أبواب الجحيم ستُفتح.. ترامب يهدد قبل تنصيبه
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
بغداد اليوم- متابعة
أكد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، (7 كانون الثاني 2025)، أنه يتطلع إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة قبل موعد تنصيبه المقرر الشهر الجاري.
وقال ردا على سؤال حول مفاوضات غزة في مؤتمر صحافي، الثلاثاء "إذا لم يتم إطلاق الرهائن بحلول موعد تنصيبي فإن أبواب الجحيم ستفتح على مصراعيها".
وكان ترامب أصدر في 2 ديسمبر كانون الأول تحذيرًا شديد اللهجة، مؤكدًا أنه إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير كانون الثاني 2025، فستكون هناك "مشكلة خطيرة" في الشرق الأوسط".
شهدت حقبة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر احتجاز رهائن أمريكيين من قبل الإيرانيين، إلا أن هذا الملف أُغلق سريعًا مع انتخاب الرئيس رونالد ريغان، إذ أفرج الإيرانيون عن الرهائن قبيل تولي ريغان السلطة، بدافع الخوف من مواقفه المتشددة.
وبالتزامن مع موقف ترامب اليوم، قال مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إنه "يأمل في تحقيق نتائج طيبة في ما يتعلق بمحادثات الرهائن في غزة بحلول موعد تنصيب ترامب في 20 يناير كانون الثاني".
من جهة أخرى، أفاد ترامب بأنه "لا يستبعد الإكراه العسكري والاقتصادي على قناة بنما وغرينلاند".
ظهرت المشاريع الصينية بقوة في منشآت تابعة لقناة بنما، والدول المجاورة في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، ما جعلها تملك "نفوذا" غير مسبوق هناك.
وفي الآونة الأخيرة، أثار الرئيس المنتخب دونالد ترامب جدلاً بتصريحاته حول قناة بنما وغرينلاند، بعدما اقترح أن تستعيد الولايات المتحدة السيطرة عليها، متهمًا بنما بفرض رسوم "سخيفة" على السفن الأمريكية، ومشيرًا إلى تزايد النفوذ الصيني في المنطقة.
أما بخصوص غرينلاند، فقد أعاد ترامب إحياء فكرة شراء الجزيرة من الدنمارك، معتبرًا ذلك "ضرورة للأمن القومي الأمريكي".
وكانت هذه الفكرة قد طُرحت سابقًا في عام 2019 وأثارت آنذاك رفضًا قاطعًا من قبل حكومة الدنمارك، التي أكدت أن غرينلاند ليست للبيع.
وبخصوص حرب روسيا على أوكرانيا قال ترامب إنها "أكثر تعقيدا الآن ويمكن أن تتصاعد بشكل أكبر".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
تعدين قاع البحر.. طموح ترامب يهدد أعمق النظم البيئية على الأرض
في أعماق المحيط الهادي، حيث الظلام والسكينة والضغط الهائل، تعيش كائنات غريبة تتوهج في العتمة وتتسلل بين الصخور المعدنية المتكتلة. في هذا العالم المجهول، لا شيء يعكّر صفو الحياة البطيئة. لكن ذلك قد يتغير قريبا.
ففي خطوة أثارت قلق العلماء، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس الماضي أمرا تنفيذيا يفتح الباب أمام التعدين الصناعي في قاع البحر للمرة الأولى، وذلك بهدف استخراج معادن تُستخدم في الإلكترونيات وبطاريات السيارات والأسلحة المتطورة.
تعد هذه الموارد، التي تتكون ببطء شديد على مدى ملايين السنين، ذات قيمة إستراتيجية واقتصادية كبيرة، لكنها تشكل أيضا حجر الأساس لنظام بيئي بالغ الهشاشة.
ماذا يوجد بالقاع؟يستهدف التعدين في أعماق البحار بشكل رئيسي ثلاثة أنواع من الرواسب المعدنية: العقيدات، والقشور، والتلال الحرارية. لكن التركيز حاليا ينصب على العقيدات، وهي كرات معدنية صغيرة تتشكل حول نواة، مثل سن سمكة قرش تتراكم عليه معادن كالمنغنيز والحديد ببطء شديد.
