النعيمي والشيوخ يؤدون صلاة الجنازة على جثمان عبدالله أمين الشرفاء
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
عجمان: أمير السني و(وام)
أدى صاحب السموّ الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، وسموّ الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي، أمس الثلاثاء، في مسجد أبوبكر الصديق بمنطقة مشيرف، صلاة الجنازة على جثمان المغفور له، بإذن الله تعالى، عبدالله أمين عبدالرحمن الشرفاء، المستشار بديوان صاحب السموّ حاكم عجمان.
وقال سموّ الشيخ عمار بن حميد في تغريدة على «إكس»: «رحم الله الفقيد عبد الله أمين الشرفاء.. كان رجلاً تقياً، يحب دينه وعروبته، على معرفة واسعة بأنساب أهل عجمان.. عاصر الآباء المؤسسين ورافق الشيخ حميد بن راشد النعيمي في الاجتماعات التشاورية لقيام الاتحاد، ومشاركاً بالجهد والرأي والفكر.. فقدنا رجلاً أحب عجمان وأحبته عجمان».
عزاء عبدالله أمين الشرفاء - اليوم الأول (( محمد شعلان ))
أدى الصلاة إلى جانب سموّهما، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، والشيخ أحمد بن حميد النعيمي، ممثل صاحب السموّ حاكم عجمان للشؤون الإدارية والمالية، والشيخ عبدالعزيز بن حميد النعيمي، رئيس دائرة التنمية السياحية، والشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط.
كما أدى الصلاة، الشيخ حميد بن عمار النعيمي، والشيخ راشد بن عمار النعيمي نائب رئيس نادي عجمان الثقافي الرياضي، والشيخ سعيد بن راشد النعيمي، والشيخ صقر بن راشد النعيمي، والشيخ أحمد بن حميد النعيمي، وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين من مديري الدوائر المحلية والاتحادية وأعيان ووجهاء البلاد والمواطنين والمقيمين.
وشيع جثمان الفقيد عقب الصلاة إلى مقبرة عجمان، حيث ووري الثرى، وتقدّم المشيعون بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أهل وذوي الفقيد، داعين الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته.
أحد الرجال المخلصين
وفقدت البلاد أحد الرجال المخلصين الذين ساهموا في نهضة إمارة عجمان، وهو عبدالله أمين الشرفاء، مستشار صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، الذي رحل عن عالمنا تاركاً خلفه إرثاً عظيماً من العطاء والعمل الدؤوب.
كان الشرفاء أحد أبرز الشخصيات التي ساهمت في مسيرة التطور والنماء التي شهدتها عجمان على مختلف الأصعدة، إذ كان له دور محوري في العديد من المشاريع التنموية التي أسهمت في تحسين مستوى الحياة في الإمارة، سواء في المجالات الاقتصادية أو الاجتماعية أو العمرانية.
ولد الفقيد عام 1936 وتلقى تعليمه في المسجد حيث حلقات الدرس، ومن «الكتاتيب» واصل تلقي التعليم على يد نخبة من علماء الدين وأساتذة اللغة والرياضيات، وكان له دور محوري في مرحلة ما قبل قيام الاتحاد.
دعم مسيرة التنمية
وعمل ممثلاً لإمارة عجمان في مكتب التطوير، والذي كان من المؤسسات التي ساهمت في دعم مسيرة التنمية والتخطيط في الإمارات السبع قبل توحيدها، وساهم خلالها في تحسين البنية التحتية والخدمات العامة، وكذلك دعم الجهود الرامية لتوحيد الإمارات تحت قيادة واحدة، حتى إعلان الاتحاد عام 1971.
وكان الفقيد رفيقاً لصاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، في الاجتماعات التشاورية التي سبقت إعلان الاتحاد، حيث شارك ممثلو الإمارات في مناقشة القضايا المصيرية، وكان ملماً بالقضايا الإدارية والسياسية، إضافة إلى ولائه الكبير لإمارة عجمان ولدولة الإمارات بشكل عام.
