لجريدة عمان:
2024-07-06@01:23:34 GMT

سقوط في الفراغ

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

ما إن تنطلق السنة الدراسية الجديدة في الكليات الخاصة، ويعود الطلبة إلى سكناتهم الداخلية التي تتوسط الأحياء الآهلة بالسُكان حتى تستأنِف مجموعات الجيران حواراتها التي يبدو أنها لن تنتهي حول التصرفات غير اللائقة التي تصدر عن «بعض» الطالبات ممن يستأجرن هذه السكنات.

يتحدث الجيران كل مرة عن رصد سيارات تأتي من خارج المربع السكني في ساعة متأخرة من الليل يقودها شبان غرباء مراهقون، وعن مجموعة من الطالبات يُثرن الفوضى والصراخ في الشوارع وبين السِكك التي تفصل المنازل، ولا تنتهي إلا بطلوع الفجر، وعن مُشاهدات «ممجوجة» لا يمكن السكوت عنها.

اقترح البعض لإسكات هذا الصداع السنوي المُزمن مخاطبة أقرب مركز للشرطة لكن بصورة جماعية فيما رأى آخرون ضرورة الحديث إلى مالك العقار والطلب منه إبعاد الساكنات أو توظيف مُرشدة متخصصة مع حراس يعملون على مدى ساعات اليوم.. أما الفريق الثالث فأكد على أهمية توجيه النصيحة المباشرة للطالبات من مبدأ «أنهن بناتنا وهن بحاجة إلى قليل من التوجيه والإرشاد» ولا حاجة إلى تضخيم المشكلة وكالعادة لم يُعمل بأيٍ من تلك الحلول تجنبًا لحدوث مشاكل أُخرى ربما لم يُحسب حسابها.

أما الأسئلة الأهم التي ظلت مُعلقة، ولم يُعثر لها عن إجابات صريحة فهي: أين أولياء الأمور مما يحصل؟ وما هو دور الأُسر؟ وما هي مبررات غيابها في فترة مهمة من حياة بناتها؟ ما هي آلية إيصال حقيقة الصورة إلى الآباء في ظل غياب الإدارة والإشراف عن هذه السكنات التي لا تخضع أصلًا لإشراف مؤسسي منظم.

لا شك أنه توجد حلقة مفقودة يُفترض أن تصلَ بين الطالبة وأسرتها. ففي الوقت الذي تضع فيه الأسرة ثقتها في ابنتها من باب أنها حَسنة الأخلاق والتربية وأن تصرفاتها لن تخرج عن هذا الإطار لا تستنكف الطالبة أن تستغل تلك الثقة استغلالًا سيئًا بسبب سوء التقدير فتقع في المحظور.

تقدم الطالبة مثلًا مبررات وحججا كثيرة تبدو منطقية تؤكد اضطرارها للبقاء في السكن الداخلي وعدم جدوى عودتها إلى المنزل نهاية الأسبوع أو في الإجازات الرسمية كالمذاكرة أو عمل البحوث والتقارير المطلوبة فتنطلي هذه الحجج على ولي الأمر.

ولأن بعض أولياء الأمور يستندون إلى ثقتهم المطلقة تلك في بناتهم ولا يرون ضرورة في فتح قنوات للتواصل معهن، ومع المؤسسات التعليمية التي ينتمين إليها لمعرفة مستوى تحصيلهن الدراسي أو مع مالك السكن الداخلي فيذهب بعضهن نتيجة ذلك في مسار آخر ربما كارثي.

كثيرًا ما يتفاجأ أولياء الأمور بما لم يكن يتصورونه أو يخطر لهم على بال فيُصاب بعضهم بأزمات نفسية وربما بنوبات قلبية خاصة عندما يصل أحدهم إخطار بأن ابنته (....) أو أنها لم تذهب إلى الكلية منذ فترة طويلة أو أنها طُردت من الجامعة أو المعهد لسوء سلوكها أو ضعف أدائها الدراسي.

لماذا ننتظر أن نتلقى اتصالًا هاتفيًا لا يسعدنا من المؤسسة التعليمية التي ينتمي إليها أبناؤنا أو من السكن الداخلي الذي يعيشون فيه أو من جيران ذلك السكن ممن آذتهم تصرفاتهم أو من المطار بعد أن أُعيدوا من البلدان التي يدرسون فيها بسبب سوء أخلاقهم أو فشلهم الدراسي حتى نُفيق ونعرف أننا كنا بعيدين عنهم، وأنهم كانوا بحاجة نفسية ومعنوية إلينا قبل احتياجهم المادي؟

ما الذي منعنا أن نكون منفتحين -كما ينبغي- على تطلعاتهم وأحلامهم؟ لماذا شيدنا الأسوار العالية فحجبت عنا آلامهم وهمومهم؟ لِم دفعنا بهم دون شفقة فسقطوا في الفراغ ففقدوا الثقة بأنفسهم وبنا؟

آخر نقطة ..

«الثقة كالإنسان، سنوات لتكبر، وثوان لتموت».

مالكوم إكس

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

كيف أنقذ أختي من أزمة الطلاق التي حلّت بها..

