تقدمت المفاوضات حول إدارة غزة عقب الحرب، وجرى التأكيد على وجود «إدارة إسناد» مدنية ستدير القطاع في اليوم التالي لانتهاء الحرب وترغب فتح في أن تكون لها الحصة الأكبر داخلها من خلال الحكومة الفلسطينية.
ورغم التقدم في مفاوضات صفقة التبادل، وإنْ حماس أبدت موافقتها على تبادل 24 أسيراً إسرائيلياً بمئات الأسرى الفلسطينيين بينهم أسماء كبيرة أدانتهم دولة الاحتلال بما وصفته "جرائم دم"، إلا أنه من الوارد أن يتراجع نتانياهو في اللحظة الأخيرة على التوقيع عن هذه الصفقة.
والحقيقة أن أزمة إدارة غزة في اليوم التالي ترجع إلى أن العالم والأمم المتحدة والشعب الفلسطيني، يرغبون أن يكون ذلك بداية لاستعادة حقوق الشعب المشروعة وبناء دولته المستقلة، في حين أن الغطرسة الإسرائيلية التي عبر عنها نتانياهو أكثر من مرة وأعلن رفضه حل الدولتين واعتبر أن اتفاق أوسلو الذي مثل اتفاق السلام الوحيد بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي هو سبب عملية 7 أكتوبر، كما أعلن رفضه عودة السلطة الفلسطينية لحكم قطاع غزة، واعتبر أن فتح وحماس وجهان لعملة واحدة وأنه يرفض حكم «فتحستان» و«حمستان» معتبرهما وجهين للتطرف والإرهاب، ورفض حق الفلسطينيين في السيادة وبناء دولتهم المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
والمؤكد أن هذا السيناريو الذي يقوم على سيطرة إسرائيل الأمنية والعسكرية على قطاع غزة سيعتبر أن دور «إدارة الإسناد» هو دور إداري فقط يتعامل مع القضايا الحياتية والمشاكل اليومية للشعب الفلسطيني في غزة من صحة وغذاء وتعليم وإعادة إعمار بعيدا عن أي جانب سياسي.
والحقيقة أن نتانياهو يتصرف وكأن ليس في غزة شعب يجب الحفاظ عليه ولديهم حقوق سياسية في العيش بكرامة واختيار من يمثلهم إنما تمسك بحق إسرائيل في العمل العسكري والأمني في جميع مناطق القطاع، كما طالب بنزع السلاح من قطاع غزة، باستثناء ما هو مطلوب لحفظ الأمن العام.
إن التقدم في المفاوضات التي تجرى حالياً في القاهرة بين فتح وحماس حول غزة ومستقبل القضية الفلسطينية أمر شديد الأهمية، لأنه سيصنع توافقاً على الإدارة المدنية لغزة بعد الحرب، بغرض أن تكون نقطة انطلاق نحو دعم المسار السياسي لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وسيعني في حال نجاحها مواجهة المشروع الإسرائيلي الذي يرغب في أن تكون هذه الإدارة المدنية لغزة هي نهاية المطاف ولا تفتح أي أفق لحل سياسى.
من الواضح أن حماس لن تستطيع أن تدير قطاع غزة كما فعلت قبل 7 أكتوبر، كما أن السلطة تعاني من ضعف وأزمة شرعية وتحتاج لإصلاحات جراحية أوسع وأعمق من اختيار حكومة تكنوقراط.. والحل في إدارة مدنية مؤقتة لقطاع غزة لا تكون عقبة أمام الحل السياسي الذي يتطلب قيادة فلسطينية جديدة واتفاقاً بين فتح وحماس.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الوطني الفلسطيني: زيارة ماكرون للعريش رسالة برفض المخططات الأمريكية وخطة التهجير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور تحسين الأسطل، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، إن زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون مع الرئيس عبدالفتاح السيسي العريش ولقاء الجرحى الفلسطينيين في مستشفى العريش، ثم بعد ذلك ترتيب للقاء المنظمات الإنسانية العاملة في قطاع غزة والإطلاع على حجم المساعدات التي تمنع دولة الاحتلال دخولها إلى قطاع غزة بعد إغلاق المعبر أكثر من شهر والذي جاء كذلك بعد قمة ثلاثية مع العاهل الأردني وكذلك الاتصال مع الرئيس الأمريكي ترامب، تعكس مدى اهتمام فرنسا ومصر والأردن بالعمل على إعطاء أمل للشعب الفلسطيني في ظل استمرار المحرقة والمقتلة التي يرتكبها الاحتلال في غزة بدعم من الولايات المتحدة ومساندة منها.
وأضاف الأسطل، اليوم الثلاثاء، خلال مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن زيارة ماكرون إلى العريش ربما جاءت رسالة عملية على أرض الواقع برفض المخططات الأمريكية التي تحاول إسرائيل التمسك بها أو اليمين الإسرائيلي المتطرف في الحكومة الإسرائيلية التمسك بها والعمل بها على أرض الواقع وخطة التهجير والتي تهدف كذلك إلى تهجير شعبنا الفلسطيني حسب الخطة الإسرائيلية المعدة من عام 56 من القرن الماضي وهى تهجير الشعب الفلسطيني إلى سيناء.
وأكد أن رمزية الزيارة إلى سيناء وتحديدًا إلى مدينة العريش بالتأكيد ربط عملي من القيادة المصرية ومن دولة مهمة أوروبية لها تمثيلها ولها قدراتها وتدخلت على الساحة اللبنانية ونجحت في وقف إطلاق النار في لبنان بالتأكيد هنا فرنسا تتطلع إلى دور عملي توقف هذه الجرائم التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.