إلتقى رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو، وشدد في كلمة ألقاها خلال اللقاء على "احترام سيادة الشعوب وخصوصياتها"، مندداً بـ"السعي لضرب القيم وتفكيك العائلة".
 
وقال: "صديقي بيتر، جئنا اليكم اليوم من البترون، مدينتي الواقعة على شرق المتوسط والحاملة في تاريخها الاف السنين من الحضارات، حيت ترتفع عند اقدام البحر كاتدرائية مار اسطفان المارونية، شفيع المدينة وقديسها.

كاتدرائية بنيت على انقاض كنيسة قديمة، يروى انها صليبية، فنحن لسنا صليبيين قادمين من الغرب، نحن مشرقيين مسيحيين، خلقنا في هذه الأرض، ونشأنا وتجذرنا في الأرض التي طلع منها السيد المسيح ووالدته وتلاميذه، رسله الأوائل، ونتماهى مع الغرب بقيمه المستوحاة من المسيحية، نتماهى معه بالثقافة ولذلك كاتدرائيتنا هي على النمط الكلاسيكي من تصميم المهندس المعماري الايطالي Joseph Maggiore ومستوحاة من كنيسة سانتا ماريا ماجيوري في روما". 
 
أضاف: "كاتدرائيتنا مستوحاة من الغرب، ولكن من احتفل بتدشينها عام 1906 هو مؤسس دولة لبنان الكبير، البطريرك يوسف الحويك، ابن البترون. اسطفاننا هو اول شهداء الكنيسة الذي كانت آخر كلماته قبل ان يقتلوه رجما:"انا الآن ارى السماء مفتوحة وابن الانسان جالس عن يمين الله"، انها شهادة الايمان بالمسيح وتعاليمه التي تقدس قيم الحرية والحق والخير والتي قادت مسيرة الأجداد فجعلت من لبنان ارض نضال واستشهاد وقداسة (عندنا في قديسين لبنانيين في ارضنا) (وجعلت من وطنكم هنغاريا ارض ايمان وبطولة وقداسة). نحمل لكم من اسطفاننا وكنيستنا ومدينتنا السلام والمحبة لهنغاريا التي لها اسطفان آخر يرمز على عظمة تاريخها وهو القديس اسطفان الأول مؤسس المملكة الهنغارية وطوبته الكنيسة اعترافا بفضله في التبشير بالمسيح ونشر تعاليمه، فاستحق لقب "سيد البلاد" التي تتعبد له وتكرمه في هذا التاريخ".
 
وتابع باسيل: "صديقي بيتر، بين بلادي وبلادكم كثير من القيم والمعاناة والبطولات المشتركة، صنعها التاريخ الذي يدعونا الى بناء مستقبل مشترك قائم على العدالة والسلام. رسالتنا المشتركة هي رسالة محبة وانفتاح وتفاعل ايجابي بين الشعوب واحترام متبادل. احترام للحدود والسيادة والكرامة في زمن يتسلط فيه الأقوياء بسلاحهم واقتصادهم على الضعفاء، الا ان قوتنا هي بمعيار الروح والايمان. رسالتنا هي احترام التنوع الثقافي والديني وخصوصيات الشعوب، ودعوة للامتناع عن مؤامرات اقتلاع الشعوب من ارضها وزرعها في ارض شعوب اخرى؛ وهنا نكافح سويا ضد نفس الجهات التي تحاول ان تفرض على بلدينا نزوحا يتحول توطينا. رسالتنا هي احترام لقيم العائلة والحفاظ عليها التي هي اساس كل مجتمع واساس الايمان في ديانتنا، فالمسيح الذي ولد من الروح القدس، هو ابن عائلة يوسف ومريم".
 
وختم: "يحاولون تفكيك العائلة بالترويج وحتى الفرض لأساليب التلاعب بالطبيعة البشرية وتغييرها عما اوجدها الخالق، وكأن الخلق هو اعظم من الخالق، مواجهتنا مشتركة، قيمنا مشتركة، مستقبلنا مشترك، فلنبنه سوياً على القيم الانسانية الحقة".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

نيران صديقة.. كاتب إسرائيلي عن ترامب: قراراته تدمر القيم الأمريكية

هاجم الكاتب الإسرائيلي، ألون بن مئير، الإجراءات التنفيذية التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلاً إنها لا تجعل أمريكا عظيمة، بل تفكك المبادئ التي جعلتها عظيمة منذ البداية.

