بوابة الوفد:
2025-03-05@02:35:15 GMT

إن جاءكم الإخوان بنبأ

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

تعتبر الشائعات من أخطر الوسائل التى تستهدف تدمير المجتمعات، بعد أن شهدت تطورًا كبيرًا نتيجة لتطور الوسائل المستخدمة فى التواصل داخل المجتمع، وأصبحت أحد أشكال الحرب النفسية التى تستخدم للتأثير على الروح المعنوية وإحداث أضرار بالمجتمعات. وترجع الخطورة الأكبر للشائعات فى سرعة تداولها وانتشارها.

الشائعات جمع إشاعة، والإشاعة عبارة عن معلومة أو فكرة أو خبر، ليس لها مصدر موثوق، يتم الترويج لها ونقلها وإذاعتها فى صورة شفهية أو مكتوبة أو مصورة عبر مصادر متعددة، من أبرزها مواقع التواصل الاجتماعى والفضائيات والصحف المجندة بهدف التأثير على الرأى العام لتحقيق أهداف شخصيتة، سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، كما تهدف الشائعات إلى خلق جو من الارتباك والانهزامية والتمييز والاستسلام واستقلال الموقف لإثارة الشكوك حول كل شىء، وهى من أهل الوسائل المؤدية إلى الفتنة والوقيعة بين الناس.

وقد حرم الإسلام نشر الشائعات وترويجها وتوعد فاعل ذلك بالعقاب الأليم فى الدنيا والآخرة؛ فقال الله تعالى: «إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة». لذلك كان ترديد ونشر الشائعات بين الناس محرم شرعًا، ولا يجوز بأى حال من الأحوال لأنه يضر بالمجتمعات، ومصالح الأمة، وحصن الإسلام أتابعه على أن يستبينوا ويتثبتوا من صدق أى معلومة قد تأتيهم حتى لا ينساقوا خلفها، بما قد يضرهم ولا ينفعهم، حيث قال الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»، لأن الإنسان إذا تسرع ولم يتثبت فقد يعتدى على غيره بناء على الخبر الذى سمعه من فاسق، وقد يكرهه، وقد يتحدث فيه فى المجالس، فيصبح بعد أن يتبين أن خبر الفاسق كذب نادمًا على ما جرى منه. وقال ابن العربى: من ثبت فسقه بطل قوله فى الأخبار إجماعًا، لأن الخبر أمانة، والفسق قرينة تبطلها، فأما فى الإنسان على نفسه فلا يبطل إجماعًا.. لا خلاف فى أنه يصبح أن يكون رسولاً عن غيره فى قول يبلغه، أو شىء يوصله، أو إذن يعلمه، إذا لم يخرج عن حق المرسل والمبلغ. فإن تبلغ به حق لغيرهما لم يقبل قوله.

حول الفسق فإن جماعة الإخوان تحاول عبر تكثيف نشر الشائعات والأخبار الزائفة التى يروجها المنتمون لها من إعلاميين مأجورين وقنوات مغرضة وأصحاب الفتاوى الضالة، الهروب للأمام والتغطية على أزماتها وخلافاتها وصراعاتها الداخلية، وفشلها فى تحقيق أهدافها بعد أن لفظها المصريون وأسقطوا حكم المرشد ولم يمكنوه من تحقيق حلم تنظيم الإخوان فى حكم مصر 500 سنة وتحويلها إلى إمارة إسلامية!

وخصصت جماعة الإخوان لجانًا مهمتها متابعة الأحداث وخلق الأكاذيب واجتزاء «فيديوهات» وتصريحات» تدعم افتراءتهم، تولد الشائعة عند الإخوان بصناعة الأكذوبة نفسها ثم اختبار التوقيت لنشرها، ثم الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعى بجانب قنواتهم التى يتم بثها من الخارج للترويج لتلك الأكاذيب!

الإخوان لديهم القدرة على خلق الأكذوبة وترديدها طوال الوقت، والأكذوبة لكى تستمر وتعيش يلزمها رجل موثوق به يروجها لدى الناس، لهذا تصنع الأكاذيب الإخوانية فى لجان مخصصة لتوجيه الرأى وتنزل للصف الإخوانى على أنها حقائق ومن الصف الإخوانى إلى دوائر الاتصال الذين هم فى الغالب من يتواصلون مع الإخوان وهؤلاء يستلمون الأكذوبة على أنها حقيقة ويبدأ الترويج لها. هذه الأكاذيب يتلقفها الناس لأسباب مختلفة منهم من يحب الغرائب، ومنهم من ينبهر بالأرقام، ومنهم من يريد أن يكذب الحكومة فقط، والأكذوبة لا تقف عند حد ولا تبقى على حجمها بل تزيد والأرقام تتغير والأشخاص تتبدل.

إن هذف الإخوان من نشر الشائعات هو تكوين ضباب كثيف حول الحقائق، ويقف الإنسان البسيط الذى تستهدفه الشائعات أمام حقائق غير متأكد منها!

هذا هو دأب الإخوان فى نزييف الحقائق وتخويف الناس عن طريق نشر الشائعات على مدار 10 سنوات من الأكاذيب والضلال والفسق والنفاق فى محاولة منها لضرب استقرار المجتمع، بعد فشلها فى نشر العنف والفوضى داخل البلاد.

