بوابة الوفد:
2025-04-17@13:07:35 GMT

رواندا واستلهام الأمان الاقتصادي

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

الرهان على تحسن الأوضاع بالمنطقة وتخفيف حدة الصراعات الدولية والتوترات الجيوسياسية خلال العام الحالى وتأثير ذلك على إحداث طفرة اقتصادية فى مصر خلال الشهور المقبلة دون وضع استراتيجية كاملة وشاملة للاقتصاد لن يجدى بشكل مثالى ويصنع الاستقرار الاقتصادى والنمو المستدام المنشود.
تغيير هذه المستجدات طوال الفترة الماضية والتى هيأتها الظروف فى محيطنا ومنطقتنا إلى الأحسن قد يخلق تحسنا وانتعاشا غير ملموس أو هامش يشعر به البعض دون الوصول لطفرة مطلوبة لأنه سيكون أشبه بمسكنات.


ففى حالة عودة قناة السويس لسقف إيراداتها السابقة قبل تعطيل الحوثيين للملاحة بالبحر الأحمر، واستعادة دخل حوالى 10 مليارات سنويا بعد تراجع 50% فى 2024، والطفرة فى عدد السياح إلى مصر، وزيادة تحويلات المصريين بالخارج، أو فرض ضرائب جديدة، لن يحل الأزمة الاقتصادية فى مصر بشكل جذرى والتى ألقت بظلالها على المواطن المصرى طوال سنوات عجاف ماضية، فهى بمثابة مسكنات سرعان ما ستعود الأزمة المالية فى حال أى هزة تحدث لأحد القطاعات الاقتصادية المهمة، فالعلاج الحقيقى زيادة الإنتاجية والاستثمارات وارتفاع الصادرات عن الواردات زراعيا وصناعيا وذكاءً اصطناعيا.
والتحسن الدائم اقتصاديا، وحل الفجوة فى الميزان التجارى وعجزه بما يقرب من 40 مليار دولار، لا يتأتى من خلال الاقتراض والذى رفع حجم الديون الخارجية حوالي 160 مليار دولار، وأغلب الميزانية تتجه نحو خدمة الدين وليس سداد الدين نفسه!
وقبل شهور جلست مع صديق رجل أعمال صعيدى مميزا فى نشاطه العقارى وسألته: ما سر أنك تُصنع بعض الملابس غير التقليدية البسيطة وبعض المنتجات النادرة وتغزو بها الأسواق بشكل يحسدك عليه الجميع، رغم أن دخلك «ماشاء الله شهريا» من العمارات يكفى ويزيد كثيرا؟، وجاء رده: الانتظار حتى نهاية الشهر للحصول على مبلغ معين محكوم بالظروف وتساءل كيف أضع نفسى تحت رحمة السوق وتقلباته لابد من الإنتاج وتنوع النشاط!.
هذه هى نظرية رجل الأعمال الذى لايريد أن يتعرض لهزات مادية، فما البال لدولة كبيرة تريد أن يكون لها مكانا مرموقا تحت الشمس، والمسكنات لا تجدى أمام الطامحين والحالمين ببلد يقفز قفزات اقتصادية وينطلق مثل النمور الآسيوية أو على الأقل رواندا البلد الفقير والمعدوم خلال تسعينات القرن الماضى والذى أصبح الآن أقرب للنمور الأسيوية.
فالنمور الأسيوية مثل هونج كونج وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان حققت نموا اقتصاديا مبنيا على قواعد ثابتة، ومعجزتها فى حكمها الرشيد، وأولوية حكومات هذه الدول مكافحة الفساد بفرض تدابير تنظيمية صارمة.
وحرصت هذه النمور فى خططها الاقتصادية على تجنيب البلاد للديون، وبناء احتياطيات كبيرة من رأس المال والمدخرات ساعدها على الصمود فى وجه الأزمات المالية العالمية الكاسحة، والتأثر فقط هامشيا بتداعياتها، لوجود أسس متينة تمتص أى صدمات، والتعافى سريعًا بمجرد انتعاش الأسواق مجددًا.
نمور تتربع على قمة معظم التصنيفات الاقتصادية العالمية، حتى رواندا التى أنهكتها الحروب والتخلف والانقسام والفقر لعقود باتت صاحبة أحد أسرع الاقتصاديات نموا فى القارة السمراء، والتى قدمت درسا لدول العالم الثالث، بعد أن استلهمت تجربة سنغافورة وباتت الآن ملهمة لكل دولة تبحث عن الأمان الاقتصادى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تسلل الصراعات الدولية الاستقرار الإقتصادى

إقرأ أيضاً:

