كائن صغير جدا قد يكون أمل البشرية في الخلاص من أزمة المناخ
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
توصل فريق دولي من الباحثين إلى نوع فريد من البكتيريا الزرقاء التي تعيش في أعماق البحار بالقرب من الفتحات البركانية البحرية القريبة من السواحل الإيطالية، يمكن أن يمثل أحد الحلول المطروحة لمشكلة تغير المناخ.
وأطلق الباحثون على هذا النوع الجديد اسم "تشونكوس" والذي يتميّز بقدرة غير مسبوقة على النمو السريع والترسب في قاع البحر متغذيًا على ثاني أكسيد الكربون، مما يجعله مرشحًا قويًا للاستخدام في تنقية غلافنا الجوي.
وتعتبر البكتيريا الزرقاء كائنات دقيقة قادرة على القيام بعملية البناء الضوئي كالنباتات، مما يعني أنها تستخدم ثاني أكسيد الكربون من الهواء لتوليد الطاقة.
وتُعد هذه الكائنات أحد أقدم أشكال الحياة على كوكبنا ولها دور محوري بدورة الكربون. إلا أن النوع المكتشف حديثًا، والذي يرمز له علميًا بـ"يوتكس 3222″ يتمتع بخصائص فريدة تجعله مفيدًا في الجهود الرامية لمكافحة التغير المناخي.
يتميز "تشونكوس" بقدرته على النمو السريع في البيئات الغنية بثاني أكسيد الكربون كقاع البحر. فوفقًا للدراسة التي نُشرتها مجلة "أبلايد أند إنفيرومينتال ميكروبيولوجي" يمكن أن يتضاعف هذا النوع كل 90 دقيقة مما يجعله أسرع من معظم الأنواع الأخرى المعروفة. كما أنه يحتوي على حبيبات كثيفة من الكربون تجعله يترسب بشكل طبيعي في قاع البحر.
إعلانوتجعل هذه الخاصية الأخيرة "تشونكوس" مرشحًا مثاليًا للاستخدام في مشاريع إزالة الكربون الصناعي. وعادةً ما يتطلب حصاد تلك الكائنات الدقيقة من الماء إجراءات مكلفة لفصلها عن الماء وتجفيفها، ولكن مع "تشونكوس" تقوم الجاذبية بإنجاز جزء كبير من هذه العملية.
وأشار فريق الباحثين في دراسته إلى أن عملية البناء الضوئي التي تقوم بها هذه البكتيريا تتيح تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى كتلة حيوية يمكن استخدامها في إنتاج الوقود الحيوي أو مكملات غذائية غنية بأحماض أوميغا-3 ومضادات الأكسدة.
وقد شارك الباحثون هذه السلالة المكتشفة مع المجتمع العلمي من خلال توفيرها في مجموعة جامعة تكساس للطحالب، على أمل أن يساعد هذا الاكتشاف في تطوير تقنيات جديدة لمواجهة أزمة المناخ وتحقيق أهداف الاستدامة العالمية.
وتُعد تشونكوس مثالًا حيًا على وجود حلول غير متوقعة لأكبر تحديات العصر الحديث، فمن خلال استغلال خصائص الكائنات الدقيقة يمكننا تحقيق فوائد بيئية وصناعية في آنٍ واحد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أکسید الکربون
إقرأ أيضاً:
كيف يؤثر تغير المناخ على التنوع البيولوجي؟
يشير التنوع الأحيائي أو التنوع البيولوجي إلى أصناف الحياة على الأرض بجميع أشكالها، من الجينات والبكتيريا إلى النظم البيئية بأكملها مثل الغابات أو الشعاب المرجانية.
والتنوع البيولوجي الذي نراه اليوم هو نتيجة 4.5 مليارات سنة من التطور، لكنه يتأثر بشكل متزايد بالأنشطة البشرية التي أدت إلى تغير المناخ.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على البيئة؟list 2 of 4ما بصمتنا الكربونية وكيف نخفف من أثرها؟list 3 of 4بصمة كربونية عالية لهاتفك الذكي.. ماذا تفعل؟list 4 of 4تطوير صنف جديد من الأرز يساهم بمكافحة تغير المناخend of listويشكل التنوع البيولوجي شبكة الحياة التي نعتمد عليها في أمور عديدة كالغذاء والماء والطب والمناخ المستقر والنمو الاقتصادي، وغيرها.
ووفقا للأمم المتحدة يعتمد أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي على الطبيعة وتنوعها، كما يعتمد أكثر من مليار شخص على الطبيعة والغابات لكسب لقمة عيشهم.
ومع التطور الصناعي وزيادة نسبة الانبعاثات تبدو الطبيعة في أزمة، إذ إن نحو مليون نوع مهدد بالانقراض والعديد منها ستختفي في غضون عقود.
كما ستتحول النظم البيئية التي لا يمكن الاستغناء عنها -مثل أجزاء من غابات الأمازون المطيرة- من مصارف الكربون إلى مصادر الكربون بسبب إزالة الغابات والمحيطات التي تمتص أكثر من نصف انبعاثات الكربون.
وتشير الدراسات إلى اختفاء نحو 85% من الأراضي الرطبة، مثل المستنقعات المالحة ومستنقعات نبات "المانغروف" التي تتميز بقدرتها على امتصاص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون.
