إبادة دون قتال.. مسؤول إسرائيلي سابق يعرض حلا للحرب على غزة
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
دعا ناتان إيشيل المدير السابق لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى "إبادة دون قتال" لتطويق غزة عبر اللجوء إلى حصار القطاع وإجبار الفلسطينيين على البقاء بمناطق تفتيش أو الموت جوعا، معتبرا أن مواصلة الحرب "تخلف خسائر فادحة قي أرواح الجنود دون جدوى".
جاء ذلك في تصريحات كتبها إيشيل في مجموعة تضم مقربين منه عبر تطبيق واتساب، نقلتها -الثلاثاء- عدة وسائل إعلام إسرائيلية بينها القناة 12 الخاصة وصحف يديعوت أحرونوت ومعاريف وإسرائيل اليوم.
وعام 2010 شغل إيشيل منصب مدير مكتب نتنياهو وعُرف بقربه منه، لكنه أُجبر في 2012، على الاستقالة من منصبه بسبب ادعاءات بسوء التصرف الجنسي بحق إحدى الموظفات في المكتب لكن منذ ذلك الحين كان له نفوذ كبير في السياسة الإسرائيلية من الظل، وفق صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
والسبت، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إيشيل كان سببا في دفع وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير للاعتذار لنتنياهو، على خلفية إخلاله بـ"الانضباط الائتلافي" وعدم التصويت على أحد قوانين موازنة 2025 الأسبوع الماضي.
ونقل الإعلام الإسرائيلي عن إيشيل، قوله إن "استمرار الحرب يحصد خسائر فادحة في أرواح الجنود وفي الإصابات، دون تحقيق نتائج تذكر في عودة المختطفين أو في الإنجازات الأمنية"، وفق تعبيره.
إعلانوأضاف: "لذلك لا يوجد أي منطق في استمرار الحرب في قطاع غزة وبالتالي يجب أن تتوقف فورا".
ومقدما ما يعتبره حلا لإنهاء الحرب، قال إيشيل "بما أننا نطوق قطاع غزة من جميع الجهات، فإن الحل الوحيد هو الحصار، بحيث لا يتم إدخال المساعدات والمواد الغذائية، وفي الوقت نفسه السماح بخروج خاضع للمراقبة إلى منطقة يمكن لإسرائيل إقامة نقاط تفتيش فيها لكل من يريد أن يعيش".
وأضاف: "ومن لا يرغب في الحياة ولا يخرج بطريقة منظمة ومراقبة، إما أن يموت برصاصة جندي من الجيش الإسرائيلي أو يموت جوعا". وزعم أن هذه هي "الطريقة الوحيدة التي حسمت كل الحروب في العالم عبر التاريخ".
وأردف بأن "إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن لم تكن تريد حسما كاملا في غزة، بل واصلت قدرتها على التلاعب بنا، لذا يمكننا بالفعل الاستعداد والإعلان أن هذا حصار وهو ما ستفعله إسرائيل في غضون أسبوعين، عندما تدخل إدارة ترامب البيت الأبيض. إنه أمر جيد لإسرائيل".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتفع عدد قتلى جيش الاحتلال إلى 828 ضابطا وجنديا، بينهم 393 بالمعارك البرية التي بدأت في قطاع غزة في 27 من الشهر نفسه، وفق معطيات الجيش.
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، بينما تقدر وجود 100 أسير إسرائيلي بقطاع غزة، في حين أعلنت حركة حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.
ومع استمرار الإبادة الجماعية وضغوط المحاكم الدولية، لا تتوقف الأوساط السياسية والعسكرية في إسرائيل عن محاولات إيجاد مخرج يبعدها عن تكبد المزيد من الخسائر في قطاع غزة.
ومن آخر هذه المحاولات، اعتبار غيؤرا آيلاند مهندس ما تعرف بخطة الجنرالات الإسرائيلية التي تدعو إلى محاصرة شمال غزة وتهجير الفلسطينيين منه -الثلاثاء- أن الطريق إلى إنهاء حكم حركة حماس في القطاع لا يكون بالحل العسكري، قائلا: "باستثناء عشرات الجنود الذين سيموتون كل عام تحت الحكم العسكري، فلن تحققوا أي شيء".
إعلانومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 155 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
دبلوماسي إسرائيلي سابق عن خطة ترامب بغزة: علينا انتظار أكياس الجثث الأمريكية
علق الدبلوماسي الإسرائيلي السابق٬ ورئيس "مشروع الولايات المتحدة والشرق الأوسط"، دانييل ليفي، خلال مقابلة إعلامية، على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بقطاع غزة، كاشفا أن هذه الأفكار تم نقلها إلى البيت الأبيض من قبل "إسرائيل"، عبر الوزير رون ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأضاف ليفي أن "الرئيس ترامب يرغب أحيانًا في قول أشياء غريبة"، متسائلاً: "هل سنشهد أكياس جثث أمريكية؟ هل تُعتبر هذه أولوية لإدارة ترامب في ولايته الثانية؟".
