وثيقة مسربة.. هكذا هربت عائلة الأسد أموال الكبتاغون
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
كشفت وثيقة سرية، اطلع عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن عمليات تهريب أموال ضخمة عبر الخطوط الجوية السورية إلى موسكو، في واحدة من أشد عمليات النقل المالي غموضاً وفساداً تورط فيها النظام السوري السابق، وأن تلك الأموال في غالبيتها نتاج الاستثمار في تصنيع وتجارة الكبتاغون.
وأكد مدير المرصد لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن آخر رحلة لتهريب تلك الأموال، أقلعت قبل 4 أيام فقط من هروب بشار الأسد إلى موسكو في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وقال التقرير إنه منذ نهاية عام 2020 وحتى منتصف عام 2024، كانت الخطوط الجوية السورية تدير رحلة أسبوعية إلى موسكو، وتحديداً إلى مطار فنوكوفا، وعلى متن كل رحلة تحمّل حقائب مليئة بالأموال، تصل قيمتها في المتوسط إلى 20 مليون دولار أمريكي.
ووفق وثيقة سرية مسربة حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان، من أطراف قريبة من الخطوط الجوية السورية وأمن مطار دمشق الدولي، كانت هذه الأموال تُنقل تحت إشراف مباشر من المخابرات الجوية، في عملية شديدة السرية.
وطبقاً للوثيقة، التي تحتوي تفاصيل في غاية الدقة، فإن الحقائب التي تحتوي النقود تُنقل بشكل مباشر من مصرف سوريا المركزي إلى شاحنة حماية، لتُنقل إلى أسفل الطائرة فور وصولها إلى المطار.
ولفت تقرير المرصد إلى أن هذه الحقائب كانت تُحمل بشكل منفصل عن أمتعة الركاب، تحت إجراءات أمنية مشددة... و"لضمان سرية العملية، كان يُطلب تحميل الحقائب أولاً قبل أي شحنات أخرى، ولا يُسمح لأي من العاملين أو الركاب بالاستفسار عن محتوى الحقائب، بل يجري تحذير الجميع بعدم التدخل أو السؤال عن محتوى الحقائب ووجهته".
#المرصد_السوري
رحلات مشبوهة.. وثيقة سرية تؤكد نقل ملايين الدولارات إلى #موسكو عبر الخطوط الجوية السورية بغطاء مخـ ـابـ ـراتيhttps://t.co/shsQwNj5kn
والوثيقة التي سُرّبت هي كتاب رسمي معنون بـ"سري"، واحتوت تفاصيل دقيقة حول عملية نقل الأموال، بما في ذلك عنوان المصرف في موسكو الذي يتعامل مع نقل هذه الأموال، وعدد الحقائب، ووزنها، وتاريخ الرحلة، والمبلغ المنقول، والتفاصيل كافة المتعلقة بكل عملية. الرسالة عادة تكون موجهة إلى المدير العام لـ"الخطوط الجوية السورية" وتطلب منه تيسير عملية تحميل الأموال دون أي معوقات، "وهي رسالة كانت موجهة له حصراً ولم يكن يسمح لأحد آخر بالاطلاع عليها".
وأضاف المرصد السوري، نقلاً عن مصادر وصفها بالموثوقة، وفق التقرير، بأن هذه المصادر تأكدت من الوثيقة الأصلية، التي تكشف عن "شبكة من العمليات المالية السرية التي كان النظام السوري السابق يعتمد عليها لتمويل أنشطته المختلفة، دون أن يعلم أحد من العاملين في شركة الطيران أو الركاب شيئاً عن تلك العمليات المشبوهة".
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لـ"الشرق الأوسط"، إن الوثيقة المسربة تكشف عن مدى "التورط العميق للنظام السوري السابق في عمليات غير قانونية، وتحقيقات إضافية في هذا المجال قد تفضي إلى الكشف عن شبكة واسعة من الأنشطة المالية السرية التي كانت تنقل من خلالها أموال طائلة من سوريا إلى روسيا وغيرها من البلدان، تحت غطاء رسمي ودون أي رقابة أو متابعة... والنظام، ممثلاً في الرئيس المخلوع بشار الأسد وشقيقه، كان يقود عملية الاستثمار في المخدرات عبر تصنيع الكبتاغون والترويج له وتصديره بطرق كثيرة؛ بينها ميناء صغير قرب شاليهات (أفاميا) على الساحل السوري، وكانت ملكاً لرفعت الأسد شقيق الرئيس الأسبق الراحل حافظ الأسد، ومن هناك ترسَل عبر مهربين إلى موانئ إيطاليا فيقوم تجار متعاونون ببيعها إلى بقية أنحاء العالم".
وفي السياق ذاته، علق مصدر سوري في روسيا متابع لتحركات النظام واستثماراته هناك بأن "مضمون الوثيقة معلوم، وربما الجديد الكشف عن الوثيقة الرسمية نفسها".
وكانت وسائل الإعلام، خصوصاً الغربية، تحدثت سابقاً عن "تهريب النظام الأموال، وقد وضع بعض الشخصيات الموالية على قائمة العقوبات الدولية، بناء على تلك التقارير، خصوصاً رجال الأعمال الموالين للنظام، مثل مدلل خوري. وقد وُضع بعض الشخصيات في قائمة العقوبات الدولية أيضاً بناء على مساهمتهم في غسل الأموال".
