صحفيات بلاقيود: من المخجل أن تخطط دولة لخرق القانون الدولي الإنساني لصالح دول أخرى لتصفية الحسابات
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
دعت منظمة صحفيات بلاقيود، المفوض السامي لحقوق الإنسان "فولكر تورك، للتحرك السريع وإنقاذ "عبدالرحمن القرضاوي" الشاعر والكاتب المصري المحتجز في لبنان، وحظر ترحيله إلى الإمارات أو مصر.
وكانت السلطات اللبنانية أوقفت الشاعر والناشط السياسي "القرضاوي"، نجل العلامة الراحل يوسف القرضاوي الذي يحمل الجنسية التركية بتاريخ ٢٩ ديسمبر/كانون الأول2024، فور وصوله إلى لبنان عبر معبر المصنع الحدودي عائدا من سوريا، بناء على مذكرة توقيف صادرة عن السلطات المصرية، في إطار حكم قضائي يقضي بسجنه لمدة 3 سنوات.
وثمة عديد من التقارير تشير إلى أن الحكومة اللبنانيّة ستقفل هذا الملف، وستتخذ قرارًا بتسليم "القرضاوي" إلى الامارات، التي طلبته بتهمة "نشر أخبار وإشاعات كاذبة باستخدام شبكة معلوماتية من شأنها إثارة الرأي العام وتكدير الأمن العام، وإذاعة بيانات كاذبة ومحرضة لإثارة الرأي العام ونشر الفتنة والتحريض على الإضرار بمصالح الدولة وأمنها".
وحذر محمد صبلوح محامي القرضاوي "من خطورة تسليمه إلى الإمارات بالمخالفة للقانون، "نظرا لأن مصر صاحبة طلب الاسترداد الأصلي ولم يصل ملفها حتى الآن".
وحسب محاميه، فقد أكد القرضاوي خلال التحقيقات أن الاتهامات الموجهة إليه لا أساس لها من الصحة، مشيرًا إلى أنه شاعر وكاتب وأن ما قام به يدخل في إطار حرية الرأي التي يكفلها له الدستور المصري والقانون الدولي.
وقالت صحفيات بلاقيود: "الاتهامات التي وجهتها أبوظبي للمواطن المصري قد تؤدي إلى مدد سجن تصل إلى المؤبد، فالقانون الإماراتي لا يتسامح مع ابسط انتقاد يتم توجيهه للسلطات سواء داخل البلاد أو خارجها".
وأضافت: "سجل الإمارات حافل بالتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان، يوجد عشرات المعتقلين السياسيين والمعبرين عن آرائهم منذ سنوات من المواطنين والمقيمين ومن جنسيات مختلفة".
وأضاف بين بلا قيود "إن تخيّل ما سيحدث لعبدالرحمن القرضاوي عند ترحيله إلى الإمارات مرعب، فقانون جهاز أمن الدولة (المخابرات) يسمح بإخفائه قسراً لمدة 60 يوماً قابلة للتمديد 30 يوماً أخرى مع تعريضه للتعذيب قبل عرضه على نيابة أمن الدولة".
وقالت صحفيات بلاقيود- على الأمم المتحدة التحرك "والضغط على الحكومة اللبنانية الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني ووقف قرار الترحيل القسري للمواطن المصري".
وقالت أسرة عبدالرحمن القرضاوي في بيان لها الأحد (5يناير/كانون الثاني)، إن "عبد الرحمن تعرض للاحتجاز في لبنان بناءً على اتهامات كيدية وحكم قضائي ظالم صدر بحقه في مصر عام 2017"، محملة رئيس الوزراء اللبناني المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن سلامة عبد الرحمن يوسف وضمان وصوله سالما إلى أسرته في تركيا.
واعتبرت صحفيات بلا قيود أن تسليم "القرضاوي للإمارات أو مصر انتهاك صارخ لالتزامات لبنان للمادة الثالثة من اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة التي صادقت عليها الحكومة اللبنانية عام 2000م.
وتنص المادة الثالثة على أنه "لا يجوز لأية دولة طرف أن تطرد أي شخص أو أن تعيده ("أن ترده") أو أن تسلمه إلى دولة أخرى، إذا توافرت لديها أسباب حقيقية تدعو إلى الاعتقاد بأنه سيكون في خطر التعرض للتعذيب".
