لجريدة عمان:
2025-03-09@23:10:42 GMT

نهضة سلطنة عمان المتجددة.. خمس سنوات مثمرة

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

تهل علينا يوم السبت الحادي عشر من يناير ٢٠٢٥ الذكرى الخامسة لتولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد وسط تفاؤل كبير بما تحقق من إنجازات محورية على صعيد العمل الوطني وهي سنوات قليلة في عمر زمن الأوطان. لقد كانت السنوات الخمس الماضية من عهد جلالته المتجدد صعبة ومفصلية خاصة على الصعيد الاقتصادي، حيث كانت بلادنا سلطنة عمان تعاني من الارتفاع الكبير للدَّين العام لسنوات بسبب الانخفاض الكبير لأسعار النفط علاوة على المتغيرات الجيوسياسية في المنطقة والعالم.

كان يوم الحادي عشر من يناير ٢٠٢٠ يوما مهما وحيويا على صعيد انطلاق نهضة سلطنة عمان المتجددة بقيادة جلالته وسط تحديات حقيقية، ومع ذلك كان الجهد كبيرا والعزم واضحا من خلال الخطاب السلطاني الأول لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وهو يتولى الحكم، حيث كان الخطاب بمثابة خريطة طريق للعمل الوطني في المرحلة القادمة من خلال التركيز على جملة من القضايا الوطنية خاصة الاقتصادية والاجتماعية. ورغم تلك التحديات الكبيرة بدأ العمل بشكل جاد من خلال جملة من الخطوات المهمة كان من أهمها هيكلة الجهاز الإداري للدولة والتركيز على الملف الاقتصادي على اعتبار أن إصلاح الاقتصاد الوطني يعني انطلاق بقية الملفات، ومن هنا انطلق العمل من خلال تشكيل الحكومة الجديدة وسط تفاؤل كبير بأن جلالته -حفظه الله ورعاه- عاقد العزم على تغيير المشهد الوطني إلى ما يحقق طموحات الشعب العماني ويحقق طموحات الوطن، ومن هنا تواصل العمل من خلال خطة التوازن المالي وساند الشعب العماني قيادته الحكيمة في عبور تلك التحديات، ومع مرور الوقت تحسنت المؤشرات الاقتصادية والتصنيف الدولي للاقتصاد الوطني. ورغم تحدي جائحة كورونا ونتائجها السلبية الاقتصادية والاجتماعية فإن مسار العمل الوطني تواصل بكل قوة لندخل الأيام القادمة ونحن نشهد تطورات مثمرة على صعيد نهضة سلطنة عمان المتجددة بعد مضي خمس سنوات منها، حيث تحسّن التصنيف الدولي إلى نظرة إيجابية وسجلت الميزانية العامة للدولة فائضا على مدى أربع سنوات وأصبح للمحافظات قانون ينظم تطورها وتنميتها ودعمها ماليًّا، كما تم تدشين صندوق الحماية الاجتماعية بهدف إيجاد منافع مالية لأعداد كبيرة من المواطنين من الأطفال وكبار السن والأيتام والأرامل والأسر ذات الدخل المحدود، كما تحسّن الدخل فيما يخص القطاعات غير النفطية، وهذا مؤشر مهم يُبنى عليه في المرحلة القادمة، حيث إن التجارب تقول إن الاعتماد على مصدر وحيد مسألة غير واقعية. تأتي الذكرى الوطنية الخامسة لتولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- ومسار العمل الوطني يسير بثبات من خلال تواصل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتركيز على القطاعات الواعدة كالطاقة المتجددة والتكنولوجيا والاقتصاد الرقمي وتمكين الشباب العماني وغيرها من القطاعات بحيث يصبح الاقتصاد الوطني متنوعا ومستداما، ومن هنا فإن المؤشرات إيجابية وهناك جهود تتواصل على الصعيد الوطني لتحقيق الاستدامة المالية. لقد بذل جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- جهدا كبيرا في تغيير المشهد الوطني من خلال الاقتصاد ومن خلال الدور المحوري لجهاز الاستثمار وبقية القطاعات الاقتصادية الأخرى، كما أن من سمات السنوات الخمس من عمر نهضة سلطنة عمان المتجددة الشراكات الاقتصادية مع الدول الشقيقة والصديقة، ومن هنا تبرز الزيارات السلطانية التي قام بها جلالته والوفود الرسمية إلى عدد من دول العالم لتعزيز تلك الشراكات وبما يعود بالمكتسبات على الوطن والمواطن، وكان من نتيجة تلك الزيارات السلطانية توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع تلك الدول في عدد من القطاعات الحيوية، وتعَد تلك الشراكات الاقتصادية من الأهمية بمكان في عالم يتّسم بالمتغيرات والمنافسة الاقتصادية والتجارية وفي مجال الاستثمار خاصة وأن الموقع الاستراتيجي لسلطنة عمان يجعلها قادرة على أن تكون مركزا للتجارة والخدمات والقضايا اللوجستية في ظل وجود الموانئ العمانية على البحار المفتوحة في شمال سلطنة عمان وجنوبها، كما أن مستقبل المناطق الاقتصادية الخاصة والحرة سوف يكون محوريا في تنشيط وتنويع الاقتصاد الوطني من خلال استقطاب الاستثمارات وصناعة الفضاء والأحواض الجافة وفي مجال التعدين والصناعات السمكية والزراعية. تأتي الذكرى الوطنية الخامسة لتولي جلالته -حفظه الله- الحكم في سلطنة عمان والمؤشرات تتحدث عن نفسها إقليميا ودوليا ووطنيا، كما أن جلالة السلطان المعظم ماضٍ في متابعة «رؤية عُمان ٢٠٤٠» التي تعَد المرجعية الأساسية لمستقبل الوطن والأجيال الحالية والقادمة، ومن خلال الخطابات السلطانية الثلاثة لجلالته -حفظه الله- كانت مسألة التقييم والشفافية والمحاسبة واضحة، حيث إن الوطن يسابق الزمن لتحقيق المزيد من الطموحات الوطنية، ومن هنا يؤدي جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة دورا محوريا في المحافظة على المكتسبات والمال العام، وهذا شيء مهم، كما أن محاربة البيروقراطية والفساد تأتي أولوية قصوى في فكر جلالته -حفظه الله ورعاه- وأنه من الضروري التركيز على الإنتاجية والتميز والإجادة وتقييم المراحل، كما أن المجالس التشريعية تؤدي دورا محوريا في دراسة القوانين وتلك المجالس تعَد شريكا أساسيا في منظومة الدولة وهي تؤدي دورها المهم من خلال قانون مجلس عُمان ومن خلال مرجعية النظام الأساسي للدولة، كما أن المجالس البلدية تؤدي دورا مهما على صعيد تطوير وتنشيط الجوانب التنموية في المحافظات بما يسهم في التطور المجتمعي المنشود، ولعل المستقبل القريب سوف يشهد المزيد من التطورات على صعيد المحافظات اقتصاديا وتنمويا واجتماعيا.

