كورال مشتى الحلو للغناء الجماعي: بذار محبة عبر الموسيقا لنشر الثقافة في المنطقة
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
طرطوس-سانا
اتخذ كورال مشتى الحلو من الفرح جوهر عمله بمجال الغناء الجماعي، فعمل على استقطاب فئات عمرية مختلفة، كانت بذار محبة لتأسيس جوقتيه (الصغرى والكبرى)، محملاً برسالة نشر الثقافة عبر الموسيقا في منطقة المشتى بريف طرطوس.
البذرة الأولى لانطلاق الكورال كانت من تأسيس (الجوقة الصغرى) خلال التحضيرات لأمسيات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، بهدف تهيئة الأطفال لاستقبال العام الجديد، وجذب المواهب التي ظهرت في مؤسسة الملتقى الثقافي الخيري بمشتى الحلو، ليعمل القائمون على الكورال على تدريب الأطفال بمجالي الغناء والموسيقا وإقامة أمسية ميلادية لهم، فكانت بمثابة ينبوع الفرح الذي انطلق لنشر ثقافة الغناء الجماعي في البلدة.
وعن بداية كورال المشتى وتطوره بينت الموسيقية مرام الحرش قائد كورال المشتى أن الجوقة الصغرى كانت بمثابة اللبنة الأولى لتأسيس الجوقة الكبرى، وتضم عدداً من الشباب الجامعيين الذين أقاموا العديد من الأمسيات المتنوعة بأفكار من رؤاهم العصرية والتي تكللت بالنجاح، منها الأمسية الموسيقية (حلم بأمل) التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان (سورية أرض الروح)، وتضمنت مقطوعات موسيقية وأغاني من الزمن الجميل.
وتابعت الحرش: “إن الكورال بجوقتيه الصغرى والكبرى هو كورال هواة، وتميز أعضاؤه بالعزف والغناء بتناغم وانسجام فيما بينهم، إضافةً إلى الاستعانة بالخبرات الموسيقية من قلب البلدة لمشاركتهم بالعزف على آلات معينة”، لافتةً إلى أن من ضمن الخبرات التي ساهمت في إغناء العمل ثنائية العزف والإيقاع التي جمعت الشابة مايا رزوق والشاب نبيه بيطار لتلبية احتياجات الكورال الموسيقية.
وأوضحت الحرش أهمية ما تقوم به مؤسسة الملتقى الثقافي الخيري في دعم المواهب، فكانت بمثابة الحاضنة المثلى لاحتواء تدريبات ونشاطات الكورال والعمل على تنميتها وسط تشجيع ودعم أهل البلدة، وهو ما ساعد على نجاح التدريبات لينعكس ذلك باندفاع الأطفال بشغف إلى التدريب اليومي.
ولفتت إلى حالة اندماج الجوقة الصغرى مع الكبرى، والتي تشكل تشاركيةً وصداقةً، مشكلين فيما بينهم على اختلاف أعمارهم حنجرةً صوتيةً واحدةً بنعومة وأصالة خيط الحرير المشتاوي بتناغم أصواتهم.
وبينت الحرش أن الأصوات الأنثوية في الكورال تقسم إلى قسمين سوبرانو الطبقة العليا وآلتو الطبقة الدنيا، وأن الذكورية فقط طبقة واحدة وهي التينور، لافتةً إلى أن هذا التنوع البسيط بأصواتهم مكن حناجرهم من أن تكون آلةً موسيقيةً بحد ذاتها مرتبطةً بالذاكرة البشرية كونها كانت أقدم وسيلة عبر بها الإنسان عن نفسه.
وأشارت الحرش الى أن المستوى الفني الذي حققه الكورال خلال مدة قصيرة توج برسالة المحبة التي حملها الكورال معه، للمشاركة في ملتقى (جوقات سورية) بنسخته الأولى في دار الأوبرا بدمشق عام 2017، بحضور الكورالات والجوقات المهمة في سورية، وبإشراف المايسترو ميساك باغبودريان، حيث تفردت ابنة كورال المشتى غابريلا بيطار بغناء الصولو بطريقة لافتة من بين جميع الجوقات المشاركة، كما زاد ذلك من خبرة الكورال في الاطلاع على عمل الجوقات الأخرى.
متابعة نشاطات الكورال وتدريباته المكثفة بهدف تطوير مستواه كانت محط اهتمام الحرش للوصول إلى الاحترافية على صعيد الغناء الجماعي وتعدد الأصوات، فسعت إلى إقامة ورشات عمل مع موسيقيين محترفين وورشات عمل مع جوقات أخرى، والتي تكللت بإقامة أول أمسية مع جوقة الفرح عام 2016 وحملت عنوان (بالفرح نلتقي).