إعلانويبقى السبب الرئيسي لفقدان التنوع البيولوجي هو استخدام البشر للأرض في المقام الأول لإنتاج الغذاء بشكل مفرط. وقد غيّر النشاط البشري بالفعل أكثر من 70% من جميع الأراضي الخالية من الجليد.
وعندما يتم تحويل الأراضي الغابية من أجل الزراعة، قد تفقد أنواع من الحيوانات والنباتات مواطنها وموائلها وتواجه خطر الانقراض.
ويلعب تغير المناخ دورا متزايد الأهمية في تدهور التنوع البيولوجي، إذ أدى إلى تغيير النظم البيئية البحرية والبرية والمياه العذبة في جميع أنحاء العالم. كما تسبب في فقدان الأنواع المحلية وزيادة الأمراض والموت الجماعي للنباتات والحيوانات.
تقتل المحيطات الأكثر دفئا الشعاب المرجانية، كما يهدد ارتفاع مستويات سطح البحر الشواطئ التي تحتاجها السلاحف البحرية للتكاثر. وباتت فصول الصيف أطول، والشتاء أقصر، وهي تحولات موسمية تعرض للخطر عددا لا يحصى من أنواع الحيوانات والنباتات من خلال تعطيل الإمدادات الغذائية ومواسم التزاوج ومتغيرات أخرى.
وتشير بعض الدراسات إلى أن الدببة القطبية التي يعد المناخ القطبي موئلها الطبيعي قد تشهد نفوقا مفاجئا، مع انهيار أجزاء كبيرة من النظم البيئية في موجات مع ارتفاع درجة حرارة العالم.
ويقول العلماء إن ظاهرة فقدان التنوع البيولوجي بدأت بالفعل في الشعاب المرجانية، وقد تشمل الغابات الاستوائية بحلول أربعينيات القرن21. كما يزيد ارتفاع درجات الحرارة من خطر فقدان النظم الإيكولوجية البحرية والساحلية بشكل لا رجعة فيه.
وعلى سبيل المثال تقلصت الشعاب المرجانية الحية إلى النصف تقريبا في الـ150 عاما الماضية، ويهدد المزيد من الاحترار بتدمير جميع الشعاب المرجانية المتبقية تقريبا.
إعلانوسيكون تأثير ارتفاع الحرارة على التنوع الأحيائي كما يلي:
قد تؤدي زيادة الحرارة بواقع 1.5% إلى فقدان 4% من الثدييات حوالي نصف مواطنها الطبيعية. قد تؤدي زيادة الحرارة بما يزيد على 1.5% إلى تدمير ما بين 70% إلى 90% من الشعاب المرجانية. ستؤدي زيادة الحرارة بواقع 2% إلى أو اكثر إلى فقدان أكثر من 99% من الشعاب المرجانية.ويشير علماء الطيور إلى أن الاحتباس الحراري يؤثر على العديد من أنواع الطيور، حيث يتغير وقت تعشيشها وتكاثرها وهجرتها، وحتى المكان الذي تستطيع فيه العيش والازدهار. ويرى علماء النبات علامات مماثلة لتأثيرات تغير المناخ على المحاصيل والغابات والنباتات الأخرى.
وعلى الرغم من هذه التوقعات القاتمة، فإن تغير المناخ ليس حاليا المحرك الأكبر لفقدان التنوع البيولوجي على الأرض، فالعامل الأكبر هو إعادة تشكيل التضاريس نفسها، حيث أنشأ الناس المزارع والبلدات والمدن والطرق والمناجم على ما كان ذات يوم موطنا لعدد لا يحصى من الأنواع، في البحر.
فعلى سبيل المثال، لا تدعم النظم البيئية مثل أراضي الخث (الأراضي الرطبة ذات التربة التي تتكون من بقايا النباتات غير المتحللة) والغابات خيارات واسعة من أسباب الحياة فحسب، بل هي تسحب أيضا ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتخزنه في النباتات وفي الأرض، ويضر تدميرها بالتنوع البيولوجي ويعقد مكافحة تغير المناخ.
وبشكل عام تعد عمليات فقدان الموائل، والصيد الجائر، وتغير المناخ مترابطة في التأثير على التنوع البيولوجي، وهي من صنع البشر.
ويمكن التغلب عليها من خلال إدارة رشيدة للموارد تشمل:
حماية الغابات وإدارتها واستعادة ما فقد منها، فعلى الرغم من الخسائر الهائلة والمستمرة، لا تزال الغابات تغطي أكثر من 30% من مساحة كوكب الأرض. الحفاظ على أراضي الخث واستعادتها وإبقاؤها رطبة حتى لا يتأكسد الكربون ويطفو في الغلاف الجوي، حيث تخزن تلك الأراضي ضعف كمية الكربون الموجودة في جميع الغابات، رغم أنها تغطي حوالي 3% فقط من اليابسة. ويمكن لموائل المحيطات مثل الأعشاب البحرية وأشجار "المانغروف" أيضًا عزل ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بمعدلات تصل إلى 4 أضعاف ما يمكن للغابات على اليابسة، ما يجعل "المانغروف" ذات قيمة عالية في مكافحة تغير المناخ. الحفاظ على المساحات الطبيعية واستعادتها، سواء على اليابسة أو في الماء، وهو أمر ضروري للحد من انبعاثات الكربون والتكيف مع مناخ متغير بالفعل. يمكن تحقيق حوالي ثلث التخفيضات في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المطلوبة في العقد المقبل من خلال تحسين قدرة الطبيعة على امتصاص الانبعاثات. إعلان