نجح المنظّمون بسبب حنكة كبيرهم وخبرته الطويلة في مثل هذه الظروف باستعادة نصف المقاعد التي احتلّها الآن مجموعة من الأشخاص الجدد الذين سيتخلّون عن مقاعدهم للضيوف من خارج المدينة عند وصول راعي الحفل. بقي الآن جولة أخرى لتحرير بقية المقاعد التي مازالت تحت سيطرة أولئك الذين يصرّون على أهمية شخصياتهم ونخبويتها.
كان هناك طبعاً مجموعة من الضحايا لهذه الجولة الذين يُفترض بحسب البروتوكول أن يتواجدوا في الصف الأول؛ لكن لا مكان هنا لأي بروتوكولات.
وجد مدير مصلحة المياه والصرف نفسه مرميّاً في الصف الثاني، بينما موظف الصادر والوارد في نفس المصلحة يحتل بكل زهو وخيلاء مقعداً أمامياً يضبط عقاله ذات اليمين وذات الشمال ويقلّب سبحته الصفراء التي اشتراها من سوق الحميدية قبل ثورات الشام دون أن يتنازل عن مقعده لمديره. المعايير هنا مختلفة.
في هذه اللحظة وصل بعض الضيوف من خارج المدينة مبكراً لمقر الحفل وتم اقتيادهم للمقاعد التي حرّروها والتي كان يحتلّها أشخاص تم إرسالهم لها في الجولة الأولى من اللعبة.
-“ماذا علينا أن نفعل الآن؟” قال لهم كبيرهم مرة أخرى. “الآن أمامنا نصف ساعة فقط، قبل أن يصل الضيف الحفل. كيف سنوّفر المزيد من المقاعد للضيوف؟”
– “سوف نستخدم استراتيجية مختلفة هذه المرة. سوف نغيّر من البرنامج الآن، ونطلب من الضيف التوجّه إلى الخيمة الشعبية والمعرض قبل أن يأتي إلى مقر الاحتفال هنا. سوف يترك هؤلاء مقاعدهم عندما يدركون أن الضيف الكبير ذهب إلى الخيمة وعندما يشاهدوننا نحن المسؤولون – طبعاً ما عدا الضيوف الذين سيبقون هنا في مقر الاحتفال- قد تحرّكنا إلى هناك. عليكم تحديد مجموعة من الشباب هنا لاحتلال المقاعد التي سيتركونها وبهذه الطريقة نكون قد حرّرنا المقاعد المتبقّية للضيوف.”
يبدو أن هذه الاستراتيجية فعّالة جداّ إذ بمجرد سماع دوي صفارات سيارات الشرطة التي تصاحب عادة الموكب الكبير، تحرّك الجميع نحو الخلف للاستقبال وصيحات خبير البروتوكولات تعلن للجميع أن الضيف الكبير سيتوجّه إلى الخيمة الشعبية. لا يبدو من خلال صوت هذا الخبير المصاحب لموكب السيارات السوداء الفارهة أن هناك لعبة أخرى. كان منظر أصحابنا وهم يغادرون مقاعدهم مثيراً للشفقة إذ كانوا يرمقونها شذراً وهم مدركون أنهم سيتركونها إلى الأبد. نجحت هذه الخدعة مرة أخرى ويبدو أن ضربتين في الرأس كانتا كافيتين في حلّ هذه المعضلة الكبيرة. رجع أصحابنا بعد جولة سريعة مع الضيف إلى مقاعدهم التي ذهبت إلى مجموعة من الشباب بحسب الخطة المرسومة من نفس الداهية فكان أن ضاعوا بين الجمهور الذي كان فسيفساء متنوعة تضم الكبار والأطفال والعمالة الأجنبية التي حضرت لمشاهدة الحفل الكبير. لا مجال هنا لإبداء أي نوع من الاعتراض إذ بدأت كاميرات التصوير الثابتة والمتحركة والفلاشات الخاطفة تتحرّك في كل اتجاه. لن يكون أحد هنا بمنأى عن التيك توك أو اليوتيوب أو تويتر أو الانستغرام أو السناب شات وليست السي إن إن أو البي بي سي منهم ببعيد. ما أجمل أن تكون إنساناً نكرة في مثل هذا العصر المجنون.
تم تحرير المقاعد تماماً. لم يتبقّ الآن إلا مشكلة الطقس وبعض التفاصيل التي قد ينتبه لها الشيطان، وما أكثرها. أخذ الجميع مكانه وبدا المكان هادئاً إلا من صوت خفقان علم السارية الضخم الذي انتبه له الناس فجأة.
khaledalawadh @
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: مجموعة من
إقرأ أيضاً:
أعضاء من مجلس الشورى يقدمون واجب العزاء في استشهاد المجاهد محمد الضيف ورفاقه
الثورة نت|
قدم عدد من أعضا مجلس الشورى برئاسة رئيس اللجنة السياسية والعلاقات الخارجية بالمجلس المهندس لطف الجرموزي ، خلال زيارتهم اليوم لمكتب حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بصنعاء، واجب العزاء في استشهاد قائد هيئة اركان كتائب القسام المجاهد محمد الضيف ورفاقه الذين ارتقوا في معركة طوفان الأقصى ضد الكيان الغاصب.
وعبر الجرموزي، في الزيارة التي رافقه فيها أعضاء المجلس المهندس عبد السلام النهاري، وحسن طه، وحسن جبري، ومصلح أبو شعر، وأحمد المنيعي، وأكرم الصايدي وأمين عام المجلس على عبد المغني، عن بالغ التعازي وعظيم المواساة للقائم بأعمال مكتب حماس لدى اليمن معاذ أبو شمالة ، وممثلي الفصائل الفلسطينية ، ومن خلالهم إلى كافة أبناء الشعب الفلسطيني وقادة فصائل المقاومة باستشهاد المجاهد محمد الضيف ورفاقه.
وقال” نبارك لكم الانتصار العظيم الذي تحقق بفضل دماء الشهداء الذين سطروا أروع الملاحم البطولية في مواجهة العدوان الغاشم”، مؤكدا أن الزيارة تأتي في إطار التأكيد على موقف اليمن بكل أطيافه في المضي في خيار المقاومة باعتبارها السبيل الأمثل لتحقيق النصر المبين.
وأكد أن الشعب اليمني وقواته المسلحة قد قطع شوطا كبير بفضل الله وتوجيهات القيادة الحكيمة في مسار تطوير القدرات العسكرية النوعية إلى جانب الايمان الواعي للمجاهدين بعدالة القضية المتغيرات في الميدان.
فيما عبر أبو شمالة، عن الشكر والتقدير لأعضاء مجلس الشورى على مشاعرهم الإنسانية التي تعكس أصالة الشعب اليمني وقواه الحية.
واعتبر أن ذلك ليس بغريب على الشعب اليمني العصي على قوى الاستعمار، والذي توج بقيادة جهادية وايمانيه أكدت أن الأمه ينبغي أن يكون لها تأثير كبير في مواجهة مخططات قوى الهيمنة الاستعمارية والصهيونية العالمية التي تسعى إلى تمزيقها.
وأكد أن اليمن جسد بموقفه المشرف والعظيم الذي أذهل العالم أننا أمه واحدة يربطنا مشروع ايماني جهادي واحد، وهو المشروع الذي سار عليه الشهيد محمد الضيف ورفاقه منذ بداية المقاومة.