دعا ناتان إيشيل المدير السابق لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى "إبادة دون قتال" لتطويق غزة عبر اللجوء إلى حصار القطاع وإجبار الفلسطينيين على البقاء بمناطق تفتيش أو الموت جوعا، معتبرا أن مواصلة الحرب "تخلف خسائر فادحة قي أرواح الجنود دون جدوى".

جاء ذلك في تصريحات كتبها إيشيل في مجموعة تضم مقربين منه عبر تطبيق واتساب، نقلتها -الثلاثاء- عدة وسائل إعلام إسرائيلية بينها القناة 12 الخاصة وصحف يديعوت أحرونوت ومعاريف وإسرائيل اليوم.

وعام 2010 شغل إيشيل منصب مدير مكتب نتنياهو وعُرف بقربه منه، لكنه أُجبر في 2012، على الاستقالة من منصبه بسبب ادعاءات بسوء التصرف الجنسي بحق إحدى الموظفات في المكتب لكن منذ ذلك الحين كان له نفوذ كبير في السياسة الإسرائيلية من الظل، وفق صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

والسبت، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إيشيل كان سببا في دفع وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير للاعتذار لنتنياهو، على خلفية إخلاله بـ"الانضباط الائتلافي" وعدم التصويت على أحد قوانين موازنة 2025 الأسبوع الماضي.

تتصاعد الأصوات داخل إسرائيل بضرورة إنهاء حرب غزة مع الخسائر العسكرية الكبيرة التي تكبدتها (رويترز) حل إيشيل

ونقل الإعلام الإسرائيلي عن إيشيل، قوله إن "استمرار الحرب يحصد خسائر فادحة في أرواح الجنود وفي الإصابات، دون تحقيق نتائج تذكر في عودة المختطفين أو في الإنجازات الأمنية"، وفق تعبيره.

إعلان

وأضاف: "لذلك لا يوجد أي منطق في استمرار الحرب في قطاع غزة وبالتالي يجب أن تتوقف فورا".

ومقدما ما يعتبره حلا لإنهاء الحرب، قال إيشيل "بما أننا نطوق قطاع غزة من جميع الجهات، فإن الحل الوحيد هو الحصار، بحيث لا يتم إدخال المساعدات والمواد الغذائية، وفي الوقت نفسه السماح بخروج خاضع للمراقبة إلى منطقة يمكن لإسرائيل إقامة نقاط تفتيش فيها لكل من يريد أن يعيش".

وأضاف: "ومن لا يرغب في الحياة ولا يخرج بطريقة منظمة ومراقبة، إما أن يموت برصاصة جندي من الجيش الإسرائيلي أو يموت جوعا". وزعم أن هذه هي "الطريقة الوحيدة التي حسمت كل الحروب في العالم عبر التاريخ".

وأردف بأن "إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن لم تكن تريد حسما كاملا في غزة، بل واصلت قدرتها على التلاعب بنا، لذا يمكننا بالفعل الاستعداد والإعلان أن هذا حصار وهو ما ستفعله إسرائيل في غضون أسبوعين، عندما تدخل إدارة ترامب البيت الأبيض. إنه أمر جيد لإسرائيل".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتفع عدد قتلى جيش الاحتلال إلى 828 ضابطا وجنديا، بينهم 393 بالمعارك البرية التي بدأت في قطاع غزة في 27 من الشهر نفسه، وفق معطيات الجيش.

وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، بينما تقدر وجود 100 أسير إسرائيلي بقطاع غزة، في حين أعلنت حركة حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.

ومع استمرار الإبادة الجماعية وضغوط المحاكم الدولية، لا تتوقف الأوساط السياسية والعسكرية في إسرائيل عن محاولات إيجاد مخرج يبعدها عن تكبد المزيد من الخسائر في قطاع غزة.

ومن آخر هذه المحاولات، اعتبار غيؤرا آيلاند مهندس ما تعرف بخطة الجنرالات الإسرائيلية التي تدعو إلى محاصرة شمال غزة وتهجير الفلسطينيين منه -الثلاثاء- أن الطريق إلى إنهاء حكم حركة حماس في القطاع لا يكون بالحل العسكري، قائلا: "باستثناء عشرات الجنود الذين سيموتون كل عام تحت الحكم العسكري، فلن تحققوا أي شيء".

إعلان

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 155 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

"هند رجب" تلاحق جنود إسرائيل مرتكبي إبادة غزة حول العالم

تتخذ مؤسسة "هند رجب" من العاصمة البلجيكية بروكسل مقرا رئيسيا لها، وتبرز منذ فترة في تغطيات الإعلام للإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة للشهر الـ16.

وتقول المؤسسة إنها "مكرسة بشكل أساسي للسعي إلى تحقيق العدالة، ردا على الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها إسرائيل ضد الفلسطينيين".

