ليس بمقال.. بل فضفضة عامة وبحث عن شغف الحياة المفقود في ثنايا أرواحنا
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
وسط إيقاع الحياة اليومية المتسارع، يتسلل إلى أرواحنا شعور غامض يصعب وصفه أو تصنيفه فهو ليس اكتئابا بالمعنى التقليدي، ولا هو يأس قاتم، بل حالة أشبه بفقدان الشغف، وكأننا ننفصل عن ذواتنا شعور يسكن أعماقنا بصمت، يختبئ في زوايا الروح، ينتظر أن يُكتشف.
تلك الإنجازات التي أضاءت حياتنا يومًا تبدو الآن مجرد نتائج عادية، والفرح الذي كان يملأ قلوبنا أصبح كظل باهت لا يصل إلىالجوارح.
هذا ليس استسلامًا ولا شكوى، بل تجربة إنسانية معقدة نشعر بها دون أن ندرك أحيانا طبيعتها الحقيقية، إحساس اللامبالاة تجاه ما كان يلهمنا ويحفزنا أصبح يصدمنا، خصوصا لمن اعتادوا على السعي الدؤوب والتمسك بأهدافهم.
فعلى الصعيد الشخصي، وبالنسبة للأشخاص الذين يغلب عليهم حب العمل لحد الهوس، وأولئك الذين يكرسون حياتهم لتحقيق الإنجازات والنجاحات، يشكل هذا الشعور تحديًا كبيرًا. وكأن عجلة الأيام تبتلع كل ما يجعل لحظاتنا مميزة فهذا الشعور غريب
ويكاد يكون عصيا على الوصف، وكأن شعلة الحياة التي كانت تدفعنا للأمام انطفأت فجأة، حتى في لحظات نجاحنا التي كانت دومًا مصدر طاقتنا وسعادتنا.
فنحن اليوم أمام مفترق طرق غريب، المحطات التي عبرناها أصبحت مجرد علامات في رحلة فاقدة للوجهة الواضحة، لا تحمل ذات النكهة التي تعودنا تذوقها، تلك اللحظات التي كنا فيها جزءًا من الحياة الاجتماعية والنقاشات المثمرة باتت تفقد بريقها تدريجيا، ً وأصبحت المواقف والمحادثات تبدو سطحية أكثر مما ينبغي.
ورغم امتناننا العميق لنعم الله التي لا تُحصى، فإن هناك شعورً ا بالفراغ الداخلي يدعونا للتوقف ومراجعة النفس بصدق.
هذا ليس رفضًا للواقع ولا استخفافًا بالنعم، ولا هو تمرد بأي شكل من الاشكال وإنما مواجهة لعاصفة هادئة داخلية تثير تساؤلا ت عميقة؟؟ ربما يكون الروتين جزءًا من المشكلة فحياتنا أصبحت أقرب إلى برنامج يومي مكرر: نستيقظ، نعمل، نمارس أدوارنا الاجتماعية ونعود لنفس النقطة مرارًا وتكرارًا. فكل شيء صار عقلانيا منطقيا، ً واجبات تُنجز فيما يغيب عنها الروح، ضحكات باتت زائفة، وفي محاولة لاستعادة هذا الشغف المفقود، قد يلجأ البعض إلى البحث عن تجارب جديدة، أو العودة إلى الدراسة، أو الانشغال بالمزيد من المهام.
لكن مؤخراً ندرك أن الحل لا يكمن في المزيد من الركض، بل ربما في البح ث داخل الأعماق في اللاوعي الداخلي الذي أصبح يحتاج الى نوع اخر من الغذاء، شيء يتجاوز العالم الخارجي ومطالب الحياة اليومية.
لكن التساؤل هنا أين ذلك الدفء الذي جعلنا يوما نتذوق اللحظات الصغيرة بشغف وعفوية؟ كيف لنا ان نجد المفتاح لذلك؟ كيف يمكن أن نعيد إشعال شمعة الشغف في قلوبنا؟ أسأل الله أن يهب لي ولكل من يمر بهذه الحالة السكينة وراحة البال وسلام الروح.
وفي النهاية، البحث عن شغف الحياة رحلة داخلية تحتا ج إلى الوعي والصبر والصدق مع الذات، فأنا لم اكتب هذه الكلمات لكي ابحث عن حلول او استجداء للتعاطف، وبالنسبة لي فأنا لست بحاجة الى كلمات تعزز قوتي، فأنا شخصية قوية بالله وبذاتها ولكنني كتبتها لأشارك حالة ربما تتردد داخل الكثيرين ممن يعانون بصمت وأردت ان اقول إن هذه اللحظات التي تفقد فيها الحياة بريقها، ليست نهاية الطريق فالأمل يبقى دائمًا حيا، ً وإن بدا خافتا في القدرة على إعادة صياغة حي اتنا بشغف وطاقة
متجددة. وأخيرًا، أحمد الله على نعمه التي لا تُعد وأسأله أن يعيد السلام والرضا لقلوب كل من يمضي في مسارات مشابهة لهذه الرحلة الصامتة.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف علاقة الكوابيس بالخرف المبكر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة حديثة، أن رؤية أحلام سيئة وكوابيس متكررة (أحلام سيئة تجعل الشخص يستيقظ) أثناء منتصف العمر أو أكبر، ربما يكون مرتبطا بزيادة خطر الإصابة بالخرف، وفقا لما نشره موقع Science Alert.
