ميرومي: روبوت فروي جديد يسرق القلوب في CES 2025
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
خطف روبوت صغير مغطى بالفراء أطلق عليه اسم "Mirumi- ميرومي" أنظار الجمهور في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (CES) 2025 في لاس فيغاس، وقدمته شركة Yukai Engineering اليابانية.
ووفق "إنترستينغ إنجينيرينغ"، تم إنشاء الروبوت ليكون قابلاً للتثبيت، وهو مصمم لمحاكاة متعة التفاعل مع طفل بشري، فهو مزود بأجهزة استشعار، ويستخدم عينيه الصغيرتين وحركات رأسه للتفاعل مع الأشخاص أو الأشياء القريبة، ورغم أن ردود أفعاله محدودة، إلا أنه سرق قلوب الناس وتم تداول المقاطع المنشورة عنه بشكل واسع.
ومن ردود فعله، أنه عندما يقترب منه أو يلمسه فجأة شخص ما، يتراجع قليلاً، محاكياً الخجل.
وقالت الشركة في بيان لها: "تم تصميم Mirumi لإعادة خلق تجارب الناس السعيدة في ملاحظة طفل بشري أثناء محاولته التفاعل معهم، حيث يحرك رأسه بعدة طرق مختلفة للتعبير عن فضوله وخجله وغيرها من الصفات والعواطف التي تشبه الطفل".
ويستخدم Mirumi أجهزة استشعار متقدمة للكشف عن الأشخاص والأشياء القريبة والتفاعل معهم.
ويقوم مستشعر المسافة الداخلي بمسح البيئة، بينما تحدد وحدة القياس بالقصور الذاتي (IMU) الحركات، مثل النقر على الروبوت أو حركة الحقيبة المرفقة، حيث يمكن تثبيته عليها.
وتم تصميم سلوك Mirumi لمحاكاة المشاعر البشرية، حيث يظهر الفضول من خلال مسح محيطه عندما تتحرك الحقيبة، والاستقصاء من خلال تحويل رأسه نحو الأشياء المكتشفة، والخجل من خلال إخفاء وجهه عندما يفاجأ.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تكنولوجيا
إقرأ أيضاً:
الكلمة رونق
نعيمة السعدية
لعبق الكلام شذاه الخاص الذي ينثره على النفوس ليُعطينا صورًا حيَّة واقعية أو خيالية بما ينسجه من خيوط فكر الإنسان في موضوعات الحياة المتعددة التي يبني عليها أفكارًا تعتمد على تجارب متباينة تعود بالنفع عليه ماديًا ومعنويًا.
والتعبير بالكلمة بيان جليٌّ بما يجمعه الإنسان في خلده من حصاد السنين؛ فتؤثر في حياته خاصة وحياة المجتمع عامة. ومن ذلك نجد أن الكلمة تُعبِّر عن مكنونات النفس، وتصوغها حسب ميول الإنسان وأفكاره التي يرجوها ويطمح إلى حدوثها. والكلمات هي الوسيلة التي تعين الإنسان على إخراج خلجات نفسه؛ سواء أكانت شعرًا أم نثرًا.
الكلمة وما أدراك ما الكلمة؟!
للكلمة أثر عميق في النفس؛ فهي قد تحييها، وقد تُميتها؛ فالكلمة حياة زاهرة بالعطاء والنماء أو موت زاخر بالبطش والفناء، وهي رونق حسنٍ وبهاءٍ وإشراق يأسر الألباب بجماله، ولها جذور متجذرة في أعماق تربة الشعور، لكن البشر لا يدركون أثرها، ولا يعون حجم تأثيرها في النفس البشرية وصورة تغلغلها في أعماقها، ولا يستوعبون أنها قد تكسر، وقد تجبر؛ فهم لا يدرون حقيقة الأمر فيما قد تبنيه وما قد تهدمه.
يظنون أنها مجرد كلمة لا تؤخر ولا تقدم، ولا يعلمون بأنها قد ترفع الإنسان إلى سابع سماء، وقد تهوي به إلى سابع أرض.
فإذا كان القرآن قد أولى عناية خاصة بالكلمة، وحضَّ المسلمين على التحلي بخير الكلام وأحسن القول، وذكر الكلمة الطيبة في آية من آياته الكريمة في قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ" (إبراهيم: 24)، فما بالنا نحن لا نُعطي للكلمة حقها مثلما علمنا ديننا الحنيف؟! لماذا نبخل بها في وقتها، ونشوه مدلولها أثناء قولها؟! لماذا صارت القلوب جوفاء من كل جمال قد يجملها من قول أو فعل؟! لماذا يُحبَس الكلام الجميل في وقت تحتاج إليه النفوس ليبللها؟! لماذا صرنا نقوله فترة ثم ننكفئ عنه؟! هل صارت الكلمة الطيبة مجرد شعور وهمي وخيال مزعوم، أم باتت ثقيلة على اللسان، أم صرنا نحن لا نشعر بأي إطلالة جمال رغم حاجتنا إليها؟!
ليتنا آنسنا معناها قبل ضياع دلالتها، حتى بِتنا لا نفقه سيماءها.
لماذا نغلق القلوب بأقفال صلبة، ونحن نعلم بأنَّ الكلام يكون في القلب في بادئ الأمر ثم ينتقل إلى اللسان؛ ليعبر عما يكنه القلب.
مثلما نجد ذلك في استدلال العرب بهذا البيت: إن الكلام لفي الفؤاد وإنما // جُعل الكلام على الفؤاد دليلًا.
والكلام مجال للتعبير عما يعتلج في النفوس، لكن إذا حُبس من الخروج أُدمي القلب بما فيه جرمًا وتشويها لمعناه.
إنَّ للكلمة صناعة عجيبة في النفس؛ فلا تحرموا أنفسكم صياغة ترجمان الشعور في قلوب مَن حولكم؛ فتخرج الكلمة الطيبة بعد فوات الأوان فلا تجد ما تصوغه لاختفاء جوهر المصوغ؛ فالحياة لا تُبقي الأشياء على حالها طوال العمر. وإذا كان العمر لا يدوم فكيف لغيره أن يدوم؟!
وتبقى الكلمة غرسًا نغرسه في القلوب بين مفترق الدروب، لكنها قد تصدأ صدأً يغلق باب القلوب على الدوام، وما أقسى أن تحتضر الكلمة قبل وصولها إلى المرمى الذي أُرسلت إليه!