يقول صديق لى على الفيس بوك: من شهرين تعرفت على حد يابانى عايش هنا فى أمريكا من الثمانينات، عمره فوق الـ٦٠ سنة تقريبًا، جميل جدًا وهادئ، منظم ومهتم جدًا بالصحة والتأمل، فى مرة كنت باتمشى معاه سألته هو إزاى اليابان بقت متطورة كده رغم انها اتضربت بالنووى؟ قعدنا حوالى ساعة بنتمشى شرحلى شوية حاجات قولت أشاركها معاكوا عشان نستفاد كلنا!
قالى بعد الحرب كان فى شعور بالمسئولية الجماعية، كل فرد فى اليابان كان بيساعد من أول الفلاح لحد رجل الأعمال، قالى على حد كده قال خطبة (مش فاكر إسمه للأسف) فيما معناها إن بناء البلد من تانى مش هيحصل غير بالعمل، قالى إحنا بنتبع فلسفة كايزن (KAIZEN) وهى التحسين فى جميع مجالات الحياة بما فيها العمل.
قالى كل مجموعة من الناس عملوا زى فريق، كل واحد من أعضاء الفريق بيشتغل فى وظيفة شكل، العامل والموظف والمدرس والدكتور، وكل يوم بعد الشغل يقعدوا سوى وكل واحد يقول عمل إيه فى يومه، عشان كل فرد يلهم الآخر!
قالى معظم الأسر كانوا بيتجمعوا كل أسبوع ويتكلموا مع الأبناء عشان يشجعوهم على التعليم والتفوق فى الدراسة، قالى والده كان بيحكيله إن الحالة المعنوية بعد الحرب كانت قاسية جدًا، وقتها أدركوا إن العلم سلاح أقوى من أى سلاح تاني!
قالى إحنا قعدنا سنين بعد الحرب بناكل وبنشرب من منتجات محلية، وكل واحد فينا كان شايل مبلغ للطوارئ راح حطه كاستثمار فى شركات محلية، إحنا كسبنا والشركات كسبت محدش خسر غير الأمريكان والأوروبيين!
قالى التكنولوجيا لما ظهرت، أول ناس جريت عشان تستخدمها كنا إحنا، والدى وعمى كانوا محتفظين بصحف أمريكية وأوروبية بتتريق علينا، إزاى ناس مضروبة بالنووى وعايزين يستخدموا التكنولوجيا ويدمجوها فى حياتهم اليومية!
قالى الحكومة أعادت هيكلة وزارة الصناعة والتجارة بعد الحرب، وحطت خطط طويلة المدى، عملت مدارس كتير، وبقينا بنبعت الطلاب يتعلموا برة، البنية التحتية اتغيرت تمامًا، وكمان شبكة المواصلات تجددت بالكامل، الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة كان شىء مهم فى الفترة دى عشان الشعب كله يشتغل مع بعضه!
قالى أحسن قرار اتخذ من الحكومة بعد الحرب هو وقف التوسع العسكرى، لما الفلوس بتاعت الحرب دخلت فى التنمية والإقتصاد الوضع اختلف تمامًا.
كنا وصلنا عند البيت قالى إنت عارف ليه بنحب العربيات الهوندا؟ ضحكت قولتله مهى بتاعتكوا! قالى لأ، أول مصنع عمله مايكل هوندا، جت الحرب العالمية والمصنع اتدمر بسبب القصف الأمريكى، راح عمل المصنع من تانى، راح الزلزال جه ساواه بالأرض، راح بدأ من تانى، قالى هوندا مش قصة نجاح لفرد، دى قصتنا كلنا، بنقع ونقوم ونقع ونقوم!
والآن رأيتم سر عبقرية اليابان.. إنه الإنسان اليابانى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إشراقات الفيس بوك بعد الحرب
إقرأ أيضاً:
اليابان تسجل تراجعا قياسيا في عدد السكان
سجّلت اليابان انخفاضا قياسيا في عدد سكانها، خلال عام واحد، بلغ نحو 898 ألف نسمة، نتيجة الشيخوخة وتراجع معدلات المواليد، بحسب ما نقلته وكالة أنباء «كيودو» اليابانية عن تقديرات حكومية.
وتشير البيانات إلى أن عدد اليابانيين بلغ 120.3 مليون نسمة حتى أكتوبر 2024، كما انخفض إجمالي عدد السكان، بما في ذلك الأجانب، بنحو 550 ألف شخص، ليصل إلى 123.8 مليون نسمة، في ظل تراجع سكاني مستمر للعام الرابع عشر على التوالي، وفقا لإحصاءات وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات.