بقلم : حسين الذكر ..

حينما سمعت السيد كمال الحيدري يتحدث عن الفيلسوف الهولندي اليهودي باروخ سبينوزا ( الذي تعني تسميته – المبارك – وقد ادخله والداه الكنيسة ومدارسها الخاصة من اجل ان يصبح رجل دين لكنه تمرد على الكنيسة واصبح فيلسوفا كبيرا حتى اتهم بالكفر ولعن من الكنيسة فيما توحي كلماته انها ادعية لمؤمن موحد بالله) .

. لم اكن أتوقع ان هذه المعارف الخاصة بالفلاسفة يتمتع بها رجل دين يتمتع بكامل الانتماء الشرعي للمؤسسة الحوزوية المعهودة بما ظهر وبدا عليه من شكل وزي ولهجة وأسلوب فضلا عن غزارة علم ونتاج معرفي وان تعرفنا عليه لفظيا من خلال شاشات التلفاز الا ان كتبه وانتاجه يعد اكثر غزارة وعمقا في المكتبات .

اول ظهور لآية الله السيد كمال الحيدري كما عرف عليه كان في قناة الكوثر الإيرانية الدينية التي بثت لقائته بعناوين مختلفة وبمنتهى الاحترافية الإعلامية وعلى غير المعهود بما يقدم من البرامج والقنوات الدينية التقليدية .. فقد تمتع العرض بالجاذبية والامتاع ويسر الفهم وحلاوة الأسلوب فضلا عن اخراج الصورة ووضوح الصوت الموجه الى جمهور العالم العربي والإسلامي بمختلف بقاع المعمورة .. صحيح ان المواضيع المطروحة كانت – تقريبا – أحادية الجانب أي شيعية الرؤية ان جازت التسمية الا ان الاقبال عليها كان من اغلب المسلمين بمعزل عن تقيم الطرح .. مما اعطى لسماحة السيد الحيدري شهرة إعلامية كبيرة معززة بمعرفة وثقة بالنفس اكبر .
صحيح انه انطلق من الفضائيات الا ان السوشل ميديا كانت فضائه الارحب والاشهر وقد قدمت المواقع رؤى السيد لجمهور واسع معزز بطرح سهل ممتنع وصوت جهوري بزيه العلمائي المؤثر بصورة غير مسبوقة .
بعد التأكد من عملية الانتشار والشهرة التي بدت كانها مدروسة جدا – تحول يضرب قواعد واسس العقيدية الشيعة الراسخة – كما يتهمه البعض – مع انها ليست محاولة انقلاب ولا تمثل طعنة الا ان الطروحات المحكمة بعقل ومهارة وقدرة جعلته يبدوا منقلبا بزلزال فكري .. الأخطر ان الطرح ليس من معارض فضلا عن كونه اية الله ويبث من ايران بموقعيتها ورمزيتها المذهبية .
مما اعجبني جدا انه قال : ( ان اغلب المسلمين ياتون بالصلاة والصوم والفرائض والتسابيح يعدونها هي الدين ..) ! فيما الدين شيء اخر لا يتوقف على قراءات بعض رجال الدين الذين تبقى آرائهم محترمة لكنها لا تمثل الدين كله ) . قطعا يعد هذا الراي قنبلة لا ادري انفجرت ام لم تنفجر بعد .. كونه ينطق بالحق وخلاف ما هو سائد من تفسيرات سار عليها اتباع اغلب الأديان السماوية وفقا لتفاسير ومراجع ليس بالضرورة تمثل كل القراءة الصحيحة للدين .
من وجهة نظر شخصية أرى صوت وتفسيرات السيد الحيدري جديرة بالاهتمام بل تمثل جوهر التفكر بالسماوات والأرض للوصول الى دين ينقل الامة مما نعانيه من سوء منذ قرون الى واقع افضل في الدنيا قبل الاخرة ..
هناك وجهات نظر تعتقد ان السيد الحيدري خرج من المالوف وربما ضرب الموروث في توقيت مميت وبقمة صراع المقاومة والاستعمار بما قد يستغل ضد الامة .. من جهة ثانية تبقى اراء سماحة الحيدري تمثل قراءته وفهمه للدين والنص وهي غير مفروضة تمثل اجتهاده ومن يرى رايه وهذه الحرية والأجواء ينبغي ان تسود اذا ما اردنا التسامح وإشاعة أجواء يمكن لها ان تنقلنا الى الفهم والمسار الصحيح بعيد عن الاستغلال والتجهيل ..