«غرف دبي» تدعو خلال «لقاء السلك الدبلوماسي» إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية


دبي (الاتحاد)
نظّمت غرف دبي الدورة الثالثة عشرة من فعاليتها السنوية «لقاء السلك الدبلوماسي»، والتي استقطبت أكثر من 100 من السفراء والقناصل العامين والملحقين التجاريين المعتمدين لدى دولة الإمارات بهدف تسليط الضوء على أهمية الارتقاء بالتعاون الاقتصادي العابر للحدود.
واستعرضت غرف دبي خلال اللقاء الآفاق الواعدة للاقتصاد الوطني في مختلف المجالات وسبل توطيد العلاقات التجارية والاستثمارية على المستوى الدولي من خلال الحوار البنّاء، مع تسليط الضوء على التزام دبي الراسخ بالتعاون والشراكات لتحقيق الأهداف التنموية المشتركة.
وفي كلمة له خلال لقاء السلك الدبلوماسي، أكد معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة غرف دبي على أهمية التعاون مع السلك الدبلوماسي لبناء الشراكات المثمرة، وتعزيز التعاون بين دبي وكافة دول العالم في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وقال معالي المنصوري: يعكس لقاء السلك الدبلوماسي التزامنا المشترك بتعزيز الروابط الاقتصادية العالمية، ودفع عجلة التعاون التجاري والاستثماري نحو آفاق أوسع، حيث تقوم علاقاتنا مع البعثات الدبلوماسية على العمل المشترك الذي يدعم تطلعات دبي ويخدم المصالح المشتركة مع دول العالم، بما يساهم في تعزيز التبادل التجاري وجذب الاستثمارات وتوطيد الشراكات الاقتصادية الثنائية، ويساهم في ترسيخ جاذبية دبي الاستثمارية عالمياً.
وأضاف:«يواصل اقتصاد دبي مسيرة النمو بفضل المقومات المتكاملة التي يتمتع بها وفي مقدمتها الشراكات الاستراتيجية العالمية المبنية على التعاون الوثيق لربط مجتمعات الأعمال وتطوير فرص النمو المشترك، بما يشكل ركيزة أساسية لفتح آفاق جديدة للتجارة والاستثمار، وتواصل غرف دبي التزامها بتعزيز هذه الشراكات من خلال شبكتها الدولية التي تضم 34 مكتباً تمثيلياً، والتي تعمل على فتح مسارات تجارية جديدة، وتيسير دخول الأسواق، ودعم نمو الأعمال».
وشهد «لقاء السلك الدبلوماسي» جلسة حوارية حول الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031 استعرض خلالها محمد عبدالرحمن الهاوي، وكيل وزارة الاستثمار أبرز محاور الاستراتيجية الهادفة إلى جعل دولة الإمارات وجهة رائدة للاستثمارات بحلول عام 2031، ومحوراً استثمارياً عالمياً استراتيجياً مما يعزز مكانتها مركزاً رئيسياً لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مع تسليط الضوء على القطاعات ذات الأولوية التي تركز عليها الاستراتيجية.
واستعرض محمد علي راشد لوتاه، مدير عام غرف دبي، في عرض تعريفي الإنجازات التي حققتها غرف دبي خلال العام 2024، وتناول أهم برامج وخطط الغرف الثلاث العاملة تحت مظلة غرف دبي، وهي غرفة تجارة دبي، وغرفة دبي للاقتصاد الرقمي، وغرفة دبي العالمية.

أخبار ذات صلة رجال أعمال: زيارة حمدان بن محمد إلى الهند تعزز علاقات البلدين الاستراتيجية مسؤولون: «منتدى دبي - الهند للأعمال» منصة للفرص الاستثمارية

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي ورئيس رواندا يبحثان سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين
  • «غرف دبي» تدعو خلال «لقاء السلك الدبلوماسي» إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية
  • من خلال منصة مصر الصناعية الرقمية.. إتاحة الأراضي المرفقة بالصعيد بشكل ربع سنوي
  • ضياء رشوان: علاقات مصر الأسيوية تدعم النهوض بالصناعة
  • فعاليات مسرح الجنوب تزور معهد الأورام بقنا
  • وزير خارجية رواندا للجزيرة: نرفض أي ضغوط خارجية تمس سيادتنا
  • الشراكات الاقتصادية والإنجاز الدبلوماسي
  • خبيرة مصرفية: معدلات التضخم هبطت خلال الشهور الماضية بشكل كبير
  • محمد عز العرب: مصر صمام الأمان لمعظم القضايا في المنطقة
  • بحثًا عن الأمان.. 13 مليون نازح سوداني خلال عامين من الحرب