جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-08@15:18:43 GMT

خمسية النهوض المتجدد

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

خمسية النهوض المتجدد

مدرين المكتومية
"لِما توسمنا فيه من صفاتٍ وقدراتٍ تُؤهله لحمل هذه الأمانة".. وصيةٌ ستظل محفورةً في ذاكرة كل مُواطن عُماني على مدى التاريخ والأزمان؛ فهي شاهد زمني على عملية انتقالٍ سلسٍ للحكم، شهد لها القاصي والداني في وقتها؛ ليجمعوا اليوم بعد مرور 5 سنوات على صدق نبوءة السُّلطان الراحل المغفور له بإذن الله تعالى قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- بحالة انبهار بحجم المُنجَز التنموي المُتحقق خلال سنوات نهضة بلادنا المتجددة، خلف القيادة الحكيمة لسلطان العزم والأمل مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -أبقاه الله- بمسيرة وطنية وعزم نهضوي تعكسه لغة الأرقام والمؤشرات، منحت تجربة بلادنا صك التميُّز في تجاوز اثنتين من أعتى الأزمات الاقتصادية في العصر الحديث: التأثيرات السلبية لجائحة "كوفيد-19"، والتراجع الحاد في أسعار النفط، وذلك بفضل الإرادة السياسية السامية لمُضاعفة الجهود من أجل الوصول للأفضل؛ ليأتي الحادي عشر من يناير هذا العام، بمثابة تجديدٍ للعهد والولاء في قيادتنا المظفرة، وأمل واعد بغدٍ أكثر إشراقًا وألقًا، يحمل تطلعات وأحلام كل العُمانيين ومن يسكن على أرضها الطيبة.


خمسُ سنوات كانت حافلة بكل تحمله الكلمة من معنى.. 470 مرسومًا سلطانيًا ساميًا أعادت هيكلة الجهاز الإداري للدولة، وحسَّنت البيئة التشريعية والاستثمارية والمالية، وعزَّزت استعادة سلطنة عُمان تموضعها على عدد كبير من المؤشرات الدولية، في ضوء مُستهدفات رؤية "عُمان 2040"؛ للمزاحمة على مصاف الدول المتقدمة، و6 لقاءات مباشرة بين جلالته وأبناء شعبه الأوفياء تعميقاً للتواصل الدائم واستمرارا للنهج العُماني المتفرد والأصيل، و6 مشاريع وطنية افتتحها جلالته -أبقاه الله- ووضع حجر الأساس لها؛ منها: مصفاة الدقم، ومتحف عُمان عبر الزمان، ومجمع عُمان الثقافي، ومستشفى المدينة الطبية، والأكاديمية السلطانية للإدارة، وتدشين مدينة السلطان هيثم، فضلًا عن العديد من المشاريع الخاصة في قطاعات التعليم، والصحة، والنقل، والطاقة، والأمن الغذائي، والسياحة، والصناعة، والهيدروجين الأخضر، والتي أعادت الحياة لقطاعاتنا الاقتصادية والتنموية، وعززت ثقة المؤسسات المحلية والدولية في الاقتصاد الوطني، فضلا عن الدماء الشبابية الجديدة التي انخرطت في قطاعات ومستويات العمل الوطني العليا والمتوسطة لتمكينهم من صنع واتخاذ القرار، والبرامج والمبادرات الوطنية التي ضمنت الوصول لوضع مالي واجتماعي آمن ومُستقر، والتعامل الشفَّاف مع ملف المُسرَّحين والباحثين عن عمل، وحزم التحفيز الاقتصادي لحل تحدي المديونية العامة للدولة.
وكلها إجراءات وخطوات تُبرهن على أننا نمضي بعزم أكيد على المسار الصحيح، وتجعل من الحادي عشر من يناير بمثابة أغلى المناسبات الوطنية ويوم خالد في مسيرة عُمان قيادة وأرضًا وشعبًا. فقد نجحت عُمان العزة والإباء، خلف القيادة الحكيمة للقائد المُفدّى أن تتخطى التحديات، التي ظنَّ البعض أننا سنحتاج لعقود من أجل تجاوزها، لكن الحقيقة التي أذهلت الجميع أننا وفي أقل من 3 سنوات بدأنا رحلة التعافي وتحقيق التوازن المالي الذي تحول سريعًا إلى فائض مالي. وأسهمت التوجيهات السامية السديدة في الارتقاء بمستوى معيشة المواطن وجودة حياته، خاصةً مع تطبيق منظومة الحماية الاجتماعية، التي لم تستثنِ أحدًا؛ بل شملت جميع فئات ومكوّنات المجتمع المُستحِقة، بدايةً من الأطفال والأيتام والأرامل، مرورًا بذوي الإعاقة، وليس انتهاءً بكبار السن، فضلًا عن توحيد صناديق التقاعد في بوتقة واحدة، ما أسهم في تعزيز جهود مجابهة المتطلبات المرتبطة بمنافع الحماية الاجتماعية.
وعلى المستوى الخارجي، سياسيًا ودبلوماسيًا، رسَّخت السياسات والتوجيهات السامية الكريمة، النهج العُماني المُتفرِّد إقليميًا ودوليًا؛ إذ ظلت عُمان واحة الأمن والسلام، والطرف الفاعل في مختلف القضايا المُتنازع عليها، إيمانًا برسالتها التاريخية الساعية إلى بسط الوئام والتعايش في أنحاء العالم.
وأخيرًا.. إنَّنا اليوم نقف على أعتاب واحدة من مراحل العمل الوطني، المُفعمة بالتجدُّد والعطاء، ذات معطيات خاصة تفرض تحريك البوصلة باتجاهها، بخطى وئيدة، وآمال عريضة، لنهج تنموي مُستدام، مقروناً بمواصلة العمل لتحقيق المزيد من التطلعات والحفاظ على مكتسبات هذا الوطن، بالعطاء والعمل والجد والاجتهاد، والمتابعة والتقييم، كل في مجاله وفي نطاق تخصصه، لتمضي بنا المسيرة الظافرة نحو مرافئ الازدهار والنماء، وتقود وطننا الحبيب تحت القيادة السامية لكل ما فيه خير المواطن وسعادته ورفاهيته..
كل عامٍ وعُمان وسلطانها المُعظم في سعادة ونماء.. كل عام وشعبنا الأبيّ يرفع هامات العزّ والفخر.
 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