وعلى صعيد السياسة الخارجية يواصل جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- سياسة بلادنا التي تتسم بمرتكزات واضحة أساسها الحوار والتعاون وإقامة السلام من خلال حل القضايا بالطرق السلمية، كما أن وقوف سلطنة عمان مع القضايا العادلة كان ثابتا ولعل في مقدمتها القضية الفلسطينية التي تعَد من القضايا المركزية، وسجلت سلطنة عمان قيادةً وشعبًا مواقف مشرّفة خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين، وأيضا على جنوب لبنان، مما أعطى الدبلوماسية العمانية التميز والمصداقية على صعيد المجتمع الدولي، وأصبحت السياسة الخارجية لسلطنة عمان تحظى بالاحترام والمصداقية وتؤدي دورا محوريا على صعيد المساعدة في حل عدد من الملفات المعقدة ولعل نموذج الحرب في اليمن أحد الملفات المعقدة التي نجحت من خلالها الدبلوماسية العمانية في وقف الحرب من خلال الهدنة وتواصل الحوار بين الفرقاء اليمنيين والتنسيق مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الأمريكي ودول المنطقة خاصة المملكة العربية السعودية الشقيقة والحكومة اليمنية وهناك جهود عمانية تتواصل للوصول إلى حل سياسي ينهي معاناة الشعب اليمني وأن يحل السلام والاستقرار على اليمن الشقيق.