الدولة الصرية متنبهة تمامًا لكل ما تحاول جماعة الشر أن تروج له لتحقيق خطط فى الوقيعة بين الشعب والدولة كل الأجهزة تقوم بدورها فى تفنيد الشائعات أو تصحيح المعلومات التى تروجها كتائب الذباب الإلكترونى.

الشائعات جريمة ضد أمن المجتمع وصاحبها آثم فى حق نفسه ودينه ومجتمعه ساعيًا إلى الاضطراب والفوضى مطلوب من الجميع ومن كل أفراد المجتمع مواجهة الشائعات كل فى اختصاصه، يجب التصدى للفاسقين والكذابين والخونة والمنافقين ولا تمكنهم من تحقيق أهدافهم التى تتفق مع صفاتهم، الإخوان كاذبون ولو صدقوا!!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الوسائل الروح المعنوية

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر يبين سبب حذف حرف النفي في قول الله: وعلى الذين يطيقونه

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، خلال درس التراويح اليوم الأحد بالجامع الأزهر، أن الشريعة الإسلامية بُنيت على التيسير، حتى قال علماؤنا: «الشريعة لا يفارقها التيسير»، مشيرًا إلى أن آيات الصيام تحمل في طياتها معالم بارزة لهذا التيسير الإلهي، حيث قال الله تعالى في وسط آيات الصيام: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾.

وأوضح أن من مظاهر التيسير في تشريع الصيام أن الله تعالى بدأ بفرضه على الأمة كلها، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، ثم استثنى أصحاب الأعذار الطارئة، كالمريض والمسافر، فأباح لهما الفطر مع وجوب القضاء بعد انتهاء الشهر، فقال: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾. كما رخص الله تعالى لأصحاب الأعذار الدائمة، ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، فجعل لهم رخصة الإفطار مع دفع الفدية، فقال: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾.

وأشار إلى دقة التعبير القرآني في قوله: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ»، حيث لم يقل «لا يطيقونه»، وذلك تأدبًا مع الله، ولئلا يُشعر الإنسان بعجزه المطلق، فهو يريد الصيام لكنه لا يطيقه، فخفف الله عنه بهذه الصيغة الراقية، وهذا أدب قرآني راقٍ، يعلمنا كيف نخاطب الآخرين، ونتعامل بلطف مع كبار السن ومن لا يستطيع الصيام، فلا نقول لهم مباشرة: «أنت لا تطيق الصيام»، بل نخفف العبارة ونراعي مشاعرهم.

وبيَّن أن من معالم التيسير أيضًا، أن الله سبحانه وتعالى وصف أيام الصيام بأنها «أيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ»، واستخدام جمع القلة في كلمة «معدودات» يدل على قلة العدد، رحمةً من الله بهذه الأمة، كما أن الصيام فُرض في النهار دون الليل، حيث قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ﴾، ثم قال: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾. فبهذا أباح الأكل والشرب في الليل، مما يخفف عن الإنسان مشقة الامتناع التام لو كان الصيام ليلًا ونهارًا.

وبيَّن أن القرآن الكريم شبَّه النهار بالخيط الأبيض، والليل بالخيط الأسود، ليعلمنا أن أمور حياتنا ينبغي أن تُبنى على اليقين لا على الشك والتخمين، فالحياة التي تقوم على الشك حياة متزعزعة لا ثبات لها.

وضرب مثالًا آخر على التيسير في التشريع الإسلامي، وهو تخفيف الصلاة، حيث فرضها الله خمسين صلاة، ثم خففها إلى خمس في العدد، لكنها تبقى خمسين في الأجر والثواب. وكذلك الحج، فقد قال الله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾، ثم خفف على المحصر ومن لا يستطيع، فقال: ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ﴾.

وختم حديثه خلال درس التراويح بالجامع الأزهر في الليلة الثالثة من شهر رمضان المبارك بقول النبي ﷺ: «إنَّ هذا الدِّينَ متينٌ فأوغلوا فيه برِفق، فإنَّ المُنْبَتَّ لا أرضًا قطعَ ولا ظَهرًا أبقَى»، وقوله ﷺ: «إنَّ الدِّينَ يُسرٌ»، مؤكدًا أن التيسير سمة٥ أصيلة في التشريع الإسلامي، وأن الله سبحانه وتعالى أراد بهذه الأمة اليسر في كل أمورها، لا العسر والمشقة.

مقالات مشابهة

  • فاطمة حسن لـ "البوابة نيوز": اعتمدت في معرضي «إيكادولي» على الموتيفات النوبية
  • «فينيسيوس» يحسم الجدل حول مستقبله مع «ريال مدريد»
  • مصدر أمني ينفي شائعات جماعة الإخوان الإرهابية
  • تكريم رجال الإطفاء الذين حاربوا حرائق لوس أنجلوس‬ في أوسكار 97
  • ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية: الشائعات جريمة ضد الإنسانية وخطر يهدد وحدة الأمة
  • ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية: الشائعات جريمة ضد الإنسانية وخطر يهدد وحدة الأمة وتماسكها
  • رئيس جامعة الأزهر يبين سبب حذف حرف النفي في قول الله: وعلى الذين يطيقونه
  • إيهود باراك: نتنياهو يبيع الأكاذيب للأمريكيين.. ومقترحات ويتكوف إشكالية كبيرة
  • رمضان كريم
  • ايهود باراك يتهم نتنياهو ببيع الأكاذيب للأمريكان