وهند طفلة فلسطينية كانت في عمر 5 سنوات حين قتلها الجيش الإسرائيلي بقصف سيارة لجأت إليها مع 6 من أقاربها في حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، في 29 يناير/كانون الثاني 2024.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية، خلّفت نحو 155 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

وفي الأسابيع الأخيرة بات اسم "هند رجب" معروفا في إسرائيل لدور المؤسسة، التي تأسست في فبراير/شباط 2024، في ملاحقة الجنود الإسرائيليين قضائيا في أنحاء العالم.

وتقول المؤسسة على موقعها الإلكتروني إنها "تأسست خلال الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، وهي تكرم ذكرى هند رجب وكل مَن لقوا حتفهم أو عانوا في ظل الحملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية".

و"تتمثل مهمتنا الأساسية في السعي بنشاط إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد المسؤولين عن هذه الفظائع، بما في ذلك الجناة والمتواطئين والمحرضين على العنف ضد الفلسطينيين"، وفق المؤسسة.

وتابعت: "ومن خلال التقاضي الهجومي، نهدف إلى محاسبة هؤلاء الفاعلين في المحاكم الدولية والوطنية، وتحدي ثقافة الإفلات من العقاب التي سمحت لمثل هذه الجرائم بالاستمرار".

وتؤكد أنها "عازمة على السعي إلى مستقبل تسوده المساءلة، حيث لا تكون العدالة مجرد طموح بل حقيقة ملموسة. ونحن نتمسك بالتزامنا بإنهاء إفلات إسرائيل من العقاب، وتحقيق العدالة، وضمان تكريم إرث أولئك الذين فقدناهم".

من خلال متابعة موقعها الإلكتروني وحساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، يمكن رصد شكاوى قدمتها المؤسسة إلى محاكم في دول عديدة ضد جنود إسرائيليين بشبهة بارتكاب جرائم حرب بغزة.

وتتبع المؤسسة تحركات الجنود الإسرائيليين، وتستعين بمقاطع فيديو وصور نشروها بكثرة على منصات التواصل الاجتماعي خلال مشاركتهم في حرب الإبادة بغزة، وباتت أدلة إدانة لهم.

وفي أحد الأمثلة قالت: "في 31 ديسمبر/كانون الأول 2023، نشر عمري نير، وهو جندي في كتيبة الهندسة القتالية 601 التابعة لقوات الجيش الإسرائيلي، صورة على إنستغرام".

وفي الصورة "يظهر نير وهو يقف داخل منزل في غزة كان ذات يوم ملكا لعائلة فلسطينية قُتلت أو نزحت أثناء الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل"، حسب المؤسسة.

وتابعت: "أبرزت الصورة، التي تمثل عرضا مرعبا للإفلات من العقاب، دوره (نير) في الإبادة الجماعية التي شهدتها غزة".

وزادت بأنه "في هذا العام، بينما يسافر عمري نير إلى تايلاند للاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة مرة أخرى، يبدو العالم مختلفا تماما بالنسبة له، فقد اكتشفت مؤسسة هند رجب (...) وجوده في تايلاند وتصرفت بحزم".

المؤسسة أفادت بأنها "رفعت دعوى ضده أمام المحكمة الجنائية الدولية، متهمة إياه بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، وطلبت رسميا من السلطات التايلاندية اعتقاله".

وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أصدرت هذه المحكمة مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

وإضافة إلى قضية نير، يتضمن موقع المؤسسة قضايا تم رفعها ضد جنود إسرائيليين في دول بينها البرازيل وتايلاند وهولندا وسريلانكا وفرنسا.

ولا يتعلق الأمر بالجنود فقط، ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قالت المؤسسة إن "شرطة أمستردام فتحت تحقيقا رسميا في حوادث العنف الأخيرة التي تورط فيها مشجعو فريق مكابي تل أبيب (لكرة القدم)".

وأوضحت أن التحقيق جاء "بعد شكوى تقدمت بها مؤسسة هند رجب وحركة 30 آذار".

و"تتناول الشكوى حوادث وقعت ليلة مباراة كرة القدم بين أياكس (أمستردام) ومكابي تل أبيب، حيث تم توثيق انخراط مشجعي مكابي في أعمال عنف"، وفق المؤسسة.

وأردفت: "وتظهر لقطات شهود العيان المشجعين وهم يحملون أحزمة وقطع من ألواح خشبية أخذوها من مباني قريبة، ويطلقون ألعابا نارية ثقيلة".

وأردفت: كما "تظهر مقاطع فيديو أخرى مشجعي مكابي وهم يرفعون شعارات معادية للعرب وعنصرية ويسحبون العلم الفلسطيني قبل المباراة".