وتابع المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه، أن العمليات كانت تجري فعلاً عن طريق الطيران السوري إلى مطار فنوكوفا، وأنها "كانت بالعشرات، وكل رحلة كانت مليئة بالعملات الصعبة؛ الدولار واليورو. وقطع اليورو كانت من فئة الـ500 تحديداً".
وأضاف أن "الحقائب كانت تنقل من هذا المطار مباشرة إلى سفارة النظام في موسكو، ومن هناك توزع على رجال الأعمال التابعين للنظام، وكانوا يستثمرونها في البنوك وفي شراء العقارات والمحلات التجارية. ومن هذه الأموال جرى تأسيس شركات في روسيا وبيلاروسيا".
وشدد على أن "كل الشحنات كانت تجري تحت إشراف محمد مخلوف، خال بشار الأسد المخلوع، ومخلوف كان يستأجر طابقاً كاملاً في أفخم فندق بموسكو اسمه (فندق أوكرانيا)، وهو فندق كبير وجميل وتراثي أيضاً منذ عهد ستالين. وكان مخلوف محوطاً بحماية أمنية هو وزوجته وموظفون يعملون معه، ويقيم بموسكو بشكل دائم تقريباً، ويتابع الأمور المالية للنظام".
وأشار المتحدث إلى شراء "أكثر من 20 شقة في (موسكو سيتي)، وهي مبانٍ وأبراج باهظة الثمن. هذه الشقق تعود لأولاد محمد مخلوف؛ حافظ وإيهاب وغيرهما، ولعائلة الأسد وزوجاتهم".
وختم كلامه بالقول: "كنا، نحن المقيمين في روسيا، نعرف تلك المعلومات، وقد نقلت إلينا عبر شهود عيان كانوا على اطلاع واسع عليها وتماسٍ معها بشكل أو بآخر".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية موسكو سقوط الأسد بشار الأسد موسكو سوريا الخطوط الجویة السوریة المرصد السوری بشار الأسد فی روسیا
إقرأ أيضاً:
موسكو تعلن استعادة كورسك وزيلينسكي يعلن اعتقال صينيين يقاتلان مع روسيا
قالت موسكو، إن الجيش الروسي طرد آخر القوات أوكرانية إلى خارج منطقة كورسك نحو الحدود الروسية الأوكرانية، بينما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن كييف قبضت على جنديين صينيين يقاتلان إلى جانب القوات الروسية.
وأعلن الجيش الروسي، اليوم الثلاثاء، طرد القوات الأوكرانية من منطقة تدعى جويفو في منطقة كورسك الروسية، ونفذ ضربات جوية ومدفعية على القوات الأوكرانية عبر الحدود.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف بنى الاتحاد السوفياتي أقوى قنبلة نووية في التاريخ؟list 2 of 2ما قصة اشتعال السباق النووي بين الصين والهند وباكستان؟end of listوتحاول روسيا منذ أغسطس/آب من العام الماضي، طرد القوات الأوكرانية من كورسك بعد أن حققت قوات كييف توغلا مُفاجئا في هذه المنطقة، وكان الرئيس الأوكراني يأمل أن يمنحه هذا التوغل ورقة مساومة في أي محادثات مستقبلية.
لكن روسيا استعادت مساحة من الأراضي داخل كورسك، خلال الأشهر الأخيرة، ما دفع الأوكرانيين إلى التراجع نحو الحدود، كما استولت القوات الروسية على أراض في منطقة سومي الأوكرانية المجاورة بعد أن تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إمكانية إنشاء منطقة عازلة.
ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة التقارير الواردة من ساحة المعركة.
في الأثناء أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن قواته اعتقلت مواطنَين صينيين يقاتلان إلى جانب القوات الروسية، مضيفا أن كييف تريد "توضيحا" من بكين و"رد فعل" من حلفائها الغربيين.
إعلانوقال زيلينسكي في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن شريط فيديو قصيرا لأحد الموقوفَين "اعتقل جيشنا مواطنَين صينيين كانا يقاتلان في صفوف الجيش الروسي، حدث هذا على الأراضي الأوكرانية، في منطقة دونيتسك".
وأضاف زيلينسكي في المنشور: لدينا وثائق هويات المعتقلَين الصينيين وبطاقتاهما المصرفيتان، وبياناتهما الشخصية، مشيرا إلى أن السلطات الأوكرانية لديها أدلة على وجود مواطنين صينيين آخرين يقاتلون إلى جانب القوات الروسية.
وترى الدول الغربية أن الصين تعد حليفا إستراتيجيا لروسيا في حربها على أوكرانيا، لكن بكين تصر دوما على أنها دولة تلتزم الحياد في الحرب الأوكرانية الروسية، وتؤكد باستمرار أنها لم تقدم أي مساعدات لأي طرف في هذه الحرب.
جدير بالذكر، أن روسيا بدأت هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط 2022، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.
وتسيطر روسيا حاليا على ما يقل قليلا عن 20% من مساحة أوكرانيا بما يشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014 ومعظم المناطق الأربع التي أعلنت ضمها من جانب واحد، في خطوة لم تعترف بها أغلب دول العالم.
وتشير تقديرات روسية إلى أن روسيا تسيطر على كامل شبه جزيرة القرم، وكامل لوغانسك تقريبا، وأكثر من 70% من مناطق دونيتسك وزاباروجيا وخيرسون. كما تسيطر على جزء صغير من منطقة خاركيف.