ثارت الأزمة الأخيرة بين معامل التحاليل الطبية والنقابات الثلاث الصحفيين والمهندسين والمحامين أزمة احتكار الصحة فى مصر.. السنوات الأخيرة أصبحت الممارسات الاحتكارية فى القطاع الصحى مصدر قلق متزايد لدى عدد من المواطنين بسبب ارتفاع تكلفة العلاج بصورة لا تتناسب مع الحالة الاقتصادية للمواطن، حيث يشكل احتكار خدمات وموارد الرعاية الصحية من قبل كيانات بعينها خطرًا كبيرًا على صحة المواطن ويمكن أن تؤدى إلى عواقب بعيدة المدى على النتائج الصحية.
عام 2008 بدأت شركة أبراج كابيتال الإماراتية شراء معامل البرج ثم المختبر عام 2012 لتستحوذ على أكبر معامل التحاليل فى مصر ليدخل فى جعبتها أكثر من 567 معملًا فى مصر وبأرباح تصل إلى 82%، حيث وصلت أرباحها عام 2024 إلى 4. 1 مليار جنيه ومع ذلك فرضت على النقابات زيادة الأسعار بنسبة 23% على نقابة المحامين أيضًا.. واحتكار الخدمة الطبية فى مصر لم يقتصر على أشهر المعامل التى تم بيعها بل والتدريب إلى كبرى المستشفيات الخاصة.. برأس المال العربى الخليجى قبل رأس المال المصرى المحلى.. وفى المقدمة رأس المال الإماراتي والسعودى ومنها إلى كبريات سلاسل الصيدليات.. ومن ثم أزمة أخرى قد تنفجر فى أى وقت، حيث تستحوذ مجموعة «أبراج كابيتال» الإماراتية على مستشفيات ضخمة مثل كليوباترا والنيل بدراوى والقاهرة التخصصى، تداعيات هذه السيطرة الإماراتية على القطاع الصحى المصرى تهدد ليس فقط احتياجات المواطنين الصحية وإنما أيضًا الاستقلالية الاقتصادية للبلاد وحقوق العاملين فى القطاع الطبى.
فى عام 2015 حذرت نقابة الأطباء من استحواذ أبراج كابيتال على القطاع الصحى فى مصر، وخاصة قطاع التحاليل الطبية، كما حذرت من خطورة المنافسة بين القطاع الصحى الاستثمارى والقطاع العام وخطورة تلك المنافسة على صحة المواطن المصرى.
قال الدكتور محمد حسن خليل مدير مركز الحق فى الصحة تم احتكار عدد من القطاعات الصحية على رأسها معامل المتقدمة الخاصة بالتحاليل الطبية ثم المستشفيات والتى أطلق عليها مجموعة مستشفيات كليوباترا وهذا ما حذرنا منه قديمًا، فالأزمة ليست فى رفع الأسعار فقط، بل هناك استنزاف للحصيلة الدولارية فى مصر، فالقانون يسمح للمستثمر بتحويل أمواله لخارج البلاد بنفس العملة التى قام بالاستثمار بها، فالاستثمار بهذه لطريقة يحل أزمة قصيرة ولكنه يخلق أزمة استراتيجية بالأرباح كلما زادت، بالتالى تزيد الحاجة إلى حصيلة دولارية أكثر لتحويلها للخارج.
وأضاف حسن خليل أن هناك تحاليل طبية لا يمكن إجراؤها إلا فى معامل خاصة، وهناك حالات يتم سحب العينة منها فى المستشفيات الحكومية وإرسالها لمعامل خاصة، مثل تحاليل نسبة الفيتامينات أو الأدوية بالدم، وتحاليل أمراض المناعة حتى أن بعض التحاليل يتم إرسالها للخارج.
وأشار حسن خليل إلى أن مصر ليس لديها تسعيرة فى الطب الخاص، وظهر ذلك فى أزمة كورونا حينما قامت المستشفيات الخاصة برفع الأسعار، حينها قامت وزارة الصحة بالإعلان عن أسعار استرشادية وليست ملزمة، وبالتالى فترك القطاع الصحى وفق سوق العرض والطلب وهو يمثل خطورة كبيرة فى الفترة القادمة، خاصة أن القطاع الصحى تحول لاستثمار. وإذا تركنا الأمر بهذا الشكل فنحن أمام سيناريوهين الأول عدم قدرة المواطن على العلاج، أو أن الدولة ستنفق أكثر على الصحة لعدم قدرة المواطن على الذهاب للمستشفيات الخاصة، فأمريكا تسير بنفس المنهج، وأنفقت العام الماضى تريليون دولار على الصحة، وهو ضعف الناتج المحلى فى إيطاليا.
فى النهاية.. هناك مخاوف متزايدة من توسيع دائرة احتكار الخدمات الطبية بين جميع أطراف المنظومة الصحية والعلاجية.