وقال بن مئير في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تحت عنوان "الأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب تدمر القيم الأمريكية"، إنه لأمر مفجع أن نشاهد الرئيس الأمريكي يوقع بلا مبالاة على عشرات الأوامر التنفيذية التي تتعارض مع الدستور، وتتحدى القوانين القائمة، وتؤثر سلباً على حياة الملايين من الناس، خصوصاً الشباب.
وأشار إلى أنه من الواضح تماماً أنه يريد أن يثبت مدى قوته، وأن لا شيء سيقف في طريقه لتشكيل أمريكا على صورته، ولكن من الواضح أيضاً أنه لا يهتم كثيراً بالعواقب والتداعيات المترتبة على "أفعاله الخبيثة"، والتي تخون ما دافعت عنه أمريكا لمدة قرنين ونصف من الزمان.
وقال الكاتب الإسرائيلي، إن السلطة القضائية في الولايات المتحدة في هذه المعركة، حيث أصدر العديد من القضاة الفيدراليين أوامر قضائية تمنع العديد من أوامر ترامب الأخيرة، لافتاً إلى أن المدعي العام لولاية أوريغون عبر عن الأمر بإيجاز عندما صرح مؤخراً بأنه "لا ينبغي لأي رئيس أن يكون قادراً على إعادة كتابة أكثر من 120 عاماً من تفسير الدستور بضربة قلم، هذا هو التهديد الوجودي".

كيف يفكّر #ترامب و #إيلون_ماسك في قيادة #أمريكا؟https://t.co/74IjVM1Afl

— 24.ae (@20fourMedia) February 16, 2025  تجميد المساعدات

ووصف الكاتب التأثير المدمر لأمر ترامب التنفيذي بتجميد كل المساعدات الأجنبية تقريباً، بأنه أمر مُفجع يترك ملايين الأطفال المعرضين للخطر دون الوصول إلى الغذاء  في جميع أنحاء العالم، موضحاً أن أكثر من 1.2 مليون شخص في السودان كانوا مدعومين ببرامج ممولة من الولايات المتحدة أصبحوا الآن لا يستطيعون الوصول إلى الغذاء والأدوية الأساسية والمياه النظيفة التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة.
وقال الكاتب إن العواقب مدمرة بنفس القدر على مخيمات اللاجئين في إثيوبيا، حيث يعتمد 3 آلاف طفل يعانون من سوء التغذية على الجهود التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال العمل ضد الجوع، واصفاً قرار ترامب بـ"اللا إنساني" الذي يحطم المثل العليا للتعاطف والقيادة التي كانت تحدد الولايات المتحدة ذات يوم، مستطرداً "إن الأمة التي قادت في وقت ما حملة مكافحة الجوع وإنقاذ الأرواح، أصبحت الآن، تحت هجوم ترامب الوحشي، تتخلى عن ملايين الأطفال الأبرياء للجوع والموت المحتوم، إن تصرفه المتعمد يقلل من عظمة أمريكا بدلاً من الحفاظ عليها".


إسكات المعارضة

ويقول الكاتب إن الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب، والذي يستهدف الطلاب الدوليين الذين شاركوا في الاحتجاجات ضد الحرب في غزة، وترحيلهم بتهمة دعم حركة حماس الفلسطينية، أمر مقلق للغاية، موضحاً أن هذا الأمر التنفيذي لا يتعلق فقط بترحيل الطلاب الأجانب؛ بل يتعلق بـ"إسكات المعارضة"، فقد يخشى الطلاب الآن الترحيل لمجرد ممارستهم لحقهم في التحدث ضد الظلم والفظائع.

