دأبت وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الإسرائيلية في الشهور الأخيرة على التحذير من عودة ظاهرة الهجرة العكسية لليهود في ظل فشل الحكومة بالاهتمام بنوعية حياتهم، وعدم تهيئة الظروف للمهنيين المتميزين منهم، فضلا عن تبعات الحرب المستمرة، لاسيما وأن هذه الظاهرة تطال الأطباء وخبراء التكنولوجيا والرياضيين.

يوسي شبيغل، أستاذ الإدارة بجامعة تل أبيب، ورئيس المعهد الإسرائيلي للاقتصاد، وعضو منتدى الاقتصاديين، كشف عن "تلقيه مؤخرًا أخبارا عن عملية متسارعة لهجرة الإسرائيليين الموهوبين، بمن فيهم الأطباء، وخبراء التكنولوجيا المتقدمة، والأكاديميين، وهذه الظاهرة معروفة باسم "هجرة الأدمغة"، وهي لم تأت من العدم، لأنه بعد وقت قصير من اندلاع الانقلاب القانوني أوائل 2023، حذر العديد من الاقتصاديين أنه سيضرّ بالإسرائيليين، وسيدفع الكثير منهم للرغبة في الهجرة من الدولة".




وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21": "نشرنا في أيار/ مايو 2024، رسالة عامة وقّعها 130 من كبار اقتصاديي الدولة، قلنا فيها إنه بدون تغيير سياسة الحكومة، سيلحق الضرر الشديد بمستوى معيشة من يختارون استمرار العيش في الدولة، وأن العديد ممن يتحملون العبء يفضلون الهجرة منها، وأول من سيغادر من لديهم فرص في الخارج من الأطباء والمهندسين وخبراء التكنولوجيا والعلماء، فيما سيبقى في الدولة أولئك الأقل تعليماً وإنتاجية، مما يزيد العبء على المنتجين المتبقين، وسيشجع المزيد من الهجرة من الدولة".

وأشار إلى أن "دوامة الانهيار" هذه التي تستقطب الدوائر المتزايدة الهجرة، ستجعل وضع من يبقى من الإسرائيليين يزداد سوءًا، وستلحق ضررًا جسيمًا بمن الذين ليس لديهم إمكانية سهلة للهجرة، ولأن الانهيارات لا تحدث عندما "يتدهور الوضع تماما"، بل قبل ذلك، عندما تكون نسبة كبيرة كافية، وحينها لا يمكن منع التدهور، لأنه بمجرد أن يستنتج الإسرائيليون الذين يتحملون العبء أن الدولة شرعت في مسار لا رجعة فيه، فإن الانهيار الشامل سيأتي، تدريجياً، ثم فجأة، وبشكل لا رجعة فيه".

وأشار إلى أنه "رغم أهمية معالجة المشكلة بمجرد بدايتها، وعدم الانتظار حتى تصل الأزمة ذروتها، لكن الحكومة اختارت تجاهل التحذيرات، وكثير من المسؤولين يرفضونها بعبارة: "لا تهددونا"، رغم أن الهجرة العكسية بطبيعتها عملية معقدة تستغرق وقتاً، كثيرون منهم لا يستيقظون ويغادرون على الفور، بل يذهبون لإجازة، وإذا بدا الوضع في الدولة صعباً، فإنهم يفضلون تمديد إقامتهم في الخارج، أو يختارون جعل الإقامة المؤقتة دائمة".



وكشف شبيغل أن "80 ألف إسرائيلي يهاجر للخارج سنوياً، وهناك المزيد والمزيد من الدلائل على أن العديد منهم من الأطباء والرجال والنساء من ذوي التكنولوجيا العالية والأكاديميين، أي أن الإسرائيليين في هذه الحالة سينتظرون لفترة أطول لإجراء العمليات الجراحية، ويتلقون رعاية طبية أقل جودة، وبدون قطاع التكنولوجيا الفائقة المزدهر، سيكون لدى الشباب الإسرائيليين وظائف أقل جاذبية، وستعاني الصناعات التي تقدم الخدمات لهذا القطاع، وسيتضرر دخل الدولة من تراجع الضرائب، لأن قطاع التكنولوجيا وحده مسؤول عن ثلث أموالها".

