إعلام رياضي كمكتسب خليجي
لا يمكن لخليجي منصف أن يتعامل مع بطولة كأس الخليج لكرة القدم كونها بطولة هامشية أو حتى أنها مجرد كرة قدم كباقي البطولات تتنافس فيه ثمان منتخبات.
فهذا إجحاف في حق هذه البطولة وتقزيم لدورها في تطوير البنية الأساسية الرياضية الخليجية وللمشاعر الخليجية التي تسهم في التفاعل الشعبي الخليجي أكثر من أي فعالية أخرى.
فهي واحدة المكتسبات الكثيرة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي تشكل في عام 1981 في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وإن أردت الاستزادة فهذه البطولة فيها جوانب اقتصادية لأنها تنشط السياحة الخليجية في الدولة المستضيفة، وجوانب ثقافية من خلال تعريف أبناء المنطقة بعادات وثقافات تلك الدولة، لذلك علينا عدم التقليل من هذه البطولة إعلامياً، كما يحاول البعض فعله.
وقد اختتمت فعاليات لنسخة الـ”26″من هذه البطولة يوم السبت الماضي في وطن النهار الكويت بتتويج المنتخب البحريني بطلاً لها بعد فوز منتخبها على منتخب سلطنة عمان بهدفين مقابل هدف، وقد تلقى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة تهاني قادة دول مجلس التعاون بهذا الإنجاز في إشارة لمكانة هذه البطولة لدى شعوب الخليج.فبجانب أنها توثق العلاقات بين أبناء هذه المنطقة من خلال حالة التجمع لشعوب المنطقة في دولة واحدة والتفاعل الإعلامي لدرجة أشبه لتكون “مناسبة وطنية خليجية”، فإنها كذلك تخلق نوعاً من الحوار الخليجي-الخليجي يشمل كافة شرائح المجتمع يتشارك فيه السياسيون مع المواطن العادي.
أحياناً يصاحب ذلك الحوار “تشنجا” إعلامياً ولكننا اعتدنا ألا يخرج ذلك التشنج عن الإطار الأخلاقي الخليجي. فهذا الإعلام هو أحد مخرجات هذه البطولة حيث تنشط فيه الكثير من الأفكار التطويرية بفعل الطرح النقدي للقائمين على هذا الإعلام، وربما برنامج قناة أبوظبي الذي يقدمه يعقوب السعدي واحد من تلك البرامج النموذجية للبرامج الحوارية التي لعبت دوراً في رفع إيجابياً منسوب النقد البناء والطرح وسخنت الأجواء في الشارع الخليجي وهي بقدر ما تعطينا أملاً في مستقبل الأعلام من خلال تكوين لغة الحوار والنقد البناء وحافظ على الإطار العام للخصوصية الخليجية التي لا تخدش الـ “حياء الخليجي” المجتمعي.
فقد نتفق جميعاً بأن إعلامنا الخليجي بشكل عام يحتاج إلى مواكبة الثورة التنموية الخليجية في كل المجالات السياسية والاقتصادية التي بات الجميع يشعر بها بفضل النشاط الذي تحدثه قيادات هذه الدول على المستويين الإقليمي والدولي لكن ليس بالطريقة التي يشطح فيها المحلل الرياضي كما جاء في بعض البرامج الرياضية حيث يخرج بها بعض المحللين عن الخصوصية الخليجية بطريقة يهدد “بقتل المتعة”في كأس الخليج المبني على المحبة والاحترام المتبادل وقد يتسبب في تغيير الهدف الأساسي للرياضة بشكل عام وبالخصوصية الخليجي بشكل خاص وهي القوة الناعمة التي تقلل الأزمات والخلافات.