“It’s not serious. But that doesn’t mean it’s not dangerous.” Daniel Levy, president of @USMEP, tells me that if the main question after the president’s statements on Gaza is, ‘is he serious?,’ then something’s already gone wrong. pic.twitter.com/2PbdSSqSkY — Christiane Amanpour (@amanpour) February 5, 2025
وأوضح ليفي أن "صهر ترامب، جاريد كوشنر، تحدث سابقًا عن غزة باستخدام مصطلحات تشبه تلك المستخدمة لوصف غزة بـ"الريفييرا".
وتابع قائلاً: "نعلم أن هذا الرئيس يرغب أحيانًا في قول أشياء غريبة، وقد يقول: حسنًا، ربما أتخلى عن هذه الخطة إذا حصلت على شيء آخر. لا أعتقد أنه يمكن استرضاؤه في هذا الشأن".
وأضاف ليفي: "لذلك، أعتقد أننا مضطرون إلى حك رؤوسنا محاولين فهم كيف يمكن لهذا أن يحدث إذا كان جادًا(..) وبالمناسبة، إذا كان السؤال الرئيسي الذي يُطرح بعد أن يدلي رئيس أمريكي بتصريح مهم هو: هل هو جاد؟ فهذا يعني أن شيئًا ما قد حدث بشكل خاطئ هنا".
وتابع "ولكن إذا كان جادًا، فكيف يمكنه أن يتصور أن هذا سيحدث؟ إن صمود الشعب الفلسطيني، الذي نراه، يتناقض بشكل صارخ مع كلماته. لقد عززت كتائب القسام التابعة لحركة حماس أعدادها. سيتطلب الأمر قتالًا لتحقيق ذلك. هل سنشهد أكياس جثث أمريكية؟ هل تُعتبر هذه أولوية لإدارة ترامب في ولايته الثانية؟ لأن هذا هو ما يعنيه الأمر". وفق قوله.
وأكد ليفي أن "تحقيق ذلك يتطلب إعطاء الأولوية للتواجد على الأرض، ولهذا أعتقد أن الأمر ليس جديًا، لكن هذا لا يعني أنه ليس خطيرًا. لأن التأثير الأولي هو أن حلفاء أمريكا ومنافسيها ينظرون إلى هذا الأمر ويقولون: يا إلهي، هذا الرجل سوف يبالغ في توسعه وسيضطر إلى الاستمرار في الانحدار. إنه يُظهر افتقاره إلى الجدية، وبالتالي، ضعفه هنا".
وأشار ليفي إلى أن "المعسكر المتطرف المسياني في إسرائيل يشعر اليوم بالنشوة والحماس. هؤلاء هم الأشخاص الذين يمكن وصفهم بأنهم يعتقدون أن الفصل العنصري ليس كافيًا. إبقاء الفلسطينيين في ظروف منفصلة وغير متكافئة ليس كافيًا، لأنهم ما زالوا موجودين جسديًا".
وتابع "لذلك، تبنى بن غفير وسموتريش هذه الفكرة بحماس، قائلين: نعم، يمكننا المضي قدمًا في هذا الطريق حتى النهاية الآن. لذا، حتى إذا لم تفعل أمريكا ذلك، ستجد مجموعة كبيرة في إسرائيل تقول إن الفكرة التي روجنا لها بشكل دائم قد تمت الموافقة عليها، وعلينا تنفيذها".
وتساءل ليفي: "ولكن إذا حاولوا تنفيذ ذلك، وإذا صعدوا هذا السلم، فهل ستكون أمريكا موجودة لدعمهم؟ أم أنهم سيدركون أن الاعتماد على الولايات المتحدة القادرة على كل شيء سوف يفشل؟ وأعتقد أن هذا هو السبب أيضًا".
وخم قائلا "كان هناك استطلاع رأي أظهر أن 80% من الإسرائيليين يؤيدون الخطة. لكنني أعتقد أن العديد من الإسرائيليين استيقظوا اليوم - ليس بسبب القلق على الفلسطينيين - ولكن بسبب القلق من أن هذا قد يعزز قوة العناصر الأكثر تطرفًا في بلدهم، وبالتالي فإنهم يشعرون بالقلق".
والثلاثاء الماضي٬ أعلن الرئيس الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، أن بلاده تعتزم الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، وهو التصريح الذي أثار موجة رفض إقليمية ودولية واسعة.
يأتي ذلك في ظل ترويج ترامب، منذ 25 كانون الثاني/ يناير الماضي، لمخطط يقضي بنقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو المقترح الذي قوبل بالرفض من قبل البلدين المذكورين، وانضم إليهما في ذلك عدد من الدول العربية بالإضافة إلى منظمات إقليمية ودولية.