بعد قرابة عامين على تشكيل حكومة اليمين، بدولة الاحتلال الاسرائيلي، وتعيين بيتسلئيل سموتريتش، وزيرا للمالية؛ بات اليمين الاقتصادي يظهر كأنه طائرا غريبا في الاقتصاد الإسرائيلي، لأن أولوياته تختلف عن أولويات بقية الإسرائيليين، ولديه ما يوصف بـ"العُقد المركّبة تجاههم جميعاً".

وأوضح تقرير لموقع "زمن إسرائيل" أنّ: "سموتريتش ورفاقه يعتقدون أن الدولة واقتصادها ملك للحاخامات والحريديم، وهو ما تجلّى بإقرار ميزانية الدولة مؤخرا لعام 2025، وما تركته من ردود فعل غاضبة في أوساط خبراء الاقتصاد والقانون والأمن والصحة والتعليم".



وأضاف التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "مجموعة من كبار الخبراء فحصوا ميزانية 2025 التي وافق عليها الكنيست بالقراءة الأولى، وحذّروا من عواقبها الوخيمة على الجمهور والدولة، لأنها تضرّ بالنمو، وتعمّق الفجوات الاجتماعية، ولا يمكن الاعتماد عليها".

"ستُثقل كاهل كل أسرة إسرائيلية، خاصة الفئات الأضعف بضربة ثلاثية: انخفاض الدخل الشهري بمئات الشواقل؛ وزيادة أسعار الكهرباء والمياه والعقارات؛ وتخفيضات حادة في التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية" وفقا للتقرير نفسه.

وتابع: "الخبراء الإسرائيليين أكدوا أن الميزانية تضمّنت تخفيضات أفقية وزيادات ضريبية تصل 37 مليار شيكل، ما يضرّ بشكل رئيسي بالطبقات المحرومة، ويؤدي لتعميق الفجوات الاجتماعية، وتتضمن رفع ضريبة القيمة المضافة إلى 18 في المئة بشكل تنازلي، بما يعمّق عدم المساواة".

وأردف: "يلحق الضرر بالشرائح الأضعف، لأنها تتضمن تجميد معدلات ضريبة الدخل، ونقاط الائتمان الضريبي، وزيادة مساهمات التأمين الوطني، وزيادة أسعار السلع الأساسية، وأضرار كبيرة لحقت بالخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والرعاية الاجتماعية".


تكاليف المعيشة
أشار الخبراء، بحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" إلى أنّ: "الموازنة لم تحاول التعامل مع زيادة تكاليف المعيشة، ولا تضع حلولا لأسعار المساكن المرتفعة التي تضع عبئاً كبيراً على الأزواج الشابة، بل إنها تُظهر تفضيلاً لاعتبارات سياسية حزبية، خاصة للرأسماليين على حساب باقي الإسرائيليين".

وأبرز: "حتى أن كبار المسؤولين في المنظومة الأمنية يرون الموازنة لا تتوافق مع الأهداف المحددة، وهناك عواقب اقتصادية ثقيلة تؤثر عليها، وقدرتها على تمويل تكاليف الحرب، وانخفاض التصنيف الائتماني للدولة، وتأثيرات مدمّرة لا رجعة فيها، على كامل فروع الاقتصاد".

وأوضحوا أن: "سموتريتش، لا يعرض على الحكومة العواقب الاقتصادية لاستمرار الحرب، وفي المقابل لا يتحدث صراحة عن التأثيرات الاقتصادي الخطيرة لتهرب الحريديم من  الخدمة العسكرية، في ضوء أن جنود الاحتياط يشكلون قوة عاملة كبيرة في الاقتصاد، كما أن تكلفة جندي الاحتياط على الاقتصاد أعلى 8 مرات من تكلفة جندي الخدمة الإلزامية".

وكشفوا أن "صياغة الموازنة اتسمت بالفشل، وأدّت لاستقالة كبار مسؤولي الوزارة، وتجاهلت توصيات المهنيين، وكشفت عن تضارب المصالح، ما يفاقم الضرر على المنظومة الصحية، خاصة الصحة النفسية، والنقص الحاد في الأطباء، ويتطلب خطة واستثمارا لزيادة القوى العاملة في مختلف المهن الصحية".

