دار الإفتاء توضح حكم ذبيحة رجب "العتيرة"
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن حكم ذبح العتيرة في شهر رجب هو أمرٌ مستحبٌّ ومُرَغَّبٌ فيه شرعًا، وهو قربةٌ لله تعالى، كما أنَّ توزيعه للذَّبيحة كاملةً يوصف بالحرصِ على كمال الأجر والثواب من الله سبحانه، وإخلاصِ العمل له.
وأوضحت دار الإفتاء أن ما ورد من النَّهي عن ذبح العتيرة إنما هو عما كان من أمر الجاهلية من الذَّبح لغير الله تعالى، أو هو محمولٌ على نفي الوجوب عنها، أو أنها ليست كالأضحية في الاستحباب أو في ثواب إراقة الدم.
وأشارت دار الإفتاء إلى: اقتضت حكمة الباري سبحانه وتعالى تفضيل بعض الأزمنة والشهور على بعض؛ فَمَيَّزَ الأشهر الحرم على سائر الشهور، ومن رحمته بعباده أن جعل لهم فيها مواسم للخيرات، وحثهم فيها على اغتنام الأوقات والإكثار من الطاعات؛ رجاءَ رحمته، وابتغاءَ ثوابه، كما حذرهم من المعصية وظلم النفس فيها، فجعل عقوبةَ المعصية فيها مضاعفةً، كما جعل الأجر والثواب على الطاعات فيها مضاعفًا؛ فقال سبحانه: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ [التوبة: 36].
وقد كانت العرب تحترم هذه الشهور وتعظمها؛ اتباعًا لملة سيدنا إبراهيم عليه السلام؛ وقد بلغوا من شدة تعظيمهم لها أن اختصُّوها ببعض القربات، كما حرَّموا على أنفُسهم فيها سفك الدماء؛ فكان الرجل منهم يلقى قاتل أبيه في هذه الأشهر ولا يتعرَّض له بالأذى، حتى جاء الإسلام فأقرهم على تعظيمها.
قال فخر الدين الرازي في "مفاتيح الغيب" (16/ 41، ط. دار إحياء التراث العربي): [وأما قوله: ﴿مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾ فقد أجمعوا على أنَّ هذه الأربعة؛ ثلاثةٌ منها سرد؛ وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، وواحدٌ فرد؛ وهو: رجب، ومعنى الحُرُمِ: أنَّ المعصية فيها أشدُّ عقابًا، والطاعة فيها أكثر ثوابًا، والعرب كانوا يعظمونها جدًّا حتى لو لقي الرجل قاتل أبيه لم يتعرَّض له].
وقال الإمام البيضاوي في "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" (3/ 80، ط. دار إحياء التراث): [﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ﴾ أي: مبلغ عددها. ﴿عِنْدَ اللَّهِ﴾ معمول عدة؛ لأنها مصدر. ﴿اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾ في اللوح المحفوظ، أو في حكمه، وهو صفةٌ لاثني عشر، وقوله: ﴿يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ متعلقٌ بما فيه من معنى الثبوت أو بالكتاب إن جعل مصدرًا. والمعنى: أن هذا أمر ثابتٌ في نفس الأمر مذ خلق الله الأجرام والأزمنة. ﴿مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾ واحدٌ فَرْدٌ؛ وهو رجب، وثلاثةٌ سَرْدٌ: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم. ﴿ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾ أي: تحريم الأشهر الأربعة هو الدين القويم دين إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام، والعرب ورثوه منهما. ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ بهتك حرمتها وارتكاب حرامها، والجمهور على أن حرمة المقاتلة فيها منسوخة، وَأَوَّلُوا الظلم بارتكاب المعاصي فيهن فإنه أعظم وزرًا؛ كارتكابها في الحرم وحال الإِحرام].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الإفتاء رجب شهر رجب دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
حالات لا تجزئ فيها الفدية عن الصيام ويلزم القضاء.. تعرف عليها
كشفت دار الإفتاء المصرية، عن حالات لا تجزئ فيها الفدية عن الصيام في شهر رمضان، ويلزم فيها القضاء بعد انتهاء الشهر الكريم.
وقالت دار الإفتاء إن أول هذه الحالات هي الإفطار بسبب المرض الذي يُرجَى شفاؤه: إذا كان المُفْطِرُ قادرًا على الصيام بعد شفائه.
وأوضحت أن ثاني هذه الحالات التي لا تجزئ فيها الفدية عن الصيام ويلزم فيها القضاء، هي الإفطار بسبب السفر مسافة القصر: يلزم القضاء بعد رمضان، إذا كان المُفْطِرُ قادرًا على الصيام.
وأشارت إلى أن ثالث هذه الحالات، هي الإفطار بسبب الحمل: إذا كانت المرأة قادرة على الصيام بعد وضع الحمل، ورابع هذه الحالات هي الإفطار بسبب الرضاعة: إذا كنت المرأة قادرة على الصيام بعد الفِطام.
قيمة الفديةوحددت دار الإفتاء المصرية، قيمة الفدية بسبب الإفطار في رمضان للمريض المزمن، حيث أوضحت أن قيمة فدية الصيام لمن يعجز عنه لسبب شرعي معتبر بـ (30 جنيهًا) لهذا العام.
كما أوضحت دار الإفتاء أن تقدير قيمة زكاة الفطر لهذا العام لتكون عند مستوى 35 جنيهًا، جاء كحدٍّ أدنى عن كل فرد، مع استحباب الزيادة عن هذا المبلغ لمن أراد.
فدية إفطار المريضوكشف الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الديار المصرية، فدية إفطار المريض في رمضان، قائلا: "الأصل في هذا الموضوع هو إخراج الفدية عن كل يوم يُفطر فيه العبد، إذ تُحسب الفدية على أساس يومي، مما يجعل الصائم يشعر بأنه يشارك في هذه العبادة المباركة".
ووتابع خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، مقدم برنامج «اسأل المفتي»، المذاع على قناة «صدى البلد»: "لا حرج إذا اختار إخراجها دفعة واحدة قبل أداء عمله، فالعلماء يرون أن كلاً من تقسيمها يوميًا أو إخراجها مرة واحدة مباح شرعًا طالما تُستوفى الشروط المطلوبة".
وحول طريقة إخراج الفدية، قال الدكتور نظير محمد عياد: "الأفضل هو إخراجها على شكل طعام، وذلك لأن ذلك يُعتبر تجسيدًا لمفهوم الفدية على نصها؛ لكن في حال كان إخراج القيمة المالية أنسب للفرد أو يخفف العبء على المحتاج، فلا حرج في ذلك، إذ إن المسألة تعتمد على ظروف وحالة الشخص المعني".
وشدد على أن كلا الطريقتين مقبولتان شرعًا، وأن الغاية هي مراعاة حق الفقراء مع التزام العبد بأحكام الشريعة، والله تعالى لا يخطئ أحداً.