وقال أبيديمي أوتيكو، أستاذ أكاديمي سريري في المعهد الوطني للأبحاث الصحية في علم الأعصاب بجامعة برمنغهام، إن نتائج دراسة قام بإجرائها عام 2022 ونشرها في دورية eClinicalMedicine التابعة لدورية The Lancet، تشير إلى أن أحلام الأشخاص يمكن أن تكشف عن قدر مذهل من المعلومات حول صحة أدمغتهم.
في الدراسة، تم تحليل البيانات من ثلاث دراسات أميركية كبيرة حول الصحة والشيخوخة. شملت هذه الدراسة أكثر من 600 شخص تتراوح أعمارهم بين 35 و 64 عامًا، و2600 شخص تتراوح أعمارهم بين 79 عامًا فأكثر.
9 سنوات من الدراسة
كان جميع المشاركين خاليين من الخرف في بداية الدراسة، وتمت متابعتهم لمدة تسع سنوات في المتوسط للمجموعة في منتصف العمر وخمس سنوات للمشاركين الأكبر سنا.
في بداية الدراسة (2002-12)، أكمل المشاركون مجموعة من الاستبيانات، بما يشمل استبيان سأل عن عدد المرات التي عانوا فيها من الأحلام السيئة و الكوابيس.
ثم تم تحليل البيانات لمعرفة ما إذا كان المشاركون الذين لديهم معدل أعلى من الكوابيس في بداية الدراسة أكثر عرضة للإصابة بالتدهور المعرفي (انخفاض سريع في الذاكرة ومهارات التفكير بمرور الوقت) و تشخيصهم بالخرف.
أكثر عرضة بأربع مرات
واكتشف الدكتور أوتيكو أن المشاركين في منتصف العمر الذين عانوا من الكوابيس كل أسبوع، كانوا أكثر عرضة بأربع مرات للإصابة بالتدهور المعرفي (مقدمة للخرف) على مدى العقد التالي، بينما كان المشاركون الأكبر سنًا أكثر عرضة بمرتين للإصابة بالخرف.
ومن المثير للاهتمام أن الصلة بين الكوابيس والخرف المستقبلي كانت أقوى كثيراً لدى الرجال مقارنة بالنساء.
على سبيل المثال، كان الرجال الأكبر سناً الذين عانوا من الكوابيس كل أسبوع أكثر عرضة للإصابة بالخرف بخمس مرات مقارنة بالرجال الأكبر سناً الذين لم يعانوا من أحلام سيئة.
ولكن بين النساء، لم تتجاوز الزيادة في المخاطر 41%. وتم اكتشاف نمطاً مماثلاً للغاية في المجموعة في منتصف العمر.
قابل للعلاج
و إجمالاً، تشير هذه النتائج إلى أن الكوابيس المتكررة ربما تكون واحدة من أقدم علامات الخرف، والتي قد تسبق تطور مشاكل الذاكرة والتفكير بعدة سنوات أو حتى عقود من الزمن وخاصة بين الرجال.
والخبر السار هو أن الكوابيس المتكررة قابلة للعلاج، وكانت هناك أيضًا تقارير حالات تظهر تحسنًا في الذاكرة ومهارات التفكير بعد علاج الكوابيس.
وتشير هذه النتائج إلى أن علاج الكوابيس ربما يساعد في إبطاء التدهور المعرفي ومنع تطور الخرف لدى بعض الأشخاص.
ويخطط دكتور أوتيكو للتحقيق فيما إذا كانت خصائص الحلم الأخرى، مثل عدد المرات التي يتذكر فيها الشخص أحلامه ومدى وضوحها، يمكن أن تساعد أيضًا في تحديد مدى احتمالية إصابة الأشخاص بالخرف في المستقبل.
ويختتم دكتور أوتيكو قائلًا: “إنه ربما يساعد البحث في تسليط الضوء على العلاقة بين الخرف والحلم، بالإضافة إلى توفير فرص جديدة للتشخيص المبكر - وربما التدخلات المبكرة – جنبا إلى جنب وإلقاء ضوء جديد على طبيعة ووظيفة الظاهرة الغامضة التي تسمى الحلم”.