"أكثر من 30 مليون شخص، أكثر من نصفهم أطفال، يحتاجون للمساعدة في السودان، بعد عشرين شهرا من الحرب" بهذه المُعطيات المُستجدّة، دقّ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، ناقوس الخطر، بخصوص الوضع في السودان.

وعبر بيان صحفي، الاثنين، دعت المنظمة الأممية، إلى: "تعبئة دولية -غير مسبوقة- في مواجهة أزمة إنسانية" وصفتها بـ"المروّعة".

فيما تطالب "الأوتشا" بمبلغ قياسي قدره 4.2 مليار دولار لدعم نحو 21 مليون شخص داخل السودان.

وفي الوقت الذي تواصل فيه المنظمات الإغاثية الدولية، دق ناقوس الخطر، بخصوص المجاعة، ويتم توجيه أصابع الاتّهام لكل من الجيش وقوات الدعم السريع باستخدام "أساليب التجويع كسلاح حرب". تنفي الحكومة السودانية المرتبطة بالجيش "وجود المجاعة". ما الذي يحصل؟ 

كيف يعيش السودانيون؟ 
كثيرة هي العبارات التي بات يلخّص بها السودانيون، أوجاعهم، ويطالبون العالم بتذكّرهم، وذلك عبر جُملة منشورات وتغريدات، كلما خفت على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، إلّا وعادت بشكل متسارع.

يقول عدد من السودانيين، خلال منشورات متفرّقة، رصدتها "عربي21"، إننا: "نعايش، قسرا، أوضاعا إنسانية مُزرية، نموت في صمت، والعالم لا يتذكّرنا أساسا"، مردفين: "السودانيات أصبحن ضحايا للاغتصاب والانتهاكات، وحياة الأطفال في خطر".

هنالك إبادة صامتة في السودان????????

هنالك إبادة صامتة في السودان????????

هنالك إبادة صامتة في السودان????????

هنالك إبادة صامتة في السودان????????

هنالك إبادة صامتة في السودان????????

أرجوك لا تسكت، تحدث نيابةً عن #السودان، يمكن أن تنفذ أرواحًا بإيصال صوتك.????????????#لا_للحرب #لازم_تقيف pic.twitter.com/mXXSsqSptV — Idriss C. Ayat ???????? (@AyatIdrissa) December 8, 2023 لا تنسوا اخواننا المستضعفين في السودان ???????? جرائم شنيعة جدا تحدث هناك ولكن لا يوجد توثيق

الله ينصرهم ويفرج عنهم pic.twitter.com/WOmDzVpDFY — TRAVIS | تراڤس (@iirode0) June 4, 2024

وأسفرت الحرب المُستمرّة، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن مقتل الآلاف، في خضمّ تقديرات تتراوح بين 20 ألفا و150 ألف شخص، ناهيك عن كونها خلّفت ما يقدّر بنحو 11 مليون نازح؛ وذلك في قلب واقع صعب، ومُتفاقم، ومجاعة تهدّد كامل السودان، بمن فيه.

إلى ذلك، وثّقت عدّة منشورات، رصدتها "عربي21"، الواقع السوداني بكل ما فيه، من البنية التّحية التي سوّيت بالأرض، إلى الأعداد المتزايدة من السكان والنازحين، لمشاكل الصرف الصحي وما يخلّفه من أمراض، خاصة عقب انهيار القطاع الصحي؛ بالإضافة إلى الصدمة النفسية التي بات يعاني منها كل سوداني.

وفي السياق نفسه، أوضحت المصادر نفسها، أن الوضع المُعاش في قلب السودان، يبرز أيضا أن القطاع الصحي بات شبه مُنهار؛ وبحسب السلطات الصحية في السودان، فإن 54 طبيبا قد قُتل في ولاية الخرطوم منذ بدء الحرب، كما أن حوالي 70 إلى 80 في المئة من مرافق الرعاية الصحية في السودان لم تعد تعمل بكامل طاقتها.

السودان ????????: نازحون يروون شهادات مروعة عن انتهاكات تعرضوا لها من قبل الدعم السريع بمنطقة شمبات بالخرطوم بحري . pic.twitter.com/LuFnGXFnTl — شجاع العتيبي (@SHGaaaa2014) January 4, 2025
بين تحذيرات الأمم المتحدة ونفي السودان
بحسب الأمم المتحدة، فإن: "الأزمة الناتجة عن الحرب في السودان، هي إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث". فيما تشير عدّة تقارير أممية، إلى: تدهور الوضع الإنساني في السودان، وتحذّر من أن المجاعة تهدد السكان في هذا البلد.

وفي جلسة سابقة لمجلس الأمن الدولي، بخصوص الوضع في السودان، قالت مديرة قسم العمليات والدعوة بالمكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية،  إيديم وسورنو، إن "السودان هو المكان الوحيد في العالم الذي تم تأكيد المجاعة فيه".