وأشار إلى أنه "بدون وجود رجال ونساء أكاديميين متفوقين، فإن التعليم العالي سيعاني، وستنتج إسرائيل قدراً أقل من رأس المال البشري، الذي يشكل موردها الاقتصادي الرئيسي، صحيح أنه يمكن تجاهل المشكلة كما اختارت الحكومة أن تفعل، لكن التجاهل لن يحلها، بل سيفاقهما".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الهجرة الأطباء الاحتلال أطباء هجرة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

«مصر أكتوبر»: بيان الخارجية للرد على المسؤولين الإسرائيليين يعبر عن موقف الدولة

أكد المهندس أحمد حلمي نائب رئيس حزب مصر أكتوبر لشؤون التنظيم والإدارة، والأمين العام للحزب بمحافظة الإسكندرية، أن بيان وزارة الخارجية بشأن تصريحات مسؤوليين إسرائيليين حول بدء تنفيذ مخطط تهجير الشعب الفلسطيني، يعبر تماما عن الموقف المصري الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية.

تصفية القضية الفلسطينية

وقال «حلمي» في بيان له، إن تصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه هو أمر مرفوض تماما ويخالف كل معايير القانون الدولي والإنساني، كما أنه يؤثر على استقرار الأمن والسلام في المنطقة.

وأكد نائب رئيس حزب مصر أكتوبر لشؤون التنظيم والإدارة، على أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تتنافى تماما مع حقوق الإنسان وحقوق الشعب الفلسطيني في الإقامة على أرضه، فضلا عن أنها ممارسات عدائية تشجع على العنف والتطرف في المنطقة.

الموقف المصري  

وأشار إلى أن بيان الخارجية أكد على الموقف المصري الذي لم يتغير عبر التاريخ، فمصر دائما ما كانت هى المدافع الأول عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، مؤكدا أن جميع القوى السياسية والشعب المصري خلف القيادة السياسية والرئيس عبدالفتاح السيسي، في الحفاظ على الأمن القومي المصري، وكذلك جهود مصر في إعادة إعمار غرة.

ودعا المجتمع الدولي للقيام بدوره في الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، خاصة وأنها حقوق تاريخية وثابتة ولا يمكن المساس بها أو التلاعب بها بأي شكل من الأشكال.

مقالات مشابهة

  • مصر تتلقى رسائل من إسرائيل وأمريكا: تل أبيب تؤكد التزامها باتفاقية السلام.. وواشنطن لا تنوي الصدام معها
  • محمد أبو العينين يشيد بإجراءات الحكومة الاقتصادية ويطالب بمزيد من الآليات لإدخال التكنولوجيا الصناعية
  • غزة تشيّع جثمان الشهيد مروان عيسى.. صاحب حرب الأدمغة مع الاحتلال (شاهد)
  • «مصر أكتوبر»: بيان الخارجية للرد على المسؤولين الإسرائيليين يعبر عن موقف الدولة
  • متحدث الحكومة يكشف موعد زيادة المرتبات والمعاشات
  • زيادة المرتبات والمعاشات.. متحدث الحكومة يكشف تفاصيل الحزمة المتكاملة
  • متحدث الحكومة يكشف عن موعد إقرار الحزمة الاجتماعية الجديدة (فيديو)
  • متحدث الحكومة يكشف تفاصيل حزمة اجتماعية لزيادة المرتبات والمعاشات | فيديو
  • حزمة اجتماعية لزيادة المرتبات والمعاشات.. متحدث الحكومة يكشف التفاصيل
  • روبيو يتهم كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا بالتسبب بأزمة الهجرة