"واستعادة صحة المستوطنين النازحين في الشمال والجنوب، وتوفير استجابة طويلة الأمد للجرحى جسدياً وعقلياً، مع زيادة حالات الإدمان، والتدخين، والسمنة، وعدم التوازن في الأمراض المزمنة" وفقا للمصدر ذاته.


الفشل والتجاهل
أكدوا أن "الميزانية الحالية تعزز قطاعات معينة، وتعمّق الفجوات بين المركز والأطراف، وسيتلقى التعليم حكومي الضرر الأكبر، فيما تستمر ميزانيات المدارس الدينية والمستوطنات في النمو، وتعميق عدم المساواة الاجتماعية، وسيكون لذلك آثار سلبية طويلة المدى على نموّ الاقتصاد مستقبلاً، وعجزه عن تمويل النفقات الأمنية المتزايدة، ولا توجه الموارد لإعادة تأهيل المستوطنات في الجنوب والشمال". 

وأشاروا إلى أن "الموازنة تكبح النموّ، وتؤدي لانخفاض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ولا توجد فيها مقترحات لإصلاحات اقتصادية من شأنها دفع الاقتصاد للأمام، ولا توجد حلولا لنظام المواصلات المنهار، إذ يعلّق ملايين الإسرائيليين في اختناقات مرورية لساعات عديدة كل يوم، وعدد ضحايا حوادث المرور يحطم الأرقام القياسية".

وأوضحوا أن "الميزانية تهدد صناعة التكنولوجيا الفائقة، محرك الاقتصاد المسؤول عن 50 في المئة من النمو، حيث تظهر علامات مثيرة للقلق من الركود وصولا لظهور الأزمة، وبهذه المؤشرات يتم التعبير عن الشعار الذي يقود الحكومة الحالية، وهو أن بقاءها قبل كل شيء".

نفقات الحرب
من جهته، أكّد الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم"، يوناتان سوروتكين أن "اليمين الحاكم يقف في مواجهة غالبية الإسرائيليين، بغض النظر عن هويتهم الدينية والسياسية، سواء من اليمين المتدين المتشدد، أو العلمانيين واليساريين، متفقون على نفس الإصلاحات والأهداف في المجالات الاقتصادية".

وأوضح في مقال ترجمته "عربي21" أنّهم: "يريدون الحدّ الأدنى من التدخل الحكومي في الاقتصاد، وحرية الاستيراد والتصدير، وانخفاض الديون والعجز، وحرية الاختيار في التعليم، باستثناء سموتريتش الذي خيّب آمال الإسرائيليين".

وأضاف: "سموتريتش رفض الاستجابة لمطالب الإسرائيليين بالتخفيضات الضرورية، وتخفيض الديون، والتعامل مع الهستدروت، ومعاشات التقاعد في الميزانية، وعشرات الإصلاحات الهيكلية المهمة، لأنه لم يأت أساساً من الهستدروت أو المؤسسة الأمنية، ولم يكن ملتزما بأي جماعة ضغط، وبالتالي فهو لا يعبأ كثيرا بصرخات الإسرائيليين، والاهتمام برفاهيتهم".


وأشار إلى أن: "خيبة آمال الإسرائيليين تضاعفت منذ تولي سموتريتش لوزارة المالية، حيث لم يتم تجاوز العجز، وانخفض التصنيف الائتماني، وتلقّت المؤسسات غير المنتجة الأموال التي تدفقت عليهم".

وأردف: "كما أن الحرب التي يدعو سموتريتش لاستمرارها مكلفة للغاية، ويتجاهل مصادر الميزانية، والنتيجة أن الائتمان المالي للدولة لم يتضرر فحسب، بل إن الثقة بالدولة أصابها الأذى أيضًا، وصولا للانهيار السياسي ذاته".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال الاقتصاد الإسرائيلي المنظومة الأمنية جندي الاحتياط الاحتلال الاقتصاد الإسرائيلي المنظومة الأمنية جندي الاحتياط المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

خرقا صارخا للقانون الدولي والإنساني.. القاهرة ترد بقوة على تل أبيب بسبب تصريحات التهجير.. خبراء: موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية يؤكد رسوخه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

"نرفض أي طرح أو تصور يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير.. ونحذر من بدء تنفيذ خطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه".. بعبارات واضحة وقوية واصلت مصر عبر بيان أصدرته وزارة الخارجية تؤكد فيه رفض أي خطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وتصفية القضية الفلسطينية عبر مخططات صهيونية.

