مدرسة إعدادية ثانوية رياضية!
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
أليست المدرسة هى المكان الوحيد القادر على فعل ما لا تقدر عليه قرية أو مدينة بأكملها؟
نعم– أو هذا ما نرجوه– فقد أنشئت فكرة المدرسة لكى تحمل على عاتقها مسئولية تربية وتعليم الأطفال!
كل ما تتمناه لطفلك تقدمه- أو يجب أن تقدمه- المدرسة المثالية، ذلك أن المدرسة بطبيعتها نقطة التقاء المجتمع لصقل «مهارات مستقبله» الذى يتجسد فى «أطفاله» سواء من خلال نشاط رياضى، أو عبر تصميم برامج تخصصية ومسارات تعليمية وتربوية لصقل مهارات الطلبة وإعدادهم للمستقبل فى مختلف مجالات الحياة!
اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح أعلن مؤخرًا عن موافقة وزير التربية والتعليم على افتتاح مدرسة سيدى عبدالرحمن الإعدادية الثانوية الرياضية، كأول مدرسة رياضية فى مطروح، وذلك فى إطار الجهود المبذولة والمستمرة للارتقاء بمنظومة ونوعية التعليم.
المدرسة التى يتم تصنيفها كأول مدرسة تربية رياضية متخصصة فى مطروح، جزء لا يتجزأ من المدارس الحكومية بمناهجها وامتحاناتها، لكنها تركز بشكل خاص على النشاط الرياضى وصناعة الأبطال الرياضيين فى ميادين مختلفة!
تستقطب «المدارس المتخصصة» فى مراحل التعليم المختلفة اهتمام الحكومات وأولياء الأمور عالميًا، كونها تلبى احتياجات المجتمع بمبادرات نوعية تستهدف شتى المجالات.
وتضم القائمة مدارس متخصصة تركز على صقل مهارات «التعليم البيئي»، وهى مدارس تربط طلبتها فى مختلف مراحل التعليم مع الطبيعة وتدمجها ضمن المنهاج التعليمى، كما تشجع الطلبة على ممارسة أعمال «البستنة»!
«مدارس الغابة».. واحدة من المفاهيم المرتبطة بهذا الجانب والتى باتت تحقق انتشارًا إقليميًا وعالميًا واسعًا.
بالإضافة إلى ذلك، تم تأسيس مسارات تعليمية تدمج «جودة الحياة» فى المنهاج التعليمى بالمدارس بهدف تحقيق التنمية والتنشئة المتكاملة للأجيال الناشئة.
ففى البرازيل، وتحديدًا فى مدينة ريو دى جانيرو، يجرى التركيز على مسار تعليمى يستهدف تحقيق النمو الشخصى والاجتماعى والعاطفى للطلبة– من خلال تعزيز فهمهم لأنفسهم وإدارة مشاعرهم– ومناقشة القضايا المتعلقة بمستقبلهم المهنى، وخاصة القضايا المتعلقة بالمهن والوظائف الجديدة والمهارات الأكثر طلبًا، وكيف تتناسب أحلام الشباب ومهاراتهم واهتماماتهم مع التحديات المهنية فى عالم اليوم؟!
من البرازيل إلى سنغافورة التى تأسست فيها مدارس «STEM» وهى مدارس متخصصة تركز على دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فضلًا عن أيرلندا وألمانيا اللتين لديهما تجربتان متقدمتان فى هذا الإطار أيضاً.
فى مصر أيضاً، تم تأسيس مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا «STEM»، وهى مدارس ثانوى حكومية مجهزة بأحدث الأجهزة العملية والمعامل المتطورة والفصول المجهزة.
الخلاصة: التوسع فى المدارس المتخصصة فى مصر على غرار ما يحدث فى مطروح وغيرها فكرة جيدة للغاية، وأرجو أن تتوسع مجالات عمل المدارس المتخصصة لتشمل إطلاق مبادرة وطنية لتأسيس مدارس متخصصة فى «جودة الحياة»!
نبدأ من الأول
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رادار المدرسة المجتمع محافظ مطروح
إقرأ أيضاً:
وحدات صحية في مدارس العراق: تحسين أم تغطية للفشل؟
ديسمبر 22, 2024آخر تحديث: ديسمبر 22, 2024
المستقلة/- في خطوة وصفتها وزارة الصحة بأنها ثورية لتحسين الخدمات الصحية للطلبة، تستعد الوزارة بالتعاون مع وزارة التربية لافتتاح 400 وحدة صحية في المدارس العام المقبل. وبينما تبدو هذه الخطوة إيجابية على الورق، تثار تساؤلات حول الجدوى الحقيقية لهذه المبادرة في ظل تحديات الواقع الصحي والتربوي في العراق.
تحسين الخدمات أم ترميم الفشل؟مدير الصحة العامة في الوزارة، رياض عبد الأمير الحلفي، أشار إلى أن هذه الوحدات ستتضمن ملاكات متخصصة من أطباء وصيادلة وتقنيين صحيين. لكن هل ستنجح هذه الوحدات في مواجهة التحديات الكبرى مثل نقص الأدوية، سوء بيئة المدارس، وانتشار الأمراض؟
الواقع الصحي في المدارس: أرقام تُثير الشكوكرغم إعلان الوزارة عن زيارة أكثر من 10,000 مدرسة وفحص حوالي مليوني طالب، يتساءل مراقبون عن مصداقية هذه الجهود في ظل تقارير متكررة عن تدهور البنية التحتية الصحية وضعف الرقابة البيئية في المدارس.
المشاكل التي لا يمكن تجاهلها نقص التمويل والمستلزمات: تجهيز 400 وحدة صحية يتطلب ميزانيات ضخمة، في حين تعاني المدارس من نقص في الأساسيات مثل المقاعد والمياه الصالحة للشرب. غياب الكوادر المتخصصة: هل ستتمكن الوزارة من توفير الكوادر المدربة بشكل فعلي؟ أم ستكون مجرد أسماء على الورق؟ الفساد الإداري: المبادرات السابقة لتحسين الصحة المدرسية غالبًا ما اصطدمت بعقبات الفساد وسوء الإدارة. خطوات إيجابية أم محاولة لامتصاص الغضب؟يرى البعض أن هذه الخطوة قد تكون محاولة لامتصاص الضغط الشعبي المتزايد بسبب تردي الخدمات الصحية في البلاد. ومع ذلك، يشدد آخرون على أن التنفيذ الفعلي والإشراف الجاد قد يحولان هذه المبادرة إلى نقلة نوعية.
السؤال الكبيرهل ستصبح الوحدات الصحية الجديدة حلاً حقيقيًا لمشاكل الصحة المدرسية؟ أم ستكون مجرد حملة دعائية أخرى تضيع وسط الفساد والتخبط الإداري الذي طالما عانت منه المؤسسات الصحية والتربوية في العراق؟
الأيام القادمة كفيلة بالإجابة، لكن العراقيين باتوا يشككون في كل مبادرة حكومية ما لم يروا نتائج حقيقية على أرض الواقع.