«تقدم» تدين استهداف دور العبادة وتدعو للوحدة والتعايش السلمي في عيد الميلاد
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
(تقدم) شددت على موقفها الرافض لدعوات التفتيت القائمة على أسس دينية أو عرقية أو جهوية، مؤكدةً أن خيار الوحدة والتعايش المشترك سيظل السبيل الأمثل لتحقيق مستقبل مشترك لجميع السودانيين.
الخرطوم: التغيير
أدانت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) استهداف دور العبادة، خاصة الكنائس، منذ اندلاع الحرب الحالية في السودان، مطالبةً باحترام حرمتها وصونها، مع التأكيد على ضرورة إدراج إعادة إعمارها ضمن جهود الدولة المستقبلية بما يضمن أداءها لأدوارها كاملة.
وتزامناً مع احتفالات المسيحيين الأرثوذكس والطوائف الشرقية بأعياد الميلاد المجيدة في السابع من يناير، أعربت التنسيقية عن حزنها العميق لما يواجهه السودانيون، بمن فيهم المسيحيون الأرثوذكس، من معاناة في ظل الحرب المستمرة وما يصاحبها من دعوات للكراهية.
وجددت التنسيقية، في بيان صادر عنها اليوم، دعوتها للوحدة الوطنية واحترام التنوع الثقافي والديني، مؤكدةً أن هذه القيم تمثل ركائز أساسية لاستقرار المجتمع السوداني.
وشددت على موقفها الرافض لدعوات التفتيت القائمة على أسس دينية أو عرقية أو جهوية، مؤكدةً أن خيار الوحدة والتعايش المشترك سيظل السبيل الأمثل لتحقيق مستقبل مشترك لجميع السودانيين.
ودعا البيان جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية، والعمل على وقف العدائيات والانخراط في مفاوضات جادة تفضي إلى حلول سلمية تنهي الحرب وتصون البلاد.
وأكدت التنسيقية أن عيد الميلاد يمثل فرصة لتجديد الأمل والعمل من أجل تحقيق قيم التعايش والسلام، معربةً عن أملها في أن يكون العام المقبل بداية جديدة لسودان آمن ومستقر ينعم فيه الجميع بالسلام والحرية والعدالة في ظل دولة مدنية ديمقراطية.
الوسومآثار الحرب في السودان أعياد الميلاد المسيحين في السودان تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» حرب الجيش والدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان أعياد الميلاد تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم حرب الجيش والدعم السريع
إقرأ أيضاً:
للسياسيين فى (قراند بورتسودان).. السودان لم يعد كما كان
لا ادري هل تدرك قوانا السياسية فى الحكومة والمعارضة ان هنالك ثمة واقع جديد شكلته الحرب ام لا، ولكن عليهم ان يدركوا ان السودان بعد الحرب لن يحكم بالطرق القديمة وان هنالك (ماكيت جديد لنج)، انتجته ديناميكية المعركة سيكون ناظما للحراك المستقبلي فى اي مسعى لترتيب مشهد الحكم فى البلاد.
صعدت اثناء هذه الحرب قوى سياسية ومجتمعية، لم تدخل ميدان المعركة عبر اللافتات السياسية ولا المنصات الحزبية، باتت جزءا من تشكيل النسيج المؤثر فى تحريك خيوط الترتيب للمشهد القادم، وفي المقابل سقطت قوى اخرى من وجدان الشارع والناس لانها ابدت تماهيا مع انتهاكات المليشيا وفشلت فى امتحان الوطنية المكشوف وسقطت وسقطت وخسرت قلب المواطن الذى بحث عنها فى عز محنته فلم يجدها..
لا اعتقد ان بيئة مابعد الحرب ستكون مناسبة لحكم الأحزاب ووجودها على سدة الحكم، الاجدي ان تكون هنالك فترة انتقالية طويلة تعتمد التكنوقراط بوجود الجيش بعيدة عن عبث الممارسات القديمة، مرحلة يتعافى فيها الوطن من جراح الحرب، تعده الى مرحلة الانتخابات بعد تعقيمه وعلاجه من امراض الفساد السياسي والتسلط على رقاب الناس.
والافضل للاحزاب خلال هذه المرحلة ان تعود الى دورها وتنظم قواعدها – ان وجدت- وتقدم برامج حقيقية بعيدا عن الاكلشيهات المرحلية والهتافات والشعارات الزائفة، واستدعاء البطولات من كتب التاريخ.
