"الشؤون الدينية" تعلن عن إقامة الدورة العلمية الأولى بعنوان "التأسيس الفقهي" في رحاب المسجد الحرام
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
أعلنت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي عن إقامة الدورة العلمية الفقهية الأولى من نوعها في المسجد الحرام لعام 1446هـ، تحت عنوان "التأسيس الفقهي"، وذلك ابتداءً من يوم غدٍ الأربعاء وحتى الثاني من شهر شعبان القادم للعام ١٤٤٦هـ.
وأكد معالي رئيس الشؤون الدينية الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أهمية إقامة الدورة العلمية الفقهية الأولى التي تزدان بها رحاب المسجد الحرام، تحت عنوان "التأسيس الفقهي"، التي تُنظم بمشاركة نخبة مباركة من أصحاب المعالي والعلماء الأجلاء وأئمة المسجد الحرام والباحثين المتميزين والاستفادة من هذا المنهل العلمي الذي يعنى بتأصيل العلوم الشرعية، ولا سيما علم الفقه، الذي يهدف إلى بناء الملكَة الفقهية وتعزيز قدرة الفرد على الاستنباط الفقهي السليم والتكييف الشرعي للنوازل المعاصرة والفتوى المتوازنة والمنضبطة.
وأشار إلى أن هذه الدورة ستكون نقطة انطلاق حقيقية لإثراء تجربة القاصدين وتعزيز منهج الوسطية والاعتدال في الطرح الفقهي، بما يتماشى مع رسالة الحرمين الشريفين العالمية، ويسهم في دعم الريادة الفكرية والعلمية للمملكة وقيادتها في نشر قيم العلم والحضارة.
ويشارك في الدورة العلمية الفقهية نخبة من أصحاب المعالي العلماء والفضيلة وأئمة المسجد الحرام والباحثين.
وتقام الدورة في كرسي الدورات العلمية بالدور العلوي بتوسعة الملك فهد أمام باب رقم (79)، كما تم تخصيص أماكن للنساء لحضور الدورة، مع إمكانية الحضور شخصيًا أو المشاركة عن بُعد.
وتتضمن الدورة فعاليات، وورش عمل واختبارات دورية وتوزيع هدايا يومية وشهادات معتمدة للحضور، في خطوة تعكس حرص الرئاسة على تعزيز المحتوى العلمي وتقديمه بأسلوب حديث وشامل.
ويمكن للراغبين التسجيل عبر الرابط المرفق للمشاركة عن بعد، "رابط الدورة الفقهية للتسجيل في الدورة العلمية "التأسيس الفقهي" https://forms.gle/VKq9ttf1hHJ4dZPU9.
وتأتي هذه الدورة ضمن جهود ولاة الأمر -حفظهم الله- لإيصال رسالة الحرمين الشريفين المباركة للعالم أجمع وبشتى اللغات، وذلك وفق إستراتيجية الرئاسة لتعزيز دور الحرمين الشريفين كمركز إشعاع علمي وإرشادي عالمي مبني على تعزيز قيم الوسطية والاعتدال
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ائمة المسجد الحرام الاولى من نوعها الاستفادة الدورات العلمية الشؤون الدينية المسجد الحرام والمسجد النبوي المسجد الحرام
إقرأ أيضاً:
الإنسان ضعيف.. خطيب المسجد الحرام: يجب أن يتعلق قلب المؤمن بالقوي العزيز
قال الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إنه يجب أن يتعلق قلب المؤمن بالقوي المتين، فقدرته فوق كل قدرة، وقوته تغلب كل قوة.
قدرته فوق كل قدرةواستشهد " غزاوي" خلال خطبة الجمعة الثانية من شعبان من المسجد الحرام بمكة المكرمة، ، بما قال تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ﴾ الآية 66 من سورة هود ، فيوقن المؤمن بأن الله عز وجل لا يعجزه ولا يغلبه ولا يعزب عنه شيء، القادر والمالك لكل شيء.
وأضاف: والمحيط والعالم بكل شيء، الذي يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، منوهًا بأن المقرر في عقيدة كل مؤمن أَنَّ جَمِيعَ الْأَشْيَاءِ تَحْتَ قَهْرِ الله وَغَلَبَتِهِ وَسُلْطَانِهِ، فجَمِيعُ أنْواعِ القُوى ثابِتَةٌ مُسْتَقِرَّةٌ لَهُ تَعالى وهو المتفرد بالقوة جميعًا؛ فمن فقه القوة أن تدبير هذا الكونِ كلِّه بيد الله سبحانه.
وتابع: وأن ما سواه لا يملك لنفسه حولًا ولا قوة، ولا يملك نفعًا ولا ضرًا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا.. فكيف يملك ذلك لغيره؟! ومن فقه القوة أن كل من أعجب بقوته من الخلق فاستعظمها واعتمد عليها خسر وهلك، مشيرًا إلى أن الإنسان ضعيف من جميع الوجوه وفي كل أموره.
ودلل بما قال الله عز وجل: (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا)، وكيف للعبد الضعيف أن يغتر بقوته وقدرته، وينسى كيف كان حاله، وما هو إليه صائر، ومن حكمته سبحانه وتعالى أن يُري العبدَ ضعفَه وأن قوته محفوفة بضعفين وأنه ليس له من نفسه إلا النقص.
قوته محفوفة بضعفينونبه إلى أنه لولا تقوية اللّه له لما وصل إلى قوة وقدرة ولو استمرت قوته في الزيادة لطغى وبغى وعتا، وليعلم العباد كمال قدرة اللّه التي لا تزال مستمرة يخلق بها الأشياء، ويدبر بها الأمور ولا يلحقها إعياء ولا ضعف ولا نقص بوجه من الوجوه.