5 سنوات سجن في الأردن ضد ناشط وجه رسالة إلى الملك.. هذا نصّها

قضت محكمة أمن الدولة الأردنية الثلاثاء، بالسجن خمس سنوات ضد الناشط أيمن صندوقة، بعد اعتقاله على إثر رسالة وجهها إلى الملك عبد الله الثاني.

وقال الشيخ سالم الفلاحات، أمين عام حزب الشراكة والإنقاذ (تم حله مؤخرا بقرار من المحكمة الإدارية)، إن أمن الدولة قضت بالسجن 5 سنوات على صندوقة (أحد أعضاء الحزب)، بعدما أدانته بتهمة "التحريض على مناهضة الحكم السياسي".

واعتقل أيمن صندوقة في 21 كانون الأول/ ديسمبر 2023 بعد أن كتب منشورا على فيسبوك، موجها إلى العاهل الأردني، ينتقد فيه علاقة الأردن بإسرائيل.

وفي 12 شباط/ فبراير، وجه النائب العام لمحكمة أمن الدولة إلى صندوقة تهمة التحريض على مُناهضة نظام الحكم السياسي، بموجب المادة 149 من قانون العقوبات. ونقلته قوات الأمن إلى سجن الطفيلة، على بعد أكثر من 180 كيلومترا خارج عمان.

وتاليا نص الرسالة التي كتبها صندوقة ووجهها إلى الملك عبد الله الثاني:

رسالة مفتوحة إلى الملك عبدالله الثاني ..
نظرا لأنني لا يمكنني لقاؤك، أو حتى إيصال مثل هذه الرسالة لك بشكل خاص، فإنني أكتبها وأرسلها لك عبر هذا الأثير واثقا أنها ستصلك فقط بهذه الصورة... وأرسلها لك إعذارا إلى الله تعالى ثم لئلا يقال أننا كنا شعبا كله جبناء عن قول الحق في وقته ومحله .. كما إنني غير معني بالديباجات والبروتوكولات في خطابك التي اعتاد أن يخاطبك بها الرسميون ...

السلام عليكم ورحمة الله.. وبعد:-
إنك وقد جعلت نفسك متحكما منفردا في كل مفاصل الدولة المدنية منها والعسكرية، فإنك غير معفى أمام الله تعالى ثم أمام الشعب الأردني ومن بعده الأمة كلها من مسؤولياتك الحقيقية تجاه فلسطين وما جرى ويجري فيها فضلا عن مسؤولياتك الأخرى عن كل ما يعانيه الأردنيون منذ أكثر من عقدين ، ولكن الحاضر اليوم هي فلسطين ووجعنا فيها وأملنا في رجالها، وهاك الملخص فلن أطيل:
إن الأردن الذي تحكمه منذ عقود على أطول خط مواجهة مع الاحتلال، ويقطنه أكبر تجمعات الشتات الفلسطيني، وقد أضاعت الأمة الأقصى والقدس والضفة الغربية في وقت كانت فيه كل تلك الأراضي أراض أردنية..