تحية طيبة لكل القائمين على هذا الركن، سيدتي إن ما نعيشة في بيتنا حقا ورطة بسبب مشكلة ألمت بأحد أفراد أسرتي، “أختي الحبيبة”، لن أكون مبالغة إن قلت لك أنها صاحبة أخلاق عالية، وقلب طيب للغاية، لكن نصيبها كتب عليها أن تعيش أقسى سنوات عمرها بعد أن اعتقدت أنها نالت فرحة عمرها.

أجل سيدتي فكل فتاة يأتيها النصيب الذي يبدو طيبا تفرح وتعتقد انها نالت قسطها من السعادة، حيث تقدم لها رجلا مطلق من قبل، وسبب الطلاق هو الفارق التعليمي بينهما على حسب قوله، وأختي الحمد لله درست وتحصلت على شهادة عليا أيضا، لكن اتضح فيها بعد أن المشكلة في شخصة وطباعه، وهذا أمر آخر لا أريد الخوض في تفاصيله، لأن  الطلاق وقع، وأختي رجعت مكسورة إلى البيت، فهي لم تتوقع هذا المصير أبدا، الله يعلم أنها حاولت وتنازلت، ولكن لم تتمكن من تغيير الأوضاع التي أجبرتها على العودة مهزومة تحمل لقب مطلقة، لكن بعدها لاحظنا أنها تغيرت كثير، فأختي الحليمة الهادئة صارت عصبية ومزاجية، تزعجها أتفه الأشياء على الرغم من مرور أثر من سنة على طلاقها، بدأت أشعر بالقلق بشأنها أريد مساعدتها لتخرج من هذه الحالة وتتقبل هذا الواقع، لأنها ومن جهة أخرى تلوم على والديّ كثيرا لأنهم لم يفعلوا ليصلحوا بينها وبين زوجها السابق، فماذا يمكنني أن أفعل من أجلها لتتقبل طلاقها وتعود لممارسة حياتها كسابق عهدها؟

قارئة من الشرق

الــرد:

تحية طيبة أختا، حقا أنا جد مسرورة لقلبك الطيب الذي همه كثير حال أختك، فأنت أظهرت معدنك النفيس وأخلاقك العالية، وأشكرك كثيرا على مراعاتك لشعور أختك واهتمامك بمصيبتها، وحرصك على مواساتها، أسأل الله أن ييسر أمرك وأمرها.

مما لا شك فيه أن أكثر حلم تتمنى أي بنت تحقيقه في حياتها هو أن تكون أسرة وتكون زوجة وأما ناجحة، ولا شك بالمقابل أن أقسى إحساس هو الخيبة التي تصيبها بعد أن تنهار كل تلك الأحلام، وأختك قد أصيبت في حقها في بناء أسرة متراصة، فوجدت نفسها تفارق مملكتها دون إرادتها، واعلمي أن ألمها ليس هين، وأن إعادة تضميده سيحتاج منها وقتا أطول، لهذا أظن أنها محظوظة بك لأنك تريدين التخفيف عنها وتأكدي أنك مأجورة على ما تسعين إليه.

لهذا أنصحك بالتقرب منها أكثر، وخلق أجواء لطيفة في المنزل، وأن تدعينها لتشاركك في مختلف النشاطات التي تحبها وتشعرها بالراحة، وفي خضم تلك الأجواء، ذكريها بالشخصية الجميلة التي كانت تتميز بها، وأخبريها أن ما وقع قد وقع، وأن الله لن ينسى سعيها للم شمل بيتها، وأنه لا محال سيأجرها في مصيبتها ويخلف لها خير منها مادام قلبها مفعم بالخير، ذكريها بقوله عليه الصلاة والسلام: إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة”

أيضا تحدثي معها دائما بكلمات متفائلة، وأن تحسن الظن بالله، فهو حتما سيكافئها بالسعادة التي ترجو بجانب من يتفهمها ويرسم البسمة على محياها، من جهة أخرى اصبروا عليها وعلى أي تصرف قد يصدر منها، فهي تمر فترة حرجة تحتاج منكم التفهم، ولابد أن يأتي اليوم التي تراجع نفسها وتستعيد ذاتها الطيبة.

ثم من المهم أن تجعليها تفكر في خوض الحياة العملية إن أمكن طبعا، فالتعرف على الناس الطيبين والاحتكاك بالصحبة الحسنة سيجعلها تشعر بآلام الغير وأن الطلاق ليس فقط من نصيبها بل ستعرف أن الكثيرات مثلها عشن هذه الخيبة، وهذا من المؤكد سيخفف عنها، كان الله في عونك ووفقك وأختك لما فيه الصلاح والفلاح لكما.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • الطالبة “ايناس الصباغ”.. موهبة متميزة وتجربة واعدة في مجال الرسم التكعيبي
  • سكالوني: «الثقة عمياء» في ميسي
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: المقترح الذي حصلت عليه حماس هو الأفضل
  • أسماء جلال تكشف عن قصة حب مؤلمة وتعلق:"هموت وأعرف هو فين دلوقتي"
  • كيف أنقذ أختي من أزمة الطلاق التي حلّت بها..
  • انشطة ثقافية منتوعة بثقافة الاسماعيلية
  • 12 مطلبا لأولياء الأمور من وزير التربية والتعليم الجديد
  • أزيد من 13 ألف شقة ستوزع بسيدي عبد الله
  • المفتي دريان بحث مع زواره في دار الفتوى شؤونا عامة
  • رسائل أولياء الأمور لوزير التعليم.. صعوبة المناهج و5 طلبات للتطوير