وحذرت الخارجية المصرية من التداعيات الخطيرة للتصريحات المتكررة الصادرة اليوم من عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية بشأن بدء تنفيذ خطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه، وهو ما يعد خرقا صارخا وسافرا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وانتهاكا سافرا لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

وشدد البيان على أن مصر تؤكد أن استمرار إطلاق هذه الأفكار غير المسؤولة والتي تنطوي على انتهاك جسيم للقانون الدولي يفاقم الوضع المتأزم، ويضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي تجاه مسؤولياته في منع عودة مثل هذه الممارسات العدائية التي تتعارض مع أسس السلام والاستقرار في المنطقة.

وقالت الخارجية: "تؤكد مصر على رفضها الكامل لمثل هذه التصريحات غير المسؤولة جملة وتفصيلا"، كما شددت مصر على "رفضها التام لأي طرح أو تصور يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال انتزاع الفلسطينيين وتهجيرهم من أراضيهم التاريخية، والاستيلاء عليها بشكل مرحلي أو دائم".

كما تحذر القاهرة من تداعيات هذه الأفكار التي تمثل انتهاكا صارخا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومن شأنها أن تغذي ظاهرة العنف وتفاقم من حدة الصراع.

ودعت مصر المجتمع الدولي "لتحمل مسؤولياته لوقف أي محاولات لتكريس الاحتلال على حساب حقوق الفلسطينيين، وتطالب بضرورة التصدي لكل أشكال التهجير والاضطهاد والتشريد، والعمل على تفعيل الإرادة الدولية لحماية حقوق الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه المشروعة وفقا لمرجعيات الشرعية الدولية".

وأردف البيان: "تعيد جمهورية مصر العربية التأكيد على ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة في مراحله الثلاث، بشكل دائم، ومنع إعادة إخراج الخطط بصورة مريبة مع الشركاء والأصدقاء".

كما تؤكد على أهمية دور المجتمع الدولي في تنفيذ خطوات لتخفيف المعاناة الإنسانية وإزالة الركام، وبدء العمل ضمن إطار زمني محدد، وصولا إلى خروج الفلسطينيين من قطاع غزة، خاصةً مع تفاقم أوضاعهم الإنسانية وعمقهم التاريخي ورفضهم الخروج منها.

واعتبر بيان للخارجية المصرية أن تلك التصريحات تعتبر "خرقا صارخا وسافرا للقانون الدولي ويستدعي المحاسبة."

خطط صهيونية 

وفي وقت سابق، أعلنت سلطات الاحتلال عبر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أنها بدأت وضع خطة لتسهيل "المغادرة الطوعية" لسكان غزة، وذلك عقب اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تتولى بلاده زمام الأمور في القطاع الفلسطيني وإعادة توطين سكانه في دول مثل مصر والأردن، وهو ما رفضته الدولتان.

وأوضح كاتس أنه "أوعز للجيش بإعداد خطة تسمح لأي ساكن في غزة ويرغب في المغادرة بالقيام بذلك، إلى أي بلد يرغب باستقباله".

وكان ترامب قد طرح فكرة تولي الولايات المتحدة زمام الأمور في القطاع وكرر بعد اجتماع في واشنطن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن سكانه يمكن أن ينتقلوا إلى مصر والأردن المجاورين، وقد رفضت القاهرة وعمّان ذلك بشكل قاطع.

وبعد موجة من الانتقادات الدولية، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن أي نقل للسكان خارج غزة سيكون مؤقتا، وأكد "روبيو" أن ترامب يريد دعم "إعادة إعمار المنازل والمتاجر وما شابه، بحيث يتمكن الناس من العودة للعيش هناك". كما قال البيت الأبيض إن الرئيس لم يتعهد "في الوقت الحاضر" إرسال قوات إلى غزة.