وأشار إلى أن مما يدفع عُجْبَ المرء بقوته أن يعلم أنها فضل من الله عليه، وأمانة عنده ليقوم بحقها، وأن العجب بها كفران لنعمتها، موضحًا أن المؤمن يستمد قوته وعزيمته من ربه سبحانه ويتبرأ من حوله وطوله.
وأردف : ويعلم أنه لا حول له ولا قوة إلا بالله، ولا يَقوى على فعل شيء إلّا بتأييد مِنه سبحانه، وهذا ما يقر به المخبتون إلى الله، مبينًا أن ذكر الله يُقوي القلب والبدن، فهو يزيد النفس ثباتًا، والقلبَ طمأنينة، والإنسانَ رباطةَ جأش، كما أنه يقوي الجسد.
وشدد على أن المؤمنين لا يعتَدُّون بقوتهم مهما بلغت ولا يغترون بما لديهم من عدد وعدة ولا يعتمدون عليها، مع أنهم مأمورون بالأخذ بأسباب القوة المعنوية والمادية، وعدم الركون للضعف.
واستطرد: ومتى كان الاغترار بالقوة والكثرة لم يغن ذلك عنهم شيئًا، وأن النصر والغلبة مرتبطة بميزان القلوب لا بميزان القوى، كما أن قوة أمة الإسلام وصلابتَها تقوم على وحدتها واجتماع كلمتها، وأن التفرق والشتات هو من أسباب الفشل وذهاب الهيبة والغلبة.
وأفاد بأنه فضّل النبيّ عليه الصلاة والسلام المؤمن القوي على المؤمن الضعيف، على الرغم من وجود الخيريّة في كلٍّ منهما، ذلك أن المؤمن القوي أكثر نفعًا وأعظم أثرًا؛ إذ يُنتج ويَعمل بما يعود عليه بالنفع لنفسه ويُحقّق مصالح المسلمين، ويعود عليهم بالخير والنصر على الأعداء والدفاع عن الدين ودحر الباطل وأهله، ويُنتفع بقوته البدنية، وبقوته الإيمانية، وبقوته العملية.
من الفقه أيضًاولفت إلى أنه مما ينبغي أن يعلم أن قوة البدن ليست محمودة ولا مذمومة في ذاتها، فإن استعمل الإنسان هذه القوة فيما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة وفيما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والطاعات صارت محمودة.
وأبان بأنه إذا إستعان بهذه القوة على معصية الله كالبطش بالناس وإيقاع الضرر بهم صارت مذمومة ومن فقه القوة، فالقويُّ الشديدُ حقيقة هو الذي يجاهد نفسَه ويقْهَرُها حينما يَشتدُّ به الغضبُ؛ لأنَّ هذا يدل على قوّة تَمَكُّنِهِ من نفسه وتَغَلُّبِه على الشيطان.
ونوه بأن من الفقه أيضًا أن القوة ليست دائمًا فيما نقول ونفعل بل تكون أحيانًا فيما نصمت عنه وفيما نتركه بإرادتنا وفيما نتجاهله ونتغافل عنه، مشددًا على حاجة المرء إلى قوة وعزيمة ليَأخذَ الحقَّ بجد واجتهاد.
وأوضح أنّ هناك أسبابًا وعوامل تؤدّي بمجموعها إلى تكوين مقوّمات قوّة المسلمين فمن ذلك: التمسّك بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، والعملُ بشرع الله القويم في شتى جوانب الحياة، وتركُ الأهواء ونبذُ البدع والانحرافات، واستحضارُ التاريخ الإسلامي.
وواصل: ليُستذكر من خلاله تاريخُ الأمّة المجيد وماضيها التليد، مما يشحذ النفوس، ويبعث العزائم، ويدعو إلى التفاؤل بأنّ التمكين لهذا الدين والنصرَ حليفُ المؤمنين، فيستشعرون المسؤولية المنوطة بهم، ويسعون في إصلاح مجتمعاتهم، ويتحرون ما هو خَيْرٌ وأصْلَحُ في كُلِّ ما يأْتُونَ وما يذَرُونَ.
نحن في شهر شعبانوأشار إلى أن للقوة مظاهر عدة في حياة المسلم منها: قوة الإيمان وقوة الأخذ به، وقوة الاعتقاد الصحيح والمنهج السليم، وقوة الثبات على الدين والتمسك بالحقّ، وقوة البصيرة الناشئة عن العلم النافع، وقوة العبادة والطاعة واستباق الخيرات، وقوة الصبر على الأقدار المؤلمة والمصائب واحتمال المشاق في ذات الله.
وأكمل: وقوة العزيمة والإرادة وقوة الامتناع عن الشهوات وكبح جماح النفس، وقوة الرأي ووضع الأمور مواضعها، وقوة أداء المهمات وحفظ الأمانات، وقوة الدعوة إلى الله وبذل النصيحة والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فما أعظمَ نعمةَ الله على من صرفَ جهده وطاقته في الوجه المشروع، ومُتع بجوارحه وأعضائه وقواه مدة بقائه في الدنيا، واغتنم قوته ونشاطه قبل الضعف والعجز.
وقال : نحن في شهر شعبان وهو كالمقدمة بين يدي رمضان وقد ثبت إكثار النبي صلى الله عليه وسلم فيه من الصيام، قال ابن رجب رحمه الله: في سياق بيان حكمة الصوم في شعبان: "إن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة بل قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط. ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن".