اجتاح وباء كورونا «كوفيد» العالم، ثم لم يلبث أن طمر وانتهى. ولكنه أبى اليوم إلا أن يعاود الظهور مرة أخرى عبر متحور جديد اجتاح عدة دول حتى الآن. المتحور الجديد (إى جى. 5) يطلق عليه اسم «إيريس»، وهو اسم آلهة فى الأساطير اليونانية. واليوم تم تصنيف «إيريس» منذ الحادى والثلاثين من يوليو الماضى كمتحور جديد.
ظهر المتحور «إيريس» منذ فبراير الماضى. ومنذ ذلك الحين تتزايد حالات الإصابة به بشكل مطرد. ويعد ظهور متحورات جديدة أمرًا طبيعيًا، أى أن هذا ليس بالأمر المفاجئ، أو غير المتوقع. وتتزايد حالات الإصابة به فى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. ولقد احتاج بعض من أصيبوا به إلى دخول المستشفيات للاستشفاء من آثاره، ولقد أعلن أن الخبراء يستمرون فى مراقبة وتقييم تأثير هذا المتحور الجديد عندما تعاود المدارس والجامعات فتح أبوابها.
ويعد اللقاح هنا أفضل وسيلة دفاعية ضد موجات كورونا المستقبلية. وحتى الآن تم الإبلاغ عن وجود إصابات بهذا المتحور فى 51 دولة تتصدرها الولايات المتحدة، والصين، وجمهورية كوريا، واليابان، وكندا، وأستراليا، وسنغافورة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، والبرتغال، وإسبانيا.
يقول الخبراء إنه لا يوجد ما يشير إلى أن المتحور الجديد يسبب أية أعراض مختلفة عن تلك التى يسببها أى متحور آخر من متحورات كورونا. وتظهر أعراض الإصابة فى الحمى، والسعال المستمر، والتغيير فى حاسة التذوق أو حاسة الشم، بالإضافة إلى الشعور بالتعب والإنهاك، وسيلان الأنف، والتهاب الحلق. وكما هو الحال بالنسبة لمتحورات كورونا الأخرى تظل احتمالات الإصابة به أعلى نسبة لدى كبار السن، ولدى الذين يعانون من عوارض ومشاكل صحية تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
يظل اللقاح أفضل وسيلة دفاعية ضد موجات «كوفيد» المستقبلية؛ لذا لا يزال من المهم أن يتلقى الأشخاص جميع الجرعات المخولين بتلقيها فى أقرب وقت ممكن تحصينًا لهم ضد هذا المتحور الجديد. وتشمل قائمة الأشخاص المؤهلين للحصول على لقاحات «كوفيد» هذا الشتاء جميع الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر، والبالغين الذين يعيشون فى دور الرعاية، بالإضافة إلى عدد من الأشخاص ممن يعانون من ظروف صحية تجعلهم أكثر عرضة للإصابة به. هذا وتقول منظمة الصحة العالمية إنها تواصل تقييم تأثير المتحورات على أداء اللقاحات للمساعدة عند اتخاذ القرارات بشأن تحديثات تركيبة اللقاح. ويوصى خبراء وكالة الأمن الصحى بغسل اليدين بانتظام، والابتعاد عن الآخرين قدر الإمكان لا سيما إذا كان الشخص يعانى من أعراض أمراض الجهاز التنفسى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إيريس متحور جديد كوفيد متحور إي جي 5 الصحة العالمية كورونا المتحور الجدید هذا المتحور
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف كل التفاصيل عن "كورونا طويل الأمد"
عواصم - الوكالات
كشفت دراسة أن نحو 23% من الذين أصيبوا بفيروس SARS-CoV-2 بين عامي 2021 و2023 طوروا أعراض "كوفيد طويل الأمد"، وأن أكثر من نصفهم استمرت لديهم الأعراض لمدة عامين.
ونشرت النتائج في مجلة BMC Medicine، وأظهرت أن خطر الإصابة بـ"كوفيد طويل الأمد" يعتمد على عدة عوامل.
وبعد التغلب على العدوى الأولية بفيروس SARS-CoV-2، يعاني البعض من أعراض طويلة الأمد تعرف باسم "كوفيد طويل الأمد". وتشمل هذه الأعراض مشاكل تنفسية، وعصبية، وهضمية، بالإضافة إلى أعراض عامة مثل التعب والإرهاق، والتي تستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.
وقام الباحثون من معهد برشلونة للصحة العالمية (ISGlobal) بالتعاون مع معهد أبحاث جيرمانز ترياس آي بوجول (IGTP)، بدراسة 2764 بالغا من مجموعة COVICAT، وهي دراسة سكانية صممت لتقييم تأثير الجائحة على صحة سكان كاتالونيا. وأكمل المشاركون ثلاثة استبيانات في أعوام 2020 و2021 و2023، كما قدموا عينات دم وسجلات طبية.
وقالت ماريانا كاراشاليو، الباحثة المشاركة في الدراسة من معهد برشلونة للصحة العالمية: "كون الشخص امرأة، أو تعرضه لإصابة شديدة بكوفيد-19، أو وجود أمراض مزمنة سابقة مثل الربو، هي عوامل خطر واضحة للإصابة بكوفيد طويل الأمد".
وأضافت: "لاحظنا أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو لديهم مستويات عالية من الأجسام المضادة IgG قبل التطعيم كانوا أكثر عرضة للإصابة بكوفيد طويل الأمد". وقد يعكس العامل الأخير فرط نشاط الجهاز المناعي بعد العدوى الأولية، ما قد يساهم في استمرار الأعراض طويلة الأمد.
كما حددت الدراسة عوامل وقائية يمكن أن تقلل من خطر الإصابة، مثل التطعيم قبل العدوى واتباع نمط حياة صحي يشمل ممارسة النشاط البدني المنتظم والحصول على قسط كاف من النوم.
وبالإضافة إلى ذلك، كان الخطر أقل لدى أولئك الذين أصيبوا بعد أن أصبح متغير أوميكرون هو السائد.
ويمكن تفسير ذلك بأن العدوى كانت أخف أو بسبب وجود مناعة عامة أكبر ضد كوفيد-19.
وبناء على الأعراض التي أبلغ عنها المشاركون وسجلاتهم الطبية، حدد الباحثون ثلاثة أنماط سريرية لـ"كوفيد طويل الأمد":
- أعراض عصبية وعضلية هيكلية.
- أعراض تنفسية.
- أعراض شديدة تشمل أعضاء متعددة.
ووجد الباحثون أن 56% من الذين يعانون من "كوفيد طويل الأمد" استمرت لديهم الأعراض بعد عامين.
وقالت جوديث غارسيا-أيميريتش، الباحثة في معهد برشلونة للصحة العالمية والمؤلفة المشاركة للدراسة: "تظهر نتائجنا أن نسبة كبيرة من السكان يعانون من كوفيد طويل الأمد، ما يؤثر في بعض الحالات على جودة حياتهم".
وأضاف رافائيل دي سيد، المدير العلمي في معهد أبحاث جيرمانز ترياس آي بوجول: "في الذكرى الخامسة لكوفيد-19، تم إحراز تقدم كبير في فهم المرض. ومع ذلك، كما تظهر هذه الدراسة، فإن تأثير الجائحة على الصحة العقلية والعمل ونوعية الحياة ما يزال عميقا. ورغم أن هذه الأبحاث تمثل خطوة إلى الأمام، إلا أن هناك الكثير مما يجب فعله لفهم هذا المرض الخفي بالكامل".
وتظهر هذه الدراسة أن "كوفيد طويل الأمد" ما يزال يشكل تحديا صحيا كبيرا، وأن فهم عوامل الخطر والوقاية يمكن أن يساعد في تقليل تأثيره على الأفراد والمجتمعات.