صندوق عُمان للموارد البشرية (3)
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
د. ماهر بن أحمد البحراني
صندوق عُمان للموارد البشرية هو مبادرة أو مشروع من المشاريع التي يمكن للحكومة في سلطنة عُمان أن تتبناها، وهو يهدف إلى تجميع وتنظيم الكفاءات والخبرات العُمانية في مجالات متعددة، بحيث يمكن للجهات الحكومية، والقطاع الخاص، والمنظمات الدولية الاستفادة منها في تنفيذ المشاريع الوطنية، وإعداد الاستراتيجيات، وتطوير حلول عملية للمشاكل المختلفة.
أهداف الصندوق:
تجميع وتوثيق الخبرات العُمانية:يسعى المشروع إلى جمع جميع الخبراء والكفاءات الوطنية في مجالات مختلفة، مثل الاقتصاد، التكنولوجيا، الهندسة، التعليم، الطب، البيئة، العلوم الاجتماعية، وغيرها من المجالات، بحيث يصبح من السهل تحديد واستخدام هذه الكفاءات في المشاريع الوطنية.
دعم خطط التنمية الوطنية:من خلال الاستفادة من الخبرات المحلية، يمكن للحكومة العُمانية والقطاع الخاص استخدام هذه الخبرات في تنفيذ برامجها ومشاريعها الوطنية، مثل رؤية عُمان 2040، وخطط التنمية المستدامة، وغيرها من المبادرات التي تسعى لتحقيق تنمية شاملة.
تحقيق التعمين في المناصب القيادية:أحد الأهداف المهمة هو تأهيل المواطنين العُمانيين ليشغلوا المناصب القيادية في مختلف القطاعات من خلال دعمهم بالتدريب والتطوير المستمر ويساعد هذا الصندوق في تعزيز التعمين، وهي السياسة التي تهدف إلى زيادة عدد المواطنين في القوى العاملة وتقليل الاعتماد على العمالة الوافدة.
الاستفادة من الخبرات في المشاريع الكبرى:بما أن سلطنة عُمان تشهد تنفيذ مشاريع ضخمة في مجالات التنوع الاقتصادي مثل الطاقة المتجددة، والسياحة، والبنية الأساسية، والصناعة، والزراعة والامن الغذائي، وتقنية المعلومات والذكاء الصناعي، والنقل والخدمات اللوجستية، والتعليم والبحوث، والصحة، وغيرها من القطاعات، فإن الصندوق يمكن أن يسهم بشكل كبير في توفير كفاءات محلية للعمل في هذه المشاريع، مما يسهم في رفع مستوى الجودة والإنتاجية.
تسريع عملية اتخاذ القرارات:عند الحاجة لاستشارة خبير أو تشكيل لجنة من متخصصين في مجال معين، يمكن للجهات المعنية الوصول إلى الصندوق لتحديد الخبراء المناسبين، ما يساعد على تسريع عملية اتخاذ القرارات وتنفيذ السياسات.
آلية عمل الصندوق:
جمع البيانات والمعلومات:يتم جمع بيانات الخبراء العُمانيين في مختلف التخصصات من خلال تسجيلهم في النظام الوطني، وتحديث بياناتهم بشكل دوري.
التقييم والفرز:يتم تقييم الخبراء حسب التخصص والخبرة العملية، ويمكن أن تشمل عملية التقييم مراجعة السيرة الذاتية، المشاريع السابقة، والتقارير المهنية.
إتاحة الوصول للمؤسسات الحكومية والخاصة:تُتاح هذه المعلومات للجهات الحكومية والقطاع الخاص للاستفادة منها عند الحاجة، على سبيل المثال يمكن للحكومة العُمانية استخدام الصندوق عند تشكيل لجان استشارية، أو تطوير سياسات وطنية جديدة، أو عند تنفيذ مشاريع مهمة تتطلب خبرات متخصصة.
إعداد برامج تدريبية مستمرة:من أجل الحفاظ على مستوى عالي من الخبرة والتحديث، يتم تنظيم دورات تدريبية وورش عمل للخبراء المسجلين في الصندوق لتعزيز مهاراتهم ومعرفتهم بأحدث التطورات في مجالاتهم.