كما تنتهك الحكومة اللبنانية مبدأ عدم تسليم الملاحقين سياسياً الذي ينص على أنه لا يجوز تسليم شخص إلى دولة أخرى إذا كان هناك خطر تعرضه للاضطهاد بسبب آرائه السياسية.
وقالت صحفيات بلاقيود: من المخجل أن تخطط دولة لخرق القانون الدولي الإنساني لصالح دول أخرى لتصفية الحسابات السياسية مع المعارضين. ومن المخجل ألا تتحرك آليات الأمم المتحدة لحماية الناشطين من الاضطهاد السياسي العابر للحدود.
كما دعتمنظمة صحفيات بلاقيود:
الحكومة اللبنانية وقف ترحيله إلى الإمارات، والسماح له بالانتقال إلى أسرته في تركيا.
ودغت المفوض السامي لحقوق الإنسان ولجنة مناهضة التعذيب بمخاطبة الحكومة اللبنانية، ومطالبتها برفض قرار التسليم، وبالالتزام بالاتفاقيات الدولية الموقعة عليها، وعلى رأسها اتفاقية مناهضة التعذيب.
ودعت ايضا منظمات المجتمع المدني اللبناني للتحرك من أجل منع ترحيله، والاستجابة لدعوات الاحتجاج التي تدعو للضغط على حكومة بلادهم.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
“الفارس الشهم 3 “.. مستشفيات ومبادرات إماراتية تضع الصحة في قلب العمل الإنساني
تولي دولة الإمارات العربية المتحدة، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، اهتماماً بالغاً بصحة الإنسان وسلامته، وتواصل عبر عملية “الفارس الشهم 3” دعمها الإنساني العالمي، من خلال تنفيذ مبادرات صحية متكاملة تُجسد نهجها الراسخ في تقديم الرعاية الطبية للمصابين، لا سيما في المناطق المتأثرة بقطاع غزة.
وفي هذا الإطار، أنشأت دولة الإمارات المستشفى الميداني الإماراتي في قطاع غزة، بطاقة استيعابية تصل إلى 200 سرير، يضم غرف عمليات ووحدات عناية مركزة وأقسام طوارئ مجهزة بأحدث المعدات، ويعمل فيه طاقم طبي متخصص من مختلف الجنسيات.
وتم علاج أكثر من 51 ألف حالة منذ افتتاحه، مع التركيز على الإصابات الحرجة والعمليات الجراحية الدقيقة.
كما أطلقت الإمارات، من خلال المستشفى، مبادرة إنسانية نوعية لتركيب الأطراف الصناعية للمصابين ممن تعرضوا للبتر، بهدف دعم إعادة تأهيلهم وتمكينهم من استعادة حياتهم الطبيعية.
وقدمت الإمارات أيضا دعماً طبياً شاملاً للمستشفيات في غزة تجاوز حجمه 750 طناً من الإمدادات الطبية والأدوية، وشمل أجهزة ومولدات كهربائية لضمان استمرارية تقديم الخدمات الصحية.
ومن ضمن المبادرات النوعية، نفذت حملة تطعيم شاملة ضد شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل، ضمن جهود وقائية لحماية الأجيال القادمة من الأمراض الخطيرة.
وفي إطار الاهتمام بالحالات الحرجة، قامت الإمارات بإجلاء عدد من المرضى والمصابين من قطاع غزة إلى الدولة لتلقي العلاج، وبلغ عدد المستفيدين من برنامج الإجلاء والعلاج في الإمارات ما يزيد عن 1000 طفل و1000 من مرضى السرطان من أبناء قطاع غزة، تلقوا رعاية طبية متخصصة تضمنت العمليات الجراحية والعلاج التأهيلي والدعم النفسي.
كما أرسلت الإمارات المستشفى الميداني العائم في مدينة العريش المصرية بطاقة استيعابية تصل إلى 100 سرير، ويضم طواقم طبية متعددة التخصصات تشمل الجراحة العامة، وجراحة العظام، وطب الأطفال، والنساء والتوليد، والعناية المركزة.
وقد استقبل المستشفى العائم أكثر من 10 آلاف حالة قادمة من معبر رفح، وقدم لها خدمات طبية طارئة إلى جانب عمليات جراحية دقيقة، ضمن بيئة علاجية متكاملة تراعي أعلى معايير السلامة والرعاية الصحية.
وتعكس هذه الجهود الإنسانية المتكاملة التزام الإمارات الثابت بمبدأ أن الاستثمار في الصحة هو استثمار في مستقبل الشعوب، وتجسد قيم التضامن والعطاء في أسمى صوره.