قد يكون هذا اليوم الذي يسبق الجلسة الانتخابية المنتظرة من أهمّ التواريخ في الحياة السياسية اللبنانية. فهذا اليوم بساعاته الـ 24 المتواصلة كحلقات متصلة بالمصير الرئاسي هو نقطة فاصلة بين الماضي والحاضر والمستقبل. عليه يتوقف ما ستؤول إليه اتصالات الربع الساعة الأخير قبل أن يتواجه نواب الأمة مع ضمائرهم أمام صندوقة الاقتراع.

هي لحظات حاسمة. فيها يتقرّر ما سيكون عليه الآتي من الأيام. هي ليست جلسة عادية كسائر الجلسات، التي سبقتها. فلسنتين وشهرين وتسعة أيام تُرك الكرسي الرئاسي من دون رئيس. وطوال هذه المدّة الزمنية احتلّ الفراغ هذا الموقع المتقدم في هرمية السلطة.
في هذا النهار ستُرسم خارطة الطريق، التي تبدأ بخطوة أولى ستليها حتمًا خطوات مكمّلة. ومن خلال المسار الذي ستسلكه هذه الجلسة يتقرّر ما يمكن أن يكون عليه الوضع في لبنان. فإمّا أن يتصاعد الدخان الأبيض من مدخنة البرلمان فيؤذن لخطوات استلحاقية، وإمّا تدور صندوقة الاقتراع من دون أن تحمل أوراقها اسم الرئيس المنتظر، والذي ستلقى على كتفيه أعباء ومسؤوليات كثيرة. ولأن هذه المسؤوليات هي بثقل الجبال فإنه من المفترض أن تكون كتفا الرئيس الموعود عريضتين، وذلك لكي يستطيع أن يتحمّل ثقل ما سيُلقى عليهما.
وعليه، فإن من ليس له قوة تحمّل سيسقط اسمه تلقائيًا من خانة المرشحين المحتملين والقادرين على انتشال البلاد مما تتخبط به، وإن على مراحل، بالتعاون بالطبع مع رئيس لحكومة انقاذ حقيقية يستطيع أن يشكّل حكومته بسرعة صاروخية. وكما أن المطلوب أن تكون كتفا رئيس الجمهورية قادرتين على تحمّل ما تعجز على حمله الجبال فإن المطلوب أكثر أن يكون رئيس السلطة التنفيذية المقبل في مستوى المرحلة الصعبة والخطيرة، وذلك استنادًا إلى ما مرّ به لبنان خلال هاتين السنتين، وهما الأصعب في تاريخ لبنان الحديث والقديم. وقد أثبتت التجربة أن من استطاع أن يفعّل الوزنات المعطاة له ويستثمرها في مكانها الصحيح على رغم هذا الكمّ الهائل من الصعوبات والمشاكل والأزمات مقدّر له أن يكون في طليعة الذين يقدرون على تحمّل مسؤولية الإنقاذ بالتفاهم مع الرئيس الجديد للجمهورية، وبالتنسيق التام مع مجلس النواب ورئيسه.
فإذا كان المطلوب أن يُنتخب رئيس على مستوى التطورات الداخلية والإقليمية، وبالأخص بالاستناد إلى خبرته الميدانية في التعاطي الإيجابي والحاسم بالسهر على تنفيذ اتفاق وقف النار في الجنوب والتعامل مع ما يجري في سوريا من متغيرات بحكمة، فإن المطلوب أكثر أن يكلف رئيس الحكومة، الذي ستوكل إليه مهمة استكمال تذليل صعوبات السنتين الأخيرتين. فمن نجح في تحمّل المسؤولية بكل جرأة واقدام يوم تخّلى عنها كثيرون رفضوا أن يحرقوا أصابعهم بكرة النار، التي تلقفها من استطاع أن "يحارب" على أكثر من جبهة في آن، يستطيع أن يتشارك في تحمّل مسؤوليات المرحلة المقبلة مع رئيس للجمهورية، الذي سينتخب حتمًا إن لم يكن في جلسة الغد ففي أي جلسة أخرى.
فالسيناريوهات لجلسة الغد باتت جاهزة بحيث أن ما كان يُعمل له من تحت الطاولة سيظهر إلى العلن بعد أن يكشف الجميع أوراقهم المستورة، فتتحوّل الجلسة إلى "لعبة" مكشوفة. فما كان مضمورًا ستكشفه أوراق الصندوقة الانتخابية، التي ستحمل اسم الرئيس العتيد. وإذا كان ثمة من يراهن على عامل الوقت فإن الظرف الحالي لا يسمح بمثل هذه المناورات، خصوصًا أن الأفرقاء الذين لا يزالون يحاولون "الرقص" على حافة الهاوية قد أصبحوا مكشوفين أمام المجتمع الدولي.
فإذا لم ينتج عن جلسة الغد انتخاب رئيس جديد للجمهورية فإن المفاجآت التي تنتظر اللبنانيين ستكون كثيرة، ومن بينها إبقاء لبنان في دائرة الخطر، مع استمرار ما يقوم به جيش العدو من استفزازات عبر خرقه المتواصل لاتفاق الهدنة قد تفضي إلى إعادة عقارب الساعة إلى ما وراء 27 تشرين الثاني الماضي.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

