د.حماد عبدالله يكتب: " قهاوي " المهنيين " و"مقاهي" " المثقفين " !!!!
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
المقهى " القهوة " لها دور بالغ في الحركة الثقافية المصرية ففى المقاهي كان يلتقي الأصدقاء وزملاء المهنة " أية مهنة " لكي يناقشوا أحوال حياتهم – ومتاعب أعمالهم علي دخان المعسل " الجوزة " سابقًا والأن " الشيشة " والشيشة أنواع منها " التفاح " ومنها " الكريز " ومنها " الشمام " وكل أنواع المعسل المخلوط بالفاكهة ومع أكواب الشاي بالنعناع أو الشاي باللبن أو السحلب أو الينسون أو الجنزبيل أو القرفة ( سادة وبلبن ) وغيرها من المشروبات الساخنة وطبعًا الباردة.
ونعود للمقاهي ( القهاوى ) ودورها في الحياة الاجتماعية والسياسية، والثقافية المصرية فهناك " قهوة" النقاشين وقهوة النجارين " المسلح " حرفة في الإنشاءات وقهوة الحدادين وفي هذه القهاوي يلتقي أصحاب المهنة ويمكن أن يتعاقد " الزبون " مع الاسطي الحرفي علي مهنة ما في القهوة لكي تبدأ العلاقة بين صاحب عمل والمهني المطلوب.
وفي بعض مقاهي هذا الزمن ( القديم )، كان يلتقي الفنانون والموسيقيين، وكذلك الأدباء، وأشهرهم الأستاذ نحيب محفوظ ( قهوة ريش ) بشارع سيلمان باشا ( طلعت حرب حاليا ) أو المرحوم الأستاذ توفيق الحكيم في قهوة " باب اللوق " وهناك قهوة " متاتيا " في العتبة الخضراء وفي هذه المقاهي(القهاوي ) كانت بداية كل الإبداعات الأدبية والفنية.
ومازالت بقايا هذه المقاهي بعد قليل من التطوير موجودة مثل " مقهى زغلول " في شارع القصر العيني ويلتقي فيه نخبه من المثقفين المصريين ( القاهريين ) والصحفيين خاصة وأنها ملاصقة لأحد اقدم دور النشر المصرية والعربية وهي روزاليوسف.
وتطورت المقاهي في الزمن الرديء سمعنا عن مقاهي يتم فيها الإتفاق علي الفساد (والعمولات )، والجرائد والحوادث، نشرت تفاصيل عن هذه المقاهي وعن أجهزة الرقابة التي استخدمت تلك المقاهي للإيقاع بهذه الفئة المنحرفة في المجتمع ولعل أسماء تلك المقاهي وخاصة في مدينة نصر وبجانب "مول العقاد" قد جاء سيرتهم في تلك الأحداث.
ثم تحولت المقاهي إلى شبة مطاعم وكافتيريات علي كورنيش النيل أو على ضفاف البواخر الثابتة إلى محلات وسط البلد والمهندسين مصر الجديدة، والمعادي، والهرم، إلى مراكز لتدخين الشيشة مع كل ما يقدم علي المائدة من أطعمة شعبية ولعل ما أستحدث الآن هو وجود تلك المقاهي المتنقلة في سيارات نصف نقل حيث يتم فرشها علي الكباري الكبرى في القاهرة، والجيزة، وأهم هذه الكباري كوبري المنيب، وكوبري الوراق وأجزاء من كباري الطريق الدائري.
وقد نقل المصريون هذه الشعيرة الخاصة جدا بالأدب الشعبي المصري إلى الدول التي هاجروا إليها فوجدت في روما مقهي " تراسي تيفري " تقدم الشيشة " الحجر " الواحد بـ 50 يورو ووجدت ذلك في لندن في شارع العرب " إدوارد استريت " وكذلك في " بيكاديلي ستريت " وفي فرنسا في أهم شوارع باريس " الشانزليزية " في قهوة ومطعم الديوان تقدم الشيشة مع أشهى المأكولات العربية !!
ومازالت المقاهي هي مركز تجمع للمهنيين سواء كانت المهنة ( حرفة ) أو المهنة
( فن ) أو المهنة ( رأي وأدب )ولكن الجديد هي مهنة ( قلة الأدب ) والفساد، فقد اصبح لها أيضا مقاهي خاصة !!!!!
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
نقيب الأطباء: نخشى من أي تعقيدات ضد المهنة.. ولنا موقف واضح
أكد الدكتور أسامة عبد الحي، نقيب الأطباء، أنه حدث استجابة نسبية بمجلس النواب، حول قانون المسئولية الطبية، مشيرا إلى أنه تم العمل على حل بعض من المشكلات التي كانت موجودة بالقانون، ولكن هناك بعض التحفظات على بعض المواد، من اجل العمل على الخروج بقانون يحمي كل الجهات.
وقال أسامة عبد الحي، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “حضرة المواطن”، عبر فضائية “الحدث اليوم”، أن القانون لغى عقوبة الحبس في الخطاء الطبية الوارد حدوثها ولكن مع الإبقاء على عقوبة الغرامة من 100 ألف جنيه لـ مليون جنيه، للدولة، خاصة في العقوبات الجنائية بهدف الردع والتنكيل ومنع الخطأ أن يكرر خطأه.
وتابع نقيب الأطباء، أنه يجب أن تكون العقوبة تعويض بحق مدني للمريض، مؤكدا أنه نحن ضد تسييس النقابة، لأن نقابة الأطباء مهنية وحريصة على مرضى مصر وأطبائها.
وأشار إلى أنه نخشى من أي تعقيدات ضد المهنة، ولنا موقف واضح، وهو عدم تسييس النقابة، ولا بد من صدور قانون منضبط لممارسة المهنة.