خبراء إسرائيليون يرصدون مؤشرات انهيار الاقتصاد بسبب ميزانية حكومة اليمين
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
بعد قرابة عامين على تشكيل حكومة اليمين، بدولة الاحتلال الاسرائيلي، وتعيين بيتسلئيل سموتريتش، وزيرا للمالية؛ بات اليمين الاقتصادي يظهر كأنه طائرا غريبا في الاقتصاد الإسرائيلي، لأن أولوياته تختلف عن أولويات بقية الإسرائيليين، ولديه ما يوصف بـ"العُقد المركّبة تجاههم جميعاً".
وأوضح تقرير لموقع "زمن إسرائيل" أنّ: "سموتريتش ورفاقه يعتقدون أن الدولة واقتصادها ملك للحاخامات والحريديم، وهو ما تجلّى بإقرار ميزانية الدولة مؤخرا لعام 2025، وما تركته من ردود فعل غاضبة في أوساط خبراء الاقتصاد والقانون والأمن والصحة والتعليم".
وأضاف التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "مجموعة من كبار الخبراء فحصوا ميزانية 2025 التي وافق عليها الكنيست بالقراءة الأولى، وحذّروا من عواقبها الوخيمة على الجمهور والدولة، لأنها تضرّ بالنمو، وتعمّق الفجوات الاجتماعية، ولا يمكن الاعتماد عليها".
"ستُثقل كاهل كل أسرة إسرائيلية، خاصة الفئات الأضعف بضربة ثلاثية: انخفاض الدخل الشهري بمئات الشواقل؛ وزيادة أسعار الكهرباء والمياه والعقارات؛ وتخفيضات حادة في التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية" وفقا للتقرير نفسه.
وتابع: "الخبراء الإسرائيليين أكدوا أن الميزانية تضمّنت تخفيضات أفقية وزيادات ضريبية تصل 37 مليار شيكل، ما يضرّ بشكل رئيسي بالطبقات المحرومة، ويؤدي لتعميق الفجوات الاجتماعية، وتتضمن رفع ضريبة القيمة المضافة إلى 18 في المئة بشكل تنازلي، بما يعمّق عدم المساواة".
وأردف: "يلحق الضرر بالشرائح الأضعف، لأنها تتضمن تجميد معدلات ضريبة الدخل، ونقاط الائتمان الضريبي، وزيادة مساهمات التأمين الوطني، وزيادة أسعار السلع الأساسية، وأضرار كبيرة لحقت بالخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والرعاية الاجتماعية".
تكاليف المعيشة
أشار الخبراء، بحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" إلى أنّ: "الموازنة لم تحاول التعامل مع زيادة تكاليف المعيشة، ولا تضع حلولا لأسعار المساكن المرتفعة التي تضع عبئاً كبيراً على الأزواج الشابة، بل إنها تُظهر تفضيلاً لاعتبارات سياسية حزبية، خاصة للرأسماليين على حساب باقي الإسرائيليين".
وأبرز: "حتى أن كبار المسؤولين في المنظومة الأمنية يرون الموازنة لا تتوافق مع الأهداف المحددة، وهناك عواقب اقتصادية ثقيلة تؤثر عليها، وقدرتها على تمويل تكاليف الحرب، وانخفاض التصنيف الائتماني للدولة، وتأثيرات مدمّرة لا رجعة فيها، على كامل فروع الاقتصاد".
وأوضحوا أن: "سموتريتش، لا يعرض على الحكومة العواقب الاقتصادية لاستمرار الحرب، وفي المقابل لا يتحدث صراحة عن التأثيرات الاقتصادي الخطيرة لتهرب الحريديم من الخدمة العسكرية، في ضوء أن جنود الاحتياط يشكلون قوة عاملة كبيرة في الاقتصاد، كما أن تكلفة جندي الاحتياط على الاقتصاد أعلى 8 مرات من تكلفة جندي الخدمة الإلزامية".
وكشفوا أن "صياغة الموازنة اتسمت بالفشل، وأدّت لاستقالة كبار مسؤولي الوزارة، وتجاهلت توصيات المهنيين، وكشفت عن تضارب المصالح، ما يفاقم الضرر على المنظومة الصحية، خاصة الصحة النفسية، والنقص الحاد في الأطباء، ويتطلب خطة واستثمارا لزيادة القوى العاملة في مختلف المهن الصحية".
"واستعادة صحة المستوطنين النازحين في الشمال والجنوب، وتوفير استجابة طويلة الأمد للجرحى جسدياً وعقلياً، مع زيادة حالات الإدمان، والتدخين، والسمنة، وعدم التوازن في الأمراض المزمنة" وفقا للمصدر ذاته.
الفشل والتجاهل
أكدوا أن "الميزانية الحالية تعزز قطاعات معينة، وتعمّق الفجوات بين المركز والأطراف، وسيتلقى التعليم حكومي الضرر الأكبر، فيما تستمر ميزانيات المدارس الدينية والمستوطنات في النمو، وتعميق عدم المساواة الاجتماعية، وسيكون لذلك آثار سلبية طويلة المدى على نموّ الاقتصاد مستقبلاً، وعجزه عن تمويل النفقات الأمنية المتزايدة، ولا توجه الموارد لإعادة تأهيل المستوطنات في الجنوب والشمال".