أدوار قيادية
كان الفقيد عضواً في المجلس الوطني الاتحادي لمدة 12 عاماً، حيث كان من الشخصيات التي لعبت دوراً مهماً في مناقشة القضايا الوطنية التي ساهمت في تعزيز التواصل بين القيادة والشعب، ومن خلال عضويته بالمجلس، شارك في طرح أفكار ورؤى تخدم مصلحة الدولة، وساهم في صياغة التشريعات والسياسات التي عززت التنمية في مختلف القطاعات، وهذه الفترة الطويلة تعكس التزامه الكبير وحرصه على تمثيل عجمان بأفضل صورة.
كما عمل الفقيد رئيساً لديوان حاكم عجمان، برؤيته الثاقبة وقيادته الإدارية العالية ومتابعته الدقيقة لشؤون الحاكم اليومية والتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية، وأخيراً مستشاراً للحاكم، ومساهماً في اتخاذ القرارات التي عززت تنمية الإمارة وتطورها.
شخصية محبوبة
الفقيد عبدالله أمين الشرفاء من الشخصيات البارزة والمحبوبة في مجتمع عجمان ودولة الإمارات، حيث ترك بصمة خالدة بأعماله الخيرية التي شملت بناء المساجد ودعم المشاريع الخيرية والتنموية، ما جعل اسمه يتردد بحب واحترام بين أهل الإمارة.
كما أنه معروف بتواضعه وطيبته وسخائه، وكان نموذجاً للإنسان الذي يخدم مجتمعه بصمت وإخلاص، ومن الشخصيات التي نشأت وتأسست مع الأسرة الحاكمة في عجمان، مما يعكس علاقته الوثيقة ودوره المحوري في مسيرة الإمارة، فضلاً عن دور كبير في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة، ويُعتبر من الشخصيات البارزة في توثيق أنساب أهل عجمان.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات حاكم عجمان الإمارات عجمان الشیخ حمید بن راشد النعیمی عبدالله أمین الشرفاء بن حمید النعیمی من الشخصیات صاحب السمو حاکم عجمان
إقرأ أيضاً:
الشيخ عمر بن سعيد
الشيخ عمر بن سعيد بن عبدالله بن عمر بن أحمد بن أبي علي بن معد البهلوي، المكنى بأبي حفص، فقيه وشاعر وناسخ للمخطوطات، من علماء القرن العاشر الهجري من بهلا. تلقى تعليمه على يد والده الشيخ سعيد بن عبدالله المعد ومجموعة من العلماء من بينهم عبدالله بن عمر بن زياد الشقصي، وعبدالله بن مدَّاد بن عبدالله الناعبي، والإمام عبدالله بن محمد القرن المنحي.
نسخ الشيخ عمر بن سعيد مجموعة من المخطوطات العمانية بخط يده، من بينها «بيان الشرع»، و«جامع أبي قحطان»، وكتاب «المصنف»، وكتاب «شرح المنظومة الرائية في الصلاة» للشيخ النفوسي أبي نصر فتح بن نوح الملوشائي، وعدد كبير من المؤلفات العمانية ليزود بها مكتبته التي أوقفها لعامة الناس على وجه العموم ولطلبة العلم على وجه الخصوص، وأشرف أولاده وأحفاده من بعده على خدمتها وصيانتها، وتعرف هذه المكتبة بمكتبة المعدَّ، ولم يكتفِ الشيخ عمر بهذه الأعمال الخيرية بل أسس مدرسة بمسجد المعدَّ في بهلا، وأنفق عليها من ماله الخاص وتفرغ بنفسه للتدريس فيها، وتخرج من مدرسته مجموعة من العلماء منهم: سعيد بن عمر بن سعيد البهلوي، وعبدالله بن مبارك الربخي، وأحمد بن عبدالله بن سنان الخليلي، وصالح بن محمد بن صالح النزوي.
من أبرز مؤلفات الشيخ عمر كتاب «منهاج العدل»، وهو كتاب يقع في أربعة أجزاء، عبارة عن موسوعة فقهية شاملة، وبدأ في تأليفه ليلة السبت الثامن عشر من شهر ذي القعدة سنة 957هـ، وانتهج في كتابته أسلوبًا مميزًا، حيث يبدأ كل باب من أبواب الكتاب بجواب عن الشيخ أحمد بن مفَرِّج البهلوي، ثم بعد ذلك يذكر باقي الجوابات لغيره من العلماء من بينهم محمد بن عبدالله بن مداد الناعبي، وبعد أن ينتهي من مسائل العلماء، يكتب المسائل التي أفتى فيها بنفسه.