خاصة مع وبعد الحديث عن أن تلك الكيانات الاحتكارية وجدت طريقها أيضًا لمشروع التأمين الصحى الشامل الجديد.. أمل ملايين المواطنين فى نجاتهم من هؤلاء المحتكرين.. من مالكى المستشفيات الخاصة والمعامل وصولًا للصيدليات. ومراكز الأشعة وغيرها... ومن قبلها إعلان وزارة الصحة والسكان أنها تخطط لتنفيذ ١٠ مستشفيات جديدة بالشراكة مع القطاع الخاص المحلى والأجنبى بسعة المالية تصل إلى ٣ آلاف سرير بمعدل من ٢٠٠ إلى ٣٠٠ سرير لكل مستشفى، وذلك بعد الموافقة على مشروع الحكومة لقانون يسمح للقطاع الخاص بإدارة وتشغيل المستشفيات العامة ومنشآت الرعاية الصحية والذى أعلن نقيب الأطباء الدكتور أسامة عبدالحى رفضه للقانون لسماحه للقطاع الخاص بالتحكيم فى المنشآت التى هى حق أصيل لعلاج الغلابة وطالب بأن القطاع الخاص يستثمر ولكن ببناء مستشفيات جديدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الخدمات الصحية الاحتكار موارد الرعاية الصحية القطاع الصحى فى مصر
إقرأ أيضاً:
كيم جونغ أون يتعهد بجعل تحديث الخدمات الصحية "أولوية قصوى"
تعهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، اليوم الجمعة، بجعل تحديث الخدمات الصحية في بلاده "أولوية قصوى"، مشدداً على أهمية تقليص الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية، وفقاً لما أوردته وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية.
وجاءت تصريحات كيم خلال حضوره حفل وضع حجر الأساس لمستشفى إقليمي في بلدة كانغدونغ، حيث أعلن عن بدء بناء المستشفى إلى جانب مركز خدمات عامة، وذلك في إطار سياسة التنمية الإقليمية (20×10) التي أطلقها. وتقع بلدة كانغدونغ في منطقة ريفية قريبة من العاصمة بيونغ يانغ.
وأكد الزعيم الكوري الشمالي في كلمته خلال الحفل على ضرورة تحسين البيئة الثقافية لسكان المناطق الريفية، معتبراً أن تحقيق المساواة بين الريف والمدن في جودة الخدمات الصحية والمعيشية "هدف مثالي يجب السعي إليه"، وأضاف أن تحديث نظام الصحة العامة وتحسينه يعد "تربة خصبة لازدهار البلاد"، مشيراً إلى خطط لبناء 20 مستشفى سنوياً اعتباراً من عام 2026، بهدف تحقيق التنمية المتوازنة بين جميع المناطق.
كما أعلن كيم عن إنشاء مركز خدمات عامة يضم مرافق سينمائية ورياضية وثقافية، مشدداً على أهمية توفير بيئة تعليمية وترفيهية متطورة تساهم في "تنشئة أفراد مبدعين يساهمون في تطوير المجتمع".
وكان كيم قد أطلق سياسة التنمية الإقليمية (20×10) في يناير من العام الماضي، والتي تهدف إلى بناء 20 مصنعاً حديثاً في المدن والبلدات على مدى 10 سنوات لتحسين المستوى المعيشي والثقافي للشعب. وفي أغسطس الماضي، وجّه بتوسيع نطاق هذه السياسة ليشمل مجالات أخرى، مثل المستشفيات ومراكز توزيع العلوم والتكنولوجيا.
وتأتي هذه الخطط ضمن جهود كوريا الشمالية لتعزيز بنيتها التحتية والخدمات العامة في المناطق الريفية، في مسعى لتحقيق تنمية متوازنة بين المدن والأقاليم، وسط تحديات اقتصادية مستمرة تواجه البلاد.
الرئاسة اللبنانية: تصريحات أورتاغوس تعبر عن وجهة نظرها ولا تعنينا
أكدت رئاسة الجمهورية اللبنانية، اليوم الجمعة، أن التصريحات التي أدلت بها نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، خلال زيارتها قصر بعبدا، تعبر عن وجهة نظرها الشخصية، مشددة على أن الرئاسة غير معنية بها.
وجاء في بيان صادر عن الرئاسة: "بعض ما صدر عن نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط يعبر عن وجهة نظرها، والرئاسة غير معنية به".
وكانت أورتاغوس قد صرحت خلال مؤتمر صحفي من قصر بعبدا بأن "إسرائيل هزمت حزب الله، ونحن ممتنون لها بسبب ذلك"، مؤكدة أن واشنطن لن تقبل بمشاركة الحزب في الحكومة اللبنانية الجديدة بأي شكل من الأشكال، وأضافت: "نؤكد التزام الولايات المتحدة بالشراكة مع الحكومة اللبنانية الجديدة، ونأمل أن ينتهي نفوذ حزب الله في لبنان، لا أخاف منه، فقد هزم عسكريًا، ولن يتمكن من إرهاب المجتمع اللبناني مجددًا".
وأثارت تصريحات أورتاغوس، إلى جانب صور انتشرت لها خلال لقائها مع رئيس الجمهورية جوزيف عون، غضبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد ظهورها وهي ترتدي خاتمًا يحمل نجمة داوود، وانتشرت الصور بشكل واسع، وسط استياء كبير من الشكر العلني الذي وجهته لإسرائيل على ما وصفته بـ"هزيمة حزب الله".