اقتصاد الثراء الفاحش: حين يصبح المواطن متفرجًا على مسرحية العبث الإداري
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
#اقتصاد #الثراء_الفاحش: حين يصبح #المواطن متفرجًا على #مسرحية #العبث_الإداري
بقلم : ا . د .محمد تركي بني سلامة
“يبدو أننا في #الأردن قد دخلنا عصرًا جديدًا من العجائب الاقتصادية، حيث تتحول المناصب العليا إلى آبار نفط شخصية، يتدفق منها المال كأنه بلا قاع، ورئيس مجلس إدارة شركة يجلس على عرشٍ من ذهب، يتقاضى راتبًا يُمكن أن يُموّل مستشفى أو يُنقذ آلاف الأسر الفقيرة.
ثلاثة ملايين دولار سنويًا؟! ما هذا؟ هل نحن أمام شخصية خرافية تُنقذ الاقتصاد الوطني؟ أم أن الرجل اكتشف حجر الفيلسوف ويحوّل خسائر الشركة إلى مكاسب شخصية؟! حتى الرئيس الأمريكي، الذي يدير أكبر اقتصاد في العالم، يبدو موظفًا صغيرًا أمام هذه العبقرية المالية الفذة.
مقالات ذات صلة إصابات بحادث تدهور مركبة على الطريق التنموي 2025/01/08أما أعضاء مجالس الإدارة، فهم بلا شك “الكهنة الجدد” لاقتصادنا، يتنقلون بين البنوك والشركات كما يتنقل الملوك بين القصور. يخفقون؟ لا مشكلة! يُعاد تدويرهم كوزراء أو أعضاء أعيان وكأن البلاد قد خلت من الكفاءات. فالفشل في بلادنا ليس سببًا للمحاسبة، بل شهادة خبرة تؤهلك للمزيد من الامتيازات.
ثم يأتي قانون “القمع الإلكتروني”، ليُضيف طبقة جديدة من الحماية لهؤلاء. فبدلًا من أن يُحاسبوا على هذه الامتيازات الخرافية، يُحاسب كل من يتجرأ على كشف المستور. نعم، في بلادنا أصبح الحديث عن الرواتب الفلكية جريمة، أما استنزاف الاقتصاد فهو “فن إداري راقٍ”.
والسؤال الحقيقي: أين هو جهاز الرقابة الذي من المفترض أن يحمي الشعب من هذا العبث؟ أم أنه مشغول في تدقيق دفاتر المزارعين الذين يبحثون عن لقمة العيش؟ هل من المعقول أن يُترك اقتصادنا رهينة بيد هؤلاء دون محاسبة حقيقية؟
بالمختصر، نحن أمام ملحمة اقتصادية ساخرة، حيث يُحتفل بالثراء الفاحش على حساب وطن يتأرجح بين الديون والفقر. أما المواطن، فهو مجرد متفرج في هذه المسرحية العبثية، يدفع الثمن دائمًا، بينما البقية يُصفقون لفصول جديدة من الانفصال عن الواقع!”
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: اقتصاد الثراء الفاحش المواطن مسرحية العبث الإداري الأردن
إقرأ أيضاً:
خبير اقتصادي: الإمارات نموذج عالمي في تحديث التعليم لبناء اقتصاد المعرفة
أكد الدكتور عبد الرحيم بن أحمد الفرحان، الخبير الاقتصادي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تخطو خطوات جريئة نحو تحديث منظومة التعليم لتتماشى مع متطلبات العصر الرقمي والابتكار، وذلك في إطار رؤية مستقبلية تهدف إلى تحويل التعليم إلى ركيزة أساسية لبناء اقتصاد قائم على المعرفة.
وقال الفرحان: “لم يعد التعليم مجرد وسيلة لاكتساب المهارات، بل هو حجر الأساس في بناء الحضارات وصياغة المستقبل.”
وأوضح أن الإمارات تولي اهتمامًا خاصًا لمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات.
وشدد على ضرورة أن يكون التعليم متجاوبًا مع متطلبات العصر، فلا يكفي حفظ المعلومات، بل يجب تنمية القدرة على البحث والتفكير الإبداعي لتأهيل جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل.
وأشار الفرحان إلى أن الإمارات تبنت مبادرات رائدة في التعليم الرقمي، حيث تم تحويل الفصول الدراسية إلى منصات تفاعلية متطورة تتيح تجربة تعليمية متميزة.
أضاف الفرحان: “في عصر الذكاء الاصطناعي، يصبح التعليم المستمر هو السلاح الأقوى لمواكبة التطورات العالمية. لقد اتخذنا خطوات حثيثة نحو تقديم تعليم يتجاوز حدود المقاعد الدراسية ليصبح رحلة مستمرة مدى الحياة.”
كما شدد على أهمية البحث العلمي كركيزة أساسية في بناء اقتصاد المعرفة، مشيرًا إلى الاستثمارات الكبيرة التي تخصصها الدولة لإنشاء جامعات ومراكز بحثية عالمية المستوى، مثل جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
وأبرز الفرحان الدور الريادي لدبي في هذا التحول، حيث تُعد المدينة نموذجًا يحتذى به في دعم التعليم العالي والابتكار من خلال مؤسسات مثل مدينة دبي الأكاديمية ومجمع دبي للمعرفة.
وأوضح الفرحان أنه من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم التكيفي، تتيح دبي لكل طالب فرصة التعلم وفقًا لاحتياجاته الفردية، مما يسهم في بناء بيئة تعليمية تدعم ريادة الأعمال وتحفز على الإبداع.”
وأكد الفرحان أن رؤية الإمارات التعليمية تتجاوز حدود المرحلة الدراسية التقليدية لتصبح رحلة مستمرة مدى الحياة، واضعةً العقول في صميم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، منوهًا بأن الأمم التي تراهن على العقول تصنع مستقبلها بأيديها، والتعليم المستمر هو السبيل لتحقيق ذلك.