يعد هذا المخطوط ذا أهمية كبيرة لأنه يوثق للحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في عُمان خلال القرون من الثامن إلى العاشر الهجري، حيث يوثق الكتاب لفترة حكم النباهنة ولفترة سيطرة مملكة هرمز على المدن العمانية الساحلية وطبيعة العلاقة التي كانت بين هذه المملكة والمدن العمانية في داخل عُمان، ومن أبرز سلاطين النباهنة الذين عرض كتاب «منهاج العدل» لمعلومات عنهم السلطان أبي المنصور المظفر بن سليمان النبهاني، الذي كان يستشير الفقهاء في كثير من المسائل، ولقد دون الشيخ عمر عددًا منها، وكتب الشيخ عمر مسائل فقهية عديدة تتعلق بالمجتمع العماني في مدينة بهلا وطبيعة العلاقة بين الناس، وطريقة تقسيم مياه الأفلاج فيها، وذكر معلومات عن حارات بهلا ومزارعها وسورها والأوقاف التي أوقفت له.
ولقد أفرد الشيخ عمر في هذا الكتاب بابًا خاصًا بالعملات وصرفها، وهو بعنوان: «في معرفة صرف الدنانير والدراهم، ووزنها، والمعاملة بها إذا كانت زائدة أو ناقصة أو قلب الصرف أو عُطلت، وما أشبه ذلك، وفي عيار الأوزان والمكاييل، وأحكام ذلك»، وذكر في هذا الباب مجموعة من تلك العملات، منها الدينار الهرموزي، والدينار المصري، ودينار أبو سبعة، ودرهم أبو ستة، ودرهم بهلا، والمحمدية، والأرية، والصدية.
ويضم الجزء الأول من الكتاب سبعة وثلاثين بابًا، بدايته في أهمية العلم وضرورة العمل به، ثم باب التوحيد ثم الدعاء، أما الجزء الثاني، فيقع في سبعة وعشرين بابًا ويبدأ بباب القضاء ثم باب فض المنازعات، والجزء الثالث يضم اثنين وعشرين بابًا وهي في المعاملات المالية، والجزء الرابع يقع في واحد وعشرين بابًا ويتناول موضوع اليتامى والعناية بهم.
ولقد وضع مقدمة الكتاب الشيخ عبدالله بن مبارك بن عمر الربخي البهلوي، وقال فيها: «الحمد لله الذي أوضح منهاج الإسلام، وخير كتب التصانيف بشرائع الأحكام، وسما مراتب من رغب في تمييز الحلال من الحرام، الأول الذي لا شيء قبله، والآخر الذي لا شيء بعده، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير». أما الشيخ عمر فلقد كتب عن كتابه قائلًا: «فهذا كتاب ألفناه من الآثار، وجمعناه من جوابات المسلمين ذوي الألباب والأبصار رحمة الله عليهم تترى ما انسلخ ليل من نهار، سهلًا للتعليم والحفظ والتذكار، وطلبنا بذلك الثواب والأجر لا للافتخار، وللتعليم لا للتقدم والاشتهار، وسميناه منهاج العدل، جامعًا للحفظ والنقل، والله نسأله المعونة والهداية والتوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل».
واعتنى طلبة العلم بكتاب «منهاج العدل» فتدارسوه ونسخوه مرات عديدة ليكون متوفرًا لمن يطلبه، ومن النساخ الذين نسخوا «منهاج العدل» محمد بن سالم الذي نسخه عام 1088هـ لعامر بن محمد بن مسعود بن راشد المعمري السعالي النزوي، واعتنت وزارة الثقافة والرياضة والشباب بمخطوط «منهاج العدل»، حيث تحتفظ بنسخ من المخطوط، منها نسخة بخط الناسخ محمد بن سالم بن عمر الملقب بالعظم، الذي نسخ المخطوط في سنة 1083هـ، وكذلك الحال مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية التي تحتفظ بعدد من النسخ.
مات الشيخ عمر بن سعيد يوم الخميس 21 من جمادى الأولى 1009هـ / 30 من نوفمبر 1600م، بعد حياة حافلة بالعطاء وخدمة مجتمعه وخدمة العلم وطلبته.