الواقع السياسي القادم لن يتجاوز باي حال من الاحوال القوى الجديدة وتيار الشباب الثائر المرابط فى الخنادق والممسك بالبنادق، فهم يمثلون سلطة الشعب ، لم يستاذنوه ولم يقدمهم ولكنه علم باخلاصهم ووطنيتهم واعتمدهم زادا لمقبل الايام فى سودان ما بعد الحرب.
غير الممسكين بالزناد- الذين تدافعوا لتحرير السودان شبرا شبرا – هنالك ايقونات مدنية وتنظيمات شبابية صعدت مع الحرب عبر رافعة الافعال لا الاقوال ، وصارت معتمدة لدى الشارع وسيكون لها دور تاريخي مؤثر بعد الحرب ، فقد وجدهم الناس فى تنظيم التكايا وتقديم العلاج وتبني المبادرات الخيرة يهشون عنه الجوع والمسغبة ويطردون المرض عن جسده المنكوب ويحفظون حقه فى العيش بعزة وكرامة.
على قوانا السياسبة التى تجتمع فى بورتسودان الان ضمن مبادرة الحوار السوداني لتشكيل مرحلة مابعد الحرب بالتزامن مع اعلان تعديلات الوثيقة الدستورية، وتشكيل الحكومة الجديدة عليهم ادراك ان السودان الجديد فى مرحلة ما بعد الحرب لن يحكم بذات الادوات القديمة التى اورثتنا ما نحن عليه من دمار وحرب هددت وجود الدولة السودانية ووضعتها امام اصعب امتحانات البقاء على قيد الحياة..
الذين يحاولون اختطاف سلطة ما بعد الحرب ليتهم سجلوا زيارات الى المناطق المحررة ، واستمعوا لحماس الشباب الثأئر فى الخطوط الامامية ووقفوا على فيوض الوطنية التى تتدفق من الحناجر والخنادق، وعايشوا رهق اللحظات العصيبة للمشاركين من المجاهدين والمستنفرين وبراؤون وحتى منسوبي ثورة التغيير السودانية، هذا الامر عبر عنه الفريق اول ياسر العطا عضو مجلس السيادة ، مساعد القائد العام للجيش بقوله (كيزان يقاتلوا معانا فوق راسنا شباب غاضبون يقاتلوا معانا فوق راسنا شباب المقاومة يقاتلوا معانا وفوق راسنا)، وربما التقطه الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، القائد العام للحيش في تاكيده خلال لقائه بالرموز المجتمعية فى ام درمان مؤخرا بوجود تشكيلات شبابية صاعدة.
لو كنت مكان القائمين على امر الدولة لاستصحبت السياسيين المرابطين فى (فندق القراند) ببورتسودان الي مناطق العمليات والمواقع المحررة ليروا بام اعينهم ويدركوا ان امر السلطة فى السودان لن يعود مثلما كان ، وان زمن المحاصصات وعهد الانقياد الاعمى للولاءات القديمة قد انقضى وان زمان ( حيكورة) السلطة لفلان او علان قد مضى الى غير رجعة..
رأينا شباب القوى الجديدة فى الخطوط الامامية وفي المواقع المحررة ، يتدفقون كما السيول الجارفة يجمعهم حب الوطن ويؤلف بينهم الكاكي، شرف الجيش والوطن، يقبلون على حب البلد بافئدة خالية من ( كلسترول السياسة)، همهم بقاء السودان واحد موحدا وعزيزا كريما.. رايناهم فادركنا ان قوى حديثة تنهض متجاوزة الاحزاب المتكلسة وفشلها التاريخي..
لن نقول ان من يوجدون فى الخنادق الان ويمسكون بالبنادق يريدون السلطة، ولن ندعو كذلك لمحاصصة تاتي حسب مستوى المشاركة فى الحرب ولو قلنا ذلك سنكون محقين ، ولكن نوصي قوانا السياسية بان تستصحب الواقع الجديد فى سعيها للحفاظ على نفوذها السلطوي وحصتها فى كعكة الامتيازات.. فالسودان لم يعد كما كان… والشعب كذلك..
*محمد عبدالقادر*
صحيفة الكرامة
إنضم لقناة النيلين على واتساب