم الذين يخلقون لهم هالة أكبر من الحجم الطبيعي في المجتمع.. فالنظرة الموضوعية للقضايا بعيدا عن الحساسيات الزائدة هي الطريق إلي الإصلاح، و الخروج من عنق الزجاجة..
أن واحدة من أهم إشكالية العمل السياسي هو غياب دور الطبقة الوسطى في المجتمع، و التي تأثرت بحالة التدهور الاقتصادي في البلاد، لذلك غاب دورها الاستناري في المجتمع.. و أيضا حالة الجمود التي اصابت قوى اليسار بشقيها الماركسي و القومي، حيث أصبحت قوى سياسية مراقبة و لست لها فاعلية منظورة في الصراع الدائر ألآن.. باعتبار أن الحراك السياسي للتيارات الفكرية في المجتمع هو الذي يخلق وعيا سياسيا جديدا، لكن حالة الجمود الفكري هي التي تتسبب في تعميق الأزمة أكثر.. فالنظر للأزمة من جوانب المختلفة مسألة ضرورية تسمح للعقل أن يشتغل بصورة إيجابية، أما محاولة الوقوف في محطة واحدة لكي تجعل الشخص يردد صباحا و مساء " الكيزان و الفلول" دلالة على غياب العقل و الفكر في العملية السياسية، و لا تقود إلي الموضوعية في الحوار الذي يأمل أن يفضي إلي توافق وطني.. إذا كانت النخب السياسية و المثقف تسلك سلوك العامة تكون دلالة على ضعف المنتوج للثقافة الديمقراطية.. نسأل الله حسن البصيرة

zainsalih@hotmail.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الکیزان و الفلول فی المجتمع

إقرأ أيضاً:

"هنو" يكشف التحديات التي تواجه وزارة الثقافة

قال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، إن وزارة الثقافة تواجه العديد من التحديات، حيث إن قصور وبيوت الثقافة تواجه تحديات منها تأهيل البنية التحتية والعامل المادي المتعلق بالميزانية.


جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، اليوم الاثنين، لمناقشة طلب مُقدم من النائبة هالة كمال بشأن استيضاح سياسة الحكومة نحو تعزيز الحرف اليدوية والتراثية والتقليدية، وطلب مناقشة مُقدم من النائب عبد الرحيم كمال بشأن استيضاح سياسة الحكومة نحو البرامج الثقافية وأثارها على المدارك المعرفية للشباب وتطوير قصور الثقافة


وقال الوزير في بداية كلمته بالجلسة تعقيبا على طلبي المناقشة العامة ومداخلات النواب: "إن الطرح الموجود النهارده في القاعة أثلج صدري، إننا نبذل مجهود كبير جدا واضح وظاهر لكم، شىء رائع لى إننا متشافين، مشاكلنا واضحة على السطح متشافة من كل الأعضاء وذلك يعطينا دافع للاستمرارية".


وأضاف "هنو": "قصور الثقافة محتاجة عملية تطوير كامل فى الأيدولوية والفكر بتاعها القائمة عليه، الرسالة بتاعهتا المفروض تتجدد كل 3 أو 5 سنين، مخرجات جديدة أو أهداف تقدر من خلالها تأثير على المتلقي، هذا لم يحدث من الهيئة العامة لقصور الثقافة، والقدرة التأثيرية لها كمؤسسة ومحافظات مختلفة داخل القطر المصري، وبالتالي قدرتها على التكيف مع الظروف الموجودة حولها، أصبحت غير مواكبة، ناهيك عن المتغير المادي لم تتغير بنسبة كبيرة لمواجهة التحديات، محتاجة قدرة تواكب الشارع المصري بكل طموحاته، وتعطي المتلقي الخدمات المناسبة".


وأشار إلى أن الهيئة العامة لقصور الثقافة 25 أو 30% عبارة بيوت عبارة عن شقة، "ممكن توصل أوضتين وصالة"، وتابع: "هدف لم يعد مسموح به، القدرة الفنية على إنتاج منتج ثقافي فني، فيه مشكلة كبيرة فيها.


وأوضح أن خلال عام 2024، استطاعوا تحقيق 93 ألف نشاط ثقافي وفني المستهدف منها 4 ملايين، وتابع: "نشاط كبير أن توصل ذلك لعدد كبير من الناس، المنتتج الثقافي والفعاليات الموجودة بمنتهى الأمانة لم تكن على درجة الجاذبية المأمولة، عندي مشكلة كبيرة في المنتج والمتلقي، وفترة الـ6 أشهر الماضية قدرنا نفتح مسرح فوزي الفني بأسوان، وقصر الإبداع الفني بـ6 أكتوبر، وآخر في شمال سيناء، بتكلفة 238 مليون جنيه، وهناك فعاليات ضمن مبادرة حياة كريمة 226 فاعلية، و4176 فاعلية في مبادرة الإسكان الاجتماعي بديل العشوائيات، استفاد منها 40 ألف مواطن، وفي أهل مصر أيضا، قدرة كبيرة تأثيرية داخل المحافظات لكن مش بالشكل الطموح الذي ترضى به وزارة الثقافة".


ولفت الوزير إلى أن تم إقامة 163 عرضا مسرحيا تحت شعار مصر في كل حتة"، و27 في المسح الفني ومسرح الطفل، عدد كبير على المستوى الثقافي والفني، وتباع: هناك 4 جوائز كل جائزة 100 ألف جنيه، وإقامة 10 مؤتمرات داخل محافظات مختلفة، فضلا عن الاهتمام بتعزيز التراث الثقافي بفنونه وأشكاله المختلفة".

وقال الوزير: عندي تحديات وعندي مشاكل، وميزانية مخصصة لقصور الثقافة، والبند السادس 630 مليون جنيه، ولتطوير 619 وحدة رقم ضعيف لعمل تطوير في البنية التحتية وحدها، 87 مليون جنيه لقصور الثقافة مقسمة على 619 وحدة، لا توافى الطموح، وعندنا نقص العمالة المتخصصة والكفاءة البشرية، ومشكلة أخرى غير البنية التحتية أن كل وحدة محتاجة محرك معين يطلع منتج ثقافي داخل القصر، وكذلك بالنسبة للمساحات والمواقع
وأشار إلى أن هناك حاجة لتحديث القوانين، قائلا: "عندي مشكلة في القوانين، لتمكين القطاع الخاص وقطاع الأعمال إنه يقدر يعمل قصور وبيوت ثقافة، وهذه تحتاج إلى تعديل قانوني.

مقالات مشابهة

  • التحيُّز وازدواجية المعايير في المواقف السياسية
  • واشنطن تتهم قوات الدعم السريع السودانية بارتكاب "إبادة جماعية" في دارفور  
  • السلاح خارج السيطرة: خطر المليشيات على سيادة الدولة السودانية
  • اليوم نرفع راية إستغلالنا وحلم عودة الكيزان
  • حرب السودان المنسية.. عندما يمتزج الألم مع الإيمان بالقضاء والقدر
  • واشنطن تفرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع السودانية والكيانات المرتبطة بها
  • ما الفوائد الصحية التي تضيعها عندما لا تتناول وجبة الإفطار؟
  • "هنو" يكشف التحديات التي تواجه وزارة الثقافة
  • مقدمات العملية السياسية لوقف الحرب في السودان