الاستفادة من الخبراء العُمانيين في الخارج:يمكن للصندوق أن يشمل أيضًا العُمانيين الذين يعملون في الخارج في تخصصات عالية الطلب، من خلال ربط هؤلاء الخبراء بالداخل، ويمكن جذب استثمارات فكرية وتقنية تساهم
جهات الإشراف على الصندوق
تُعد جهات الإشراف على الصندوق أحد العناصر الأساسية لضمان نجاح واستدامة هذا المشروع الاستراتيجي في سلطنة عُمان، تتطلب هذه المبادرة تنسيقاً وتعاوناً بين عدة جهات حكومية وخاصة لضمان الجودة والفعالية في تنفيذ الصندوق واستخدامه، وفيما يلي بعض الخيارات المحتملة لجهات الإشراف والمسؤوليات المرتبطة بها:
1- وزارة العمل
بما أن وزارة العمل مسؤولة بشكل رئيسي عن تنسيق سياسات التوظيف والتعمين في سلطنة عُمان، فإنها قد تكون الجهة الأكثر ملائمة للإشراف على الصندوق، الوزارة يمكنها التأكد من أن البيانات المتعلقة بالخبراء العُمانيين في الصندوق تتماشى مع السياسات الوطنية المتعلقة بالتوظيف والتعمين، وأن الخبرات المطلوبة تتوافق مع احتياجات السوق المحلي، وتسهيل التعاون بين الصندوق وقطاع العمل الخاص والحكومي، وتقديم تقارير دورية بشأن التقدم في عملية التوظيف الوطني.
2- وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار
تعتبر الجهة المعنية بتطوير الكفاءات العلمية في سلطنة عُمان، وبالتالي يمكن أن تشارك في الإشراف على الصندوق من خلال توفير ربط بين الخبراء العُمانيين في المؤسسات الأكاديمية والبحثية، وكذلك تقديم الدعم للخبراء الذين يشاركوا في مشاريع بحثية متقدمة، ومتابعة برامج تدريبية وتطويرية للخبراء، وتوفير منصات للتواصل بين الجامعات والصندوق لتعزيز الابتكار.
3- هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
نظرًا لأهمية القطاع الخاص والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد العُماني، يمكن لهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أن تكون مسؤولة عن الإشراف على توظيف الخبراء الوطنيين في الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة، من خلال الصندوق يمكن تسهيل وصول رواد الأعمال العُمانيين إلى الخبرات المناسبة لتطوير مشاريعهم، وتوفير الاستشارات المهنية لأصحاب المشاريع الصغيرة، ودعم الابتكار وريادة الأعمال عبر خبرات محلية متخصصة.
الخلاصة.. إنَّ صندوق عُمان للموارد البشرية يعد خطوة استراتيجية مهمة لتعزيز الكفاءات العُمانية وتوجيهها لخدمة المشاريع الوطنية والتنمية المستدامة، من خلال هذا الصندوق يمكن لسلطنة عُمان الاستفادة بشكل أكبر من خبرات مواطنيها في مختلف المجالات، وبالتالي تحقيق تطلعاتها الاقتصادية والاجتماعية في المستقبل وتحقيق رؤية "عُمان 2040".
** دكتوراه في الإدارة والتنمية
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
معهد سانز التدريبي للأمن السيبراني يقدم جلسات تدريبية ومحاضرات بقيادة الخبراء خلال فعاليات مؤتمر ومعرض الخليج العالمي لأمن المعلومات 2025
يشارك معهد سانز التدريبي للأمن السيبراني، الرائد عالميًا في مجال التدريب والشهادات المتخصصة بالأمن السيبراني، في فعاليات مؤتمر ومعرض الخليج العالمي لأمن المعلومات (جيسيك 2025) الذي يقام في الفترة من 6 إلى 8 مايو 2025 في مركز دبي التجاري العالمي. وينضم المعهد إلى فعاليات جيسيك هذا العام كشريك استراتيجي، في خطوة تؤكد التزام المعهد طويل الأمد بتطوير الكفاءات في مجال الأمن السيبراني في المنطقة.
وفي الفترة بين 6 إلى 8 مايو، ينظم المعهد أيضًا أكاديمية سانز جيسيك في القاعة رقم 4، حيث تعد هذه الأكاديمية مبادرة مجتمعية مجانية تستمر على مدى ثلاثة أيام، وتتضمن جلسات تدريب تقنية يقدمها مدربون معتمدون من سانز. وتأتي هذه المبادرة في إطار مهمة المعهد الرامية إلى رفع كفاءة فرق الدفاع السيبراني والإسهام الفعّال في تعزيز الأمن السيبراني لدولة الإمارات والمنطقة.