هذه العقيدات لا تحتوي على المعادن فحسب، بل هي موطن لمجموعة كبيرة من الكائنات البحرية. وفقا لعالمة المحيطات ليزا ليفين، فإن ما يقارب نصف أنواع الكائنات الحية في أعماق قاع البحر تُقيم على هذه العقيدات، بحسب ما تنقله صحيفة نيويورك تايمز.
إعلانوتقول ليفين "لا نعرف مدى انتشار هذه الأنواع أو قدرتها على إعادة استعمار مناطق مدمرة بسبب التعدين"، مشيرة إلى هشاشة هذه النظم البيئية.
هناك طريقتان أساسيتان للتعدين في قاع البحر: الأولى تستخدم أدوات كشط لجمع العقيدات من الأرض، والثانية تعتمد على شفطها بأنابيب ضخمة إلى سطح السفن. في كلتا الحالتين، تُعاد المياه والرواسب المصاحبة إلى البحر، مما يؤدي إلى اضطرابات بيئية كبيرة.
أحد أبرز المخاوف هو أعمدة الرواسب التي يمكن أن تنتشر في المياه النظيفة على أعماق تصل إلى ألف متر. هذه الأعمدة قد تخنق الكائنات الدقيقة مثل الإسفنج والروبيان، وتُعطّل الحياة البحرية من خلال التلوث السمعي والبصري، وتؤثر حتى على قدرة الكائنات على التزاوج أو اصطياد فرائسها.
كما أن المعادن الثقيلة في هذه الرواسب قد تلوث سلاسل الغذاء البحرية، بما في ذلك المأكولات البحرية التي يستهلكها البشر.
وعد بالاستدامةتزعم شركات التعدين أنها تُطوّر تقنيات أكثر استدامة مثل استخدام روبوتات تعتمد الذكاء الاصطناعي لجمع العقيدات دون إثارة الرواسب، كما تفعل شركة "إمبوسيبل ميتالز". ففي عام 2022، نجحت شركة كندية في استخراج آلاف الأطنان من العقيدات، وجمعت بيانات بيئية خلال العملية.
لكن العلماء يحذّرون من أن النماذج النظرية والاختبارات المحدودة لا يمكن أن تعوّض المعرفة الحقيقية بتأثير هذه العمليات على المدى الطويل.
ويقول جيفري درازين عالم المحيطات في جامعة هاواي إننا نجهل مدى تأثير مثل هذه العمليات على سلاسل الغذاء، وفق نيويورك تايمز.
الحياة في أعماق المحيط تسير بوتيرة بطيئة جدا. بعض الأسماك تعيش مئات السنين، وبعض الشعاب المرجانية آلافا. وهذا يجعل من الصعب تقدير مدى قدرة هذه البيئات على التعافي بعد الاضطراب الذي يحدثه التعدين.
إعلانوتشير عالمة الأحياء الجيولوجية بيثاني أوركت -في حديث إلى صحيفة نيويورك تايمز- إلى أنه "ليس لدينا إستراتيجيات استعادة لهذه النظم البيئية، كما لا يوجد دليل علمي على أننا نستطيع إصلاح ما نفسده".
وقد تتضرر العوالق، وهي أساس السلسلة الغذائية في المحيطات، بشدة من تغيرات طفيفة في البيئة، مما يؤدي إلى انهيارات بيئية يصعب وقفها.
هل نحتاج إلى التعدين؟يشكك بعض العلماء في الحاجة الملحّة للتعدين في قاع البحر أصلا، مشيرين إلى أن المناجم الموجودة على اليابسة لا تزال قادرة على تلبية الطلب العالمي على المعادن.
من جهة أخرى، يرى المؤيدون أن التعدين في البحر قد يكون أقل ضررا من الناحية الكربونية من التعدين الأرضي.
ومع ذلك، تظل المشكلة الكبرى أن التعدين في قاع البحر لم يسبق أن جُرّب على نطاق واسع، ولا نعرف ما الذي قد يُحدثه في توازن المحيطات.
في الوقت الراهن، يظل قاع البحر أحد آخر الحدود غير المستكشفة على الكوكب، وموطنا لبيئات فريدة من نوعها قد تحمل أسرارا علمية وطبية غير مكتشفة. لكن طموح التكنولوجيا الحديثة قد يهدد هذه الكنوز الخفية قبل أن نعرف حتى ما الذي نخسره.