ورشة عمل في عدن تدعو الدولة لدعم صناعة الحديد والصلب والعمل على إعادة فتح المصانع المغلقة
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
شمسان بوست / عدن:
أوصت ورشة عمل “الخردة ثروة وطنية لدعم الصناعات المحلية”، التي رعاها وزير الدولة محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس، ونظمتها مؤسسة الرابطة الاقتصادية بالتعاون مع شركة المكلا للحديد والصلب المحدودة، بضرورة دعم صناعة الحديد والصلب وتنميتها وتقديم الحوافز لجذب الاستثمارات لهذا النشاط الاقتصادي الهام، باعتبارها من الصناعات السيادية التي تشكل أساساً مهماً للتنمية الاقتصادية.
وأكدت الورشة التي أقيمت، اليوم الثلاثاء، في العاصمة عدن، على ضرورة تفعيل العمل بالاتفاقية الموقعة بين تجار الخردة ومصانع الحديد بما يحفظ حقوق كل الأطراف، كما دعت الحكومة لوضع قيود صارمة على المواصفات للمنتجات المستوردة المنافسة للمنتج المحلي حماية من المنافسة غير العادلة.
وأوصى المشاركون في الورشة الدولة بإصدار لائحة تنظم تطبيق قرار منع تصدير الخردة بحيث يراعي مصالح تجار الخردة وحاجة صناعة الحديد على قاعدة لا ضرر ولا ضرار.
هذا وكان د. حسين الملعسي رئيس مؤسسة الرابطة الاقتصادية ميسر الورشة، قد تحدث في مستهل الورشة مرحبا بالجميع، مشيراً إلى الأهمية البالغة للورشة كونها تشخّص قضية هامة ألا وهي صناعة الحديد والصلب والمواد الخام المحلية التي تعد ثروة وطنية ومرتبطة بهذا النشاط الاقتصادي والاجتماعي الهام.
وأضاف إن سياسة منع تصدير الخردة هي إجراء تقوم به الحكومات بهدف حماية الموارد الوطنية ودعم وتشجيع الصناعات المحلية وتعزيز الاقتصاد الوطني. وتتضمن هذه السياسة حظر تصدير الخردة المعدنية مثل الحديد، والألمنيوم، والنحاس، أو فرض قيود على تصديرها وذلك لتحقيق عدة أهداف أبرزها دعم الصناعات المحلية، وحماية البيئة، وزيادة القيمة المضافة، وحماية الأمن القومي من خلال الحفاظ على المواد الاستراتيجية مثل المعادن النادرة داخل الدولة لاستخدامها في مشاريع تنموية أو دفاعية، إضافة إلى تعزيز الصناعات الوطنية وتحسين وضع ميزان المدفوعات ودعم الاقتصاد المحلي، مشيراً إلى إن السماح بتصدير الخردة إلى الخارج قد تسبب في إغلاق 3 مصانع حديد حتى الآن.
وقدم الأستاذ علوي باهرمز مستشار محافظ عدن لشؤون الإستثمار، ورقة حول أهمية تطبيق قرار منع تصدير الخردة، تحدث فيها عن أضرار القرار، مشيراً إلى فوائده والتي أبرزها فرض هيبة الدولة في تنفيذ القرار، كما أنه مؤشر مهم للمستثمرين ويحفزهم على الاستمرار في زيادة استثمارهم وتطويره، إضافة لكونه يعزز الصناعات المحلية ويدعم العملة المحلية ويحقق مزيداً من فرص العمل، وزيادة الإنتاج المحلي.
وفي الورشة قُدمت العديد من أوراق العمل، كانت الأولى للدكتور أحمد باريان مدير عام مصنع المكلا للحديد والصلب، بعنوان “الخردة ثروة وطينة لدعم الصناعات المحلية”، والورقة الثانية لهيئة الاستثمار بعنوان “دور هيئة الاستثمار في دعم الصناعات التحويلية”، والورقة الثالثة بعنوان “أهمية قرار تطبيق منع تصدير الخردة” والتي قدمها أ.علوي باهرمز مستشار محافظ عدن للشؤون الاستثمارية، فيما قدم الورقة الرابعة الأستاذ صالح الجفري بعنوان ” قرار وقف تصدير الحديد الخردة الآثار الإيجابية المرتقبة لنتائج التنفيذ”، وكانت الورقة الأخيرة للاستاذ جميل فاضل يعنوان “قرار وزير المالية بمنع تصدير الحديد الدوافع وآليات التنفيذ”.