وأكد الكاتب أن "وصف الاحتجاجات السلمية بأنها دعم محتمل للإرهاب يقوض القيم الديمقراطية ويخنق حرية التعبير حول القضايا الحرجة لحقوق الإنسان والعدالة، وهي السمة المميزة للدكتاتورية، ولا ينبغي لأي أمريكي أن يتسامح مع ذلك".
وتابع: "من الضروري توضيح أن ليس كل الطلاب الذين احتجوا هم أجانب. شارك العديد من المواطنين الأمريكيين، والطلاب اليهود وغير اليهود، في هذه الاحتجاجات وتحدثوا ضد الحرب في غزة. هل سيتم ترحيلهم أيضاٍ؟ وإلى أين؟ إن حقوق حرية التعبير والصحافة والاحتجاج السلمي مكرسة في الدستور الأمريكي، والآن، لدينا ديكتاتور مبتدئ يريد اغتصاب هذه الحقوق الأساسية، التي تدعم راية عظمة أمريكا".

#ترامب يثير الجدل باقتباس من #نابليونhttps://t.co/nSbiiMNdJ7

— 24.ae (@20fourMedia) February 16, 2025  إغلاق الهجرة القانونية

وأضاف الكاتب، أن تصرفات ترامب بشأن إغلاق مسارات الهجرة الآمنة والقانونية، هي هجوم مباشر على حقوق وكرامة الأشخاص الفارين من الحرب والاضطهاد والفقر، مشيراً إلى أنه من خلال تعليق إعادة توطين اللاجئين، وإنهاء برامج الإفراج المشروط، وإلغاء جهود سلفه جو بايدن لإنشاء عمليات لجوء منظمة، يعرض ترامب حياة لا حصر لها للخطر ويدفع الأفراد اليائسين إلى أيدي المتاجرين بالبشر وإلى رحلات خطيرة، وتابع: "هذا لا يتعلق بالأمن؛ إنها استراتيجية سياسية قاسية وغير إنسانية تتجاهل الالتزامات الإنسانية وتحط من قيمنا الأخلاقية".
وبحسب الكاتب، فإن سياسات الهجرة القاسية التي ينتهجها ترامب هي أكثر من مجرد قضية محلية، موضحاً أن حملة الترحيل الجماعي التي يشنها  لا تمزق الأسر في الولايات المتحدة فحسب، بل إنها تتسبب أيضاً في سلسلة من ردود الفعل المروعة في البلدان التي ينحدر منها هؤلاء المهاجرون، مثل زيادة الفقر بسبب انخفاض التحويلات المالية، وإرهاق الخدمات العامة، مثل المدارس، بسبب أعداد كبيرة من المهاجرين العائدين.
وقال الكاتب إنه إذا سُمح لترامب بمواصلة أجندته الكارثية، فلن يجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، ولكن ما يفعله، هو تفكيك عظمة أمريكا وهدم الحلم الأمريكي، مشدداً على ضرورة الوقوف في وجه هذه الأعمال "البغيضة وغير القانونية" والإثبات أن الشعب الأمريكي مُتحد في السعي الأكثر جدية لحماية الديمقراطية والقيم.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني: غادرنا ألمانيا بعد إجراء لقاءات وفعاليات هامة مع دول المنطقة والعالم، عبّرنا من خلال ذلك عن السوريين وأحلامهم وطموحاتهم ورؤيتنا الوطنية التي تمثل هويتنا وثقافتنا، وأنهينا زيارتنا بجلسة شفافة مع نخبة من الجالية السور
  • وزير الداخلية يبحث مسارات التعاون الأمني مع نظرائه بمصر وبالعراق ولبنان وفلسطين
  • عشرات الآلاف يحتجون في ألمانيا ضد اليمين المتطرف
  • وزير الداخلية يدعو للعمل سويا لإزالة مصادر التهديد لدُولنا العربية
  • نيران صديقة.. كاتب إسرائيلي عن ترامب: قراراته تدمر القيم الأمريكية
  • وزير الدفاع⁩ التقى أعضاء سفارتنا في تونس
  • باسيل: لبنان بحاجة لمطارات إضافية
  • هل القتل الجماعي هو مستقبلنا المشترك؟
  • الشيخ أحمد المشد: العفو والتسامح من القيم الإسلامية العظيمة
  • باسيل في ذكرى استشهاد الحريري: تعالوا نجعل من الذكرى العشرين مناسبة وطنية للتفاهم حول مستقبل لبنان