صحيفة البلاد:
2025-03-10@16:07:35 GMT

أساس الألقاب في المجتمع السعودي

تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT

أساس الألقاب في المجتمع السعودي

اللقب الذي يحمله الشخص بعد اسمه هو ما سبق وأن أُطلق على أحد أجداده السابقين في زمن مضى، وأصبحت تعرف به أسرتهم بعد ذلك وكل أبنائها اللاحقين. وإن كان هناك ألقاب لا تعلل مثلها مثل الأسماء التي لا تعلل. وتكون للتعريف أو التشريف
وقد وجدت الأسماء والألقاب مع وجود الإنسان منذ القدم للتمييز بين الأشخاص حتى أنه في بعض العائلات كان كل فرد منهم يحمل لقباً يختلف عن بقية أفراد عائلته تبعاً لأعماله أو صفاته أو تصرفاته.

وبعضهم اشتهر وعرف بلقبه الخاص دون أن يذكر أو يعرف اسمه الحقيقي إلا للمحيطين والعارفين به!

حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا يحملون بعض الألقاب فقد عرف أبونا إبراهيم بالخليل وموسى بالكليم وعيسى بالمسيح كما عُرف رسول الهدى عليه الصلاة والسلام قبل البعثة بلقب الأمين. وقد أطلق الرسول صلى الله علية وسلم بعض الألقاب على بعض الصحابة طبقاً لشخصيّاتهم مثل الصديق لأبي بكر والفاروق لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

وكان اللقب يستعمل عوضاً عن ذكر اسم الشخص كاملاً بقصد الاختصار وبعض الألقاب التي حملها بعض الأشخاص في بعض مدن المملكة وقراها في الأساس منسوبة إلى طبيعة أعمالهم المهنية لتسهيل التعريف بذات الشخص صاحب تلك الحرفة التي اشتهر بها وأبدع فيها وكسب من ورائها السمعة والذكر الحسن.

حيث ظهرت بعض الألقاب المرتبطة بالمهن والحرف التي كانت قائمة آنذاك مثل البناء الباني النجار الحداد الحجّار الخشّاب الصانع الحداد الصايغ البيطار الخياط القصاب الجزّار الزرّاع السبّاك الجمّال الرّاعي الصيّاد الدبّاغ والحطّاب. وفي مرحلة تلتها أطلقت ألقاب السّمكري الدّهان الصحفي والمهندس ومنهم من أطلق عليهم اللقب من واقع أدوارهم التي يقومون بها في خدمة المجتمع مثل القاضي الإمام الفقيه المؤذن المعلم الشيخ الشاعر القارئ الكاتب الحكيم المداوي المجبّر القاشي والمحجّم والخمسة الأخيرة تتعلق بالعلاج والطب في مرحلة مضت. وأيضا من لقب بآخر رتبة عسكرية حصل عليها في عمله أو حتى قبلها مثل العميد، العقيد المقدم الرائد النقيب الرقيب العسكري الجندي. وهناك من ارتبط لقبه بنوع العمل والتجارة التي تخصص فيها قديماً مثل الزيات السّمان الحريري القطان البزاز السّبحي الفوّال القهوجي السّاعاتي الخضري العسلي اللبّان البقّال الحلواني.

والألقاب في مجملها لا تنحصر على أسرة محددة أو في مدينة واحدة بل قد نجدها تتكرر في أكثر من موقع، ولكن تزيد الشهرة تبعاً لمقدار النجاح والتميز الذي كان يحققه أحدهم فيكاد اللقب ينحصرعليه وعلى عائلته من بعده. ومنها ما ارتبط بالإقليم في حال وجود شخص أو أسرة قدمت من مكان آخر مثل النجدى التهامي البدوي القروي الحجازي الشرقي. وما نسب أيضا إلى بعض الأقطار أو الدول الأخرى (مثل المصري الأردني السوري الفلسطيني اليمني اللبناني العراقي السوداني الحبشي الصومالي الليبي التونسي المغربي الجزائري الموريتاني التركي الهندي البنقالي الصيني البخاري الأفغاني التركستاني الجاوي الحضرمي) ونجدها في مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة وبعض المدن الأخرى.

وما ينسب كذلك إلى المذهب الذي كان يتبعه الفرد مثل الشافعي المالكي الحنفي الحنبلي والزيدي. وأيضاً ما كان منها حسب الشكل مثل الأعمى الأعرج الطويل القصير والشّيبة وبعضها تكون حسب التراتبية في العائلة الكبيرة فيكون لقب الكبير والصغير، وغيرها من المسميات الأخرى التي تتصل ببعض الصفات الجسمية المعينة لأولئك الأشخاص.
وهناك ألقاب مشتقة من تصرف الشخص وطريقة تعامله في الحياة مع المجتمع مثل السّريع النّبيه الطيّب البطي الغضبان السّبع الذّيب.

