الجيش السوداني يحرر 3 ضباط أسرى من قبضة الدعم السريع بأم درمان
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
لأول مرة، وصل الجيش السوداني إلى منطقة الـ(17) الفتيحاب بأم درمان ونجح في تحرير أسرى كانوا لدى قوات الدعم السريع منذ بدء القتال الذي يقترب من عامين.
أم درمان – كمبالا: التغيير
حرر الجيش السوداني، اليوم الثلاثاء، ثلاثة ضباط كانوا أسرى لدى قوات الدعم السريع في منطقة الفتيحاب بمدينة أم درمان جنوبي الخرطوم، بعد معارك تعد الأعنف منذ أشهر.
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد نبيل عبد الله، في تصريح مقتضب: “حررنا ثلاثة ضباط من الجيش كانوا أسرى، في معارك الفتيحاب اليوم، وقتلنا أكثر من 20 متمرداً”.
وتحتجز قوات الدعم السريع آلافاً من ضباط الجيش والشرطة والقوات الأمنية الأخرى، الذين تم أسرهم في الأيام الأولى للحرب. وظل هؤلاء الأسرى محتجزين في عشرات المواقع بمدن ولاية الخرطوم الثلاث، حسب منظمات حقوقية.
ودارت صباح اليوم معارك شرسة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منطقة الـ(17) بالفتيحاب. واستطاع الجيش إجبار قوات الدعم السريع على التراجع من مناطق كانت تحت سيطرتهم منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023.
وأفاد شهود (التغيير) بأن قوة من الجيش وصلت من منطقة سلاح المهندسين واشتبكت لأكثر من خمس ساعات مع قوات الدعم السريع غرب صينية المنصورة، في معركة تعد الأعنف منذ بدء القتال.
ونشر جنود من الجيش السوداني فيديوهات توثق سيطرتهم على محطة وقود “أويل إنرجي” بمنطقة الـ(17) في الفتيحاب بشارع سوق ليبيا، والتي كانت تتمركز فيها قوة من الدعم السريع.
ومنذ أشهر، تشهد منطقة الفتيحاب اشتباكات مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أجبر آلاف المواطنين على مغادرة تلك المناطق بعد توقف الحياة فيها.
وفي فبراير من العام الماضي، التحمت قوات جيش كرري مع جيش المهندسين، الذي كان محاصراً لأكثر من عشرة أشهر. وهذا الالتحام مكّن الجيش من التحرك غرباً باتجاه محلية أمبدة، وجنوباً باتجاه منطقة أبو سعد والصالحة، التي تضم أكبر معسكر لقوات الدعم السريع بولاية الخرطوم.
وأدى القتال بين الجيش والدعم السريع إلى مقتل أكثر من 18 ألف سوداني وفرار أكثر من 11 مليون شخص من منازلهم. كما تسبب في أزمة إنسانية أثرت على أكثر من 25 مليون شخص، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.
الوسومأسرى الجيش الجيش السوداني الفتيحاب قوات الدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أسرى الجيش الجيش السوداني الفتيحاب قوات الدعم السريع قوات الدعم السریع الجیش السودانی أکثر من
إقرأ أيضاً:
أم سودانية لتايمز: جنود الدعم السريع اعتدوا على ابنتي أثناء نومنا
قال تقرير بصحيفة تايمز إن العنف الجنسي أصبح عنصرا راسخا في الحرب المنسية في السودان، ولكن من النادر أن تتحدث النساء عما يتعرضن له بسبب الصدمة وتجنبا لاستذكار ما حصل وخوفا من العار المجتمعي.
وسرد التقرير قصة رهف التي أخفت اسمها الحقيقي، متحدثة عن الليلة التي اقتحم فيها 3 مقاتلين منزلها مسلحين بخناجر ومسدس، واغتصبوا ابنتها والأسرة نائمة، وقالت "هل تريد أن تسمع ما حدث من وجهة نظر أم؟"، وأضافت "يجب أن يعرف الناس ما يمكن أن يحدث للنساء هنا".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أميركا تتهم الدعم السريع بالإبادة الجماعية وتعاقب حميدتيlist 2 of 2معاريف: بوتين يتجاوز الهزيمة بسوريا ويتوجه نحو هدف مفاجئend of listوقالت رهف إنها نامت تلك الليلة منهكة من صيام آخر يوم من شهر رمضان والتجهيز لعيد الفطر، وكان أطفالها الأربعة إلى جانبها، أما ابنتها الكبرى درية (17 عاما) فكانت تنام في غرفة بمفردها، وفي غرفة أخرى ينام عمها المسن، وكان زوجها غائبا مع زوجته الثانية.
