أثارت المحاصرة الخليجية متعددة الأوجه لمخدر الكبتاجون، الذي يسمي أيضا كوكايين الفقراء في الشرق الأوسط مخاوف أوروبية من تزايد تدفقه على أرضيها، حسبما نقلت وكالة بلومبرج عن مسؤولين وخبراء غربيين.

ووفق بلومبرج، فإن المخدر الذي تنتجه مجموعات مقربة من الرئيس السوري بشار الأسد، وحليفه حزب الله، مصنوع من مادة الأمفبتامين، وتباع الحبة منه بنحو 3 دولارات إلى 25 دولاراً.

ويقال إن مخدر الكبتاجون يعمل على تفجير للطاقة وتحفيز الإنتاجية واليقظة ويمنح متعاطيه إحساساً بالنشوة، فضلاً عن الأوهام والشعور بالقوة والمَنَعة والبأس، وهو رائج بين المراهقين وعمال البناء ذوي الدخل المنخفض.

ونقلت بلومبرج عن مسؤولين وخبراء تحذيرهم أن الكبتاجون سيصبح الآن على الأرجح تهديداً لأوروبا وبقية العالم أيضاً، نتيجة حملة صارمة تشنها السلطات السعودية على الكبتاجون.

ورأي المسؤولون والخبراء أن جهود المملكة الأخيرة للتواصل مع الرئيس السوري بشار الأسد من أجل كبح تدفق هذه المادة المخدرة، تدفع المنتجين إلى البحث عن طرق وأسواق جديدة.

وفي هذا الصدد، قالت كارولين روز، المديرة في "نيو لاينز إنيستيتيوت"، إنه "مثل أي اقتصاد غير قانوني، أصبح التجار والمهربون أكثر تطوراً وتقدماً في محاولة استهداف أسواق عبور جديدة، واكتشاف طرق أخرى، ثم محاولة إنشاء أسواق استهلاك غير معهودة".

اقرأ أيضاً

بينها الكبتاجون.. 4 قضايا ثنائية تناولها الاجتماع العربي مع سوريا

وتابعت روز التي تقود مشروعاً بحثياً عن تجارة الكبتاجون: "إنهم يتكيفون ويتبنون أساليب مبتكرة".

 وقدر باحثان بارزان في مركز "نيو لاينز إنيستيتيوت" للأبحاث أن "الكبتاجون ولّد نحو 10 مليارات دولار على مدى السنوات الثلاث الماضية.

ونقلت بلومبرج عن مسؤولين كبيرين في الاتحاد الأوروبي قولهما إن تقارير الاستخبارات التي اطلعا عليها، والإفادات التي تلقياها من نظرائهم في الشرق الأوسط، تشير إلى أنه من المحتمل للغاية أن تزداد تدفقات الكبتاجون إلى أوروبا، مدفوعة بحاجة التجار في سوريا إلى السيولة، و"رغبة الأسد في تصدير الإدمان والتوتر الاجتماعي إلى بلدان يرى أنها أضرته"، وفق تعبيرهما.

دعمت القوى الأوروبية، شأنها شأن الولايات المتحدة، الاحتجاجات المناهضة للأسد، قبل أن تدعم المعارضين السياسيين والجماعات المسلحة التي تسعى للإطاحة به.

وقال المسؤولان إن الكبتاجون لم يصبح مشكلة في أوروبا حتى الآن، لكن القضية الآن تحت مجهر الجميع فيما يزداد قلق صانعي السياسات والمسؤولين الأمنيين في جميع أنحاء القارة إزاءها.

اقرأ أيضاً

وقف الكبتاجون مقابل المال.. الصفقة التي مهدت طريق الأسد للقمة العربية

 

المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلام

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الكبتاجون أوروبا الخليج

إقرأ أيضاً:

التغيرات المناخية.. أزمة تُعرقِل التنمية

 

د. أسماء حجازي **

في الفترة الأخيرة شهد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا موجة شديدة من التغيرات المناخية التي تمثل تحديًا يهدد بتفاقم حالة الهشاشة والنزاعات، النزوح، التهميش وكذلك الفساد، حيث من المتوقع ان تشهد المنطقة درجات حرارة أعلى بنسبة 20% من المتوسطات العالمية. وهي بالفعل المنطقة الأكثر ندرة في المياه في العالم ومن المتوقع أن تؤدي درجات الحرارة المتزايدة إلى المزيد من الجفاف الحاد والمستمر.

ولم تقتصر تأثيرات التغيرات المناخية فحسب على درجات الحرارة والموارد المائية فحسب، وانما لها العديد من التأثيرات حيث تهدد بتزعزع استقرار الدول الاقتصادي والسياسي والأمني وكذلك الاجتماعي، حيث ان منطقة الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة مرشحة لتكون من أكثر الدول شحًا بالموارد المائية حول العالم جراء التغيرات المناخية.