وفي القرى، قد يكون اللقب أحياناً مرتبطاً بالسّماوة وذلك بتسمية المولود باسم شخص آخر في موقع آخر فيحمل الاسم ومعه اللقب! أو لوجود ضيف زائر قبل يوم الولادة أو تيمُّناً بشخص معين لأفعاله الحميدة ومواقفه المجملة.
وهناك ألقاب مما اختصّ به الفرد أو اتسم به مثل لقب المعشي لمن اشتهر مثلا بقرى الضيوف في أيام الجوع وقد يطلق حسب المواقف أو بسبب عمل استثنائي لا يقوم به أي أحد مثل “معشي الذيب” وهو رجل كريم من أهالي حائل والذي سمع عواء الذئب في إحدى الليالي فدفعه كرمه النادر أن يربط إحدى الشياه في مكان بعيد عن حراسة الكلاب لتكون عشاءً لذلك الذئب الجائع. فأصبح لقباً خاصاً له ولبنيه وأحفاده من بعده ولم يكتسبه أحد غيره.
وجميع من أشير إلى ألقابهم -وبلا استثناء-، من الأسر الكريمة التي تحظى بكثير من التقدير، ساهم أبناؤها في مراحل التنمية المتتالية في المملكة بكل وعي وصدق وإخلاص، يستحقون معها جميعاً عظيم التقدير والاحترام.

‏alnasser1956@hotmail.com

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

أحمد هارون: التسامح لا يعني نسيان الألم الناتج عن الإساءة

أكد الدكتور أحمد هارون، أستاذ العلاج النفسي والصحة النفسية، أن التعامل مع الاعتذار من الأشخاص الذين أساءوا إلينا يتطلب فحصًا دقيقًا ومدروسًا. 

وأوضح خلال تقديمه برنامج "علمتني النفوس" عبر قناة "صدى البلد"، أن الرد على الاعتذار يجب أن يكون متزنًا، مشيرًا إلى ضرورة أن يكون الشخص المتضرر حذرًا في اتخاذ قراره بشأن قبول الاعتذار أو رفضه.

وأشار هارون إلى 3 أسئلة أساسية يجب الإجابة عليها قبل اتخاذ قرار قبول الاعتذار: من هو الشخص المعتذر؟ ما هو الفعل الذي ارتكبه؟ وهل كان هذا الخطأ متكررًا أم حدث مرة واحدة عن غير قصد؟، وأكد أن تقييم الضرر الناتج عن التصرفات ومدى تأثيرها على الشخص المتضرر، من الأمور الأساسية التي يجب النظر فيها قبل اتخاذ القرار. 

وأضاف أن معرفة مكانة الشخص المعتذر في حياتنا أيضًا لها دور كبير في تحديد ما إذا كان الاعتذار يستحق القبول أم لا.

وفي سياق آخر، أكد الدكتور أحمد هارون أن الشخص المتضرر له كامل الحرية في اتخاذ قرار قبول الاعتذار أو رفضه، ومع ذلك، شدد على أهمية توعية الشخص الذي أساء، بتأثير تصرفاته على النفس البشرية، حيث أن الأذى قد يترك آثارًا نفسية عميقة.

 وأضاف أن التسامح هو سمة نبيلة، لكن من المهم أن يتذكر الشخص المتضرر الألم الذي مر به بسبب تصرفات المعتذر، وأخذ الوقت الذي انتظره فيه المعتذر بعين الاعتبار. 

وأوضح أن القرار النهائي في قبول الاعتذار أو رفضه يعود بالكامل إلى الشخص المتضرر بناءً على تقييمه للألم والمشاعر الناتجة عن هذا الفعل.

مقالات مشابهة

  • وزارة الخارجية تُدين الجرائم التي اُرتكبت في الساحل السوري
  • إعلامي ينتقد دوران: المال يجعل الشخص مريضًا
  • وفاء حامد فى برنامجها «طاقة أمل»: القرين ليس أقوى منك.. وتقدم نصائح للتحصين
  • تفاصيل تجديد عقد كنو مع الهلال
  • 25 درهماً مقدار زكاة الفطر عن الشخص الواحد في الإمارات
  • سر قطة الشاشة .. ميار الببلاوي تثير الجدل بتلميح غامض
  • واشنطن بوست: وفاة شخصين وإصابة نحو 230 شخصًا بالحصبة
  • الفريق اول ركن مهندس سفير !
  • أحمد هارون: التسامح لا يعني نسيان الألم الناتج عن الإساءة
  • نيمار يبحث عن نادٍ أوروبي للمنافسة على الألقاب