«الداخلية الكويتية»: ضبط المطلوب بسرقة مركبة مواطنة تحت تهديد السلاح

تأكيدا لما أشارت إليه «الأنباء» أمس بشأن ضبط المتهم بسلب مركبة مواطنة طبيبة تحت تهديد السلاح الأبيض بعد خروجها من مجمع فى الشويخ الإدارية،

أعلنت وزارة الداخلية أن قطاع الأمن الجنائي ممثلا في إدارة مباحث محافظة العاصمة – مكتب مباحث الشامية تمكن من ضبط متهم من أرباب السوابق بعد تورطه في سرقة مركبة من إحدى المواطنات في منطقة الشويخ تحت تهديد سلاح حاد (سكين) وأجبرها على النزول من مركبتها قبل أن يلوذ بالفرار بالسيارة.

وقالت الوزارة في بيان لها انه، ومن خلال التحريات المكثفة، تم تحديد الأسلوب الإجرامي للمتهم، والذي يقوم بالتجول سيراً على الأقدام في مواقف المركبات مستهدفاً النساء داخل مركباتهن، ليقوم بعد ذلك بالصعود إلى المركبة وتهديد الضحية لإجبارها على مغادرتها والاستيلاء عليها.

وبتكثيف عمليات البحث والرصد، تمكن رجال مباحث الشامية من تحديد موقع المركبة المسروقة في أحد مواقف المساجد بإحدى المناطق، حيث تم فرض رقابة أمنية مشددة إلى أن شوهد المتهم متوجها إلى المركبة سيراً على الأقدام وعند محاولة ضبطه حاول الفرار إلا أن القوة الأمنية تمكنت من السيطرة عليه وضبط مفتاح المركبة بحوزته.

وبمواجهته بالأدلة، أقر المتهم بارتكابه الواقعة، كما أنه مطلوب على ذمة قضية سرقة أخرى وصادر بحقه أمر ضبط وإحضار، إضافة إلى كونه من أرباب السوابق في قضايا السرقات والسلب بالقوة.

هذا، وتمت إحالة المتهم إلى جهات الاختصاص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.يذكر أن «الأنباء» أشارت الى واقعة السلب في حينه

الأنباء الكويتية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عبدالحكيم الشلماني يُنتخب عضواً في اتحاد شمال أفريقيا لكرة القدم
  • بين العرض السعودي المغري وهيبة برشلونة.. صلاح على مفترق طرق!
  • الرئيس السيسي: شهداء مصر قدموا المثل والقدوة وتضحياتهم ترسم ملامح القوة للجمهورية الجديدة
  • جلسة لمجلس الوزراء صباح الخميس في قصر بعبدا
  • سمو ولي العهد يستقبل رئيس أوكرانيا ويعقدان جلسة مباحثات رسمية
  • ولي العهد يستقبل رئيس أوكرانيا ويعقدان جلسة مباحثات رسمية
  • لبنان في مركز مُتقدّم.. إليكم ترتيب الدول العربية التي لديها نساء متعلمات أكثر من رجالها
  • تحذير إسرائيلي من التدخل في سوريا.. من لا يريد الشرع سيحصل على أردوغان
  • المطلوب طائف سوري لتدارك الأعظم!
  • «الداخلية الكويتية»: ضبط المطلوب بسرقة مركبة مواطنة تحت تهديد السلاح