وأشاروا إلى أن "الموازنة تكبح النموّ، وتؤدي لانخفاض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ولا توجد فيها مقترحات لإصلاحات اقتصادية من شأنها دفع الاقتصاد للأمام، ولا توجد حلولا لنظام المواصلات المنهار، إذ يعلّق ملايين الإسرائيليين في اختناقات مرورية لساعات عديدة كل يوم، وعدد ضحايا حوادث المرور يحطم الأرقام القياسية".
وأوضحوا أن "الميزانية تهدد صناعة التكنولوجيا الفائقة، محرك الاقتصاد المسؤول عن 50 في المئة من النمو، حيث تظهر علامات مثيرة للقلق من الركود وصولا لظهور الأزمة، وبهذه المؤشرات يتم التعبير عن الشعار الذي يقود الحكومة الحالية، وهو أن بقاءها قبل كل شيء".
نفقات الحرب
من جهته، أكّد الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم"، يوناتان سوروتكين أن "اليمين الحاكم يقف في مواجهة غالبية الإسرائيليين، بغض النظر عن هويتهم الدينية والسياسية، سواء من اليمين المتدين المتشدد، أو العلمانيين واليساريين، متفقون على نفس الإصلاحات والأهداف في المجالات الاقتصادية".
وأوضح في مقال ترجمته "عربي21" أنّهم: "يريدون الحدّ الأدنى من التدخل الحكومي في الاقتصاد، وحرية الاستيراد والتصدير، وانخفاض الديون والعجز، وحرية الاختيار في التعليم، باستثناء سموتريتش الذي خيّب آمال الإسرائيليين".
وأضاف: "سموتريتش رفض الاستجابة لمطالب الإسرائيليين بالتخفيضات الضرورية، وتخفيض الديون، والتعامل مع الهستدروت، ومعاشات التقاعد في الميزانية، وعشرات الإصلاحات الهيكلية المهمة، لأنه لم يأت أساساً من الهستدروت أو المؤسسة الأمنية، ولم يكن ملتزما بأي جماعة ضغط، وبالتالي فهو لا يعبأ كثيرا بصرخات الإسرائيليين، والاهتمام برفاهيتهم".
وأشار إلى أن: "خيبة آمال الإسرائيليين تضاعفت منذ تولي سموتريتش لوزارة المالية، حيث لم يتم تجاوز العجز، وانخفض التصنيف الائتماني، وتلقّت المؤسسات غير المنتجة الأموال التي تدفقت عليهم".
وأردف: "كما أن الحرب التي يدعو سموتريتش لاستمرارها مكلفة للغاية، ويتجاهل مصادر الميزانية، والنتيجة أن الائتمان المالي للدولة لم يتضرر فحسب، بل إن الثقة بالدولة أصابها الأذى أيضًا، وصولا للانهيار السياسي ذاته".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال الاقتصاد الإسرائيلي المنظومة الأمنية جندي الاحتياط الاحتلال الاقتصاد الإسرائيلي المنظومة الأمنية جندي الاحتياط المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
تحليل.. فريق ترامب رأى احتمال انهيار اقتصادي كامل بسبب الرسوم الجمركية أو أنه كان يخادع
تحليل بقلم الزميل في CNN، زاكاري بي. وولف
(CNN)-- بعد أسبوع من كارثة السوق ومخاوف الركود، تراجع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عن فرض أشد الضرائب الجديدة، والتي وعد مساعدوه مؤخرًا بأنها ليست تكتيكًا تفاوضيًا، بل تهدف إلى استعادة التوازن التجاري، وبدلًا من ذلك، سيركز ترامب الرسوم الجمركية على الصين - المحددة الآن بنسبة 125% - ويمنح الدول الأخرى مهلة 90 يومًا للتفاوض بشأن إلغاء الرسوم الجمركية الشاملة البالغة 10% التي لا تزال سارية، لتتنفس أسواق المال الصعداء بهذا الإعلان.
والساري الآن هو إما أن الفريق الاقتصادي للرئيس كان يخادع عندما وعد بأن الرسوم الجمركية المتبادلة باقية، أو أن الخبراء الاقتصاديين في البيت الأبيض رأوا بوادر حالة طوارئ آنية ناشئة - سوق سندات متعثر إلى جانب سوق أسهم متعثرة - وأدركوا أن الانهيار الاقتصادي الكامل أمر وارد.
إن حالة الطوارئ الاقتصادية ليست سوى واحدة من مجموعة من حالات الطوارئ والسلطات الطارئة التي تستشهد بها إدارة ترامب لتبرير أفعالها.
هناك حالة طوارئ بسبب تدفق المخدرات:
صرّح الرئيس بأن رسومًا جمركية فُرضت سابقًا على كندا والمكسيك بسبب تدفق الفنتانيل، مما دفع ترامب إلى إعلان حالة الطوارئ على الحدود الشمالية والجنوبية للولايات المتحدة. وقد أثار فرض ترامب للرسوم الجمركية غضب الكنديين، إذ لا توجد أدلة كافية على تدفق المخدرات هناك.