وبعد ذلك تم فتح باب النقاش وقُدمت العديد من المداخلات، التي أكدت على أهمية تنظيم عملية تصدير الخردة بما يخدم التاجر وأصحاب المصانع، ويعزز الاقتصاد الوطني.
وبعد حوار معمق وتبادل للرؤى والخبرات، خلصت الورشة إلى مجموعة من التوصيات التي تهدف إلى تعزيز الصناعات الوطنية، وحماية الموارد المحلية، وتحقيق التكامل بين السياسات الاقتصادية والتشريعية لضمان تحقيق أقصى استفادة من ثروة الخردة.
وفيما يلي أبرز هذه التوصيات:
1- صناعة الحديد والصلب من الصناعات السيادية التي تشكل أساساً مهماً للتنمية الاقتصادية وتوصي الورشة الدولة بضرورة دعم هذه الصناعات وتنميتها وتقديم الحوافز لجذب الاستثمارات لهذا النشاط الاقتصادي الهام.
2- تحث الورشة الدولة على أهمية تطبيق قرار حظر تصدير الخردة وفرض عقوبات على المخالفين مع تشديد الرقابة على تنفيذ القرار ومنع التحايل عليه بأي شكل من الأشكال، مع وجود لائحة تنفيذية للقرار تنظم تنفيذه.
3- التأكيد على وجوب اتخاذ كافة الإجراءات لحماية الصناعات الوطنية المحلية وتقديم الحوافز لإنشاء المصانع خاصة مع ارتفاع تكاليف الطاقة وارتفاع أسعار المواد الخام وضعف القدرة التنافسية للصناعات المحلية أمام المنتجات المستوردة .
4- يجب على الحكومة وضع قيود صارمة على المواصفات للمنتجات المستوردة المنافسة للمنتج المحلي حماية من المنافسة غير العادلة.
5- ينبغي على السلطات المختصة تحفيز المشاريع الاستثمارية التي تقوم على تغطيه الطلب المحلي من المواد الخام مثل مشاريع التنقيب عن المعادن التي تهدف إلى تلبية حاجات الصناعات المحلية أو الموجهة للتصدير.
6- يطالب المشاركون الحكومة إنشاء معاهد تدريب عملية لرفع كفاءة الأيدي العاملة الوطنية وتقديم حوافز للشركات والمصانع التي تستبدل العمالة الأجنبية بالعمالة الوطنية المدربة.
7- الواقع يتطلب تحديث الخارطة الاستثمارية والخارطة المعدنية الوطنية وإقامة مؤتمرات سنوية لتشجيع الاستثمار في القطاعات الصناعية والتعدينية وفقا لهذه الخرائط مصحوبة بمجموعة من المحفزات القانونية والضريبية والجمركية .
8- لابد من فرض رسوم حمائية وقائية لصناعة الحديد والصلب لدعم الصناعة الوطنية تفرض على المستوردين اسوة بمصر والهند.
9- تقديم تسهيلات ضريبية محفزه للشركات ومصانع الحديد لاستيراد الوقود من الخارج في ظل ضوابط محدده تمنع استخدام الوقود لغير الغرض المحدد له.
10- دعوة الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الجبايات غير القانونية على منتجات المصانع في الطرقات .
11- إعداد مشاريع قوانين تحدد وتنظم سوق تجاره الخردة والمشتغلين فيه بحيث يستوعب الإجراءات والآليات المنظمة للتعامل مع هذه الثروات.
12- دعوة البنوك المحلية إلى تمويل الصناعات التي تعتمد على المواد الخام المحلية بقروض ميسره.
13- ضرورة تشجيع الاستثمارات التي تستخدم الخردة بكافه أنواعها في الصناعة ومنحها تسهيلات مثل الارض وسرعه البت فيها.
14- على الحكومة دراسة كافة أسباب توقف مصانع الحديد الوطنية ومعالجتها والسعي لإعادة فتح المصانع المغلقة .
15- على الأطراف المتصارعة إبعاد صراعاتهم السياسية والعسكرية عن الاقتصاد، وحماية الصناعات أثناء النزاع، مع إقرار قوانين لحماية القطاع الصناعي أثناء الكوارث.
16- لابد من وجود حساب ميزان الربح والخسارة في الجانب الاقتصادي لأي قرار تتخذه الحكومة.
17- لابد من إقرار قوانين لحماية المشتغلين في المصانع.
18- على الحكومة حل مشكلة تردي الخدمات العامة كمدخل لدعم وتحفيز الاستثمارات في الصناعات التحويلية.