حاجتنا إلى إعلام خليجي مسؤول مبني على الحاجة في إبراز الإنجازات الخليجية بكافة أشكالها ومنها: منجز الهوية الخليجية التي نحتاجها في زمن غياب الهويات الوطنية بفعل العولمة والثقافة العالمية وليس الانجراف إلى المستوى المتدني له لأن هذا لا يرضي الكثيرين لأنه ليس من المنطق هذه الدول تنعم باستقرار ونمو في مقابل نجد إعلاماً يخلق الفتن وينتقد سلوكيات مجتمعه وكأنه خارج المنظومة.
ما يعني أن الإعلام ليس وسيلة فقط لإبراز ما يحدث ولكن للتأثير في مجريات الاحداث لصالح الأوطان والقضايا الإنسانية وإلا سيكون إعلاماً باهتاً، كما علينا ألا نعتقد بأن الحاجة إلى إعلاميين لديهم القدرة على عرض سياسيات أوطانهم في أي معترك مسألة وقتية لان الاستقرار في العلاقات الدولية مسألة غير ثابتة بل هي متحركة ما يتطلب الاحتفاظ والاستعداد الدائم لهذه الوسيلة المهمة.
وقد نتفق أيضاً على حالة التنافس بين الإعلام الحديث والإعلام التقليدي من حيث الاعتماد عليه كوسيلة وكعاملين فيه يعيش حالة من التنافس بل أحيانا حالة من الصراع ولكني أظن كل ذلك صحي ومطلوب لأنه يفرز السمين من الغث وسوف يبقى الأفضل والذي يخدم الهدف الوطني والإنساني لأن الذي يقوم بهذا الفرز المجتمع الذي لم يعد غير واع بل هو اليوم هو المقيم الحقيقي للعمل الفردي والحكومي.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: هذه البطولة
إقرأ أيضاً:
“الإحصائي الخليجي”: 1.5% معدل التضخم بدول الخليج نهاية سبتمبر 2024
ارتفع معدل التضخم العام في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في نهاية شهر سبتمبر 2024م، بما نسبته 1.5% مقارنة مع الشهر نفسه من العام السابق، وفق ما أظهرته بيانات أسعار المستهلك لدول المجلس الصادرة عن مركز الإحصاء الخليجي.
وعلى مستوى دول المجلس، جاءت دولة الكويت الأعلى خليجيًا في معدل التضخم خلال الشهر المذكور مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق بـ2.8%، تلتها المملكة العربية السعودية بـ1.7%، ثم دولة قطر بنسبة 0.8%، وكلًا من مملكة البحرين وسلطنة عُمان بنسبة بلغت 0.4% لكل منهما.
ويعود ارتفاع معدل التضخم الخليجي العام السنوي، بشكل رئيس إلى أسعار مجموعة السكن التي سجلت ارتفاعًا بنسبة 5.7%، فيما بلغ الارتفاع في مجموعة الثقافة والترفيه 2.6%، ومجموعة السلع والخدمات 1.8%، ومجموعة المطاعم والفنادق 1.5%، ومجموعة الأغذية والمشروبات 1.0%، ومجموعة التعليم 1.0%، وقابل ذلك انخفاض الأسعار في كلٍ من مجموعة النقل بـ3%، ومجموعة الأثاث والتجهيزات المنزلية بـ2.3%، والتبغ بـ1.2%، ومجموعة الاتصالات بـ0.9%، ومجموعة الملابس والأحذية 0.8%، فما استقرت أسعار مجموعة الصحة عند مستوياتها السابقة.
كما جاء معدل التضخم الخليجي العام أقل من معدل التضخم للاتحاد الأوروبي البالغ 2.1%، وانخفض عن العديد من الشركاء التجاريين الرئيسين لدول المجلس في إجمالي الواردات السلعية، حيث سجلت البرازيل أعلى نسبة تضخم في شهر سبتمبر 2024م مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق بنسبة 4.4%، تلتها جمهورية الهند بـ 4.2%، ثم المملكة المتحدة بـ2.6%، واليابان بـ2.5%، والولايات المتحدة بـ2.4%، وكل من ألمانيا وكوريا الجنوبية بـ1.6% لكل منهما.وام