كذلك، أوضح تقرير عن الأمن الغذائي، أن: "نصف سكان السودان أو ما يقارب من 25 مليون شخص يواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، منهم 15.9 مليون شخص عند مستوى الأزمة، و8.1 ملايين عند مستوى الطوارئ، وأكثر من 637 ألف شخص عند المستوى الأعلى ويعتبر كارثيا".

في المقابل، أعلن مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس الحارث، عن رفض بلاده لهذا التقرير.

وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، عبد الفتاح البرهان، قد أبرز خلال المؤتمر الاقتصادي الذي انعقد في مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، نهاية العام الماضي، أن: "الحرب مع قوات الدعم السريع تُشرف على النهاية"، وأنه: "لا مجال للتفاوض والهدنة مع أعداء الشعب".

#البرهان: سمعنا بأن المؤتمر الوطني المحلول بصدد عمل مؤتمر شورى، هذا الأمر مرفوض ولن نقبل بأي عمل سياسي يهدد #السودان أو وحدة المقاتلين.
المقاتلون في الميدان لا يتبعون لأي جهة سياسية،هم سودانيون همهم الوطن.
لدينا هدف نريد التوحد من أجله لهزيمة هؤلاء المتمردين. pic.twitter.com/eD4eWEJzQJ — Sudan News (@Sudan_tweet) November 19, 2024
تصريح البرهان، كان قد أتى عقب استخدام روسيا لحق النقض، بغية إسقاط مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يدعو لـ"وقف فوري للأعمال العدائية في السودان، وحماية المدنيين من النزاع الذي يمزّق البلد منذ أبريل/ نيسان 2023".

وعقب التصويت على مشروع القرار الذي أيّده 14 عضوا في المجلس، ولم يعارضه سوى المندوب الروسي، رحّبت وزارة الخارجية السودانية، بـ"الفيتو الروسي" بالقول: "حكومة السودان ترحّب باستخدام روسيا الاتحادية حق النقض".

عقب ذلك، أشادت الخارجية السودانية، عبر بيان لها، بما وصفته بـ"الموقف الروسي الذي جاء تعبيرا عن الالتزام بمبادئ العدالة واحترام سيادة الدول والقانون الدولي ودعم استقلال ووحدة السودان ومؤسساته الوطنية".

واليوم الثلاثاء، اتّهمت الولايات المتحدة، روسيا، في الأمم المتحدة، بتمويل الطرفين المتحاربين في السودان، في خطوة وصفتها بـ"الواضحة، بعد تأكيد واشنطن السابق أن موسكو تستغل طرفَي الصراع لتعزيز أهدافها السياسية"، بحسب وكالة "رويترز".


ما هي آخر التطورات السياسية؟ 
أصدرت الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، عقوبات جديدة مرتبطة بالسودان، استهدفت فيها قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.

وفي أول تعليق رسمي على العقوبات الجديدة، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن: واشنطن فرضتها على قائد قوات الدعم السريع "لدوره في الفظائع الممنهجة المرتكبة ضد الشعب السوداني".

وأضاف أن "عناصر من قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وتطهيرا عرقيا وإبادة جماعية في السودان". مردفا أن: "الولايات المتحدة، ملتزمة بمحاسبة المسؤولين عن الفظائع المرتكبة في السودان".

ساقوه إلى التجنيد تحت التهديد باغتصاب والدته وشقيقاته.. مواطنة سودانية تتحدث عن انتهاكات ميليشيا الدعم السريع بحقهم #السودان pic.twitter.com/2d9o10AxUZ — نون بوست (@NoonPost) January 6, 2025
إلى ذلك، أشار إلى أنّ: "العقوبات الحالية هي جزء من جهود واشنطن لتعزيز المساءلة لكل الأطراف المتحاربة التي تغذي أفعالها الصراع".

ويشهد السودان منذ نيسان/ أبريل من عام 2023، حربا عنيفة بين الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، الموالية لمحمد حمدان دقلو الشهير باسم حميدتي. وخلّف هذا النزاع المُتفاقم حالة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقا للأمم المتحدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية السودان الأمم المتحدة الجيش السوداني الأمم المتحدة السودان الامن الغذائي الجيش السوداني المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع الأمم المتحدة ملیون شخص pic twitter com

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع يقتل 9 في مدينتي الأبيض والفاشر ويستهدف محطات الكهرباء

قتل 9 أشخاص في قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على مدينتي الأبيض وسط ولاية شمال كردفان، والفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ويأتي ذلك وسط استهداف الدعم السريع لمحطات الكهرباء في عدد من الولايات السودانية.