وتركّز الأكاديمية كل يوم على مجال رئيسي من مجالات الأمن السيبراني. ففي اليوم الأول، يقود المدرب جان-فرانسوا ماس مسارًا تدريبيًا كاملاً حول العمليات الهجومية، يتناول فيه موضوعات مثل الوقاية من البرمجيات الخبيثة، والانكشاف في بيئات السحابة، والثغرات الشائعة التي تم اكتشافها على مدى عشر سنوات من اختبارات الاختراق. أما اليوم الثاني فيتمحور حول الدفاع السيبراني بقيادة المدرب إيان رينولدز، حيث يستعرض دفاعات تعتمد على الخداع ودور الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق في مشهد التهديدات الحديث، وتقنيات الاستقصاء المتقدّم للتهديدات. ويقود المدرب مايكل هوفمان اليوم الثالث، المخصص لأمن نظم التحكم الصناعية والتقنيات التشغيلية ويستعرض دروسًا مستخلصة من حوادث واقعية مثل هجوم خط أنابيب كولونيال والهجمات على شبكة الكهرباء الأوكرانية. وقد صُمّمت هذه الجلسات لتناسب المحترفين في مجال الأمن السيبراني والمحللين ومديري مراكز العمليات الأمنية وصنّاع القرار الراغبين في تعزيز مهاراتهم الدفاعية التكتيكية والاستراتيجية.
في هذا الصدد قال ند بلطه جي، المدير التنفيذي لمعهد سانز في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا: “تتعرض البنية التحتية الرقمية في الشرق الأوسط وخارجه لضغوط متزايدة من تهديدات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تتّسم بالخداع والقدرة على التكيّف والاستمرارية – من الاحتيال بالتزييف العميق إلى برمجيات الفدية الذكية التي تتجنب الرصد. ولهذا لم يعد بوسع الفرق الأمنية الاكتفاء بالدفاع كردّ فعل، بل يجب أن تنتقل إلى الوقاية المستندة إلى المعلومات الاستقصائية، ونحن في سانز نركّز على تزويد المتخصصين بالمهارات العملية وفهم التهديدات المطلوبة للتصدي للموجة المقبلة من الهجمات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي – فالأمن السيبراني لم يعد مجرد مسؤولية مهنية، بل أولوية مشتركة لأمن الدول واستقرارها.”
وبالإضافة إلى الأكاديمية، يتحدث روب تي. لي، رئيس قسم الأبحاث في معهد سانز، خلال جلستين رئيسيتين من المؤتمر، حيث يتواجد في منصة “المرحلة المظلمة” يوم 6 مايو ويتحدث في جلسة بعنوان: “تسارع الذكاء الاصطناعي: حماية البنية التحتية الحيوية من التهديدات الذكية الناشئة”، ليسلط الضوء على تصاعد استخدام الذكاء الاصطناعي في الهجمات السيبرانية، ومنهجية “Volt/Salt Typhoon” المتطورة، واستراتيجيات الدفاع المضادة المستندة إلى البيانات. أما في 7 مايو، فيشارك روب في حلقة نقاش على منصة البنية التحتية الحيوية حول كيف يمكن للذكاء الاصطناعي الدقيق وتعلّم الآلة أن يسهما في حماية البيئات التقنية التشغيلية.
وقال لي: لم يعد المهاجمون مقيّدين بالوقت أو التعقيد. فما كان يتطلب أسابيع يمكن الآن تنفيذه في دقائق باستخدام أدوات تُنتج برمجيات خبيثة وتصاميم تزييف عميق ورسائل تصيّد تستهدف الآلاف بمصداقية عالية. نحن لا نواجه تهديدات الأمس بسرعة أكبر، بل ميدان معركة جديد كليًا. على المدافعين أن يتكيفوا ويتفوقوا ويُبدعوا. فالصعوبة الأكبر ليست في رصد التهديد، بل في مواكبة سرعته في التطور.”
يدعو المعهد زيارة فريق سانز في المنصة D75 بالقاعة 7، حيث يتواجد كبار التنفيذيين لتبادل الأفكار وبناء جسور التواصل مع مجتمع الأمن السيبراني.