خمس سنوات من العمل الجاد والمثمر يعتز به كل مواطن على أرض سلطنة عمان الطيبة وكانت تلك السنوات الخمس صعبة وفارقة للخروج من عنق الزجاجة، وفيما تحتفل بلادنا سلطنة عمان بالذكرى الوطنية لتولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم فإن المسيرة متواصلة نحو تحقيق المزيد من النجاح والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وتحقيق المزيد من الإنجازات الوطنية وفي كل المجالات من خلال الدور الفعال لكل المواطنين كل في موقعه وقدرته كما أشار إلى ذلك جلالته -حفظه الله- في خطاباته الوطنية.

حفظ الله السلطان المعظم والشعب العماني الكريم، ونبارك لجلالته الذكرى الوطنية الخامسة لتولي جلالته مقاليد الحكم في البلاد، ونبارك للشعب العماني الكريم هذه الذكرى الوطنية المباركة.. وكل عام والجميع بخير وسلام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حفظه الله ورعاه الذکرى الوطنیة المزید من على صعید من خلال ومن هنا کما أن عدد من

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان تؤكد دعمها لتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة

جدة ـ العُمانية :

شاركت سلطنة عُمان في الاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي، الذي عُقِدَ بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، وناقش تطوُّرات العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكّد معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، الذي ترأس وفد سلطنة عُمان على موقفها الثابت والداعم لتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، وعودة النازحين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى كل مناطق غزّة، محذرًا من خطورة أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو انتهاك حقوقهم.

كما أكّد معاليه على دعم سلطنة عُمان لجهود الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي لمواجهة العدوان الإسرائيلي، مشددًا على ضرورة إنشاء آلية دولية فاعلة لوقف الانتهاكات، وحماية المدنيين، ورفع الحصار عن قطاع غزّة، ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن الجرائم المرتكبة.

وجاء الاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي برئاسة معالي لوجن مبيلا مبيلا، وزير العلاقات الخارجية في جمهورية الكاميرون رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري للمنظمة، وبمشاركة عدد من أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية.

حضر الاجتماع سعادة السفير الشيخ أحمد بن هاشل المسكري، رئيس دائرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والجوار الإقليمي والوزير المفوض سالم بن محمد البوسعيدي، القنصل العام لسلطنة عُمان ونائب المندوب الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي بجدة، وعدد من المسؤولين بوزارة الخارجية.

والتقى معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، بمعالي الدكتور عباس عراقجي، وزير الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية على هامش الاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة.

تناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وسبل تعزيز التعاون المشترك، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة، وأهمية الدفع بالحوار والجهود الدبلوماسية لإيجاد الحلول السلمية والعادلة لمختلف النزاعات والصراعات وتعزيز فرص تحقيق الأمن والاستقرار والسلام للجميع.

وتبادل معالي السّيد وزير الخارجية خلال لقائه معالي بختيار سعيدوف، وزير خارجية جمهورية أوزبكستان وجهات النظر والتشاور حول عدد من التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.

وتطرّق الوزيران إلى جوانب التعاون الدبلوماسي بين البلدين، مؤكديْن على مواصلة دعم وتنمية مجمل علاقات الشراكة الاقتصادية والاستثمارية، إلى جانب برامج التعاون الثقافي والعلمي.

حضر اللقاءين عدد من المسؤولين من الجانبين.

مقالات مشابهة

  • بعد سنوات من الحظر.. سلطنة عمان تسمح مجددًا باستيراد الحيوانات الحية من اليمن
  • البرهان يعين سفراء جدد ويطالب بحل مشاكل الجاليات السودانية
  • البرهان يؤكد ضرورة ترقية علاقات السودان الخارجية
  • أقوى الدول العربية والعالمية من حيث «القوة الشرائية»!
  • سلطنة عمان ترفع حظر استيراد الحيوانات الحية من اليمن
  • سلطنة عمان تؤكد دعمها لتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة
  • عبدالله بن زايد: «برزة أبوظبي» تُجسد قيم ومبادئ «عام المجتمع»
  • الإحصاء والمعلومات يدشن مؤشرات خاصة بالمرأة في سلطنة عمان
  • ‏في خطوة مهمة نحو تعزيز استخدام الطاقة المتجددة في العراق .. رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار يؤكد ..
  • سلطنة عمان تشارك في اجتماع وزراء مجلس التعاون ووزير الخارجية المصري