والعديد من الدول في الشرق الأوسط شهدت حروبًا وصراعات كثيرة، بسبب ما نتج عن التغيرات المناخية من جفاف واوبئة وجوع وفقر وغيرها من المظاهر الأخرى مثل دولة جنوب السودان، ولم يتوقف الأمر عند ذلك ولكن كابوس التغيرات المناخية يحد من قدرة الأجيال في الحاضر والمستقبل على التمتع بالحق في الحياة، والحق في التعليم والحق في المسكن نتيجة النزوح المستمر في الدول التي تشهد موجات عارمة من الفيضانات والسيول وارتفاع درجات الحرارة والتي ينتج عنها بطبيعة الأمر جفاف وانعدام في الأمن الغذائي.

ففي تونس، على سبيل المثال، شهد مطلع مارس 2024 ارتفاعًا في أسعار مياه الشرب بنسبة تصل إلى 16 بالمئة في مواجهة الشح المائي نتيجة جفاف طيلة السنوات الخمس الماضية. وفرضت الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، منذ العام الماضي، نظام الحصص في مياه الشرب، وحظرت استخدامها في الزراعة، وبدأت قطع المياه ليلًا.

وفيما يتعلق بمعدلات النزوح "تؤكد أرقام البنك الدولي على خطورة تغير المناخ، حيث يتوقع أن يدفع ملايين الأشخاص، بما في ذلك 19.3 مليون في شمال أفريقيا، إلى النزوح داخل بلدانهم بحلول عام 2050. هذه الأرقام تسلط الضوء على العواقب الوخيمة لتغير المناخ على المجتمعات والاقتصادات."

وفي هذا الإطار تظهر في الشرق الأوسط ثلاث أزمات مياه تعتبر الأكثر حساسية وإلحاحًا، لاسيما وأنها ترتبط بالأمن المائي لأكثر من نصف مليار إنسان موزعين على الدول المعنية بهذه الأزمات، وهي: أزمة مياه دجلة والفرات بين العراق وتركيا وإيران، أزمة نهر النيل بين مصر والسودان وإثيوبيا، وأزمة المياه المشتركة بين الأردن وإسرائيل.

قامت إيران بقطع روافد نهر دجلة بشكل كامل مثل نهر الزاب، وروافد سد "دربندخان"، مما يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن المائي للعراق. وقطع تلك الروافد وتسببها في جفاف حوض ديالى بنسبة 75%، مما أدى إلى معاناة شرق العراق وجنوبه من أزمة جفاف خانقة لاسيما عام 2021 وصيف عام 2023، حيث بلغت إطلاقات المياه من الجانب الإيراني صفرًا

وتشير التقديرات إلى أن 71% من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة مهدد بشدة بسبب ندرة المياه، بينما قد تشهد الغابات زيادة في مساحة الاحتراق بنسبة تصل إلى 87% و187% مع ارتفاع درجة حرارة الأرض درجتين أو ثلاث درجات مئوية على التوالي، مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.

ورغم مواجهة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتحديات جمة، إلا أنها تمتلك إمكانات هائلة لقيادة التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة والابتكار. ويمكن لدول المنطقة، من خلال جذب الاستثمارات وتسهيل نقل التكنولوجيا، أن تتبوأ مكانة رائدة في التنمية الخضراء. تسعى هذه المقالة إلى استكشاف كيفية استغلال هذه الإمكانات لمواجهة التغيرات المناخية، وتسليط الضوء على الآثار المتعددة لهذه التغيرات على المنطقة على الصعيد السياسي والاجتماعي والحقوقي والاقتصادي.

وبالتالي.. لا بُد من اتخاذ إجراءات لمواجهة تغير المناخ في بدايته. وبالتالي، يجب على الحكومات في الشرق الأوسط أن تكثف أهدافها للتكيف مع تغير المناخ وخفض مساهمتها في الاحترار العالمي على حد سواء. ووفق أحدث دراسات أجراها صندوق النقد الدولي عن التكيف وتخفيف الآثار، يتعين استثمار ما يصل إلى 4% من إجمالي الناتج المحلي سنويًا لتعزيز الصمود في مواجهة تغير المناخ بالقدر الكافي وتحقيق أهداف خفض الانبعاثات بحلول 2030.

** مدرس مساعد بالبحث العلمي وباحثة حقوقية ومتخصصة في الشأن الأفريقي

مقالات مشابهة

  • نجوى كرم تواكب موضة البدل النسائية لـ 2025
  • أي شرق نريد؟
  • مجلس الأمن يعقد اليوم جلسة حول القضية الفلسطينية
  • جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية
  • جلسة لـ مجلس الأمن اليوم حول الوضع في الشرق الأوسط
  • تصاعد الحرب في أوكرانيا: هجوم صاروخي روسي يثير مخاوف عالمية
  • الشرق الأوسط وأوكرانيا على طاولة "مجموعة السبع"
  • التغيرات المناخية.. أزمة تُعرقِل التنمية
  • المخمل يعكس رشاقة نجوى كرم (صور)
  • الخراز: تأخير إعلان نتائج الانتخابات البلدية يثير مخاوف من التزوير