19- على الحكومة الإسراع بتنفيذ مشروع المنطقة الصناعية في عدن.
20- يجب إعداد دراسة واقعية لحجم الاحتياج الفعلي للمصانع من الخردة وإجمالي حجم الخردة في السوق المحلي وتحديد حجم الفجوة ونوعها وفي حالة وجود فائض في عرض الخردة يسمح بتصدير الفائض.
21- استحداث إدارة مختصة ” بالخردة المعدنية وإدارة المخلفات الصلبة ” تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية كونها الجهة المختصة بالثروات المعدنية، مع تزويدها بأجهزة الفحص وتحديث المختبرات.
حضر الورشة قيادة مصنع المكلا للحديد والصلب المحدودة، ومسؤولون من ميناء عدن، ومصلحة الجمارك، والغرفة التجارية والصناعية، والهيئة العليا لمكافحة الفساد، وخبراء اقتصاديين، وعدد من تجار الخردة.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: صناعة الحدید والصلب الصناعات المحلیة دعم الصناعات المواد الخام على الحکومة
إقرأ أيضاً:
طلب مناقشة حول سياسة الحكومة في تطوير الثروة المعدنية على طاولة الشيوخ.. اليوم
يستكمل مجلس الشيوخ خلال جلسته العامة اليوم الاثنين، برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، مناقشة طلبى مناقشة عامة، لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن تطوير واستغلال ثروة مصر التعدينية.
وأشار النائب جلال أبو الدهب فى طلب المناقشة المقدم منه وأكثر من عشرين عضوا من الأعضاء إلى أن مصر تمتلك العديد من الكنوز المدفونة، ولا تزال في انتظار من يستخرجها حتى الآن، لافتا ألى أن الذهب من ضمن الموارد التي لم تأخذ حقها في التنقيب بشكل جدى داخل الأراضي المصرية، بل إن المناجم الموجودة بها العديد من المشاكل وهناك ٩٤% من مساحة مصر الصحراوية غنية بالموارد التعدينية المتنوعة والمكنزة بباطن الأرض والمختلفة من حيث النوع والكم وأماكن التوزيع، إلا أن القليل منها مستغل.
وقال إن هناك أكثر من 39 خامة من المعادن تدخل في الكثير من الصناعات وإذا تم توظيفها واستغلالها ستوفر العملات الصعبة وتؤدى إلى زيادة التصدير وتحد من الاستيراد، مضيفا “تتسم الثروة التعدينية في مصر بوجودها على سطح الأرض، أو بما يعرف لدى الجيولوجيين ب open book وهو أجود الوضعيات الجيولوجية للثروات، بالإضافة الى وجودها بأماكن قريبة من الطرق الرئيسية والموانئ، مما يسهل عملية النقل للتصدير”.
وأشار إلى امتلاك مصر الكثير من المعادن التي تتنوع من حيث النوع والكم وأماكن التوزيع، مضيفا تنقسم الثروات المعدنية بمصر إلى أنواع أساسية، وفقا لرؤية مصر الإستراتيجية ٢٠٣٠، وهى خامات الطاقة مثل الخامات الكربونية والمشعة والخامات الفلزية مثل الخامات الحديدية وغير الحديدية والمعادن النفيسة والخامات اللافلزية مثل خامات الصناعات الكيميائية والأسمدة كالفوسفات وخامات الحراريات والسيراميك وخامات مواد البناء والرصف وأحجار الزينة والأحجار الكريمة وشبه الكريمة.
وقال النائب إن تنمية الثروة المعدنية في مصر أمرًا هامًا حتى تضحى أحد عناصر الدخل القومي؛ لافتا الى ضرورة العمل المخطط لتحقيقه انطلاقا من أن الثروة المعدنية في أي من دول العالم هي أحد الدعامات الأساسية التي ترتكز عليها في تطوير صناعاتها وتنمية اقتصادها وإن عمليات استغلال هذه الثروات يجب أن تكون مبنية على أسس علمية ومدروسة وفق مجموعة من الإجراءات والتدابير الحاكمة لعمليات البحث والاستكشاف عن هذه الخامات واستخدام أفضل الطرق لاستخراجها واستغلالها بطريقة اقتصادية.
ودعا النائب لاستيضاح سياسات الحكومة بشأن تطوير واستغلال ثروة مصر التعدينية وبصفة خاصة خطط تطوير المناجم والمحاجر.
أما طلب المناقشة فهو مقدم من النائبة نهى احمد زكى بشان استيضاح سياسات الحكومة نحو تعظيم استغلال ثروات مصر المعدنية بالشكل الأمثل والرشيد".
