قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن هناك منهجا ينبغي أن نتبعه في علاقتنا مع الخلق، هذا المنهج مبني على العفو والصفح. قال الله تعالى: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وقال سبحانه: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}.

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التاوصل الإجتماعي فيسبوك، إنه أمرٌ في غاية الصعوبة، يحتاج إلى صبرٍ وتجرُّع مرارة. كيف تعفو عمن آذاك؟ وكيف تتجاوز عن مَن اعتدى عليك؟ وكيف تغفر لمن شتمك أو سبَّك بلا مبرر؟ وكيف يكون ذلك إذا كنت على الحق، وهو على الباطل؟. 

روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي ﷺ: "هل أتى عليك يومٌ كان أشدَّ من يوم أحد؟ فقال ﷺ : " لقد لقيت من قومك ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردُّوا عليك ، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمر بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال ، وسلم عليّ. ثم قال : يا محمد ، إن الله قد سمع قول قومك لك ، وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني ربك إليك لتامرني بأمرك ، إن شئت أطبق عليهم الأخشبين (جبلَي مكة). فقال النبي ﷺ: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء الطفيل بن عمرو إلى النبي ﷺ فقال: إن دوسًا قد هلكت؛ عصت وأبت، فادعُ الله عليهم. فقال ﷺ: اللهم اهدِ دوسًا وائتِ بهم."

وعن جابر رضي الله عنه قال: "قالوا: يا رسول الله، أحرقتنا نبال ثقيف، فادعُ الله عليهم. فقال ﷺ: اللهم اهدِ ثقيفًا."

مما سبق يتضح لنا أن الإسلام يدعو إلى خلق العفو والصفح، وليس إلى الانتقام أو حب إنزال العقاب بالآخرين. فقد كان النبي ﷺ رحمةً للعالمين، يدعو لهم بالهداية. والدعاء لمن ظلمك مقامٌ عالٍ وخلقٌ رفيع، لأنه يتجاوز حدود العفو والسماح إلى الرغبة في الخير لهم ولكل الناس.

هذه هي أخلاق النبي الكريم ﷺ، وهذا هو المنهج الذي ينبغي أن نسير عليه في تعاملنا مع الناس. وإن كان ذلك عظيمًا وشاقًا، فإنه واجب، لأنه يضعنا في نزاع مع أنفسنا. ومع ذلك، فإن الأمر لله ولرسوله، وكلام الله ورسوله أمانة في أعناقنا.

فاجعلوا العلاقة التي بينكم وبين الخلق مبناها الصفح، والعفو، والمغفرة، والرحمة؛ لأننا نحب أن يعفو الله عنا، ويغفر لنا، ويوفقنا، ويجعلنا في محل نظره سبحانه وتعالى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة العفو الصفح المزيد

إقرأ أيضاً:

قوات العدو تقتحم قرية النبي صالح برام الله

الثورة نت/..

اقتحمت قوات العدو الصهيوني، مساء اليوم الجمعة، قرية النبي صالح شمال غربي رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

وأفادت مصادر محلية، باقتحام قوات العدو القرية، وجابت شوارعها، وسط إطلاق للرصاص وقنابل الصوت تجاه منازل المواطنين، دون أن يبلغ عن إصابات.

وفي سياق متصل اقتحمت قوات العدو، اليوم ، بلدة ترمسعيا، وقرية برقا، بمحافظة رام الله والبيرة.

وقالت مصادر محلية، أن قوات العدو اقتحمت ترمسعيا وبرقا، وانتشرت في الأزقة والحارات، دون أن يبلغ عن اعتقالات.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى انعقاده.. تعرف على المجمع المسكوني الثاني
  • دار الإفتاء توضح كيفية إحياء ليلة النصف من شعبان.. النبي أوصى بها
  • مدى صحة حديث سلمان في خطبة النبي في آخر يوم من شعبان
  • فضل الصلاة على النبي.. باب القرب من الله ومفتاح محبته
  • قوات العدو تقتحم قرية النبي صالح برام الله
  • قوات العدو الصهيوني تداهم قرية النبي صالح شمال رام الله
  • فضل "الصلاة على النبي محمد" يوم الجمعة والصيغة الصحيحة
  • كلام حلو عن يوم الجمعة
  • أبيات شعر جميلة عن يوم الجمعة
  • إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق .. علي جمعة يوضح