هناك حالة طوارئ حدودية:
يلعب الجيش دورًا أكبر على الحدود الجنوبية بسبب حالة الطوارئ الوطنية التي أعلنها ترامب هناك، قائلًا إن "سيادة أمريكا معرضة للهجوم"، وتلعب لغة الغزو أيضًا دورًا في استحضار ترامب لقانون "الأعداء الأجانب" الذي يعود إلى القرن الثامن عشر، والذي رحّلت الإدارة بموجبه بعض المهاجرين دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، إذ سمحت المحكمة العليا باستمرار عمليات الترحيل، لكنها قالت هذا الأسبوع إنه يجب عقد جلسة استماع للمُرحّلين.
هناك حالة طوارئ في مجال الطاقة:
أعلن ترامب حالة طوارئ لزيادة إنتاج الطاقة، لا سيما في قطاع النفط والغاز، والالتفاف على حماية البيئة والحياة البرية على الأراضي الفيدرالية. واستشهد بهذه الحالة الطارئة أيضًا لتفعيل صلاحيات زمن الحرب لزيادة إنتاج المعادن في الولايات المتحدة. وفي سياق منفصل، يسعى ترامب إلى إعادة الولايات المتحدة إلى الاعتماد على الفحم، مستشهدًا بحالة الطوارئ في مجال الطاقة لإعادة تصنيف الفحم كمعدن وجعل إنتاجه مسألة أمن قومي. والفحم، من الناحية الفنية، ليس معدنًا. كما استشهد بحالة الطوارئ في مجال الطاقة ليطلب من وزير الطاقة إضافة المزيد من مصادر الطاقة غير الضرورية - والتي يُفترض أنها تعتمد على الكربون - إلى شبكة الطاقة.
هناك حالة طوارئ في قطاع الأخشاب:
يريد ترامب زيادة قطع الأشجار في الولايات المتحدة، لذا فعّلت إدارته قانون الطوارئ لتعزيز إنتاج الأخشاب في البلاد. والهدف، مجددًا، هو تجاوز بعض إجراءات الحماية البيئية لفتح 112 مليون فدان من أراضي الغابات، مما يُصعّب على جماعات الحفاظ على البيئة الاعتراض على قطع الأشجار. وقد اشتكى ترامب من اعتماد الولايات المتحدة على الأخشاب القادمة من كندا.
ليس هكذا يُفترض أن تسير الأمور:
لطالما حذّرت إليزابيث غوتين، من مركز برينان للعدالة بجامعة نيويورك، من الإفراط في استخدام الرؤساء لسلطات الطوارئ، وكتبت مؤخرًا: "صُممت سلطات الطوارئ لتمكين الرئيس من الاستجابة بسرعة للأزمات المفاجئة وغير المتوقعة التي يعجز الكونغرس عن معالجتها بسرعة أو بمرونة كافية.. لا تهدف سلطات الطوارئ إلى حل المشاكل المزمنة، مهما بلغت خطورتها. كما أنها لا تهدف إلى منح الرئيس القدرة على تجاوز الكونغرس والتصرف كصانع سياسات ذي سلطة مطلقة"، لكن الجهود المبذولة للحد من سلطات الطوارئ، ربما بتقييدها بـ 30 يومًا بدلًا من عام، لم تُفلح في الكونغرس.
ليس ترامب وحده من يعلن حالات الطوارئ:
فكثيرًا ما يستخدمها الرؤساء لفرض العقوبات. فقد أُعلنت حالة طوارئ فيما يتعلق بإيران منذ سبعينيات القرن الماضي، وأوكرانيا لأكثر من عقد، على سبيل المثال، لكن استخدام ترامب لسلطة الطوارئ للتلاعب بالاقتصاد العالمي، وتنظيم الهجرة، ومراقبة الحدود، والالتفاف على القوانين البيئية، ازداد قوةً في ولايته الثانية، واستشهد ترامب بحالة طوارئ وطنية قائمة منذ فترة طويلة فيما يتعلق بفنزويلا، ليس فقط لمواصلة فرض العقوبات عليها، بل أيضًا لفرض رسوم جمركية على أي دولة تتعامل تجاريًا مع فنزويلا، ولإعلان شبكة ترين دي أراغوا الإجرامية منظمة إرهابية.
يحق للكونغرس تقنيًا إلغاء إعلان حالة الطوارئ:
يتمتع الكونغرس بسلطة إلغاء إعلان الرئيس لحالة الطوارئ الوطنية. صوّت كلٌّ من مجلس النواب والشيوخ على إلغاء إعلان ترامب لحالة الطوارئ الحدودية خلال ولايته الأولى، لكنهما لم يتمكنا من تجاوز حق النقض (الفيتو). يتطلب إلغاء إعلان حالة الطوارئ أغلبية ساحقة، وهذا يعني أن نهجه المتقلب في فرض الرسوم الجمركية سيستمر.