وفي هذا الشأن، قال الدكتور هيثم عمران، استاذ العلوم السياسية والقانون الدولي بجامعة السويس، إن موقف مصر الواضح يدعم القضية الفلسطينية بكل السبل الممكنة، وهو ما ظهر في بيان الخارجية المصرية الذي أكد رفض مصر لأي خطط إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين. 

وأضاف "عمران" إن الموقف المصري الثابت من القضية الفلسطينية يرفض أي محاولات لتصفية القضية، مشيرا إلى أن بيان الخارجية المصرية شديد الوضوح وضع النقاط على الأحرف بشكل واضح وصريح، ولم يترك البيان لتأويلات وتفسيرات مختلفة.

وأوضح بيان الخارجية المصرية يعكس سياسة مصر الثابتة تجاه القضية الفلسطينية منذ سنوات عديدة، حيث حذرت مصر بعد عملية طوفان الأقصى والحرب الأخيرة بوضوح من تداعيات هذه الحرب ومن تأثيرها على الاستقرار والأمن الإقليمي، مؤكدًا أن مصر كانت ترى خطورة هذا التصعيد في المنطقة.

وأوضح استاذ العلوم السياسية أن البيان ليس بجديد على السياسة الخارجية المصرية وإنما هو يؤكد ثوابت السياسة الخارجية المصرية وثوابت القيادة السياسة المصرية تجاه القضية الفلسطينية منذ عقود طويلة ومنذ بداية الصراع، مشيرًا إلى أن بيان الخارجية المصرية أشار إلى مجموعة من النقاط شديدة الوضوح، كان أهمها رفض عملية التهجير بشكل أساسي وضرورة الحديث عن إعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وأهمها قيام دولة فلسطينية مستقلة.

من جهته، قال طارق البرديسي، أستاذ العلاقات الدولية، أن بيان الخارجية المصرية جاء في توقيت حاسم في ظل استمرار التصريحات الإسرائيلية المتكررة حول خطط تهجير الفلسطينيين من أرضهم في قطاع غزة. 

وأضاف "البرديسي" أن مخطط تهجير الشعب الفلسطيني يهدد السلم والأمن الإقليميين في المنطقة، مشددا على أن هذه التصريحات تخرق كل المنظومة الدولية وتعمل على تقويض مرتكزات الأمن القومي العربي لكل دول المنطقة.

ولفت خبير العلاقات الدولية إلى أن البيان المصري يؤكد على الموقف الثابت من القضية الفلسطينية، وأن مصر ستظل تدعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استقلالهم وتحقيق حقوقهم المشروعة. 

مقالات مشابهة

  • انباء عن تشكيل حكومة جنوبية جديدة في عدن ومنصات تواصل تنشر الأسماء
  • أحد المحتجزين الإسرائيليين المفرج عنهم يطالب حكومة نتنياهو بالبدء في مفاوضات المرحلة الثانية
  • من قطاع غزة.. أسرى إسرائيليون يشكرون «حماس» ويصفون حكومة نتنياهو بـ«الفاشلة» 
  • خرقا صارخا للقانون الدولي والإنساني.. القاهرة ترد بقوة على تل أبيب بسبب تصريحات التهجير.. خبراء: موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية يؤكد رسوخه
  • ترامب يواجه تقارير صادمة عن مؤشرات الاقتصاد الأمريكي
  • أهالي الأسرى الإسرائيليين بغزة: قلقون من احتمال عدم إعادة ذوينا
  • خبراء إسرائيليون: هجوم حاجز تياسير يعكس جرأة الفلسطينيين وشعورهم بالانتصار
  • الانتقالي يقر بفشله وعجزه من انقاذ عدن ويحمل المجلس الرئاسي والحكومة مسؤولية انهيار الاقتصاد
  • نجل البيض ينتقد الانتقالي: تنصلك من مسؤولية انهيار الاقتصاد والقاء اللوم على الآخرين يفقدك ثقة الشارع
  • تعليقاً على مخطط ترامب .. سموتريتش: حان الوقت لـدفن فكرة دولة فلسطين