والاثنين، رصدت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، في تقرير لها، ارتفاعا في محاولات ملاحقة جنود إسرائيليين قضائيا في الخارج منذ بدء حرب الإبادة في غزة.

وقالت إنه "تم تقديم حوالي 50 شكوى ضد جنود احتياط، فتحت 10 منها تحقيقات في الدول المعنية، دون تسجيل أي اعتقالات حتى الآن".

ولم تحدد هيئة البث أسماء هذه الدول، ولكن صحيفة "هآرتس" العبرية أفادت الأحد بأنها جنوب إفريقيا وسريلانكا وبلجيكا وفرنسا والبرازيل.

وركزت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الاثنين، على مؤسسة "هند رجب"، عبر تقرير لها بعنوان "هذه هي المؤسسة التي تلاحق جنود الجيش الإسرائيلي الذين يسافرون إلى الخارج".

وقالت إن "مؤسسة هند رجب تقدمت بطلبات اعتقال لـ1000 جندي إسرائيلي مزدوج الجنسية في 8 دول".

و"تسلط تصرفات المؤسسة الضوء على التهديدات القانونية العالمية المتزايدة التي يواجهها جنود الجيش الإسرائيلي، مما دفع إسرائيل إلى ردود سريعة لحماية مواطنيها من الحملات المستهدفة"، حسب الصحيفة دون توضيح.

وأردفت الصحيفة: "غيرت المؤسسة تكتيكاتها، فتجنبت نشر أسماء الجنود المستهدفين لزيادة فرص نجاح الإجراءات القانونية ويقال إن طلبات الاعتقال قد تم تقديمها في ثماني دول، بينها إسبانيا وأيرلندا وجنوب إفريقيا".

وأقر مصدر رفيع المستوى في الخارجية الإسرائيلية لـ"هآرتس" الاثنين، بأن "إسرائيل لديها خيارات قليلة للغاية للتعامل مع المشكلة، وحتى هذه الخيارات لا يتم استخدامها بشكل صحيح حاليا".

وتحدث المصدر، الذي لم تسمه الصحيفة، عن "أهمية إقناع أكبر عدد ممكن من الدول بأن إسرائيل تجري تحقيقات صادقة وجريئة في المخالفات التي تحدث في صفوفها".

ولكنه استدرك معربا عن "قلقه من أن الحكومة الحالية تفعل العكس تماما عبر مهاجمة النيابة العسكرية (الإسرائيلية) لاتخاذها إجراءات ضد الجنود المشتبه في اعتدائهم جسديا على المعتقلين الفلسطينيين".

ومساء الأحد، حذّر الجيش الإسرائيلي عناصره الاحتياط من احتمال اعتقالهم خارج البلاد، وذلك بعد فرار أحد عسكرييه من البرازيل إثر محاولة اعتقاله بشبه ارتكاب جرائم حرب.

ووفق "هآرتس"، فإن الجيش حذر جنود وضباط الاحتياط فقط لأنّ العسكريين النظاميين لا يمكنهم السفر دون موافقة مسبقة من الجيش على عكس الاحتياط.

المصدر : وكالة سوا - الأناضول اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الكنائس المسيحية الغربية تحتفل بعيد الغطاس الاحتلال ومستعمروه يحتجزان وزير الحكم المحلي في مسافر يطا الاقتصاد: الحرب على غزة أدت إلى انكماش الناتج المحلي وارتفاع البطالة الأكثر قراءة "القسام" تعلن تفاصيل عملية مُركّبة أوقعت قتلى بجنود إسرائيليين في جباليا نتنياهو يُلمّح إلى اتفاق جزئي مع حماس الرئيس عباس يصدر قرارا بتجديد مدة رئاسة رائد رضوان الهلال الأحمر بغزة: لم نستقبل أي حالة اشتباه إصابة بمرض شلل الأطفال عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • حبس مسؤول سابق في المصرف الليبي الخارجي
  • من جباليا.. رئيس أركان إسرائيل يتوعد باستمرار إبادة غزة
  • مدير “الصحة العالمية”: أطفال غزة يدفعون حياتهم ثمنا للحرب
  • إبادة دون حرب.. مسؤول إسرائيلي سابق يقترح خطة لقتل سكان غزة جوعا
  • إبادة دون حرب.. مسؤول إسرائيلي سابق يقترح خطة لإنهاء القتال في غزة
  • مسؤول إسرائيلي يدعو لوقف حرب غزة وإطباق الحصار عليها
  • مسؤول عسكري أردني سابق: إسرائيل أداة لتنفيذ المخططات الأمريكية في المنطقة
  • "هند رجب" تلاحق جنود إسرائيل مرتكبي إبادة غزة حول العالم
  • مسؤول سابق في الخارجية الأمريكية: إدارة بايدن تواجه تحديات في التعامل مع ممارسات إسرائيل