كل الأنباء والأخبار الواردة من الشام، تؤكد أن سوريا التى كانت مُقسمة واقعيًا تحت حكم بشار الأسد، سيتم تقسيمها رسميًا تحت حكم أحمد الشرع«محمد الجولانى سابقًا»!!
ولكى نفهم الخريطة يجب أن نشرح موقف كل «المعازيم» فى وليمة سوريا الممزقة تحت مقصلة الطائفية والصراع المسلح منذ سنوات طوال!!
> فى البداية يجب أن تعرف أن قوات تحرير الشام التى اقتحمت دمشق فى الشهر الماضى لم تكن تستطيع عبور خطوة واحدة بدون دعم تركيا، التى قامت بترتيب اتفاقات مع الولايات المتحدة وإسرائيل بعدم التعرض لقوات تحرير الشام خلال مرحلة عبورها المدن السورية فى اتجاه دمشق، ولذلك مبدئيًا فإن هذه الدول الثلاثة (أمريكا - تركيا - إسرائيل) لها نصيب فى الوليمة كلٌ حسب مصالحه المباشرة.
> نبدأ بشرح موقف الولايات المتحدة التى قال رئيسها المنتخب دونالد ترامب منذ أيام: «سوريا فى حالة من الفوضى، ولكنها ليست صديقتنا، ويجب ألا يكون للولايات المتحدة أى علاقة بها»، ورغم أن حديث دونالد ترامب يبدو أنه قاطع وحاسم إلا أن المصالح الأمريكية ستحكم المسألة فيما بعد، لأن حليفى الولايات المتحدة، تركيا وإسرائيل لهما مصالح مباشرة فى سوريا، وبالتالى فإن إدارة ترامب -لامحالة- سوف تتدخل مباشرة فى سوريا، وبلا شك ستتواصل -علنًا أو سرًا- مع الإدارة الجديدة التى استولت على السلطة بدعم تركى ورضا أمريكى إسرائيلي!! كما أن إدارة ترامب لاتريد أن تسبق الأحداث وتتورط فى تصريحات خاصة بسوريا قبل استقرار الأوضاع تمامًا على الأرض.. بالإضافة إلى الولايات المتحدة لن تسمح لتركيا بالقضاء على الأكراد، حتى تظل قواتهم «شوكة» تمنع استفحال قوة التيارات الدينية المتشددة بقيادة داعش ومن بعدها هيئة تحرير الشام فى العراق وسوريا، ورغم أن أحمد الشرع أعلن الإتجاه لحل هيئة تحرير الشام حتى يستطيع العمل على استقرار الدولة إلا أنه أعقب تصريحه بقوله «وقوات سوريا الديمقراطية من بين الفصائل التى يجب حلها» وهو مايعنى أن الإعلان عن حل فصائل هيئة تحرير الشام كان الغرض منه بالأساس محاولة تحويل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وهى فصائل مسلحة كردية، إلى ميليشيات غير مشروعة تعمل فى مواجهة الدولة.. وقطعًا حل قوات سوريا الديمقراطية هو مطلب تركى بامتياز، ولكنه مطلب يجد رفضًا أمريكيًا، وقد فتحت واشنطن قنوات اتصال مع الجانب التركى فى محاولة لحماية الأكراد، إلا أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يعلن دائمًا رفضه لوجود قوات كردية مسلحة معللًا ذلك بأنه يمثل تهديدًا للأمن القومى لبلاده.. والغريب أنه نفسه كان يدعم هيئة تحرير الشام التى هددت الأمن القومى السورى والعربى بل واستولت على السلطة برعاية تركية!!
> أيضًا الرئيس التركى سيواجه رفضًا أوربيا قاطعًا فيما يتعلق بالقضاء على الأكراد، بل أن حكومات الاتحاد الأوروبى تسعى لتزويد القوات الكردية بالأسلحة فى محاولة لوقف تقدم مسلحى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فى سوريا والعراق.
> إذن الأكراد سيبقون رقمًا فى المعادلة، والاتجاه الغالب أنهم سيتمكنون من الإنفصال عن سوريا تحت حماية أمريكية أوربية تمهيدًا لدمجهم مع الجزء الكردى فى العراق، مع العمل على انفصال أكراد إيران أيضًا لتكوين دولة كردية صريحة لتبقى إشكالية الأكراد الأتراك الذين قد يهجرون أراضيهم إلى المناطق الكردية فى العراق وسوريا وإيران أو ينتظرون أية تغيرات سياسية فى المستقبل تسمح لهم بالاندماج مع فصائلهم العرقية.
> هذه هى القطعة الأولى الممزقة فى سوريا(كردية)
> القطعة الثانية هى المساحة التى استولت عليها إسرائيل تحت هضبة الجولان، فلم تُضيع إسرائيل وقتًا بعد سقوط بشار الأسد فقامت بقصف كل المواقع العسكرية السورية التى أرادت إبعادها عن أيدى هيئة تحرير الشام، فضربت ما يقرب من 500 هدف، ودمرت البحرية، وأزالت، طبقًا للرواية الإسرائيلية، 90% من الصواريخ السورية الأرضية المعروفة، إلا أن استيلاء إسرائيل على المناطق المتاخمة لجبل الجولان جعلها تسيطر على قمم الجبال والهضاب المرتفعة، مما جعلها تطل مباشرة على لبنان وسوريا وإسرائيل من مركز استراتيجى لن تستغنى عنه بسهولة.