ونقل مراسل الجزيرة -عن مصادر محلية سودانية- أن 5 أشخاص قتلوا في قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على مدينة الأبيض، في حين ذكرت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني أن 4 مدنيين قتلوا بمدينة الفاشر إثر قصف الدعم السريع للمدينة بالمدفعية الثقيلة.

من جهته، قال الجيش السوداني -في بيان- إنه تصدى لقوات الدعم السريع أثناء محاولتها إطلاق النار على الأحياء الغربية لمدينة الفاشر ومخيم زمزم للنازحين جنوبي المدينة.

من ناحية أخرى، صرح وزير الداخلية السوداني خليل باشا سايرين اليوم الأربعاء بأنه تم ضبط 1200 متعاون مع قوات الدعم السريع أثناء "تحرير" مدينة ود مدني في يناير/كانون الثاني الماضي. كما قال إن منطقة أم بدة غربي مدينة أم درمان على وشك التحرير الكامل.

استهداف محطات الكهرباء

على صعيد متصل، أفاد مجلس التنسيق الإعلامي للكهرباء بأن محوَلات التغذية في محطة كهرباء مَروي، بالولاية الشمالية شمالي السودان، تعرضت لإصابة مباشرة بالمسيرات التي أطلقتها قوات الدعم السريع أمس الثلاثاء، للمرة الثانية خلال أقل من 3 أيام.

إعلان

وقال المجلس، في بيان، إن الأضرار التي لحقت بالمحطة أدت إلى توقف الإمداد الكهربائي عن الولاية الشمالية، وتعطيل الجهود المبذولة لإصلاح عطل حدث نتيجة هجمات سابقة تعرضت لها المحطة.

وأضاف أن الاستهداف أدى إلى تضرر الخط المغذي لولاية الخرطوم، مما تسبب في انقطاع كامل للكهرباء عن ولايات الخرطوم ونهر النيل شمالي السودان والبحر الأحمر شرقي البلاد.

عودة النازحين

في المقابل، رصدت تقارير استمرار تدفق السودانيين العائدين من مصر إلى مدنهم وقراهم داخل السودان وسط مؤشرات على تحسن الوضع الأمني في عدد من المناطق.

وأظهرت مقاطع تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي وصول ما يقارب 30 حافلة تحمل عائدين إلى معبر أرقين، وبحسب وكالة السودان للأنباء، فقد شهد الأحد الماضي وصول 2700 عائد إلى هذا المعبر الذي شهد تكدسا بسبب عدم وجود حافلات تقل العائدين إلى وجهتهم بسبب عطلة عيد الفطر.

ووصف القنصل السوداني بمدينة أسوان المصرية، عبد القادر عبد الله، أعداد العائدين عبر معبر "أبو سمبل" بـ"الكثيرة" التي فاقت طاقة العبارات الناقلة للمسافرين إلى أشكيت ومدينة حلفا.

ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، بلغ عدد العائدين منذ مطلع العام الحالي أكثر من 70 ألف شخص، مقارنة بعودة حوالي 42 ألفا طوال العام الماضي، حيث تشهد المعابر الحدودية تكدسا ملحوظا للعائدين، الذين يأملون في بدء حياة جديدة بعد انتهاء سنوات من النزوح القسري بسبب النزاعات.

وأشارت المنظمة إلى أن غالبية هؤلاء العائدين إلى ديارهم عبر معبري "أرقين وأشكيت" الحدوديين الرابطين بين السودان ومصر، نزحوا من ولايتي الخرطوم والجزيرة. كما توقعت أن تتضاعف حركة العودة 7 مرات خلال العام الحالي مقارنة بالعام السابق.

مقالات مشابهة

  • السودان.. العفو الدولية توثق حالات اغتصاب جماعي ارتكبها الدعم السريع
  • منظمات فلسطينية: قطاع غزة يدخل مرحلة متقدمة من المجاعة
  • تقارير فظيعة عن الاستعباد الجنسي الذي مارسته الدعم السريع بالسودان
  • البرهان: شعبنا بحاجة لوقف انتهاكات قوات الدعم السريع لا لمؤتمرات
  • فضيحة أخلاقية تعصف بقوات الدعم السريع
  • الحكومة السودانية تستدل بشهادة خبراء الأمم المتحدة على دعم الإمارات لقوات الدعم السريع
  • ما أهمية معسكر طيبة الذي استعاده الجيش السوداني من الدعم السريع؟
  • الدعم السريع يقتل 9 في مدينتي الأبيض والفاشر ويستهدف محطات الكهرباء
  • حركة جيش تحرير السودان تحذر سكان الفاشر ومعسكرات النازحين بعدم الإنصياع لمخطط المليشيا حول التهجير القسري وتفكيك المعسكرات
  • قوات الدعم السريع، من الذي أنشأ الوحش حقًا؟ لا هذا ولا ذاك، بل هو اختراق استخباراتي مكتمل الأركان