اللهم اعصمني من كل سوء.. أفضل أدعية شهر رجب
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
يسعى العديد من المسلمين من اغتنام فرصة حلول شهر رجب، للتقرب إلى الله ودعائه لتحقيق أمانيهم في تلك الأيام المباركة، من خلال الصيام والدعاء وترك المعاصي والظلم ينال المؤمن مراده تزامنًا مع حلول عام 2025 الجديد.
ويستحب في دعاء شهر رجب لتيسير الأمور، أن نقول اللهم اجعل لنا من أمرنا يسرًا، اللهم أنت المعين وأنت الحفيظ وأنت الوهاب ذو القوة المتين، هب لنا يا الله من الرزق الوفير الواسع الحلال ما تغنينا به عن رحمة من سواك.
وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن شهر رجب من الأشهر الحُرم التي لها فضل كبير ويجب على المسلم استغلالها، إذ يقول الله تعالى في سورة التوبة: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُم».
- الإكثار من الصيام: ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحرص على الصيام في الأشهر الحرم، ويُستحب للمسلم أن يصوم ما استطاع من أيام هذا الشهر، اقتداءً بسُنته.
- الذكر والاستغفار: يُستحب الإكثار من التسبيح والتهليل وطلب المغفرة، كونه شهرًا حرامًا، ينبغي على المسلم أن يجتهد في التوبة والابتعاد عن الذنوب.
- الصدقة: الصدقة في الأشهر الحرم مضاعفة في الأجر، وهي من الأعمال التي يُحث عليها في شهر رجب.
- التوبة الصادقة: اغتنام هذا الشهر للتوبة والعودة إلى الله، والابتعاد عن الظلم والمعاصي، فشهر رجب أحد الأشهر الحرم التي خصها الله عز وجل بالتعظيم، كما ورد في قوله تعالى في سورة التوبة ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾، وهذه الأشهر الحرم تشمل ذا القعدة، ذا الحجة، المحرم، ورجب، كما أوضح النبي صلى الله عليه وسلم في عدد من الأحاديث النبوية فضل شهر رجب والأعمال المستحبة فيه.
- «اللهم اعصمني من كل سوء، ولا تأخذني على غرة، ولا على غفلة، ولا تجعل عواقب أمري حسرةً وندامة».
- «اللهُمّ إني أعوذُ بكَ منَ الهَمِّ والحزَنِ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ، وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ».
- «اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَأْثَمِ والمَغْرَمِ، ومِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ، وعَذابِ القَبْرِ، ومِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وعَذابِ النَّارِ، ومِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الفَقْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ».
- «اللهمَّ بارِكْ لَنا فِي رَجَبٍ وَشَعْبانَ، وَبَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ، وَأَعِنَّا عَلَى الصِّيامِ وَالْقِيامِ، وَحِفْظِ اللِّسانِ، وَغَضِّ الْبَصَرِ، وَلا تَجْعَلْ حَظَّنا مِنْهُ الْجُوعَ وَالْعَطَشَ».
- «اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي خَطايايَ بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ».
اقرأ أيضاًموعد صيام الأيام البيض في شهر رجب 2025.. الفضل والأجر كما ورد عن النبي
اللهم تقبل توبتي.. أفضل الأدعية في شهر رجب «رددها الآن»
«صُم من الحُرُمِ واترك».. الأزهر والإفتاء يوضحان فضل صيام شهر رجب
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: شهر رجب دعاء شهر رجب أدعية شهر رجب دعاء شهر رجب 2025 الأشهر الحرم فی شهر رجب
إقرأ أيضاً:
توبة الإمام راشد بن علي
التراث العماني في موضوع السياسة الشرعية حافل بالآثار من سِيَر ومؤلفات وجوابات، ولعل الكثير مما كُتِب في باب العلاقة بين الحاكم والمحكوم مبثوث في أبواب أخرى من الفقه، أي في غير المؤلفات المستقلة بموضوع السياسة الشرعية. وتطالعنا مجاميع السِّيَر العمانية بنص يثير جملة من التساؤلات وهو ما عُرِف بـ«توبة الإمام راشد بن علي» أحد أئمة القرن الخامس الهجري في آخره، وصيغة التوبة هذه فيما يُفهَم من السياق قد صاغها الفقيه أبو علي الحسن بن أحمد بن نصر الهجاري (ت:503هـ). وإلى جانب مجاميع السِّيَر العمانية فقد نُقِلت هذه السيرة أيضًا في الجزء الخامس من كتاب (بيان الشرع) في أبواب التوبة، مع إشارة إلى أنها من الزيادة المضافة إلى الكتاب.