> هذه هى القطعة الثانية الممزقة فى سوريا (إسرائيلية)
> الولايات المتحدة نفسها لها قوات متمركزة فى سوريا، وبعد الإطاحة ببشار الأسد أكدت أنها ستعمل على نشر قواتها فى شمال شرق سوريا، حيث يواصل أفراد أمريكيون دعم قوات سوريا الديمقراطية التى يقودها الأكراد كجزء من مهمة مستمرة منذ عقد من الزمان ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). والولايات المتحدة لها ألفين جندى فى سوريا.
ولكن السبب الأهم فى استمرار القوات الأمريكية فى السيطرة على شمال شرق سوريا هو وجود 70% من النفط والغاز السورى فى هذه المنطقة!!
> هذه هى القطعة الثالثة الممزقة فى سوريا (أمريكية)
> أما روسيا فهى تمتلك عدة مواقع عسكرية فى سوريا أهمها ميناءًا بحريًا على البحر الأبيض المتوسط لإرساء الغواصات ومطارًا لاستعراض القوة فى مختلف أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا، ولكن بعد الإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد أصبح مستقبل هذه المنشآت غير مؤكد من وجهة نظر صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، ولكن من وجهة نظرى الشخصية أن هذه القاعدة تحديدًا سوف تستمر لفترة من الزمن نظرًا لتخوف الشرع وهيئة تحرير الشام من استفزاز الدب الروسى.. خاصة أن روسيا لن تُقدم على تحويل القاعدة إلى مركزًا تنطلق منه عمليات أنصار الأسد والعائلات العلوية ضد إدارة هيئة تحرير الشام فى سوريا، فهى مغامرة لن تقدم عليها روسيا، وبالتالى سيبقى الوضع على ما هو عليه لفترة طويلة من الزمن.
> هذه هى القطعة الرابعة الممزقة فى سوريا(روسية)
> إذن ما الذى تبقى للشرع وهيئة تحرير الشام؟ ستبقى دمشق وحماة وحلب وبعض المدن السورية غير المستقرة!! وهذه هى القطعة الخامسة الممزقة فى سوريا!! وهذا هو نفس الوضع الذى كان عليه بشار الأسد قبل ديسمبر الماضي!! أى أن ماحدث فى سوريا ليس تحريرًا وليس ثورة ولكنه استبدال الأدوار.. من رئيس محاصر داخل دمشق بالميليشيات منذ 13 عامًا إلى تنظيم داعشى اكتفى بالعاصمة وطنًا مقابل أن يحصل على مشروعية السلطة والحكم فوق بلدٍ ممزق لن يتمكن السوريون من تجميع أشلاءه لسنوات طويلة قادمة.
> الخلاصة.. أن الجيش الوحيد الذى لم يحصل على قطعة من الوليمة.. هو الجيش السورى الوطنى!! فقد اتفق الجميع (أمريكا - تركيا - إسرائيل - هيئة تحرير الشام) على تفكيكه ليبقى الوطن السورى وأرضه بلا حماية.
> اللهم احفظ بلادنا.. تحيا مصر.. وعاش الجيش المصرى العظيم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اللهم احفظ بلادنا تحيا مصر نور قوات سوریا الدیمقراطیة الولایات المتحدة هیئة تحریر الشام بشار الأسد إلا أن
إقرأ أيضاً:
إن بي سي: الولايات المتحدة تضع خططا لسحب كامل القوات الأمريكية من سوريا
كشفت شبكة "إن بي سي نيوز"، الأربعاء، عن وضع وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" خططا لسحب كامل القوات الأمريكية في سوريا في فترة تمتد إلى 3 أشهر في أقصى حد.
وأشارت الشبكة إلى أن إقدام البنتاغون على وضع مثل هذه الخطط جاء بعد إعراب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤولين مقربين منه مؤخرا عن اهتمامهم بسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين دفاعيين في الولايات المتحدة لم تسمهما، أن وزارة الدفاع تعمل على وضع خطط لسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا في غضون 30 أو 60 أو 90 يوما.
والخميس الماضي، قال ترامب ردا على سؤال أحد الصحفيين بشأن تقارير أشارت إلى قيامه بإبلاغ الاحتلال الإسرائيلي بسحب القوات الأمريكية من سوريا "لا أعرف من قال ذلك. لكننا سنتخذ قرارا بشأن ذلك".
وأضاف الرئيس الأمريكي "نحن لا نتدخل في سوريا. سوريا لديها ما يكفي من الفوضى بها. إنهم لا يريدون منا التدخل في كل شيء".
وتنتشر في مناطق من شمال شرقي سوريا قوات تابعة للولايات المتحدة ضمن ما يعرف بـ"التحالف الدولي" الذي هدف إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
ويأتي الحديث عن سحب القوات الأمريكية بالتزامن مع تقارير تشير إلى مناقشة تركيا مع الحكومة السورية الجديدة اتفاقية تشمل تأسيس قاعدتين عسكريتين وسط سوريا بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شدد على قدرة بلاده على العمل على مكافحة "التنظيمات الإرهابية" في المنطقة بالتعاون مع الحكومة السورية.
ويشير أردوغان في حديثه إلى كل من تنظيم الدولة الإسلامية و"وحدات حماية الشعب" التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" المسيطرة على شمال شرقي سوريا، والتي تدرجها أنقرة على قوائم الإرهاب بسبب اعتبارها امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
والشهر الماضي، قال أردوغان "يجب على الجميع أن يرفعوا أيديهم عن المنطقة، ونحن قادرون مع إخواننا السوريين على سحق داعش ووحدات حماية الشعب وغيرها من التنظيمات الإرهابية في وقت قصير"، حسب وكالة الأناضول.