أما اللقاء الثاني الذي جمع كورال المشتى مع جوقة الفرح فكان من خلال الأمسية التي احتضنتها ساحة مشتى الحلو في ختام مهرجان (صدى التوت والحرير)، والتي حملت عنوان (خيط حرير)، وكانت ثمرة ورشة العمل والتعاون التي دامت لأكثر من ثلاثة أشهر بين الكورال والجوقة، بهدف تطوير وتمكين العمل وزيادة الخبرة والاطلاع على تجارب جوقة الفرح، فكانت الأمسية التي حملت عنوان (خيط حرير) بمثابة الرابط الثقافي والاجتماعي، وصلة وصل بين أطفال دمشق وأطفال مشتى الحلو.
ذو الفقار ابو غبرا
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
البابا فرنسيس يدعو إلى الاهتمام بحل أزمات الإسكان واحتواء المشردين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وجّه البابا فرنسيس رسالة إلى الكهنة والرهبان والإكليروس في أبرشيته يدعو فيها مختلف الفعاليات الكنسية بمناسبة اليوبيل إلى توفير مرافق سكنية أو شقق شاغرة يملكونها من أجل "وقف حالة الطوارئ السكنية" و"بثِّ الرجاء" وتفعيل "أشكال الحماية" لمن هم بلا منازل أو معرضون لخطر فقدانها.
وأضاف في مرسوم إعلان اليوبيل التمستُ الرجاء للجميع وطلبت من الجميع أن يكونوا "علامات رجاء ملموسة للعديد من الإخوة والأخوات الذين يعيشون في ظروف صعبة" إن الرجاء في الواقع يولد من الحب ومن الشعور بأننا محبوبون. إن محبة الله هي التي تولد الرجاء، ومحبة الله تمر من خلال محبتنا، كما قال الطوباوي الأب بينو بوليزي: "إن الله يحب دائمًا من خلال شخص ما".
تابع البابا فرنسيس يقول إن كنيسة روما، من خلال الرعايا والجماعات الرهبانية والجمعيات والحركات الكنسية والعائلات، تقوم بالكثير لكي تنقل محبة الله، من خلال تصرفات محبة ملموسة (وغالبًا في الصمت)، وتولّد الرجاء في حياة الأشخاص: وبالتالي أجدد شكري العميق لكل واحد منهم. وهكذا فإن الخير العام، الذي هو أساس الفكر الاجتماعي للكنيسة، يلخص جميع الشروط التي تضمن الكرامة البشريّة التي تتجسد، كما أوضحت مرارًا، في ثلاثة حقوق لا يمكن انتهاكها: الأرض والمنزل والعمل.
أضاف يقول في ضوء اليوبيل، طلبت من أبرشيتي أن تعطي علامة ملموسة للاهتمام بقضايا السكن، لكي وبالإضافة إلى الاستقبال المخصص لجميع الحجاج الذين سيأتون، يتم تفعيل أشكال حماية تجاه الذين ليس لديهم بيت أو الذين هم في خطر فقدانه. من هذا المنطلق، أرغب في أن تقوم جميع الوقائع الأبرشيّة التي تملك عقارات بتقديم مساهمتها لوقف حالة الطوارئ السكنية بعلامات محبة وتضامن من أجل بثِّ الرجاء في آلاف الأشخاص الذين يعيشون في مدينة روما في أوضاع سكنية غير مستقرة.
تابع يقول إن المؤسسات والإدارات على مختلف المستويات، إلى جانب الجمعيات والحركات الشعبية، تنظم نفسها لكي تقوي استجابة الاستقبال والتضامن تجاه هؤلاء الإخوة والأخوات، وتعمل بالتعاون بين المؤسسات والمجتمع المدني، والكنيسة مدعوة للمساهمة في ذلك. لذلك، أطلب من جميع المؤسسات الكنسية أن تقوم ببادرة شجاعة تعبر عن المحبة تجاه القريب، من خلال تقديم الفسحات المتوفرة لديها، لاسيما تلك التي لديها منشآت سكنية أو شققًا شاغرة. وسيتم متابعة الأشخاص الذين سيتم استقبالهم من قبل المؤسسات والخدمات الاجتماعية، بينما ستتولى الجمعيات والحركات الشعبية تقديم الخدمات الشخصية، وأنشطة الرعاية، والاحتياجات الاجتماعية التي تسهم بشكل أساسي في جعل الاستقبال لائقًا وفي بناء الأخوّة.
وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول إن الذين سيكونون مستعدين للاستجابة لهذا النداء يمكنهم التواصل مع النائب العام لأبرشية روما، الكاردينال بالداساري راينا. أشكركم على سخائكم وعلى كل ما تقومون به لكي تنقلوا محبة الله وتبثّون الرجاء في حياة الجميع، ولاسيما من هم بأمسِّ الحاجة إلى ذلك. أبارككم من كل قلبي، وأسألكم أن تصلوا من أجلي.