والنص كما نقلناه بالجمع بين مجموع مخطوط في السِّير العمانية ونسخة من جزء (بيان الشرع): «أنا أستغفر الله وتائب إليه من جميع ذنوبي كلّها، قليلها وكثيرها، صغيرها وكبيرها، ظاهرها وباطنها، ما علمتُ منها وما لم أعلم منها، كان ذلك منّي، على العلم أو الجهل، أو الخطأ أو النسيان، أو التديّن أو الاستحلال أو التحريم، كنت متأوّلًا فيه، أو دائنًا به، وممّا ارتكبتُه وأمرت به، ممّا عملته جوارحي، أو تكلّمته بلساني، أو اعتقدته بقلبي، وتائب إلى الله تعالى من السيرة التي سرتها بغير العدل، مخالفة للحق، ومن كلّ خطأ منّي، في إلزام أهل النواحي الخروج منها، ومن تركي النكير على نجاد بن موسى بعد علمي بالسيرة التي سارها مخالفة للحق والعدل، ومن ولايتي له على ذلك، وتوليتي إيّاه بعد علمي بأحداثه وفعله، ومن الجبايات التي أمرت بها وجبيت بغير حق، وأنفقت في غير أهلها ومستحقها، ومن العقوبات التي عاقبت بها بغير الحق أو تعدّيت فيها بغير الواجب، وأمرت بذلك من فعله، ومن إخلافي لكل وعد وعدته ولم أُوفِ به ورجعت عنه، ومن تقصيري عن القيام بما يلزمني من الحق والعدل.
ودائنٌ لله تعالى بما لزمني في الأحداث التي أُحدِثَتْ في القرى على أهل القبلة من الخراب والحرق، وأخذ الأموال وعقر الدواب، والأحداث في تخريبها، وما جرى من العساكر التي أخرجتها، ومن كلّ حرب حاربتها، وسُفِكَتْ الدماء فيها بأمري، وملزم نفسي ذلك ما لزمني من حق وضمان، ودِيَة وأرش وغير ذلك، فأنا دائن لله بالخروج منه والخلاص إلى أهله ومستحقّيه، وقابل قول المسلمين، وراجع إلى قولهم، وقابل نصيحتهم، ونادم على ما سلف منّي في تخويفي أحدًا من المسلمين، أو عقوبته بغير ما يلزمه، ومعتقد أنّي لا أرجع إلى ذنب أبدًا، وإن علمت بذنب بعد هذه التوبة ولم أتب منه فهو داخل في هذه التوبة، وهذه لازمة لي إلى الممات، ومن كلّ تولية والٍ وليتُه ولم يكن لي أن أولّيه.
شهد الله وكفى بالله شهيدًا، ومن حضر من المسلمين. وكانت هذه التوبة من الإمام راشد بن علي بحضرة القاضي أبي عبد الله محمّد بن عيسى، والقاضي أبي علي الحسن بن أحمد بن نصر الهجاري، والشّيخ أبي بكر أحمد بن عمر بن أبي جابر، وأخيه أبي جابر محمد بن عمر بن أبي جابر، وعلي بن داوود، وعبد الله بن إسحاق المنقالي، وغيرهم من المسلمين، وكانت هذه الشهادة يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة».
والتاريخ في آخر النص يتردد في النُّسخ المخطوطة بين 472 و492هـ، ويظهر أن تاريخ انقضاء حكم هذا الإمام غير معلوم على وجه الدقة، غير أن وفاة القاضي أبي علي الحسن بن أحمد بن نصر الهجاري مثبتة سنة 503هـ، ونرى في آخر النص أن جملة من العلماء قد حضروا إقرار هذه التوبة، منهم القاضي أبو عبدالله محمد بن عيسى السرّي (ت:501هـ)، وهو الذي وجَّه إليه الإمام راشد بن علي يسأله عن هذه التوبة فأجابه بجواب طويل جاء في ديباجته: «سألت عن التوبة التي دعاك الجماعة إليها، والكتاب الذي كتبتُه فيها، فاعلم أني نظرتُ في ذلك على قدر ضعفي، وقلة بصيرتي، فرأيت الكتاب يشتمل على معانٍ كثيرة يطول شرحها، غير أني أذكر لك من ذلك ما يسر الله...»،
وبإمعان النظر في نص التوبة وفي جواب القاضي أبي عبدالله محمد بن عيسى السرّي قد يدور في الذهن سؤال عريض: كيف أبقى العلماء الذين هم أهل الحَلّ والعقد على الإمام في منصبه وصاروا إلى استتابته في مقابل كل ما ورد في التوبة؟ وهو عين ما حدسه القاضي السرّي نفسه في آخر جوابه حين قال: «ولو أن الجماعة عند استتابتهم لك سلكوا بك مسلكًا غير هذا المسلك الذي حملوك وحملوا أنفسهم عليه، ربما كان أسلم لك ولهم أخف وأسهل عليك وعليهم، فلولا مخافتي أن لا يسعني السكوت ولا التغافل عن جوابك فيما سألتني عما يلزمك في تلك التوبة فاستصعبتُ الإمساك عن رد جوابك».
ونختم أن نقرأ في هذه التوبة كذلك قوة تأثير أهل الحل والعقد ونفوذهم، ففي نص التوبة التصريح بكثير من الأحداث التي أخذوها على الحاكم، وفي جواب القاضي محمد بن عيسى السرّي كذلك كثير من الملامة والعتب والشك في صحة التوبة، وهو ما يدفع إلى السؤال أيضًا: كيف نجمع بين حضوره إقرار هذه التوبة وبين ما ورد في جوابه؟ بل يُفهَم من قوله: «سألت عن التوبة التي دعاك الجماعة إليها، والكتاب الذي كتبتُه فيها» أنه هو كاتب التوبة، ويقول المؤرخ سيف بن حمود البطاشي: «ولعل القاضي أبا الحسن هو الذي أملاها على كاتبها، وهو الفقيه محمد بن عيسى».