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الا ان

إقرأ أيضاً:

عبد الرحيم كمال يعيد ترتيب علاقة الرقابة مع المبدعين ويدخلها عثر التكنولوجيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في إطار توجه الدولة لتحديث المؤسسات الثقافية وتعزيز علاقتها بالمبدعين، عقد الكاتب والسيناريست عبد الرحيم كمال، مساعد وزير الثقافة لشؤون الرقابة على المصنفات الفنية، اجتماعًا موسعًا مع مسؤولي الجهاز، لمناقشة عدد من القرارات التنظيمية الخاصة بعمل الرقابة وإداراتها الست، وهي: إدارة الإعلانات، إدارة المسرحيات، إدارة التفتيش، إدارة الأغاني، إدارة الأفلام والمسلسلات، وإدارة الأفلام الأجنبية.

إطلاق صفحة إلكترونية رسمية لنشر أخبار الجهاز بكل شفافية
وقد تم الاتفاق خلال الاجتماع على إطلاق صفحة إلكترونية رسمية لنشر أخبار الجهاز بكل شفافية، ولتكون حلقة تواصل فعالة بين جهاز الرقابة والإعلام، كما تم تعيين الصحفي وليد أبو السعود متحدثًا إعلاميًا باسم الجهاز.

توفير آليات أكثر  لتقديم المصنفات الفنية

وفيما يخص تسهيل التعامل مع المبدعين، وجّه عبد الرحيم كمال بضرورة البدء في توفير آليات أكثر يسرًا لتقديم المصنفات الفنية، وضمان راحة المتقدمين للحصول على إجازة لأعمالهم، بما يعكس احترام الجهاز للإبداع والمبدعين.

إنشاء نظام إلكتروني متكامل لحفظ وأرشفة جميع المصنفات الفنية 
كما أعلن كمال عن بدء العمل على إنشاء نظام إلكتروني متكامل لحفظ وأرشفة جميع المصنفات الفنية المُقدمة، مع تحقيق تنسيق تام بين الإدارات الست، بما يواكب التطورات التكنولوجية الحديثة ويعزز كفاءة الجهاز.

وفي تقييم شامل لأداء الجهاز خلال شهر رمضان، أكد كمال أهمية تطوير الكوادر البشرية داخل الرقابة من خلال انتداب كفاءات جديدة مؤهلة، قادرة على خدمة العملية الإبداعية بوعي واحتراف، مشددًا على أن الدور الأصيل للجهاز هو المنح والإجازة في إطار القيم والأخلاق الراسخة في المجتمع المصري.

واختتم عبد الرحيم كمال الاجتماع بالتأكيد على ضرورة خلق علاقة صحية ومتوازنة بين الرقابة والمبدعين، قائلاً: "نحن نتعامل مع نخبة العقول المصرية وخير مبدعيها، وهذه مسؤولية تتطلب من العاملين بالجهاز إدراك طبيعة الدور الذي يقومون به في خدمة الإبداع والحفاظ على هوية مصر الثقافية".

مقالات مشابهة

  • “قضاء أبوظبي” تبحث مع وفد قضائي صيني تعزيز التعاون
  • عبد الرحيم كمال يعيد ترتيب علاقة الرقابة مع المبدعين ويدخلها عثر التكنولوجيا
  • الرئيس الإيراني: لا نسعى للحرب أو امتلاك قنبلة نووية
  • مختص: طعام بريالات يضبط سكرك و جهازك الهضمي.. فيديو
  • دليل خطوات تقديم طلبات قرارات تفسيرية من هيئة الزكاة.. إليك الرابط
  • بزشکیان: “المرشد الأعلى” لا يعارض الاستثمارات الأميركية في إيران
  • لمكافحة الاتجار بالبشر.. مصر تستضيف الاجتماع الوزاري الثاني لعملية الخرطوم
  • ضياء السيد: كولر عليه أن يراجع نفسه.. وزيزو مكسب للأهلي
  • في الناقورة.. مسيّرة اسرائيلية تستهدف الصيادين
  • مقترح لاحتساب سنوات الخدمة في المدارس الأهلية