وقالت النائبة فى طلب المناقشة إن مصر لديها لعديد من المميزات والثروات، فمصر بموقعها الفريد بين ثلاث قارات، إلى جانب العديد من الثروات الطبيعية، والتي من بينها الثروة المعدنية ذات الأهمية الاقتصادية العظيمة؛ مؤهلة بحسن استغلال تلك المزايا والثروات أن تحقق تنمية حقيقية شاملة نصبو إليها.
واستطردت قائلة مع اتجاه الدولة المصرية نحو التنمية لبناء الجمهورية الجديدة فإن تنمية وحسن استغلال الثروات الطبيعية يعد أحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية خاصة وأن مصر تزخر بثروة معدنية متنوعة يصنف بعضها على أنه نفيس ونادر تقام عليه العديد من الصناعات المتطورة، الأمر الذي يستلزم العمل على حسن استغلال تلك الثروة وتنميتها وإكسابها قيمة مضافة بما يعظم الدخل القومي ومن ثم تحقيق تنمية الاقتصاد المصري.
ولفتت إلى تمتع مصر بثروة معدنية هائلة ومتنوعة؛ تختلف في خواصها ، حيث تشمل خامات الطاقة التي تشتمل على المواد البترولية كالبترول والغاز الطبيعي، وخامات الطاقة الصلبة والتي من أهمها: الخامات الكربونية؛ كالفحم، والخامات المشعة؛ كاليورانيوم والذي يستخدم في إنتاج الطاقة النووية مشيرة الى ان خامات الطاقة من بترول وغاز طبيعي هي المحرك الرئيسي للصناعة والدافع لكافة الأنشطة الاقتصادية، وبالتالي فإن العمل على جذب الاستثمارات في أنشطة قطاع البترول وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في كافة مراحل أنشطة القطاع من بحث واستكشاف، ونقل وتخزين وتغيير، وإضفاء القيمة المضافة من خلال صناعة البتروكيماويات يعد أمراً حيوياً يسعى له قطاع البترول منذ سنوات.
وأشارت إلى أن الثروة المعدنية في مصر تشمل أيضا خامات متنوعة أخرى لها أهمية اقتصادية كبيرة مثل الحديد الذي يعد عصب الصناعات الثقيلة كصناعة السيارات والقطارات والنحاس الذي يستخدم في صناعة الأسلاك الكهربائية والمجوهرات والمبادلات الحرارية، والزنك الذي يستخدم في صناعة بطاريات الليثيوم والأجهزة الإلكترونية، الألواح الشمسية، والطلاءات المضادة للتآكل وغيرها، والرصاص الذي يستخدم في صناعة البطاريات، والأعمال الكهربائية، والأعمال البنائية، والرمال السوداء التي تحتوي على نسبة عالية من المعادن الثقيلة تكتسب أهمية اقتصادية كبيرة حيث تدخل في صناعات استراتيجية هامة من بينها صناعة هياكل الطائرات والسيارات، وكذلك الصناعات الإلكترونية والتكنولوجية المتنوعة، ورمال السيليكا التي تستخدم في صناعة جميع أنواع الكريستال والإلكترونيات والخلايا الضوئية. وهناك أيضاً المعادن النفيسة مثل الذهب والفضة والبلاتين إضافة إلى ما سبق تتمتع مصر بخامات الصناعات الكيميائية والأسمدة خامات الحراريات والسيراميك، خامات مواد البناء والرصف، علاوة على ثروة محجرية كبيرة.
وتابعت النائبة أنه في ظل توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالعمل على تعظيم استغلال الثروة المعدنية المصرية؛ نطالب الحكومة إلقاء الضوء على سياساتها واستراتيجيتها المتعلقة بإدارة الثروة المعدنية في مصر على مستوى تنمية خامات الطاقة المتمثلة في البترول والغاز الطبيعي وجذب الاستثمارات في مجال البحث والإنتاج وتعظيم القيمة المضافة لتلك الثروة ، وأيضاً على مستوى الخامات المعدنية الأخرى وسبل تنميتها وتطويرها بما يحقق التنمية الصناعية.
وطالبت النائبة الحكومة، بإيضاح استراتيجيتها المتعلقة بتطوير الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية وتحويلها من هيئة خدمية إلى هيئة اقتصادية وبيان المدى الزمني اللازم لتحقيق ذلك بما يكفل تطوير هذا القطاع الهام لتعظيم استغلال ثروات مصر المعدنية وبما يضمن حقوق الأجيال القادمة.