وكانت العائلة تعيش في منطقة استولت عليها قوت الدعم السريع، ولم تنتبه رهف إلى ثلاثة مقاتلين من تلك القوات اقتحموا نافذة المنزل وتسللوا إلى الداخل، وكان اثنان منهم مسلحين بالسكاكين والآخر يحمل مسدسا، ولم تشعر قط بتسللهم إلى غرفة درية التي استيقظت وهي تلهث، قبل أن يضع أحد الرجال يده على فمها وسكينا على حلقها، ويأمرها بألا تصرخ.
إعلان لم يلق القبض على أحداغتصبوها والعائلة نائمة، وعندما استيقظت رهف رأت درية في الظلام جالسة بجانبها ملفوفة ببطانية وهي في حالة صدمة عميقة، ترتجف رغم حرارة الليل، وعندما علمت ما حصل، قالت إنها ركضت إلى الشارع وهي تصرخ بلا وعي "كيف حدث هذا وأنا نائمة؟"، واندفع الجيران إلى منزلها وفهموا ما حدث، ثم ركض بعض الرجال إلى موقع قريب لقوات الدعم السريع مطالبين بالتحقيق.
وكانت قوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد استولت على معظم الخرطوم وجزء من أم درمان، حيث قتل في حربها على الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان أكثر من 150 ألف شخص، ونزح 11 مليونا، كما يحتاج 26 مليونا آخرين إلى مساعدات طارئة.
واتهمت الأمم المتحدة وجماعات حقوقية الجانبين بارتكاب جرائم حرب، غير أن قوات الدعم السريع متهمة بشن حملة من العنف الجنسي ضد النساء في السودان، تتضمن الاغتصاب الفردي والجماعي والاستعباد والاختطاف والسجن والزواج القسري.
وحضر قادة من قوات الدعم السريع الذين استدعاهم السكان المحليون إلى منزل رهف بعد دقائق، واستجوبوا درية بحضور عمتها، إذ قالت رهف إنها لم تتحمل سماع تفاصيل ما حدث لابنتها، واعترفت قوات الدعم السريع باغتصاب درية، ولكنها تساءلت عما إذا كان مقاتلو قوات الدعم السريع هم الجناة فعلا، ولم يتم إلقاء القبض على أحد.
لا أريد العودة للمنزلوقالت سليمة إسحاق، عالمة النفس وأخصائية الصدمات التي ترأس القسم الحكومي السوداني الرئيسي الذي يوثق العنف الجنسي ضد النساء في البلاد، إن 97% من الاعتداءات الجنسية الموثقة ارتكبتها قوات الدعم السريع، وأكدت أنهم "يستخدمون الاغتصاب كسلاح حرب ولا يقومون به بعشوائية، بل لهم نهج محدد، إذ يدخلون المنازل ويسرقون ممتلكات الناس ثم يغتصبون النساء".
ولم تخبر رهف زوجها الغائب قط أن ابنتهما تعرضت للاغتصاب لأنها لا تعرف كيف ستكون ردة فعله، ولم تتوقف محنة الأسرة بعد اغتصاب درية، فقد دخلت عصابة من 3 مقاتلين مسلحين من قوات الدعم السريع منزلهم مرتين في وضح النهار، وسرقوا الهواتف وهددوا بالعنف، وفي آخر مرة أمسك أحدهم بذراع درية وحاول سحبها بعيدا، ولكن تدخل الجيران السريع منع تحوّل الموقف إلى اغتصاب آخر.
إعلانوهربت رهف وعائلتها من منطقة قوات الدعم السريع في الخرطوم، ووصلوا إلى أم درمان خلال الخريف الماضي، وقالت "في نهاية كل هذه المعاناة، يريد الجميع العودة إلى المنزل، ولكن بالنسبة لنا، فإن المنزل هو مكان لذكريات مؤلمة، ولا أعتقد أنني أريد العودة، بل إنني خائفة من ذلك".