الاتحاد الأوروبي يدشن 2025 بمهمة ناجحة لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
أعلنت مهمة الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر "أسبيدس"، يوم الثلاثاء، عن نجاح أول مهمة لحماية سفينة تجارية لعام 2025.
وأكدت المهمة في بيان مقتضب نشرته عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس" أن المدمرة الإيطالية "كايو دويليو" تولت تأمين السفينة التجارية بنجاح في منطقة عملياتها.
ويأتي هذا الإنجاز بعد آخر عملية نفذتها المدمرة الإيطالية في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مما يعكس استمرار التزام الاتحاد الأوروبي بتعزيز الأمن البحري في المنطقة.
وكان أطلق الاتحاد الأوروبي عمليته البحرية "أسبيدس" في 19 فبراير/شباط الماضي، بهدف حماية السفن التجارية من هجمات مليشيا الحوثي في البحر الأحمر والمياه الدولية والإقليمية.
وتشمل العملية أسطولاً بحرياً يتكون من سفن وفرقاطات حربية تديرها طواقم من 21 دولة أوروبية. في حين تقتصر مهمة "أسبيدس" على الجانب الدفاعي فقط، إذ تركز على حماية السفن التجارية من الهجمات دون استهداف مواقع الحوثيين في المناطق البرية.
ويأتي هذا التحرك ضمن جهود الاتحاد الأوروبي لضمان سلامة الممرات البحرية الحيوية وحماية حركة التجارة العالمية من التهديدات في المنطقة.
وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، دشنت مليشيا الحوثي، هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على سفن تجارية في البحرين الأحمر والعربي، وتوسعت لاحقاً لتشمل المحيط الهندي.
وتزعم مليشيا الحوثي، أن هجماتها التي يشرف عليها خبراء في الحرس الثوري الإيراني تأتي تضامنا مع “الشعب الفلسطيني” في قطاع غزة، لكن لم تغير في مسار الحرب المستمرة حتى اليوم، بقدر ما ألحقت ضرراً باقتصاد معظم الدول المشاطئة للبحر الأحمر وخاصة مصر.
واعاقت هذه الهجمات حركة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي يمر عبرها 12 بالمئة من التجارة العالمية، وتسببت بمضاعفة كلفة النقل.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
وادي بلي وطريق الملح بالبحر الأحمر.. كنز جيولوجي وسياحي يروي تاريخ التجارة القديمة
تشتهر محافظة البحر الأحمر بتضاريسها الوعرة وأوديتها الجبلية التي تحمل بين طياتها أسرارًا جيولوجية وتاريخية، ويعد وادي بلي، الواقع شمال الغردقة خلف جبل أبو شعر، من أبرز هذه الأودية، حيث يتميز بتكوينات جيولوجية نادرة تشكلت على مدار 600 ألف عام، مما جعله مقصدًا مهمًا لعشاق الجيولوجيا والسياحة العلمية والمغامرات.
وادي بلي.. طريق الملح القديملم يكن وادي بلي مجرد ممر جبلي، بل لعب دورًا محوريًا في التجارة قديماً، حيث كان جزءًا من "طريق الملح" الذي استخدمته القوافل لنقل الملح من البحر الأحمر إلى محافظات الصعيد. فقبل نحو 150 عامًا، ازدهرت تجارة الملح في المنطقة، وكانت القبائل تنقله على ظهور الجمال من ملاحة "أم اليسر" جنوب رأس غارب و"رأس البحار" الواقعة بين الجمشة وجبل الزيت، على بُعد 70 كيلومترًا شمال الغردقة.
كانت القوافل تحمل "السكايب" المملوءة بالملح وتسلك طريق "وادي القطار"، المعروف آنذاك بطريق الملح، مرورًا بوادي بلي، وصولًا إلى الصعيد. وظل هذا الطريق شاهدًا على حقبة زمنية ازدهرت فيها تجارة الملح، قبل أن تتغير مسارات النقل الحديثة.
وادي بلي.. موقع أثري وجيولوجي فريدبفضل موقعه الفريد، جذب وادي بلي اهتمام علماء الآثار الذين افترضوا أن الاستيطان البشري الحديث في الوادي ما هو إلا امتداد لمراحل استيطان قديمة. وقد أكدت الاكتشافات الأثرية صحة هذه الفرضية، حيث تم العثور على أدوات حجرية ومشغولات يدوية وبقايا عظام لحيوانات تعود إلى إنسان العصر الحجري، لا سيما داخل كهف وادي بلي، الذي يُعتقد أنه كان مأوى للإنسان القديم.
إلى جانب أهميته الأثرية، يتميز وادي بلي بتكويناته الجيولوجية النادرة، مما جعله وجهة مفضلة للباحثين والدارسين من مختلف دول العالم. حيث تنظم إليه رحلات جيولوجية دورية لاستكشاف طبقات الصخور الفريدة التي تكشف عن تاريخ المنطقة الجيولوجي العريق.
وجهة سياحية لعشاق السفاري والمغامراتلم تقتصر شهرة وادي بلي على الأوساط العلمية، بل أصبح أحد أبرز الوجهات لمحبي رحلات السفاري الجبلية. تنظم وكالات السياحة رحلات خاصة إلى الوادي وفق أنظمة محددة تلبي احتياجات عشاق الطبيعة والمغامرات، حيث يوفر الوادي تجربة استثنائية تجمع بين سحر التضاريس الجبلية وتاريخ المنطقة العريق.
يظل وادي بلي، شاهدًا على عصور متعاقبة، من تجارة الملح القديمة إلى الاكتشافات الجيولوجية الحديثة، ليؤكد أن البحر الأحمر لا يقتصر على شواطئه الخلابة، بل يخفي في أعماقه وبين جباله كنوزًا لا تزال تروي قصص الماضي وتلهم المستقبل.