وإنني أراك اليوم - ورغم كل جرائم هذا العدو- أشد تمسكا باتفاقية السلام المزعوم معه من تمسك الأم بولدها ، علما أننا لم نجن من هذه الاتفاقية سيئة الذكر وكل ذيولها من إجراءات التطبيع إلا فقدان الكرامة وضياع الحقوق وانحراف المسار، فاختلت توازناتنا وعلاقاتنا منذ جعلتم العدو صديقا وحليفا ، واخترعتم لنا أعداء جددا ليسوا سوى أعداء أعدائنا ، وأدخلتمونا في حروب واصطفافات لا شأن لنا بها أحيانا، ولا تليق بنا في أحيان أخرى..

لقد سبق لوالدك الحسين أن فاجأ الجميع باتخاذ مواقف تاريخية واجه فيها الإرادة الصهوأمريكية في محطات بعينها ، وإن تلك المواقف لا تغيب عن الذاكرة لأنها كانت بعكس سياق الأحداث المتوقعة فعلا... ولعلك تذكر كيف غضب رحمه الله عندما امتدت اليد الغادرة لمحاولة اغتيال خالد مشعل في عمان ، فجعل اتفاقية السلام تلك في كفة وحياة المواطن المغدور في كفة ، مما جعل العدو يرضخ ويرسل الترياق للمغدور ويفرج عن الشيخ أحمد ياسين رحمه الله ونقل فورا من سجون الاحتلال إلى المدينة الطبية في عمان لتلقي العلاج.
أفلا تجد أيها الملك أن آلاف القتلى وعشرات آلاف الجرحى في فلسطين في أسبوع واحد يستحقون أن تضعهم في كفة مقابل اتفاقية الذل والعار تلك ؟!!

وجيشنا الأردني الذي تعلمنا أنه سمي بالجيش العربي لأنه ليس للأردن بل لكل العرب، متى يا ترى تأمره بالتحرك لاستكمال واجبه المقدس الذي بدأه الأجداد في اللطرون وباب الواد والكرامة؟! فنحن - أيها القائد الأعلى للقوات المسلحة- لم نقبل يوما بتحويل عقيدة جيش كله من أبنائنا المؤمنين الصادقين ليلتف لمقاتلة أعداء لم نعرفهم بعد بينما عدونا التاريخي ما يزال جاثما على جزء عزيز من أرضنا ، ويتربص ببقيتها، ويمتص خيرنا، ويقتل إخواننا ، وجيشنا يرزح في قيود القرار السياسي المكبل بانتظار الإذن من الخارج!!!

إننا لنصاب بالخجل كلما تعلق الناس بأمل تلقي الإسناد للمقاومة الفلسطينية من جهات ليس جيشنا العربي واحدا منها حيث أنهم قد غسلوا أيديهم منه أن ينصر الحق بعدما كبلتموه كل هذه العقود وكاد الناس أن ينسوا وجوده أساسا.. والمسؤولية عليك أنت في ذلك لا سواك، فاتق الله ثم اتق يوما يتركك فيه الكذابون والمصفقون لك بالحق والباطل خوفا من بطشك بأشكاله أو طمعا في عطائك بأشكاله... فالناس لا تثبت أحوالها معك إلى الأبد إن استمر إيلامها ونخزها فيما يعز عليها ..

ألا فتلمس طريق نجاتك في الدنيا والآخرة من نبض شعبك وأمتك ، وقد رفعوا أصواتهم فلا تصم أنت أذنيك إلا عن أولئك الذين اعتدت الاستجابة لهم في الخارج والداخل فأوصلوك وأوصلونا إلى ما نحن فيه اليوم ، فوالله هؤلاء أعداؤك فلا تستمر معهم عدوا لنفسك ، ولا تؤخر عمل اليوم إلى الغد.
أما إن أبيت إلا الانحياز لما اعتدت عليه فأنت وذاك..وربما تصلك رسالتي متأخرا ..
والسلام ..

مقالات مشابهة

  • حالات سقوط حق الموظف في الحصول على مقابل مادي عن الإجازات بالقانون
  • لايف ستايلز ستوديوز تستذكر هذه الأغنية: “خالدة رغم الزمن”
  • بعد قرار لبنان بترحيله.. ما هي التهم التي يواجهها عبد الرحمن يوسف القرضاوي؟
  • جلالة السلطان.. و5 سنوات من التحديات والإنجازات
  • جلالة السلطان يشمل برعايته السامية المهرجان السلطاني لسباق الخيل بمدينة العاديات
  • الرؤية السامية لتنمية المحافظات.. جهود استراتيجية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة وفق "عُمان 2040"
  • 5 سنوات سجن في الأردن ضد ناشط وجه رسالة إلى الملك.. هذا نصّها
  • الحكومة التي تسيِّر دولاب العمل الآن لا علاقة للكيزان بها، بل هي حكومة الآتي (..)
  • تحليل إسرائيلي لحجم الأسلحة التي جمعها حزب الله.. ما مصدرها؟